Sadaonline

إسرائيل تتحدى المجتمع الدولي: 22 مستوطنة جديدة تضع كندا أمام اختبار المصداقية

كندا والدول الأوروبية أمام مفترق طرق حاسم

في خطوة وُصفت بأنها تصعيدية ومثيرة للجدل، أعلنت الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع عن خطط لبناء أو تقنين 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، متجاهلة تحذيرات دولية صريحة من كندا وفرنسا والمملكة المتحدة، ما يضع أوتاوا أمام ضرورة تحويل كلماتها إلى أفعال، بحسب خبراء.
وقال السفير الكندي السابق لدى إسرائيل، جون آلن، في تصريح لـ CBC: "إنها رسالة واضحة للعالم مفادها أن إسرائيل لم تعد تكترث بما يفكر فيه المجتمع الدولي". وأضاف أن هذا القرار يمثل تصعيداً خطيراً، ليس فقط بسبب عدد المستوطنات، بل أيضاً لأنه يشرعن بؤرًا استيطانية غير قانونية حتى بموجب القانون الإسرائيلي نفسه. تأتي هذه الخطوة بعد أسبوع من إصدار رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ونظيريه البريطاني والفرنسي، بيانًا مشتركًا طالبوا فيه إسرائيل بوقف التوسع الاستيطاني، وهددوا باتخاذ "إجراءات إضافية، بما في ذلك عقوبات مستهدفة". من جانبه، قال توماس جونو، الأستاذ في جامعة أوتاوا والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الكندية، إن "كندا والدول الأوروبية أمام مفترق طرق حاسم: إما فرض عقوبات على إسرائيل أو فقدان مصداقيتها بالكامل". وأضاف: "إذا لم يُتبع هذا البيان بتحرك حقيقي بعد إعلان 22 مستوطنة جديدة، فإن كل ما قيل سيكون مجرد حبر على ورق".

 

وأشار الخبراء إلى أن أبرز من يقف خلف التوسع الاستيطاني هم وزراء متطرفون في حكومة نتنياهو، وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، المعروف بمواقفه المتشددة وتصريحاته العدوانية، بما في ذلك تلميحاته إلى تهجير سكان غزة و"محو نسلهم"، في إشارة إلى دعوات إبادة صريحة. سموتريتش، الذي كان قد اعتُقل في 2005 بتهم تتعلق بالتخطيط لهجمات لمنع إخلاء مستوطنات، أصبح اليوم ثاني أقوى شخصية في الحكومة الإسرائيلية، ويمتلك سلطات تنفيذية واسعة في الضفة الغربية. ويرى جون آلن أن العقوبات الفعلية يجب أن تستهدف هؤلاء الوزراء، وليس فقط المستوطنين المتطرفين الأفراد، الذين يتعاملون مع العقوبات كوسام شرف. "إذا أرادت كندا الحفاظ على مصداقيتها، فعليها فرض عقوبات على سموتريتش، بن غفير ووزير الدفاع يسرائيل كاتس"، بحسب آلن.
رغم أن العلاقة الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لا سيما مع إدارة ترامب الحالية، تقلل من تأثير الضغوط الأوروبية، إلا أن ألمانيا وإيطاليا بدأتا أيضاً بتوجيه انتقادات غير مسبوقة للحرب في غزة ولسياسات إسرائيل، مع التهديد بعواقب دبلوماسية. ومن المرجح، بحسب الخبراء، أن تنسق كندا خطواتها المقبلة مع حلفائها الأوروبيين. "عندما تتحرك كندا ضمن تحالف دولي، يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي"، يقول جونو، مشيراً إلى إمكانية فرض عقوبات متزامنة ودعم موازٍ للسلطة الفلسطينية والمعسكر السلمي في إسرائيل. في ختام التحليل، شدد جونو على أن "البديل الوحيد المقبول إنسانيًا وسياسيًا هو التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، رغم إدراك الجميع بأن السلام يبدو بعيد المنال.

 

*صورة المادة الخبرية من موقع  FREEPIK لأغراض توضيحية.