Sadaonline

المحافظون يحملون الحكومة الكندية المسؤولية : "اليهود لم يعودوا بأمان في كندا"

غريب ربط هوساكوس وجماعة المحافظين عموما بين الجالية اليهودية الكندية وهي جالية مسالمة وبين اسرائيل التي ترتكب ابادة موصوفة بحق الفلسطينيين

تصريحات لافتة ادلى بها السيناتور المحافظ ليو هوساكوس، زعيم المعارضة في كندا، في الوقوف الى جانب اسرائيل وربطه بين الدفاع عنها مكافحة معاداة السامية محليًا.

فقد اشار هوساكوس في تصريح له امام البرلمان الكندي الى أن  "اليهود لم يعودوا بأمان في كندا. هذه حقيقة، وليست مجرد شعور"، محمّلاً القادة السياسيين مسؤولية الإخفاق في التصدي بشكل فعّال لموجة معاداة السامية المتصاعدة.

واعتبر هوساكوس أن سلامة الجالية اليهودية باتت تحت تهديد حقيقي، وأن على القيادة السياسية أن تتحمل مسؤولياتها بشكل حاسم.


المسؤولية السياسية ومكافحة الكراهية

هوساكوس قال ايضا: "السياسيون يتحمّلون جزءاً كبيراً من المسؤولية،" مشيرًا إلى أن التراخي السياسي وعدم اتخاذ إجراءات فعالة سمحا لمعاداة السامية بالانتشار. ودعا جميع المسؤولين المنتخبين إلى الوقوف الصريح وغير المشروط إلى جانب إسرائيل والجالية اليهودية في كندا، مؤكدًا أن حماية الكنديين اليهود هي واجب أساسي للحكومة.

وقد لقيت تصريحات السيناتور صدى واسعًا بين المنظمات اليهودية وقادة المجتمع الذين حذروا مرارًا من تزايد أخطار معاداة السامية في البلاد. وتشكل دعوته نداءً لتطبيق سياسات وإجراءات تنفيذية ملموسة تهدف إلى حماية الأرواح اليهودية والحفاظ على التراث الثقافي والديني.


الوقوف بثبات إلى جانب إسرائيل ويهود كندا

والغريب في ربط هوساكوس وجماعة المحافظين عموما بين الجالية اليهودية الكندية وهي جالية مسالمة، وبين اسرائيل التي ترتكب إبادة موصوفة بحق الفلسطينيين حيث سلط السيناتور هوساكوس الضوء على الترابط الوثيق بين الجالية اليهودية الكندية ودولة إسرائيل، مطالبًا السياسيين الكنديين بدعم لا لبس فيه لإسرائيل. وأوضح أن الدفاع عن إسرائيل لا يقتصر على كونه مسألة سياسة خارجية، بل يُعد ركيزة أساسية في مكافحة معاداة السامية محليًا.

وأضاف: "لم يكن الحديث في مثل هذه المواضيع أكثر أهمية من الآن،" داعيًا الكنديين من مختلف الخلفيات إلى التكاتف ضد الكراهية، والعمل من أجل الحرية والكرامة والأمن للكنديين اليهود.


 وأكد أن على القادة الكنديين أن يتجاوزوا الخطابات الرمزية ويباشروا بتنفيذ استراتيجيات حقيقية تشمل:

- حماية المجتمعات اليهودية،

- تطبيق صارم لقوانين جرائم الكراهية،

- التوعية المجتمعية بمخاطر معاداة السامية.

انحياز واضح لإسرائيل

هذا التصريح ينم عن انحياز واضح وغير متوازن لإسرائيل دون الاعتراف بمعاناة المسلمين، وخاصة الفلسطينيين، الذين يتعرضون هم أيضًا للعنف، التمييز، وخطاب الكراهية. كما ان التركيز على "الدفاع عن إسرائيل" كمكون أساسي لمحاربة معاداة السامية قد يُعتبر تجاهلاً لمشاعر المسلمين الكنديين، خصوصاً في ظل تصاعد الاحتجاجات حول الحرب في غزة والانتهاكات ضد الفلسطينيين.

ومما لا شك فيه ان التعاطف مع الدعوة لمحاربة معاداة السامية وكل أشكال الكراهية والعنصرية – بما فيها ضد اليهود – امر اساسي ومن صلب قناعاتنا، كما هو الموقف ضد الإسلاموفوبيا ومظاهر العداء للمسلمين التي تتكرر في كندا. لكن هناك مخاوف من ان تكون دعوة السيناتور هوساكوس لدعم إسرائيل دون شروط تعني قمع أو تجريم التضامن مع فلسطين، وان يكون تهديدا مباشرا لحرية التعبير وحرية التظاهر التي يمارسها كثير من المسلمين الكنديين، خصوصاً الشباب والطلبة.

على السياسيين الكنديين، بما فيهم السيناتور هوساكوس، بأن يستخدموا خطابًا يشمل كل الأقليات ويبتعد عن الاصطفاف السياسي والديني، خاصة في قضايا معقدة مثل الصراع في الشرق الأوسط، الذي يؤثر على النسيج المجتمعي الكندي المتعدد الأديان والثقافات.

* الصورة مقتطعة من اليوتيوب من فيديو تصريح هوساكوس

واختتم بالتأكيد على أن سلامة الكنديين اليهود تمثل اختبارًا حاسمًا لالتزام كندا بحقوق الإنسان والتعددية.