أثارت خطوة الولايات المتحدة في تعليق واردات الماشية المكسيكية في نهاية الأسبوع الماضي، تحذيرات من إمكانية انتشار "الديدان الملتوية" في كندا، وهو ما قد يكون له عواقب صحية واقتصادية وخيمة. في تصريح لخبراء الصحة العامة، أشار جاكوب شيلي، أستاذ علوم الصحة في جامعة "ويسترن" في أونتاريو، إلى ضرورة أخذ هذا التهديد على محمل الجد. وقال شيلي في مقابلة مع CTVNews.ca يوم الأربعاء، من مدينة "باريس" في أونتاريو: "كلما كان لدينا آفة تنتشر بين الحيوانات، يمكن أن تهدد نظامًا بيئيًا كاملًا، ويجب أن نكون قلقين بشأن ذلك". وأضاف أن خطر "الديدان الملتوية" يمكن أن يمتد إلى كندا ويؤثر على صناعة الثروة الحيوانية. وكان قد تم اكتشاف الآفة في شحنات الماشية المكسيكية في نوفمبر 2024، مما دفع الحكومة الأمريكية إلى فرض حظر مؤقت على واردات الماشية الحية. ومع ذلك، رفعت الولايات المتحدة الحظر في فبراير 2025 بعد وضع بروتوكولات لتقييم الحيوانات القادمة. لكن في 14 مايو، عادت الولايات المتحدة لتوقف الواردات مرة أخرى، مما دفع المكسيك إلى اتخاذ إجراءات لتقليص صادراتها من الماشية من أمريكا الوسطى.

تنتشر الديدان الملتوية في مناطق مثل كوبا، هايتي، جمهورية الدومينيكان، والعديد من الدول الأمريكية الجنوبية، وقد عبرت إلى أمريكا الوسطى والمكسيك. في كندا، تم تسجيل حالة إصابة في أحد المسافرين العائدين من كوستاريكا، التي أعلنت حالة طوارئ بسبب انتشار الديدان في فبراير 2025. الدكتور إسحاق بوجوش، متخصص في الأمراض المعدية في مستشفى "تورنتو العام"، أشار إلى أن "الديدان الملتوية" ليست مرضًا معديًا بالمعنى التقليدي، بل هي آفة تسببها يرقات ذبابة تضع بيضها في الجروح المفتوحة سواء للحيوانات أو البشر. وأضاف أن اليرقات تتغذى على الأنسجة الحية، مما يجعلها تسبب أضرارًا كبيرة قد تصل إلى الوفاة. على الرغم من أن كندا لديها بنية تحتية لمراقبة الآفات، إلا أن شيللي أشار إلى أن "النظام غير مجهز بشكل كافٍ" لمنع انتشار هذه الحشرات المدمرة. ولفت إلى أن تقليص عمليات التفتيش في الولايات المتحدة يزيد من تعقيد الموقف، مما يترك كندا في موقف حرج في حال تم إدخال هذه الآفة إلى بيئتها.إذا انتشرت هذه الآفة إلى كندا، قد يكون من الضروري التخلص من الماشية المصابة، مما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار اللحوم. وقال شيلي: "إذا انتشرت الديدان الملتوية، فإن تأثيرها قد يكون كارثيًا على الصناعة بالكامل في كندا، وبالتالي ينبغي أخذ الحيطة والحذر".

*صورة المادة الخبرية من صفحة freepik لأغراض توضيحية.