الكاتبة رندة عسيلي ـ مونتريال
في هذا العالم الحديث، لا تُحكم الأمور بالعدل… بل تُحكم بالغلبة.
تُذبح الحقيقة على مذابح المصالح، ثم تُلفّ بكفنٍ حريري اسمه “حقوق الإنسان”.
يتكلمون عن الكرامة،
لكنهم يغضّون البصر عن الجوعى، عن المقهورين، عن الذين تُسحق أرواحهم في صمت.
ينادون بالعدالة،
لكنهم لا يسمعون إلا صدى أصواتهم حين يكون المظلوم غريبًا، لا نفع فيه، ولا ثمن لوجعه.
أصبحنا نعيش في غابة…
لكنها غابة متحضّرة، أنيقة، تعزف الموسيقى أثناء القتل، وتبتسم للكاميرات وهي تسرق حياة الشعوب.
هنا، لا يُحترم الإنسان،
بل يُحسب وزنه بعملة، ونفعه بسياسة، وخضوعه بمنطق القوة وكلها تحت عناوين براقة في كتاب وهم حقوق الإنسان وتضيع الحقيقة بين حقوق بلا إنسان وإنسان بلا حقوق ويبقى الوهم...
فلا تفتخر بأنك حر…
فالحرية اصبح لها معايير جديدة تنسجم مع منطوق القوة والضعف وأداة التغيير حسب طبيعة المصالح، فالويل الويل لمن ضعفت أحواله ليجد نفسه خارج دائرة حرية هذا الزمان
إلا إن كنت ترى الزيف وتعرف كيف تواجهه، بالكلمة، بالموقف، أو حتى بالصمت الذي لا يخضع.
* الصورة من موقع freepik لاغراض توضيحية فقط
74 مشاهدة
03 يونيو, 2025
139 مشاهدة
02 يونيو, 2025
87 مشاهدة
02 يونيو, 2025