Sadaonline

حفل خيري حاشد لجمعية كشافة ومرشدات المسلم في مونتريال لدعم مشروع المخيم الكشفي

شهد الحفل حضوراً لافتاً من أبناء الجالية والقادة الكشفيين وممثلي المؤسسات الاجتماعية

 مونتريال – تحت شعار "معكم منكفّي ومنكبر"، أقامت جمعية كشافة ومرشدات المسلم في مونتريال حفلاً خيرياً مميزاً مساء الأحد الماضي في الثامن من حزيران، لدعم مشروع شراء وتأهيل المخيم الكشفي التابع للجمعية. وقد شهد الحفل حضوراً لافتاً من أبناء الجالية والقادة الكشفيين وممثلي المؤسسات الاجتماعية في مدينتي مونتريال ولافال، في ليلة جمعت بين البذل والعطاء والفرح.

 

الترحيب: لقاء تحت عين الله

قدّم الحفل القائد بلال قبيسي باللغة العربية، والقائد ياسمين عبد الله باللغة الفرنسية. افتتح الحفل القائد بلال قبيسي بكلمة ترحيبية استهلها بالحديث عن سبل الوصول إلى الله، مؤكداً أن "الكشَّاف يمثل أحد هذه السبل النبيلة، خاصة عندما يكون مقروناً بالتربية الإسلامية الأصيلة". وأشار إلى أن جمعية كشافة ومرشدات المسلم تميزت منذ تأسيسها عام 1992 بكونها "مشروعاً شاملاً يربط الأجيال بجذورها"، من خلال برامجها المتنوعة، التي تضم بالإضافة إلى النشاط الكشفي:

مدرسة المصطفى لِتعليم اللُّغةِ العَرَبِيَّةِ.

مدرسة القُرآنِ الكريم لِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللهِ وَتِلاوَتِهِ..

مَعْهَد الرُّوبُوتِيكْ لِرَبْطِ العِلْمِ بِالإِيمَانِ..

مَلْتَقَى العَوَائِلِ لِتَوْثِيقِ الرَّوابِطِ الأُسَرِيَّةِ.

مَعْهَد المصطفى للعلوم الدينية.

فريق كرة القدم FC Horizon.

وأوضح أن المخيم الكشفي هو في جوهره "مؤسسة تربوية تهدف إلى بناء مجتمع متجذر في القيم"، داعياً الحضور إلى "التجارة مع الله" بدعم هذا الصرح.

لحظات مهيبة تعكس قيم الجمعية

تميز الحفل بلحظات مؤثرة جسدت روح الجمعية وأهدافها النبيلة. فعند أداء النشيدين الوطنيين اللبناني والكندي، وقف الحضور وقفة إجلال واحترام، في مشهد يعكس التمسك بالهوية والانتماء. تلا ذلك دعوة القائد بلال قبيسي لقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح المظلومين والمستضعفين، في لحظة جمعت القلوب على قيم الرحمة والتضامن الإنساني.

لكن الفقرة الأكثر تأثيراً كانت عند أداء نشيد الكشاف، حيث اصطف القادة الكشفيون بهندامهم الكشفي على جانبي المنصة في وقفة الاستعداد المهيبة لتأدية النشيد الكشفي، في مشهد يعكس روح العزة والانضباط والاتحاد، وهو الهدف الأسمى للجمعية.

 

تلاوة قرآنية عطرة

أبهج كورال مدرسة القرآن الكريم الحضور بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، تحت إشراف الأخ حسان قصير. تميز الأداء بتناغم لافت بين مختلف العناصر الكشفيين المشاركين، مما أضفى على الفقرة جواً من الخشوع والروحانية. وقد لاقت التلاوة استحساناً كبيراً من الحضور الذين تفاعلوا مع الآيات الكريمة بتأمل وإجلال.

 

 فقرة الفرقة الموسيقية والدرامز: إيقاعات تعكس الروح الكشفية

بعد ذلك، قدمت الفرقة الموسيقية الكشفية فقرة مميزة تحت إشراف وتدريب القائد حسين صبح والمساعد علي ضاوي، حيث أظهر العناصر الكشفيون مهارة عالية في تناغم الإيقاعات وضربات الطبول. تميز الأداء بـدقة التوقيت والانضباط الجماعي وتنوع الإيقاعات التي تعكس حيوية الحياة الكشفية.

جسدت الفقرة روح العمل الجماعي والانضباط وقد لاقت الفقرة تفاعلاً كبيراً من الحضور الذين انبهروا بالأداء المتقن. هذه الفقرة تأتي ضمن برنامج الجمعية لاكتشاف المواهب وصقلها، حيث توفر تدريبات منتظمة في الفنون الموسيقية ضمن أنشطتها التربوية.

 

العلامة الشيخ محمد مهدي الناصري: دعوة إلى الاستثمار في المستقبل

توجه سماحة العلامة الشيخ محمد مهدي الناصري (أبو زهراء) في كلمة مسجلة إلى الحضور مؤكداً على الأجر الكبير للمساهمة في مشروع المخيم الكشفي، حيث وصفه بأنه "صدقة جارية" تخدم أبناء الجالية وتوفر لهم بيئة آمنة وتربوية. واستشهد فضيلته بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن قامت على أحدكم القيامة، وفي يده فسيلة فليغرسها"، مشيراً إلى أن دعم مثل هذا المشروع هو غرس للخير حتى في أحلك الظروف.

كما دعا الشيخ الناصري الجميع إلى مد يد العون لهذا الصرح التربوي، مؤكداً أن المخيم لن يكون مجرد مكان للترفيه، بل متنفساً لأبنائنا ودرعاً يحفظ قيم وعقائد عائلاتنا في بلاد الاغتراب. واختتم كلمته بدعوة الحضور للمساهمة الفاعلة بالجهد والمال في هذا المشروع المبارك.

 

الكورال الكشفي: إبداع يلامس القلوب

تابع البرنامج مع فرقة الكورال الكشفي بقيادة المايسترو مهند رزق - خريج المعهد العالي للموسيقى بدمشق - التي قدمت أنشودتي "سطع النور" و"علي أميري". الفرقة التي تضم مجموعة من القادة والعناصر الكشفيين الموهوبين، أظهرت أداءً متناسقاً وعالي المستوى، مما أضفى على الحفل بعداً فنياً رفيعاً.

تميز الأداء بالاحترافية والتزامن الصوتي، مما يعكس الجهد الكبير الذي بذله المايسترو رزق والفرقة خلال فترات التدريب المكثفة. هذه الفقرة الفنية جاءت كجزء من رؤية مفوضية الفنون في الجمعية لدمج التربية الفنية مع البرنامج الكشفي، سعياً لاكتشاف المواهب وصقلها.

 

فيديو الجمعية: رحلة عطاء تمتد عبر العقود

ثم قدمت الجمعية فيلماً وثائقياً قصيراً من إنتاجها الخاص بالتعاون مع شركة ETCH Productions، استعرضت فيه المحطات الرئيسية لمسيرتها التربوية منذ التأسيس وحتى اليوم.

بدايةً، افتتح الفيلم بمشهد رمزي مؤثر يصور الجمعية كشجرة صغيرة يزرعها طفل كشفي في أرض قاحلة، لتنمو مع السنين وتتحول إلى شجرة باسقة تثمر العطاء، بينما يكبر ذلك الطفل ليصبح قائداً كشفياً يتابع المسيرة.

تضمن الفيلم شهادات حية لعدد من القادة الكشفيين الذين استعرضوا أبرز إنجازات الجمعية، من مرحلة التأسيس منذ انطلاق مدرسة اللغة العربية والنشاط الكشفي، مروراً بشراء بيت الكشافة كأول مقر دائم للجمعية، إلى العديد من النشاطات والمشاريع التابعة للجمعية، والتي تضمنت:

مدرسة القرآن الكريم

إنشاء المعهد الإسلامي وبرامج التربية الدينية

تطوير برامج رياضية مثل مدرسة كرة القدم

إنجازات نادي الروبوتيك في مجال التكنولوجيا

فعاليات إحياء ذكرى عاشوراء والمناسبات الدينية

الاحتفالات السنوية والأعمال الفنية المتميزة

كما سلط الفيلم الضوء على المشروع الحالي لشراء وتأهيل المخيم الكشفي كأحدث محطة في مسيرة الجمعية وتشجيع الجميع على المساهمة الفاعلة في المشروع.

الفيلم من تصوير الأخوة المبدعين حسام عاصي وعلي قنديل، مونتاج وإخراج الأخ جواد دهيني.

 

المخيم الكشفي: صرح تربوي للأجيال

يقع المخيم الكشفي على بعد 50 دقيقة من مدينة مونتريال، على مساحة 240 ألف قدم مربع، ويضم مجموعة من المباني والشاليهات المجهزة لاستقبال الفعاليات الكشفية والأنشطة المجتمعية. ويشكل المخيم مشروعاً طموحاً لترسيخ القيم في نفوس أبنائنا وبناء الشخصية على الطريق السوّي. وقد عرض مسؤول المخيم القائد بلال مواسي بالتفصيل مراحل تأهيل المخيم والاستثمارات المطلوبة لإكمال المشروع. كما عرض مجموعة من الصور لسير الأعمال الجارية.

 

رئيسة بلدية مونتريال شمال كريستين بلاك: دعم وتقدير للمشروع الكشفي

في كلمة مقتضبة لكنها مؤثرة، عبرت السيدة كريستين بلاك رئيسة بلدية مونتريال نورد عن امتنانها العميق لدعوتها لهذا الحفل الخيري المميز، وتقديرها الكبير لدور الجمعية في تنمية العمل الاجتماعي. كما أعربت عن أملها في أن تنجح حملة جمع التبرعات لتحقيق الأهداف المرجوة، وأن يتم ترميم المخيم الكشفي بالشكل الأمثل حتى يصبح المكان مؤهلاً لاستقبال الأطفال بكل حب وترحاب.

 

النائب الفيدرالي عبد الحق ساري: رؤية للاندماج الإيجابي

ثم ألقى النائب عبد الحق ساري كلمة قصيرة، بدأها بالتهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وعبّر عن شكره وامتنانه للجالية على دعمها في حملته الانتخابية. كما أكّد أن الاندماج الحقيقي في المجتمع الكندي لا يعني الذوبان أو التخلي عن الهوية، وأضاف أن الحفاظ على المبادئ والقيم الثقافية يشكل مصدر غنى للمجتمع الكندي.

 

مزاد خيري وجوائز ثمينة

بعد العشاء، شهدت الأمسية مزاداً خيرياً عرض مجموعة مميزة من اللوحات الفنية، بعضها من إنتاج العناصر الكشفيين أنفسهم، والبعض الآخر تبرعت به نخبة من الموهوبات في الجالية. تلا المزاد سحب قرعة (تومبلا) على جوائز قيمة منها رحلات إلى العتبات المقدسة.

معرض الصور