اختار الليبراليون في كيبك بابلو رودريغيز لقيادة الحزب ، وذلك خلال مؤتمر الحزب يوم السبت، استعدادًا لخوض الانتخابات الإقليمية المقررة في أكتوبر 2026.
وفاز الوزير الفيدرالي السابق في السباق على زعامة الحزب بعد جولتين من التصويت، متغلبًا على شارل ميليارد، الرئيس السابق لاتحاد غرف التجارة في كيبيك، بحصوله على ما يزيد قليلاً عن 52٪ من الأصوات المُدلى بها.
أما المرشحون الثلاثة الآخرون، وهم كارل بلاكبيرن (الرئيس السابق لمجموعة أصحاب العمل في كيبك)، ومارك بيلانجيه (محامٍ مختص بالتجارة الدولية)، وماريو روا (خبير اقتصادي ومزارع)، فقد تم استبعادهم بعد الجولة الأولى، لعدم حصول أي منهم على 50٪ من الأصوات.
وقال رودريغيز (57 عامًا) أمام مناصري الحزب في المؤتمر الذي عقد في العاصمة الإقليمية إنه حان الوقت لتوحيد الصفوف وبدء فصل جديد في مسيرة الحزب، داعيًا إلى الوحدة وجامعًا جميع أعضاء الكتلة البرلمانية معه على المنصة.
وأضاف: "بغض النظر عن من دعمتم، نحن اليوم معًا، موحدون."
وأكد أن منافسيه على القيادة سيكون لهم دور محوري في مستقبل الحزب، وخصّ بالذكر ميليارد (46 عامًا) الذي كان من بين الأوفر حظًا للفوز.
وقد أعلن كل من ميليارد وبلاكبيرن عن نيتهما الترشح في الانتخابات المقبلة، فيما يخطط بيلانجيه للترشح في غرب كيبيك.
وقال رودريغيز بعد إعلان فوزه: "ابتداءً من اليوم، يبدأ العمل".
وتابع: "سأتحدث مع بقية المرشحين، من المهم جدًا أن ألتقي بجميع الفرق لأننا جميعًا جزء من الحزب نفسه، والفريق نفسه، ونتشارك الهدف نفسه: تشكيل الحكومة في 2026."
ولد رودريغيز في الأرجنتين ووصل إلى كيبيك عندما كان في الثامنة من عمره. نشأ في شيربروك، وشغل منصب نائب فيدرالي عن دائرة "أونوريه-ميرسييه" في مونتريال.
وقد تولى سابقًا حقيبتي وزارة التراث الكندي ووزارة النقل في حكومة جاستن ترودو.
ورفض رودريغيز الانتقادات التي تقول إنه امتداد للحزب الليبرالي الفيدرالي، قائلاً: "أنا شخص مستقل، وسأُقيَّم بناءً على قراراتي الخاصة، وفريقي الخاص، وبرنامجي الخاص."
وأضاف: "لا أتحكم بما يفعله الآخرون، لكن ما سنفعله نحن هو أن نكون مستعدين."
ولا يشغل رودريغيز حاليًا مقعدًا في الجمعية الوطنية، وسيتعين عليه إعادة بناء الحزب خلال الأشهر الـ16 المقبلة إذا أراد أن يكون له فرصة في تشكيل الحكومة.
ويعاني الحزب الليبرالي من ضعف في شعبيته بين الناخبين الفرنكوفونيين خارج مونتريال منذ سنوات.
وأعلن رودريغيز أنه سيعقد اجتماعًا للكتلة البرلمانية خلال الأيام القادمة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه ليس في عجلة من أمره لدخول الجمعية الوطنية، وأنه سيواصل جولاته في أرجاء المقاطعة كما فعل خلال الأشهر التسعة الماضية.
وقال: "ما يهم هو أن يكون لدينا حزب قوي في كل دائرة، وفي كل منطقة، مزود بالموارد اللازمة للفوز في الانتخابات المقبلة."
وقد اضطر سباق القيادة إلى التنافس على اهتمام الرأي العام مع الانتخابات الفيدرالية وحرب تجارية مع الولايات المتحدة.
ومع ذلك، عبّر رئيس الحزب رافائيل بريمو-فيرارو عن رضاه عن مستوى الاهتمام الذي أثاره السباق، قائلاً:
"إذا عدنا إلى ما قبل عامين، لم يكن الحزب في الوضع الذي هو عليه اليوم. لقد تمكنا من جذب مرشحين يتمتعون بالكفاءة، ومحاطين بفرق عالية المهنية. كما تضاعف عدد أعضاء الحزب."
وكان الحزب قد خسر أكثر من نصف مقاعده عندما وصل حزب "التحالف من أجل مستقبل كيبيك" اليميني بقيادة فرانسوا لوغو إلى الحكم عام 2018.
وفي عام 2022، تكبّد الحزب أسوأ هزيمة له من حيث نسبة التصويت الشعبي، لكنه احتفظ بمكانته كحزب معارض رسمي بفضل تركّز الدعم الليبرالي في مونتريال.
ويخلف رودريغيز دومينيك أنغليد، التي استقالت عقب تلك الخسارة التاريخية.
لكن شعبية حكومة لوغو تراجعت منذ ذلك الحين، فيما يتصدر حزب "الكيبيكيين" (Parti Québécois) استطلاعات الرأي منذ شهور.
ويأمل الليبراليون في أن يقدموا بديلاً مقنعًا للحزب السيادي، الذي تعهد بإجراء استفتاء على الاستقلال بحلول عام 2030.
وقد شدد رودريغيز على هذه النقاط في خطابه أمام مندوبي الحزب، مقدمًا نفسه كمرشح متمرس قادر على هزيمة لوغو وزعيم الحزب الكيبيكي بول سان بيير-بلاموندون في عام 2026.
وقال: "كيبيك بحاجة إليكم، لأن علينا التخلص من هذه الحكومة السيئة، ولأن علينا تفادي خطر استفتاء جديد."
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة Léger مؤخرًا أن الليبراليين، بقيادة رودريغيز، سيحصلون على 31٪ من الأصوات في حال إجراء انتخابات إقليمية، متقدمين بنقطة واحدة على حزب الكيبكيين.
تهنئة لافتة
النائب الفيدرالية راشيل بندايان في تغريدة لها قالت " أهنئ صديقي على فوزه كزعيم لحزب كيبك الليبرالي! لقد حظيت بشرف العمل معه لسنوات عديدة. بابلو رجل كفوء، وعطوف للغاية، ويحركه اهتمام حقيقي برفاهية سكان كيبك".
رئيس المنتدى الإسلامي الكندي سامر المجذوب قال تعليقا على فوز رودريغز في موقف نشره على صفحته عبر الفيسبك " يسعدني أن أرى الصديق بابلو رودريغيز يُنتخب زعيمًا جديدًا للحزب الليبرالي في كيبك! أعرف بابلو منذ ما يقرب من عشرين عامًا اثناء تواجده على الصعيد الفيدرالي في مناصب ذات أهمية متعددة، وعملنا معه في قضايا جوهرية، من مكافحة الإسلاموفوبيا و الكراهية إلى تعزيز الوحدة والعدالة. كان دائمًا حاضرًا في كل فعالية ونشاط قمنا فيه. بابلو قائدٌ ذو مبادئ ومخلص، يجمع الناس معًا. أتمنى له كل التوفيق في هذا الفصل الجديد، له ولكيبك".
* الصورة من صفحة المنتدى الإسلامي الكندي عبر الفيسبك
119 مشاهدة
15 يونيو, 2025
148 مشاهدة
13 يونيو, 2025
106 مشاهدة
13 يونيو, 2025