اختتم رؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم الكندية، اليوم الأربعاء، اجتماعاتهم الصيفية التي استمرت ثلاثة أيام في منتجع "ديرهيرست" بمدينة هنتسفيل بمقاطعة أونتاريو، وسط تصاعد المخاوف بشأن الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتهديداته بفرض رسوم جمركية على المنتجات الكندية بنسبة تصل إلى 35% مطلع أغسطس المقبل. ورغم أن جدول الاجتماعات ركز على قضايا داخلية كإصلاح نظام الكفالة ونقل التمويل الصحي، إلا أن الخطر الأميركي فرض نفسه على الطاولة، في ظل ما وصفه البعض بـ"التهديد الاقتصادي المباشر".

وقالت رئيسة حكومة نيو برونزويك، سوزان هولت، خلال مؤتمر صحفي ختامي: "استطعنا مناقشة القضايا المحلية، لكن تهديدات ترامب الاقتصادية دفعتنا إلى تكثيف اجتماعاتنا أكثر من أي وقت مضى. لقد قضيت وقتاً مع زملائي رؤساء الحكومات في ثمانية أشهر أكثر مما قضاه سلفي خلال ست سنوات". من جانبه، لم يتردد رئيس حكومة أونتاريو، دوغ فورد، في توجيه انتقادات حادة لترامب، قائلاً: "ترامب يتصرف كأنه العدو... لا أثق به قيد أنملة، فهو يغيّر مواقفه باستمرار ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته". وأكد فورد أن الحكومة الفدرالية بقيادة رئيس الوزراء مارك كارني تحظى بدعم المقاطعات في مفاوضاتها مع واشنطن، لكنه شدد على ضرورة عدم انتظار موعد مراجعة اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (CUSMA) في 2026، قائلاً: "يجب التحرك الآن قبل فوات الأوان".

وكان رئيس الوزراء مارك كارني قد التقى الثلاثاء مع رؤساء حكومات المقاطعات لإطلاعهم على مستجدات المفاوضات مع الإدارة الأميركية. وأكد أن هدفه هو الحصول على "أفضل صفقة ممكنة" حتى لو استغرق الأمر وقتاً أطول من الموعد المقترح في الأول من أغسطس. من جهتها رئيسة حكومة ألبرتا، دانييل سميث، أعربت عن خيبة أملها من تأجيل واشنطن لمراجعة الاتفاقية حتى العام المقبل، لكنها قالت: "إذا نجحنا في التوصل إلى تفاهمات قطاعية حول السيارات والمعادن بحلول أغسطس، فسيكون ذلك مكسباً. أما الاتفاق الأشمل، فيمكن أن ينتظر إن كان ذلك سيمنحنا اتفاقاً أقوى". وفي السياق ذاته، أبدى رئيس حكومة مانيتوبا، واب كينو، تأييده لتأجيل المفاوضات من أجل الحصول على صفقة متماسكة بدلاً من اتفاق ضعيف متسرع.وفي تصريحات إذاعية، قال السفير الكندي السابق لدى واشنطن، ديفيد ماكنوتون، إنه لا يتوقع التوصل إلى "اتفاق شامل" مع الولايات المتحدة قبل الأول من أغسطس، مضيفاً: "من المرجح أن تستغرق المفاوضات وقتاً أطول، وربما يكون ذلك في مصلحة كندا".وكان ماكنوتون قد شغل منصب سفير كندا لدى الولايات المتحدة خلال مفاوضات اتفاقية "CUSMA" الأصلية في عهد ترامب الأول.