Sadaonline

بيان استثنائي من المنتدى الإسلامي الكندي حول تصاعد حملات الإسلاموفوبيا: ندعو الى عدم الانجرار وراء الاستفزازات المقصودة

"نرصد بقلق بالغ محاولات التشويه والاستهداف المتكرر للجالية عبر بعض وسائل الإعلام"

متابعة صدى اونلاين

في ظل تصاعد التوترات وتنامي خطابات الكراهية، أصدر المنتدى الإسلامي الكندي بيانًا استثنائيًا عبّر فيه عن قلقه العميق إزاء عودة حملات الإسلاموفوبيا والاستفزازات الأخيرة التي شهدتها كيبيك وعدد من المناطق في كندا. وحذّر المنتدى من خطورة هذه الموجة الجديدة من الخطاب التحريضي التي تستهدف الجالية المسلمة وتُهدد النسيج المجتمعي الكندي، داعيًا إلى الحكمة وضبط النفس، ومطالبًا السلطات بتحمل مسؤولياتها في حماية المواطنين من التمييز والعنصرية.

نص البيان :

وجاء في بيان المنتدى ما يلي: " في ظل تنامي الخطاب التحريضي وعودة بعض الأصوات التي تسعى لبث الفرقة داخل المجتمع في كيبيك و عموم البلاد ، يُعرب المنتدى الإسلامي الكندي عن بالغ قلقه إزاء تصاعد حملات الإسلاموفوبيا والأحقاد، وما يصاحبها من استفزازات متعمدة تهدف إلى توتير الأجواء وخلق حالة من الانقسام داخل النسيج المجتمعي في كيبيك خاصة، وكندا عامة.

"إننا نرصد بقلق بالغ محاولات التشويه والاستهداف المتكرر للجالية  عبر بعض وسائل الإعلام، ووسائل التواصل، وفي بعض التصريحات أو السياسات التي تفتقر إلى روح العدالة والإنصاف. أضف إلى دعوات ظهرت في الآونة الاخيرة إلى أنشطة تحمل في طياتها حملات اسلاموفوبيا خطيرة جدا.

"وعليه، فإننا نوجه هذا النداء الاستثنائي إلى كافة أبناء الجالية المسلمة في كيبك و كندا بما يلي:
- عدم الانجرار وراء الاستفزازات المقصودة التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار المجتمعي.
- التمسك بالقيم الجالية  الأصيلة التي تدعو إلى السلم، الحكمة، وضبط النفس.
- مواجهة الكراهية والتطرف بمزيد من التماسك والانفتاح، من خلال القنوات القانونية والإعلامية و التحركات  السلمية.
- التواصل مع الجهات المختصة  لتوثيق أي تجاوزات أو اعتداءات بدوافع كراهية.
المشاركة الإيجابية في الفضاء العام والتأكيد على دور الجالية كجزء فاعل ومساهم في بناء كيبك و كندا .

"كما نؤكد على ضرورة أن تتحمل السلطات السياسية و الأمنية مسؤولياتها في حماية جميع المواطنين من التمييز والعنصرية، و العنف و الاستهدافات. وندعو وسائل الإعلام إلى التحلي بالمسؤولية وعدم الانجرار وراء خطاب الكراهية أو تغذية الصور النمطية.

"في هذا الصدد يشير  المنتدى الإسلامي الكندي إلى تواصله الدائم مع المعنيين لوضعهم في خطورة ما يجرى و ضرورة التعامل الجدي مع الأمور دون تأخير او تردد" .

وختم المنتدى بيانه بالقول " المنتدى الإسلامي الكندي و فعاليات الجالية تؤمن أن قوة مجتمعتنا في كيبيك و كندا تكمن في تنوعها واحترامها للحريات، وسنواصل العمل، يدًا بيد، مع كافة الشركاء، من أجل مجتمع يسوده الاحترام المتبادل والعدالة لكل مواطنيه".

ماذا في بعض التفاصيل ؟

بيان المنتدى جاء بعد انتشار دعوة الى التظاهر امام احد المساجد من دون تحديده حيث  أثار إعلان على موقع فيسبوك موجة من القلق بعد الترويج لتظاهرة معادية للإسلام تحت شعار «ضد أسلمة كيبيك»، حُدد موعدها في 29 يناير 2026 أمام أحد مساجد مونتريال.
الحدث، الذي ظهر باسم ألكسندر بيسونيت، تضمن دعوة استفزازية لتنظيم "مشوي لحم خنزير" أمام المسجد، وهو ما اعتُبر تحريضًا صريحًا واستفزازًا لمشاعر المسلمين.
وبحسب تفاصيل الإعلان، أبدى أكثر من 500 شخص نيتهم المشاركة، فيما أبدى العشرات اهتمامهم بالحدث، ما يزيد المخاوف من تبعاته على السلم الاجتماعي.

الجهات المجتمعية والحقوقية تحذر من خطورة هذا النوع من الدعوات، معتبرة أنه يذكي الكراهية ويهدد التعايش في كيبيك وكندا.

باختصار: هذه صورة دعائية لحدث معادٍ للإسلام تم الترويج له عبر فيسبوك، فيه دعوة لاستفزاز المسلمين عبر تنظيم «مشوي خنزير» أمام مسجد في مونتريال، وهو محتوى تحريضي يحمل طابعًا إسلاموفوبيًا خطيرًا ق يجر الى مواجهات غير محسوبة تهدد الامن الاجتماعي واجواء التسامح.

تعليق ختامي

وفي راي مصدر متابع فإن " ما جاء في البيان الصادر عن المنتدى الإسلامي الكندي يعكس حجم التحديات التي تواجهها الجالية المسلمة في كندا أمام تصاعد حملات الكراهية، لكنه في الوقت نفسه يؤكد إصرارها على أن تكون جزءًا فاعلًا من الحل، عبر التمسك بالقيم الإنسانية والانخراط الإيجابي في المجتمع". وبينما تتجه الأنظار إلى السلطات الكندية لتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية المواطنين من كل أشكال التمييز، "يبقى صوت المنتدى الإسلامي الكندي بمثابة دعوة مفتوحة لتعزيز الوحدة الوطنية وصون السلم الاجتماعي الذي هو أساس قوة كندا وتنوعها".