في خطوة تهدف إلى مواجهة التحديات المتزايدة التي يواجهها الشباب في سوق العمل، أعلنت حكومتا كيبيك وكندا عن اتفاق مشترك مدته خمس سنوات لدعم توظيف الشباب، بميزانية مخصصة تبلغ 18 مليون دولار خلال العام الجاري فقط. الاتفاق، الذي يأتي ضمن إطار استراتيجية التوظيف والمهارات للشباب 2025-2030، يهدف إلى تحسين إدماج الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 عامًا في سوق العمل وضمان استقرارهم المهني على المدى الطويل. وأوضحت كاتري شامبان جوردان، وزيرة العمل في حكومة كيبيك، أن البرنامج الجديد، الذي يحمل اسم "Jeunes en mouvement vers l’emploi"، يتكون من مرحلتين المرحلة الأولى تهدف إلى تهيئة الشباب ورفع جاهزيتهم لدخول سوق العمل من خلال التدريب والدعم المهني، والمرحلة الثانية تتيح للمشاركين خوض تجربة عملية مدفوعة الأجر داخل مؤسسات، إلى جانب دعم اجتماعي ومهني مخصص. وسيتلقى المشاركون مخصصات مالية خلال فترة التدريب، بالإضافة إلى أجر من صاحب العمل أثناء فترة التجربة العملية. البرنامج سيُنفذ على نطاق المقاطعة بأكملها، بالتعاون مع منظمات محلية من مختلف مناطق كيبيك، بحسب ما أكده مكتب الوزيرة.

وتأتي هذه المبادرة وسط تقارير متزايدة حول تدهور فرص التوظيف للشباب الكندي. فبحسب تقرير صدر مؤخرًا عن مصرف CIBC، وصل معدل بطالة الشباب في البلاد إلى مستويات مشابهة لفترات الركود. أما بيانات هيئة الإحصاء الكندية فقد أظهرت أن نسبة التوظيف في صفوف الشباب (15 إلى 24 عامًا) بلغت 53.6% في يوليو الماضي، وهو أدنى مستوى منذ عام 1998، باستثناء فترة جائحة كوفيد-19. وصرّح رودي هومبيرت، المدير العام لشبكة مراكز تشغيل الشباب في كيبيك، بأن "التحولات الكبرى في سوق العمل، من تطور الذكاء الاصطناعي إلى التحول البيئي والتوترات التجارية، تفرض علينا مضاعفة الجهود لمساندة الشباب". من جهتها، أكدت آنا غيني، وزيرة الطفولة والشباب في الحكومة الفيدرالية، أن الحكومة "تعي تمامًا التحديات التي يواجهها الشباب حاليًا، ولهذا السبب ندعمهم لاكتساب الخبرة اللازمة للوصول إلى وظائف جيدة ومجزية". بحسب بيانات حكومة كيبيك، فقد استفاد نحو 17,000 شاب من اتفاق مشابه في السنوات الماضية، وتمكن 66% منهم من الحصول على وظائف دائمة بعد انتهاء البرنامج.