Sadaonline

عيد (Saint-Jean-Baptiste ) ماذا يمثل لدى الكيبكيين وهل يعني المسلمين والعرب في كيبك ؟

يُرفع اعلام كيبك الزرقاء والبيضاء في كل مكان.في المقاطعة في هذا العيد

اعداد عمار هادي ـ صدى اونلاين

عيد القديس يوحنا المعمدان أو ما يُعرف في كيبك باسم عيد(Saint-Jean-Baptiste Day) هو عيد ثقافي وتاريخي مهم للغاية، خصوصاً في مقاطعة كيبك).

الاسم:

في 24 من شهر حزيران يونيو من كل عام يُحتفل بعيد القديس يوحنا المعمدان (La Saint-Jean-Baptiste) بشكل رئيسي في مقاطعة كيبك، لكنه معروف أيضًا في مجتمعات فرنكوفونية أخرى بكندا. وهو يعد عطلة رسمية في كيبك منذ عام 1925.

الخلفية التاريخية والدينية

يعود أصل هذا العيد إلى احتفالات مسيحية تُكرِّم يوحنا المعمدان (Saint John the Baptist)، الذي يُعتبر أحد أبرز القديسين في الديانة المسيحية.

يُقال إنّه وُلِد في 24 يونيو، أي بعد ستة أشهر تقريبًا من ميلاد السيد المسيح (25 ديسمبر)، بحسب بعض المصادر المسيحية.

كان يوحنا المعمدان يُعتبر رمزًا للنور والطهارة.

التحول إلى عيد قومي فرنكوفوني

في القرن الـ 19، أصبح عيد سان جان باتيست رمزًا للهوية الفرنسية الكندية.

عام 1834، بدأ احتفال رسمي في مونتريال برعاية الصحفي والسياسي لودجيه دوفرينيه (Ludger Duvernay) لتوحيد المجتمع الفرنكوفوني في كندا.

أصبح العيد يحمل طابعًا قوميًا للمجتمع الناطق بالفرنسية، ويُنظر إليه اليوم على أنه عيد قومي للفرنكوفونيين في كيبك.

كيف يُحتفل به؟

1. المهرجانات والعروض

ـ تُنظم حفلات موسيقية كبرى يشارك فيها فنانون مشهورون ناطقون بالفرنسية.

ـ تُقام عروض نارية ومسيرات في الشوارع.

ـ تُعرض الأعلام الزرقاء والبيضاء (ألوان علم كيبك).

2. الطقوس التقليدية

- كانت في الماضي تشمل إشعال النيران الكبيرة (les feux de la Saint-Jean) كرمز للنور.

ـ تُقام أحيانًا قداديس دينية أو تجمعات ثقافية تُمجّد الإرث الفرنسي الكندي.

3. الرموز

ـ زهرة الزنبق البيضاء (fleur de lys): رمز رئيسي للهوية الفرنسية.

ـ علم كيبك: يُرفع في كل مكان.

ـ الأغاني الوطنية الكيبكية.

الطابع الاجتماعي والسياسي

في بعض السنوات، يحمل العيد رسائل سياسية متعلقة بهوية كيبك، والاستقلال الثقافي، وأهمية اللغة الفرنسية.

ويُعتبر فرصة لتعزيز التضامن بين سكان كيبك والتعبير عن الفخر بالهوية الفرنكوفونية.

الوضع القانوني

أصبح العيد عطلة قانونية رسمية في كيبك منذ عام 1925.

في عام 1977، تم إعلان 24 يونيو عيدًا وطنيًا رسميًا لمقاطعة كيبك من قِبل حكومة رينيه ليفيك.

في باقي كندا، لا يُعتبر العيد عطلة رسمية إلا في كيبك.

قد تُغلق المتاجر والشركات في كيبك بهذه المناسبة.

من هو يوحنا المعمدان عند المسلمين

عند المسلمين، يُعرف يوحنا المعمدان باسم نبي الله يحيى بن زكريا عليهما السلام، وهو نبي كريم ورد ذكره في القرآن الكريم، وله مكانة عظيمة في الإسلام .

هو ابن النبي زكريا عليه السلام. ويُعتبر من أنبياء بني إسرائيل. ورد اسمه في القرآن الكريم في عدة مواضع. آتاه الله الحكمة وهو صبي. كان زاهدا وعابدا حيث عاش حياة بسيطة مكرّسة لعبادة الله. كما كان حصورا أي متعففا عن الشهوات والملذات. وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بين بني إسرائيل.

قُتل نبي الله يحيى عليه السلام ظلمًا على يد حاكم ظالم بعد أن أنكر عليه زواجًا محرّمًا (بحسب الروايات الإسلامية وبعض كتب التفسير). حيث تقول بعض الروايات عند المسلمين أن النبي يحيى عليه السلام قُتل بأمر من أحد الملوك بسبب رفضه الزواج من ابنة زوجته، والتي كانت ترغب في الزواج منه. يذكر أن الملك استجاب لطلبها بعد أن زينتها أمها وطلبت منه رأس يحيى مهرًا لها. فأمر بقتله وتقديم رأسه إليها في طشت من ذهب

نبي الله يحيى هو ابن خالة النبي عيسى عليه السلام (بحسب بعض الروايات). كانا نبيين في نفس الفترة، وكل منهما دعا إلى عبادة الله الواحد. النبي يحيى عليه السلام صدّق برسالة النبي عيسى عليه السلام وكان مقدمةً له.

ماذا يعني هذا العيد للمسلمين والعرب الكيبكيين ؟

عيد القديس يوحنا المعمدان (Saint-Jean-Baptiste) لا يُعتبر عيدًا دينيًا أو ذا معنى خاص بالنسبة للكيبكيين المسلمين من ناحية دينية سيما انه مرتبط بالتراث المسيحي الكاثوليكي وبالقديس يوحنا المعمدان كما تراه الكنيسة. كما ان المسيحيين الكيبكيين من اصول عربية لا يتعاطون معه كمناسبة دينية لها طقوسها.  

اسوة بغيرهم من الكيبكيين يعامل المسلمون والمسيحيون العرب في كيبك، هذا اليوم كعطلة رسمية (لمن يعملون في مؤسسات تتبع قوانين المقاطعة). فهو فرصة للراحة أو قضاء الوقت مع العائلة، لكنه لا يحمل دلالة دينية. والبعض منهم يشاركون في الفعاليات العامة كجزء من التفاعل المجتمعي والثقافي، خصوصاً من الشباب أو الأُسر المنخرطة في الحياة الكندية.

* الصورة من ويكيبيديا