Sadaonline

رحلة إلى سجن الحرية …

لحن عمري ما زال ينشد حريته السجينة خلف أسوار لم أعد أخشاها

الكاتبة رندة عسيلي

بين رحلة العمر وصوت القدر،
رسمتُ لوحتي من ألوان الحياة المتلونة بأقواس قزح مرارة الحقيقة منغمسة في سجن الذات،
حيث الأحلام الوردية تتألق صادحة كأصداءٍ خجلى
في فراغٍ يتكئ على جدرانه الصمت، وأعمدةٌ بلا سقوف،
تتدلّى منها ظلال ثقيلة من سكونٍ موغل بالحيرة والتردد .

لكن هذا السجن،
ما صنعته القضبان،
بل خطّته الحياة بجبروتها،
حين وضعتني في مسارٍ قد رسمته أقدار المجهول،
هامسة في عمق أذني الا تتجاوزي مساحاتك المشروعة.
ففعلت….
ولكن بخطى مترددة ثقيلة،
وبصرخة وصل صداها أعماق أحزاني معاتية أنوثتي التي ما خانت يومًا صلابتي في التماهي بين اللين والحدّة حيث ولدت
تنهدات من رحم سكينتي ولكنها لم تكن انكسارًا بل خرائط من نارٍ رسمت طريقي في معركة
الصمت تحت طيات وشاحٍ ناعم،
وأكمامٍ تخفي جراحًا أنيقة في لوحة أشواك تتنكر في هيئة ورود،
وضغوط تتقن التمثيل بدور المنقذ.
لكن قلبي…
كان أصدق من كل ما يبدو  ناصعًا.
وهنا تعلّمت من النخيل كيف أرتفع دون أن أتكئ،
ومن الصخور كيف أحتوي الوجع
وأظلّ في نصاع بياضه أنيقة.
لكن لحن عمري
ما زال ينشد حريته السجينة
خلف أسوار لم أعد أخشاها،
لأنني أصبحت الآن
من تصنع المفاتيح…
وتفتح الأبواب دون أن تطرقها.

* الصورة موقع freepik لأغراض توضيحية فقط