د. علي ضاهر
كلمني بخصوص المقالة التي انتفدت فيها صاحب السمو الملكي ولي العهد، ولا سيما موقفه وموقف المملكة من الإبادة بحق غزة والتي لم يُحرّك فيه ساكناً تجاه المجازر، متمنيا نشر ما قاله طالبا عدم ذكر اسمه وذلك من باب الحيطة والحذر والخوف من ردة الفعل ملمحا في كلامه الى قدرة حكام السعودية ومهارتهم في الحقد وطول باعهم في الغدر وتعدد طرقهم في النيل من منتقديهم، ولنا من موقفهم من جورج قرداحي وسعد الحريري والخاشقجي ابلغ الأمثلة. فإذا كان امراء الملكة اشداء في صراعاتهم بين بعضهم البعض، فكيف ستكون حال شدتهم وقسوتهم على من لا يمت بهم بصلة سيما وان اعداد الرؤوس المجزوزة والأيادي المقصوصة والأرجل المبتورة والأرزاق المقطوعة تشهد على ذلك.
المتصل الكريم أكد انه ينحدر من عائلة سعودية وانه نقي الأصل، طيب الفصل، نظيف الحسب، طاهر النسب من منطقة الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى. وأكد أيضا انه لا يمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد بأي من عائلات المملكة غير النقية وغير الصافية ولا ينتمي الى جب تشوبه شوائب غير محمودة او عليه بصمات بغيضة وكريهة، كما واكد أيضا وأيضا عدم انتمائه الى قبيلة من تلك القبائل المجهولة المصدر التي يعتبرها ال سعود غريبة المنشأ، مضروبة الأصل، ملغومة الفصل، مغشوشة النكهة والتي يقولون ان روائح غير سعودية تفوح منها لأنها حديثة السعودة كتلك التي تعود بجذورها الى أصول تركية او مصرية او جاوية او يمنية او افريقية او تسربت من خارج حدود الدرعية. ولمح الى انه بالرغم من كل ذلك وبالرغم من تحصليه العلمي وخبراته الواسعة الا انه لم ينل جزاء بسيط مما يناله ابسط واهبل عضو من أعضاء العائلة المالكة والتي يتجاوز تعدادهم 20000 نفر.
ثم استرسل في الكلام شارحا أهمية النَّسَب بالنسبة للعائلة الحاكمة، والتي سميت البلاد باسمها، كدليل على حق التصرف بأرضها وشعبها وخيراتها، ومؤكدا ان آل سعود يعتبرون ان النسب يعلو ولا يعلى عليه وله أهمية تفوق أهمية العلم والمعرفة والخبرة وحتى الدين وذلك بالرغم من انهم يتزينون بثياب الدين وهو غريب عنهم ويصبغون أعمالهم بصباغ الايمان وهم منه براء. فبالنَّسَب وحده يحيا الأمير السعودي ويتنفس وبه يتقدم ويتكسب ومن خلاله يترفه ويتنعم، بحسبه توزع أموال النفط ويبرأ الأمير من جرائمه وبواسطته يزان الانسان السعودي ويقيم. والدليل على أهمية النَّسَب بالنسبة لحكام السعودية هو: ان الملك وولي العهد ووزراء وجمهرة حكام ينتمون الى عائلة واحدة. أكثر هؤلاء قد بلغ من العمر عتيا ومن المرض مبلغا ومن الكره شأنا ولكن بدل من ان يركن في زاوية او يحجر عليه او يساق الى حيث يجب ان يساق، فهوما زال متربعا او ممددا، حسب الخالة الصحية، على كرسي الحكم يتلاعب بالمصائر والارزاق ويشتري الذمم ويحيك المؤامرات وينشر الفساد عنده وعند غيره.
أنهى المتصل كلامه عن الفساد قائلا: لقد أفسدوا كل شيء ليس فقط في مرابعهم بل وفي ديار كل الامة العربية والإسلامية: ما تركوا لا شاردة ولا واردة "تزمط" منهم. أفسدوا الأخلاق والاجتماع، السياسة والاقتصاد، والاعلام والعلم. حنى الرياضة والفنون لم تسلم منهم. ولم يتركوا الدين من شرهم فقد أفسدوه. فبالله عليك كيف لك ان تطلب منهم موقفا واضحا وعمليا من إبادة غزة في حين انهم غارقون حتى النخاع في العمل، مع اسيادهم، حاميهم حراميهم، على تعميم مثال غزة على باقي الدول العربية!
* الصورة من freepik لاغراض توضيحية فقط
160 مشاهدة
07 يوليو, 2025
280 مشاهدة
21 يونيو, 2025
216 مشاهدة
02 يونيو, 2025