تحت عنوان " التحديات التي تواجه الشباب المسلم في كيبك " اقيمت ندوة في جامعة كونكوريا عند الساعة الخامسة من مساء السبت في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني نظمها المنتدى الاسلامي الكندي وجمعية الطلاب المسلمين تحدثت فيها الكاتبة السيدة د. منية مزيغ ورئيس المنتدى الاسلامي الكندي الاستاذ سامر المجذوب ركزا فيها على قضية الاسلاموفوبيا ونشاتها وتطورها وصولا الى وقتنا الحاضر وسبل مواجهتها .
الندوة التي تولت التنسيق لها ياسمين مُعاطف وقدم لها محمد علالو وادارها نسيم بنطالبي استهلت بقراءة سورة الفاتحة عن ارواح شهداء غزة .
مونيا مزيغ
ثم تحدثت الكاتبة منية مزيغ بشكل مفصل عن مفهوم الاسلاموفوبيا وهل هو جديد أم قديم ؟ وهل هو حقيقي أم أنه مجرد أسطورة ابتكرها بعض المسلمين لمنع حرية التعبير وانتقاد الإسلام؟
تعريف الاسلاموفوبيا
وذكرت ما ورد في قاموس أوكسفورد الإنجليزيفي تعريف رهاب الإسلام: (تم تقديمه منذ عام 1923) على انه كراهية شديدة للإسلام أو خوف منه، بالخصوص كقوة سياسية؛ وهي تعبير عن العداء أو التحيز ضد المسلمين
وتناولت ما ورد في تقرير Runnymede Trust، لجنة المسلمين البريطانيين والإسلاموفوبياتعريف (1996)الإسلاموفوبيا على انها نظرة عالمية تنطوي على خوف وكراهية لها تجاه المسلمين لا أساس ، مما يؤدي إلى ممارسات الإقصاء والتمييز ضدهم",
ولفتت الى ان الرسام المستشرق ألفونس إتيان دينيه (1861 - 1929) "يعتبر أول من استخدم كلمة "الإسلاموفوبيا" في مقالة له وردت في كتاب L’Orient vu de l’Occident او "الشرق بنظر الغرب" عام 1922."
واشارت الى ما ورد في تقرير Runnymede Trust وهو مركز أبحاث مستقل رائد في مجال المساواة بين الأعراق في بريطانيا بانه "يُنظر إلى الإسلام على أنه كتلة غير مستجيبة للتغيير. وأنه ليس لديه قيَم مشتركة مع الثقافات الأخرى، ولا يتأثر بها، ولا تؤثر فيه . وأنه أدنى من الغرب و أنه همجي، وغير عقلاني، وبدائي، ومتحيز جنسيًا. والنظرة عن الإسلام هي أنه عنيف وعدواني وداعم للإرهاب . كما يُنظر إليه على أنه أيديولوجية سياسية تُستخدم لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية".
استطلاع عام 2017
وتناولت مزيغ استطلاعا لمؤسسة "انغس ريد "اجري في كندا في عام 2017 سجل ارقاما لافتة فيها" ان46% من الكنديين لديهم وجهة نظر سلبية عن الإسلام - أكثر من أي دين آخر؛ كما ان أقل من نصف الكنديين يجدون أنه من "المقبول" أن يتزوج أحد أبنائهم من مسلم، وهي نسبة اقل من اي مجموعات دينية اخرى. فيما47% من الكنديين يؤيدون حظر الحجاب في الأماكن العامة (مقارنة بـ 30% من الأمريكيين). كما كشف الاستطلاع "ان51% من الكنديين يؤيدون مراقبة الحكومة للمساجد (مقارنة بـ 46% من الأمريكيين) و 31% من الكنديين يوافقون على القيود التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المسافرين من الدول ذات الأغلبية المسلمة" . وكشف الاستطلاع ان " 56% من الكنديين يعتقدون أن الإسلام يقمع حقوق المرأة. ويشعر أكثر من نصف الأشخاص الذين يعيشون في أونتاريو أن المذاهب الإسلامية السائدة تشجع على العنف، وان52% من الكنديين يشعرون أنه لا يمكن الوثوق بالمسلمين إلا "قليلاً" أو "لا يمكن الوثوق بهم على الإطلاق. كما ان 42% من الكنديين يعتقدون أن التمييز ضد المسلمين سببه المسلمين انفسهم".
استطلاع عام 2022
وتطرقت في حديثها الى استطلاع أُجري لحساب شركة " ذبيحة حلال " في العام 2022 خلص الى ان " 81% من المشاركين في أن كندا تقبل الأشخاص ذوي الخلفيات العرقية والثقافية والدينية المختلفة، أبدى واحد من كل ثلاثة كنديين (33%) قلقه بشأن عدد المهاجرين المسلمين الذين يدخلون كندا.وقال27% أنه يجب حظر الحجاب".
ولاحظت الكاتبة مزيغ ان "الفتوى التي اطلقها الامام روح الله الخميني في العام 1988 بهدر دم الكاتب سلمان رشدي اجّجت الاسلاموفوبيا".
وعرضت لبعض القوانين التي استهدفت المسلمين في كندا منها القانون 36 الذي يمكّن من احتجاز أي شخص يُعتبر إرهابيًا مشتبهًا به في كندا لمدة تصل إلى 72 ساعة دون توجيه تهم إليه. ويمنح أيضًا وزير العدل سلطة تجنّب الإجراءات القانونية والحفاظ على سرية بعض الأمور لمدة تصل إلى 15 عامًا. كما انه يمنح المحاكم القدرة على فرض أحكام بالسجن مدى الحياة على أولئك الذين يدبرون الأعمال الإرهابية.
ومن هذه القوانين القانون C51الذي يمنح صلاحيات موسعة للشرطة وجهاز المخابرات الأمنية الكندي.
وكذلك اقرار قائمة الممنوعين من السفر
وتحدثت عن ما "تعرض له المسلمون من اعتداءات كان ابرزها الهجوم على مسجد كيبك والاعتداء على عائلة افضل في لندن ـ اونتاريو، فضلا عن الكثير من الإعتداءات التي استهدفت المحجبات واشخاصا مسلمين".
سامر المجذوب
رئيس المنتدى الاسلامي الكندي تحدث عن "رحلة الكفاح المدني ضد الإسلاموفوبيا من الإنكار، الى والاعتراف بها وعن خطة العمل!".
المجذوب استهل حديثه بتعريف الاسلاموفوبيا على أنه "يتضمن العنصرية، أو الصور النمطية، أو التحيز، أو الخوف، أو الأعمال العدائية الموجهة تجاه الأفراد المسلمين أو أتباع الإسلام بشكل عام". واضاف المجذوب " بالإضافة إلى أعمال التعصب الفردية والترويج للعنصرية، يمكن أن تؤدي كراهية الإسلام إلى النظر إلى المسلمين ومعاملتهم باعتبارهم تهديدًا أمنيًا أكبر على المستوى المؤسسي والنظامي والمجتمعي".
بعدها انتقل المجذوب الى الحديث عن قيام المنتدى الاسلامي الكندي (FMC-CMF) بتشكيل "لجنة الإسلاموفوبيا" في سبتمبر 2009، وهي الأولى من نوعها في كندا والعالم الغربي. وحددت اللجنة عدة أهداف لمعالجة موضوع الإسلاموفوبيا في البلاد. كما استمرت في العمل لسنوات على جميع المستويات ومع وسائل الإعلام والأطراف السياسية المتنوعة.
يوم برلماني
وذكر المجذوب انه " نظم المنتدى في الثاني من شهر يونيو- حزيران من العام 2010 أول يوم برلماني على الإطلاق في البرلمان الكندي ، حيث قام وفد من المنتدى بلقاءات مع مختلف النواب خصصت لموضوع الإسلاموفوبيا."
عريضة برلمانية
في الثامن من شهر حزيران – يونيو من العام 2016 تم اطلاق عريضة برلمانية؛ E-411 واعتبر المجذوب انه " مساء الثامن من حزيران – يونيو من العام 2016، هو تاريخ أساسي له بالغ الأثر على الإنجازات اللاحقة في رحلة النضال المدني في مواجهة الإسلاموفوبيا في كندا". واشار الى انه " قدم شخصيا من المنتدى الاسلامي الكندي طلب العريضة باعتبار ان القوانين البرلمانية لا تسمح للمؤسسات بتقديم العرائض، حيث " جمعت العريضة ما يقرب من 70.000 ألف توقيع من جميع أنحاء البلاد".
واضاف المجذوب "في السادس والعشرين من شهر تشرين الاول – أكتوبر من العام 2016 كانت الهيئة التشريعية الكندية هي الأولى في العالم الغربي التي قامت بتبني اقتراح بالإجماع لإدانة جميع أشكال الإسلاموفوبيا. تم تقديم الاقتراح من قبل توماس مولكير، زعيم الحزب الوطني الديمقراطي". ولفت الى انه " لا شك أن حقيقة اعتماد الاقتراح دون أي اعتراض من أي من نواب الأحزاب السياسية الفيدرالية يعكس الاهمية التي يمثلها لجميع الكنديين".
المذكرة 103
لم يكتف المنتدى بما تم انجازه حيث " تم فتح قناة اتصال مع النائبة الفدرالي من الحزب اللبرالي إقرأ خالد من اجل تبني مذكرة وطرحها امام البرلمان لتبني سياسات لمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا في كندا. ومع نهاية نهاية شهر تشرين الاول - أكتوبر من العام 2016 أبدت السيدة خالد كامل الاستعداد للشروع في تقديم المذكرة الخاصة التي عُرفت باسم المذكرة M-103 . وفي 23 آذار - مارس من العام 2017، تبنى مجلس العموم الكندي المذكرة M-103 ، التي ادانت الإسلاموفوبيا وتضمنت الدعوة الى تشكيل لجنة برلمانية لدراسة كيفية معالجة العنصرية والتمييز الديني في البلاد"، كما افاد المجذوب.
واضاف انه " في 29 من كانون الثاني – يناير من العام 2019، وفقًا للتوصيات الصادرة عن اللجنة البرلمانية M-103، أطلق المنتدى FMC-CMF و ومنظمة كنديون من اجل العدالة والسلام في الشرق الاوسط ( CJPME ) حملة على مستوى كندا تضمنت استطلاعًا حول كراهية الإسلام، وتم نشر نتائجه. علاوة على ذلك، عُقد يوم برلماني كامل آخر في 29 كانون الثاني - يناير 2019 للمطالبة بتخصيص يوم 29 يناير يومًا وطنيًا للتذكر والعمل بشأن الإسلاموفوبيا وأشكال التمييز الديني الأخرى، وفقًا لإحدى توصيات التقرير".
التعريف الفيدرالي الرسمي للإسلاموفوبيا
في اطار عرضه لتسلسل الاحداث راى المجذوب انه في " حزيران - يونيو من العام 2019؛ كشف وزير التراث بابلو رودريغيز النقاب عن خطة لمكافحة العنصرية، بما في ذلك تعريف الإسلاموفوبيا. وقد اختارت الحكومة الفيدرالية أيضًا تعريفًا لكراهية الإسلام. حيث تمت الاشارة الى انها تتضمن " العنصرية أو الصور النمطية أو التحيز أو الخوف أو الأعمال العدائية الموجهة ضد الأفراد المسلمين أو أتباع الإسلام بشكل عام. بالإضافة إلى أعمال التعصب الفردية والتنميط العنصري، يمكن أن تؤدي كراهية الإسلام إلى النظر إلى المسلمين على انهم تهديد امني كبير على المستويات المؤسساتية والنظامية والمجتمعية."
قمة الإسلاموفوبيا
في 22 يوليو 2021، في أعقاب هجوم إرهابي آخر في لندن أدى إلى مقتل عائلة كندية مسلمة، عقدت الحكومة الفيدرالية قمة حول الإسلاموفوبيا، حيث " قدم المنتدى رؤيته الخاصة إلى قمة الإسلاموفوبيا. كما انه في 26 يناير من العام 2023 تم تعيين الأخت أميرة الجوابي ممثلة لكندا الأولى لمكافحة الإسلاموفوبيا"، كما لفت المجذوب.
تقرير مجلس الشيوخ حول الاسلاموفوبيا
واشار المجذوب ايضا في حديثه الى ان " اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الكندي عقدت مشاورات عامة لإجراء دراسة على مستوى البلاد حول الكراهية والتمييز ضد المسلمين الذين يعيشون في كندا. حيث كان المنتدى جزءًا من جلسات الاستماع والمناقشات في لجنة مجلس الشيوخ". واشار الى انه " تضمن تقرير مجلس الشيوخ سلسلة من التوصيات بعد أشهر من جلسات الاستماع العامة في جميع أنحاء البلاد".
وختم المجذوب بالتاكيد على ان " ما تم تحقيقه حتى الآن فيما يتعلق بالوقوف ضد الإسلاموفوبيا لم يكن ليتحقق لولا جهود ومساهمات الجالية والمنظمات غير الربحية والناشطين الذين يرفضون أن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية وأن يكونوا ضحايا التحيز والتعصب". ولفت الى انه " لم يكن هذا ممكنا لولا أن القيادات السياسية قررت اتخاذ خطوات لمواجهة الكراهية. ومن المؤكد أنه كان من الصعب جدًا تحقيق ذلك لولا دعم الكنديين في جميع أنحاء البلاد."
وثم كانت فترة استراحة تناول فيها الحاضرون بعض الماكولات والمشروبات. وتم جمع تبرعات لصالح المظلومين في غزة .
حوار
وفي حوار دار بعد الندوة مع الطلبة قالت السيدة مزيغ في اجابتها على سؤال احد الطلبة " ان الحقوق لا تعطى . بل بالعمل ومواجهة التحديات والمطالبة بهذه الحقوق" . وقالت " علينا ان نطالب بحقوقنا ولا يتطلب ذلك ان نكون محامين او صحافيين بل ان نعمل معا لنغيّر الواقع ".
من ناحيته قال المجذوب ردا على سؤاال " في اللحظة التي نشعر اننا في مستوى ادنى من غيرنا نخسر". واكد " ان علينا ان نقف بثبات وان نفتخر بانتمائنا وبما نحن عليه ". وشدد على اننا "جميعا مواطنون كنديون فخورون بانتمائنا الى الاسلام وفخورون باصولنا وببلدانا التي هاجرنا منها الى هنا ". واكد انه "في اللحظة التي نشعر اننا ننتمي الى هذا البلد سوف لن نشعر بالدونية ".
مجموعات حوارية
وفي الختام انقسم الحاضرون الى ستة مجموعات حوارية حيث دار نقاش بين المجموعات حول محاور الندوة . حيث ناقشت كل مجموعة وجود الاسلاموفوبيا في نواحي متعددة من الحياة سواء في الاعلام او المجتمع بشكل عام ولدى الطبقة السياسية وفي قطاع التعليم وغير ذلك.
توقيع كتاب
وخلال اللقاء وقعت الدكتورة منية مزيغ كتابها Gendered Islamophobia : My Journey With a Scarf الذي تتحدث فيه عن نضالاتها كامرأة مسلمة محجبة، قدمت إلى كيبيك كمهاجرة. تتناول مزيغ في الكتاب كفاحها ضد الإسلاموفوبيا الذي يتعرض له ايضا غيرها من النساء، وخاصة اللواتي يرتدين الحجاب، ويتم تصويرهن باستمرار على أنهن صامتات ومذعنات يهيمن عليه رجالهن. وتصف بتفصيل كبير هذه الظاهرة، التي نواجهها في الشوارع والأماكن العامة، وفي الجامعات، وفي وسائل الإعلام، وتصف تجارب مماثلة لنساء أخريات من خلفيات عرقية مختلفة في جميع أنحاء كندا، وتأثيراتها على الضحايا.
الدكتورة منية مزيغ
من الجدير بالذكر ان الدكتورة منية مزيغ ولدت في تونس وهاجرت إلى كندا عام 1991. وهي تتحدث اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة وحاصلة على درجة الدكتوراه في التمويل من جامعة ماكجيل. عملت الدكتورة مازيغ في جامعة أوتاوا وقامت بالتدريس في جامعة تومسون ريفرز في كاملوبس في مقاطعة بريتش كولومبيا. وهي مؤلفة وروائية ومدافعة عن حقوق الإنسان. في عام 2004، خاضت الانتخابات الفيدرالية كمرشحة عن الحزب الوطني الديمقراطي، وحصلت على أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الحزب الوطني الديمقراطي في دائرتها.
99 مشاهدة
16 يونيو, 2025
314 مشاهدة
16 يونيو, 2025
199 مشاهدة
15 يونيو, 2025