صدى اونلاين

فجر الأربعاء 17 من شهر أبريل/ نيسان قامت مجموعة من الطلاب في جامعة كولومبيا الأمريكية بنصب عددٍ من الخيَم في ساحة الجامعة، احتجاجا على الحرب التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين إدارة الجامعة بمنع أي تعاون مع الشركات التي تدعم الحرب.

الا ان جامعة كولومبيا اعتبرت ان "تحرك الطلاب غير قانوني" ، حيث قالت رئيسة الجامعة مينوش شفيق ان الطلاب "يعلمون جيدا أن انتهاك قواعدنا سيكون له تبعاته". واتخذت شفيق قرارا في اليوم التالي أشعل الاحتجاجات في عدة كليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بعد أن ادعت إن الطلاب اعتدوا على الممتلكات ورفضوا المغادرة وخلقوا "بيئة مضايقة ومخيفة" للعديد من زملائهم، بالرغم من سلمية التظاهرات .

رفض الطلاب الانصراف وإنهاء الاحتجاج، فقامت مينوش شفيق باستدعاء شرطة مدينة نيويورك للتدخل وإنهاء الاعتصام. وبعد قليل ظهر عناصر أكبر فرع للشرطة في الولايات المتحدة وهم يرتدون الأقنعة، ويعتقلون أكثر من 100 طالب، في أضخم الاعتقالات الجماعية في تاريخ الجامعة منذ الحرب في فيتنام- أي منذ أكثر من خمسة عقود.

يوم امس السبت في السابع والعشرين من شهر نيسان الجاري بدأ الطلاب في جامعتي ماكغيل و كونكورديا بنصب عدد من المخيم داخل الحرم الجامعي احتجاجا على تواطؤ الجامعات في الابادة الجماعية ضد اهل غزة . كان التحرك سلميا باعتراف العديد من وسائل الإعلام والمراقبين . وهذا ما شاهدناه خلال تواجدنا في ساحة الاعتصام امس السبت.

ونقلت قناة "سي بي سي" الاخبارية ان عميد الطلاب وممثل عن أمن ماكجيل أمروا المتظاهرين بإزالة خيامهم، لكن الطلاب رفضوا.

وذكرت بعض المعلومات ان جامعة ماكغيل طلبت من الشرطة في مونتريال التدخل لفض الاعتصام الا ان الشرطة فضلت عدم التدخل حتى اللحظة ، بالرغم من الحديث عن " حق جامعة ماكغيل القانوني بازالة الخيم ".

وذكرت بعض المعلومات عن ترجيح الشرطة البقاء على الحياد سيما انها تلقت رسالة بعد تواصلها مع اوساط معنية في الجالية مفادها ان الجالية تتمنى عدم تدخل الشرطة حتى لا نرى ما رأيناه في امريكا من قمع لحرية التعبير واعتقالات ضد متظاهرين سلميين ، قد تخرج الامور عن السيطرة . ولفتت مصادر في الجالية الى سلمية التحرك في الجامعة .

وفي جولة لنا امس على مكان الاعتصام لوحظ غياب تام للشرطة مونتريال حتى من الشارع الرئيس القريب من ساحة الاعتصام ، شربروك .

وهنا تلفت مصادر متابعة في الجالية الى انها لن تقف صامتة "لو قامت الشرطة بقمع المحتجين" . وذكّرت المصادر بالعلاقة "الايجابية مع الشرطة التي تحرص على التواصل مع الجالية بشكل دائم ووضعها في اجواء التطورات لتفادي اية اشكالات".

وشددت مصادر في الجالية على ضرورة ان تبقى مونتريال مدينة للسلام والوئام بين مكوناتها وساحة يُحفظ فيها حق التعبير عن الرأي لمن شاء، ضمن القوانين المرعية .
فهل ستتدخل الشرطة ام سيكون لتحرك اللوبيات المؤيد لاسرائيل وادارة وماكغيل تاثير ف قرار الشرطة ؟ لننتظر ونرى ما ستكشفه الايام القادمة    

* الصورة من ادهم عباس