Sadaonline

تصريحات زعيم الحزب الكيبيكي بالربط بين ارتفاع العنف بين الشباب وتزايد المهاجرين "مُقلقة للغاية"

تصريحات سانت بيير بلاموندون تُؤجج الخوف والانقسام

متابعة صدى اونلاين

يربط زعيم الحزب الكيبيكي بول سان بيير بلاموندون بشكل مباشر بين ارتفاع العنف بين الشباب وتزايد المهاجرين، دون تقديم بيانات دقيقة أو تفصيلات بشأن نوع العصابات أو خلفياتهم. مثل هذا الربط يعزز الصور النمطية السلبية عن الجاليات المهاجرة، وعلى رأسها الجالية المسلمة والعربية. هذا الطرح يشيطن الهجرة، ويخلق مناخًا عامًا يُظهر المهاجرين وكأنهم "سبب الانهيار الأمني"، وهو ما قد يؤدي إلى تصاعد مشاعر الإسلاموفوبيا والعنصرية البنيوية.

المنتدى الإسلامي الكندي عبر عن قلقه ازاء موقف بلاموندون ، معتبرا انه "بربطه جرائم الشباب و عصابات الشوارع في كيبيك بالهجرة والشباب الكيبيكي من أصول مهاجرة، يُشوّه بلاموندون مجتمعات بأكملها ظلماً".  

ففي مقابلة صحفية له رأى زعيم الحزب الكيبيكي، بول سان بيير بلاموندون، أن تصاعد العنف بين الشباب في كيبيك مرتبط جزئياً بعصابات إجرامية قادمة من خلفيات مهاجرة تجلب معها أساليب جديدة في الإجرام.

جاءت تصريحاته، يوم الأربعاء، تعليقًا على تحقيقات نشرتها صحيفة Le Journal أظهرت أن ثلث جرائم القتل في كيبيك هذا العام تورط فيها شباب يبلغون من العمر 21 عامًا أو أقل.

وفي مقابلة صحفية، ربط سان بيير بلاموندون بشكل مباشر بين الهجرة وتورط القاصرين في الجرائم الخطيرة، قائلاً: "نعم، الأمر مرتبط بالتغيرات الديموغرافية، لا يمكن إنكار ذلك".

ودعا حكومة كيبيك إلى تعزيز الموارد لمواجهة هذه الظاهرة.

وأشار إلى أن هناك "ظهورًا لعصابات إجرامية جديدة تجلب إلى كيبيك تقنيات إجرامية أكثر عدوانية، ونحن - من الواضح - غير مستعدين للتعامل معها".

وأوضح أن عصابات الشوارع تستغل القاصرين في تنفيذ الجرائم، بسبب الأحكام القضائية المخففة التي تُفرض على صغار السن.

وضرب مثالاً على ذلك بمقتل الشاب محمد-يانيس سيغواني، البالغ 14 عامًا، والذي عُثر عليه ميتًا قرب أحد أوكار نادي "هلس أنجلز" في منطقة بوس، في سياق صراع على تجارة المخدرات.

وقال: "قبل 20 عامًا، وقبل التغيرات الديموغرافية الناتجة عن الهجرة، ما كنا لنعتقد أن عصابات الجريمة قد تصبح بهذا القدر من العدوانية في تجنيد الأطفال بعمر 12 أو 13 عامًا، وتحويلهم إلى مجرمين قادرين على القتل في سن 16 عامًا. يجب أن نواجه الواقع".

وأشار زعيم الحزب في مقابلته إلى أن "جمعية الدفن الإسلامية في كيبيك" كانت من أوائل من ندد بهذه الظاهرة.

وقال إن الآباء في هذه المجتمعات يعيشون في يأس، لأن أبناءهم يُستغلون ويُضحى بهم من قبل عصابات الشوارع.

ولفت الحزب الانتباه إلى أن مونتريال سجلت منذ بداية العام 22 جريمة قتل، أكثر من تورونتو التي سجلت 21 حالة، رغم أن عدد سكانها ضعف سكان مونتريال.

وأضاف سان بيير بلاموندون أن عدم تحرك حكومة كيبيك قد يؤدي إلى ظهور "مناطق ساخنة" في مونتريال، كما حصل في فرنسا: "نحن نقلل من شأن ما يمكن أن تسببه هذه اللامبالاة. رأينا مدنًا في أوروبا فقدت السيطرة على بعض أحيائها بسبب العزلة الاجتماعية وتغلغل الجريمة المنظمة".

وجدد زعيم الحزب مطالبته بعقد لجنة برلمانية لدراسة مسألة تجنيد الشباب من قبل عصابات الشوارع.

وطالب أيضًا بمراجعة العقوبات المخففة المفروضة على القُصّر: "يجب أن تكون العقوبات متناسبة مع خطورة الجريمة، حتى لو ارتكبها قاصر. وإلا، فإن ذلك يشجع العصابات على استغلالهم".

المنتدى الاسلامي الكندي: نرفض تصريحات بول سانت بيير بلاموندون !

المنتدى الإسلامي الكندي (FMC-CMF) اعتبر في تصريح لموقع صدى اونلاين أن " التعليقات الأخيرة التي أدلى بها زعيم الحزب الكيبيكي، السيد بول سانت بيير بلاموندون، مُقلقة للغاية". واشار الى انه " بربطه جرائم الشباب و عصابات الشوارع في كيبيك بالهجرة والشباب الكيبيكي من أصول مهاجرة، يُشوّه بلاموندون مجتمعات بأكملها ظلماً".

واذ لفت المنتدى الى انه " لا توجد دراسة موثوقة تُؤيد هذه الادعاءات"، شدد على انه " تُعطي هذه التصريحات انطباعاً خاطئاً بأن عنف الشباب مشكلة مستوردة". واشار الى ان " الشباب الذين يستهدفهم بلاموندون هم كيبيكيون من الذين وُلدوا وترعرعوا وتلقوا تعليمهم فيها ، والذين تأثروا باللغة والثقافة الفرنسيتين الغنيتين في كيبيك، والمتجذرين في القيم الإنسانية الأساسية للمقاطعة. إنهم جزء من مستقبلنا الجماعي".

المنتدى اكد في موقفه ان " اختزال قضية اجتماعية مُعقدة في نقاش حول الهجرة لا يُؤدي إلا إلى صرف الانتباه عن الحلول الحقيقية: مُعالجة الإشكاليات التي يواجهها المجتمع ، والاستثمار في الوقاية، ودعم الأسر والشباب من جميع الخلفيات".

واذ لفت الى انه " للكلمات أهميتها" ، ذكّر المنتدى "جميع القادة بأن بعض التصريحات تُؤجج الخوف والانقسام. يستحق سكان كيبيك قيادةً قائمةً على الحقائق والوحدة، لا على الخوف وإلقاء اللوم على الآخرين".

وفي الختام دعا المنتدى" السيد سانت بيير بلاموندون وجميع الجهات المعنية إلى الانخراط في حوار مسؤول قائم على الحقائق، والعمل معًا من أجل حلول حقيقية ودائمة".

* الصورة من صفحة بلاموندون عبر الفيسبك