Sadaonline

ثلاث رحلات إلى كالغاري تتعرض لتهديدات بوجود قنابل: كيف يمكن لطائرة عسكرية أميركية أن تتدخل بهذه السرعة في أجواء كندا؟

تم بالفعل نشر مقاتلة CF-18 كندية إلى جانب مقاتلة F-15 أميركية


لم يكن مشهد طائرات حربية من طراز CF-18 الكندية و F-15 الأميركية، إلى جانب طائرة للتزود بالوقود، أمرًا مألوفًا في أجواء مدينة كالغاري. لذلك أثار مرورها ظهر يوم الاثنين انتباه السكان المحليين الذين سارعوا إلى مشاركة الصور ومقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لاحقًا، أكدت قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية (NORAD) أنها استجابت لتقارير عن تهديدات بوجود قنابل على متن ثلاث رحلات ركاب تجارية قادمة من ألمانيا ومتجهة إلى مطار كالغاري الدولي. وقد أقلعت الطائرات العسكرية لمرافقة الرحلات إلى وجهتها بأمان، حيث أوضحت القيادة لشبكة CBC أن الطائرات هبطت "دون حادث يُذكر"، بعد أن تبين أن التهديدات غير جدية.

لكن كيف يمكن لطائرة عسكرية أميركية أن تتدخل بهذه السرعة في أجواء كندا؟
يقول روب هوبيرت، مدير مركز الدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية في جامعة كالغاري، إن استجابة NORAD أمر مدروس ومُمارس منذ عقود، وهي ثمرة تعاون وثيق بين كندا والولايات المتحدة يعود إلى الحرب الباردة. ففي سبتمبر 1957، وقع البلدان اتفاقًا لإنشاء NORAD، ما وحّد السيطرة التشغيلية على الدفاعات الجوية وحوّل المجال الجوي لأميركا الشمالية إلى "وحدة واحدة كبيرة".

ويضيف هوبيرت: "في أيام مواجهة قاذفات الاتحاد السوفياتي، لم يكن هناك وقت لإجراءات دبلوماسية أو إذن مسبق. كان لا بد من سرعة الاستجابة." ولهذا، عند تلقي تهديد مثل الذي وقع الاثنين، تقوم NORAD بعمليات مراقبة وتنسّق الرد عبر قواعد جوية متكاملة، مثل قاعدة القوات الكندية في Cold Lake بألبرتا وقاعدة Elmendorf في ألاسكا. القائد المكلّف يحدد الأصول المتوفرة ويكلف الطائرات المناسبة للاستجابة. وبعد ذلك يُبحث إن كان الأمر تهديدًا حقيقيًا أو جنائيًا، وأي جهة يجب أن تتولى المتابعة، الكندية أم الأميركية.

في حالة كالغاري، تم بالفعل نشر مقاتلة CF-18 كندية إلى جانب مقاتلة F-15 أميركية. ويوضح هوبيرت: "لا حاجة للقلق حول ما إذا كان المجال جويًا كنديًا أو ضرورة الحصول على إذن دبلوماسي لمرور طائرة أميركية، لأن هذه الترتيبات المسبقة تتيح ردًا أسرع بكثير."

يوم الثلاثاء، صرّح وزير الدفاع الوطني الكندي ديفيد مَكغِنِتي بأن "NORAD قامت بعملها بكفاءة عالية. تم إقلاع المقاتلات، وتم التعامل مع التهديد، والآن أصبح الملف بيد الشرطة الفيدرالية RCMP". كما شكر رئيس الوزراء مارك كارني القيادة المشتركة، مغردًا: "ممتنون لـNORAD على استجابتها السريعة وتنسيقها لحماية أجوائنا وضمان سلامة الكنديين في كل الأوقات."

من جانبه، أشار كريستيان لويبريشت، أستاذ في الكلية العسكرية الملكية في جامعة كوينز، إلى أن التهديد ضد طائرة يُعد جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي الكندي، ما يجعل الشرطة الملكية الكندية الجهة المسؤولة عن التحقيق. وتركز الجهود الآن على تحديد مصدر التهديد، وما إذا كان من الممكن جمع أدلة كافية للتعرف على المشتبه به واعتقاله. وفي بعض الحالات، قد يكون مصدر التهديد في مناطق لا يمكن الوصول إليها، بينما في حالات أخرى قد يُتاح التعاون الدولي لاعتقال الجناة. وهكذا، تبقى المسألة رهينة تحقيقات جنائية وتنسيق أمني دولي واسع.

* هذا الخبر ترجم باختصار عن قناة سي بي سي