صدى اونلاين - بيروت
انطلقت صباح يوم الاثنين في التاسع والعشرين من شهر كانون الاول ديسمبر أعمال مؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية (LDE)، تحت عنوان «مهما تفرّقنا… لبنان بيجمعنا»، وذلك عند الساعة العاشرة والنصف في الأشرفية، بحضور الرئيس السابق العماد ميشال عون، ومطلق مبادرة "الطاقة الاغترابية اللبنانية" الوزير السابق والنائب جبران باسيل، ومدير عام الأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم، والنائب أسعد درغام، إلى جانب شخصيات نيابية واغترابية واقتصادية واجتماعية وفكرية.
وفيما لوحظ خلال المؤتمر غياب ممثلين عن مدينة مونتريال، كانت هناك مشاركة واسعة من أبناء الاغتراب اللبناني من ذوي الخبرات والكفاءات في مجالات متنوعة.
ريكاردو كرم: المبادرة ليست مؤتمراً… بل جسراً في زمن الجدران
في مستهل الجلسة الافتتاحية، تحدّث معرف الحفل الإعلامي ريكاردو كرم عن المسار الذي رافقمبادرة Lebanese Diaspora Energy منذ انطلاقتها، مؤكداً أن الفكرة لم تكن مجرد حدث أو لقاء عابر، بل رؤية تقوم على الإيمان بأن ثروة لبنان الحقيقية تكمن في أبنائه أينما كانوا.
وأشار كرم إلى أنه كان شاهداً على انطلاقة هذه المبادرة منذ لحظاتها الأولى، معتبراً أنها ولدت في مرحلة صعبة حين كان لبنان يزداد هشاشة، لكنّ القائمين عليها اختاروا مدّ الجسور بدل الاستسلام للانقسام، والتواصل في وقت كان التباعد فيه أسهل.
وأضاف أن المبادرة، وإن انطلقت من وزارة الخارجية والمغتربين، سرعان ما تحولت إلى مساحة جامعة تجاوزت الأطر الرسمية، وانبثقت من إرادة جماعية للبنانيين للتلاقي حول قصة واحدة وانتماء مشترك.
واستعرض كرم التحديات القاسية التي مر بها لبنان خلال السنوات الماضية من اغتيالات وحروب وانهيار مالي وجائحة وانفجار مرفأ بيروت، مؤكداً أنه رغم كل ذلك ما زال اللبنانيون يقفون ويثبتون أن الأزمات لا تكسرهم، سواء كانوا في بيروت أو في كبريات مدن العالم.
وختم كرم داعياً إلى جعل المؤتمر محطة لإعادة الانطلاق، وتحويل الطاقة الاغترابية إلى منصة عمل وتعاون لا إلى مناسبة اجتماعية عابرة، موجهاً رسالة خاصة إلى الشباب بأن يكونوا بعد سنوات ليسوا ضيوفاً بل صنّاعاً وحماةً لهذا الوطن.
باسكال دحروج: عودة بعد ست سنوات… لأن لبنان لم يعد يحتمل
بدورها، تحدثت المديرة التنفيذية الطاقة الاغترابية اللبنانية السيدة باسكال دحروج مرحّبة بالحضور، مؤكدة أن هذه النسخة ليست يوماً عادياً، إذ تشكّل المؤتمر السابع عشر لـ LDE، والأهم أنها عودة بعد توقف دام ست سنوات.
وأوضحت دحروج أن إعادة إطلاق المؤتمر ليست نتيجة تحسن الظروف، بل لأن لبنان وصل إلى مرحلة لم يعد فيها يحتمل الانتظار، مشيرة إلى أن المبادرة بدأت برؤية واضحة وبقرار جريء حين كان النائب جبران باسيل وزيراً للخارجية، معتبرة أن الانتشار اللبناني ليس هامشاً بل ركيزة في أي مسار نمو أو نهوض.
وأكدت أن لبنان لا يعاني نقصاً في الكفاءات، بل يعاني من غياب الوصل بين الخبرات المتوافرة في الداخل والخارج، لافتة إلى أن دور LDE هو توفير الإطار والمنصة التي تحول هذه الطاقات إلى عمل فعلي، بعيداً عن النوستالجيا والشعارات.
كما شدّدت على أن المؤتمر هو دعوة للالتقاء والحوار والعمل المشترك، وأن العنوان المختار يعكس واقعاً ثابتاً: ما يجمع اللبنانيين أقوى مما يفرقهم. وختمت شاكرة كل من آمن وشارك، مؤكداً: «مهما تفرّقنا… لبنان بيجمعنا».
باسيل: سبعة مسارات استراتيجية للانتشار… وتحذير من “إلغاء الحقوق”
وفي كلمته، أكد النائب جبران باسيل أن النظرة المستقبلية للانتشار ترتكز على مجموعة محاور أساسية أبرزها:
- إطلاق المجلس الوطني للانتشار
- تثبيت حقوق الانتشار في الدستور
- إعطاء المنتشرين أفضلية عبر تشريعات خاصة
- تعزيز تواصل المنتشر مع دولته
- إطلاق برامج ثقافية اغترابية كمدارس اللغة
- إدراج الانتشار في المناهج التعليمية
- دعم الإنتاج المعرفي بما يعكس الهوية اللبنانية
مع التأكيد على ضرورة عدم زج الانتشار في خطاب سياسي انتخابي ظرفي.
وشدد باسيل على أن الأهم اليوم هو التصدي لما وصفه بمحاولات إلغاء ثلاثة حقوق أساسية للمنتشرين:
- التصويت من الخارج
- التمثيل المباشر
- الترشح من الخارج
واعتبر أن هذه الخطوة تشكل «خطيئة وطنية بل جريمة استراتيجية بحق لبنان الدولة والوطن والكيان»، محملاً المسؤولية لعدة جهات، من بينها القوى السياسية والنيابية المتواطئة، والحكومة التي لم تنفذ القانون رغم معرفتها بكيفية تطبيقه، كما حذر من أي توجه نيابي لتجميد أو تعليق النص المتعلق بحقوق المنتشرين.
لبنان “أكبر من الجغرافيا”… والانتشار طاقة استراتيجية لا صوتاً انتخابياً
وأكد باسيل أن لبنان يجب أن يبقى رسالة حرية وتنوع في العالم، وأن هذه الرسالة تنبع من الداخل ومن كل القارات التي تضم اللبنانيين. وشدد على ضرورة تنظيم طاقات الانتشار كي لا يبقى اللبناني مشتتاً بل منتشراً ومنظماً ومتواصلاً، مؤكداً أن التقاء الداخل والخارج يولد وطناً أقوى وأكبر من الجغرافيا.
وأوضح أن LDE ليس مؤتمراً فحسب، بل مساحة تلاقي المنتشرين حول مفهوم اللبنانية كهوية جامعة، مشدداً على أن اللبنانيين ليسوا طائفة ولا عرقاً بل يحملون «جينات لبنانية» واحدة.
كما انتقد التعامل مع الانتشار كملف موسمي أو مجرد مصدر تحويلات أو صوت انتخابي، مؤكداً أنه قوة استراتيجية وأن توازن لبنان الداخلي لا يكتمل إلا بتوازنه مع الانتشار.
قوانين ومبادرات ومشاريع… وتحذير من تعطيل حقوق الانتشار
واستعاد باسيل بعض الخطوات التي تم تنفيذها خلال توليه وزارة الخارجية، ومن أبرزها:
- إقرار قانون استعادة الجنسية
- فتح باب المشاركة السياسية للمنتشرين للمرة الأولى
- تنظيم 16 مؤتمراً لطاقة الاغتراب في لبنان والخارج
- توسيع القنصليات وتفعيل السفارات
- تعيين ملحقين اقتصاديين وقناصل فخريين
- إطلاق منصة e-mofa لإنجاز معاملات المنتشرين إلكترونياً
- إطلاق مبادرات متعددة مثل بيت المغترب اللبناني وLDE وLebanon Connect وDiaspora Diplomacy وGastro Diplomacy وغيرها
وأشار إلى أن توقيع مراسيم الجنسية توقف لاحقاً لأسباب وصفها بأنها سياسية وطائفية، كما ذكّر بتعليق انتخاب المنتشرين لنواب يمثلونهم عام 2022، محذراً من توجه في 2026 لتعليق كامل حقوق المنتشرين في الاقتراع من الخارج.
وفي المقابل أعلن أن التيار تقدّم بقانون محسن لاستعادة الجنسية، واقتراح لتخفيض الرسوم والضرائب عن المنتشرين، إلى جانب إعداد مشروع «صندوق المنتشر» كصندوق استثماري مخصص للمنتشرين بالشراكة مع الدولة عبر IDAL بنسبة 20% دون قدرة للدولة على الإدارة أو التعطيل.
كلمات
قدّم الفنان غسان صليبا مجموعة من الأغاني الوطنية على أنغام عزف الملحّن بسام شليطا . كما كانت قصيدة للشاعر نزار فرنسيس تمحورت حول العلاقة الوجدانية بين المنتشرين ولبنان. وكانت كلمات لكل من داني ريشا k المدير التنفيذي لمجموعة IMPACT BBDO المتخصصة في عالم الاعلان وكلمة للخبيرة في عالم الموضة اندريا وازن وهي مصممة أحذية لبنانية عالمية، أسست علامتها التجارية الفاخرة للأحذية النسائية التي تحمل اسمها وتشتهر بتصاميم أنيقة وهي من أبرز الأسماء العربية في عالم تصميم الأحذية. وكانت كلمة للرئيس التنفيذي لشركة Morrisons في المملكة المتحدة راي بيتية الذي تنقّل خلال 30 عاماً بين دول عدة وتولّى قيادة مؤسسات كبرى، وصولاً إلى إدارة مؤسسة تضم 100 ألف موظف.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، قدّمت السيدة دحروج حنا درع شكر للنائب باسيل على إطلاق المبادرة. كما تم تقديم دروع تكريمية للمتحدثين في الجلسة الإفتتاحية.جلسات حوارية: اقتصاد المعرفة والاستثمار والهوية والمطبخ اللبناني
بعد الافتتاح، واصل مؤتمر LDE جلساته الحوارية بعد الظهر، فانعقدت:
الجلسة الأولى – اقتصاد المعرفة
أدارتها خبيرة الذكاء الاصطناعي والاستراتيجية ماريا بو صقر، وتحدث خلالها عدد من الخبراء اللبنانيين في الولايات المتحدة والسعودية وأفريقيا وفنلندا وهولندا. وأجمع المشاركون على أن التشبيك مع المنتشرين والطاقات المعرفية يبدأ من المدرسة والجامعة، وأن لبنان قادر على التحول إلى مركز عالمي للمواهب والابتكار.
الجلسة الثانية – الاستثمارات العابرة للحدود
أدارتها الإعلامية المتخصصة بالأعمال ليا كريميستي، وشارك فيها مسؤولون وخبراء اقتصاديون، وأكدوا أن انفجار المرفأ والأزمات أضعفت ثقة المستثمرين، داعين إلى الحوكمة والتخطيط الاستراتيجي وإعادة بناء الثقة، مع التركيز على السياحة الطبية وقطاع التكنولوجيا.
الجلسة الثالثة – اللبنانية والمواطنة
أدارتها الباحثة والإعلامية دانيال عبيد، وناقشت الفروقات القانونية بين الجنسية والمواطنة وصعوبات استعادة الجنسية. وتوافق الحاضرون على ضرورة تعديل قانون استعادة الجنسية وتشجيع اللبنانيين على التسجيل، مع التأكيد أن ازدواج الجنسية قد يحافظ على توازن الانتماء.
الجلسة الرابعة – الهوية الغذائية والسفرة اللبنانية
تناولت دور المطبخ اللبناني كقوة ناعمة تربط الدبلوماسية بالسياحة والهوية الثقافية، وأدارتها ندى علم الدين بمشاركة خبراء وشيفات وممثلين عن قطاع المطاعم والنبيذ. وخلصت الجلسة إلى أن المطبخ اللبناني أصبح علامة عالمية، وأن قطاع النبيذ من أكثر القطاعات نجاحاً بفضل تاريخه العريق، مع التشديد على ضرورة دعم الدولة لتصدير المنتجات اللبنانية.
خلاصة
كرّس المؤتمر في نسخته الخاصة رسالة أساسية مفادها أن لبنان لا يستطيع النهوض دون وصل الداخل بالانتشار، وأن حقوق اللبنانيين في الخارج هي جزء لا يتجزأ من مفهوم المواطنة، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتحويل الطاقة الاغترابية من مجرد علاقة عاطفية إلى شراكة حقيقية في الاقتصاد والمعرفة والاستثمار والهوية.
برنامج الثلاثاء
اليوم الثاني من المؤتمر سيتضمن زيارة الى القرية الاغترابية في البترون عبر 7 محطات :
1) Batrouniyat – شجرة الميلاد والنجمة
2) Main Street – مشهد الميلاد (Nativity Scene)
3) Al Serail Square – سوق سانتا وورشة العمل
4) St. Estephan Square & Port – أضواء عيد الميلاد
5) Mar Geryes Square – كنيسة الميلاد
6) Saydet el Seha Square – ساحة الميلاد
7) Diaspora Village – دولاب الهواء (Ferris Wheel)
12 مشاهدة
30 ديسمبر, 2025
10 مشاهدة
29 ديسمبر, 2025
145 مشاهدة
20 ديسمبر, 2025