Sadaonline

استطلاع : "الكيبيكيون يفقدون الثقة بمؤسساتهم وببعضهم أيضًا".. نحن ندفع الثمن؟

بعض القوى تلجأ إلى تحويل النقاش نحو الهوية والدين لصرف الانتباه عن التحديات الأساسية التي يعيشها كل الكيبيكيين

أظهر استطلاع جديد أجراه معهد الثقة (Institut de la confiance) أنّ سكان كيبيك يعانون من تراجع كبير في الثقة بمؤسساتهم وبالمجتمع من حولهم مقارنةً بما كان عليه الحال قبل عشر سنوات.

وفقًا للنتائج، قال 68% من المشاركين إن ثقتهم بالنظام الصحي تراجعت، فيما 65% أكدوا أنّ ثقتهم بالحكومة أقلّ مما كانت عليه قبل عقد. ويشعر الشباب خصوصًا بقلق من المستقبل: 89% منهم يخشون أزمة السكن، و85% قلقون من عدم الاستقرار الاقتصادي، و81% من تداعيات أزمة المناخ، بينما يرى 73% أنّ الفوارق الاجتماعية تتسع أكثر فأكثر.

وتبيّن أن الثقة بالإعلام أيضًا تتراجع، إذ قال 68% من الكيبيكيين إنهم لا يثقون بوسائل الإعلام كما في السابق، سواء التقليدية أو الرقمية، رغم أن نصف المستطلعين ما زالوا يعتبرون التلفزيون العام المصدر الأكثر مصداقية.

أما على المستوى الاجتماعي، فيرى معظم المشاركين أنّ التسامح والاحترام بين الناس تراجع، وأنّ المجتمع أصبح أكثر حدّة في التعامل مع الآراء المختلفة.

قد يشكّل الاستطلاع فرصة لإحياء الوعي الجماعي والمطالبة بسياسات أكثر جرأة وشمولًا تعيد بناء الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم.

الإحساس بالمساواة والانتماء اساس لبناء الوطن

هذا الاستطلاع الذي أظهر تراجع ثقة الكيبيكيين بمؤسساتهم يعطينا صورة واضحة عن الطريقة التي تحاول الحكومة الحالية التعاطي معها حيث انها تحاول التغطية على هذا الإخفاق من خلال الهاء المواطنين بقضايا بعيدة كل البعد عن حقيقة المشاكل التي تواجه هذا المجتمع .  

فالخطاب السياسي والإعلامي في السنوات الأخيرة حاول أحيانًا أن يصوّر الأقليات كعبء أو كخطر ثقافي، وهو في الحقيقة غطاء لفشلٍ أعمق في ملفات الاقتصاد، والصحة، والإسكان، والتعليم.  فحين تعجز بعض القوى عن تقديم حلول حقيقية، تلجأ إلى تحويل النقاش نحو الهوية والدين لصرف الانتباه عن التحديات الأساسية التي يعيشها كل الكيبيكيين.

المواجهة الحقيقية لهذه المشاكل واستعادة الثقة لا تكون بالانقسام أو الإقصاء، بل ببناء سياسات عادلة وشاملة، تُعيد لكل مواطن الإحساس بالمساواة والانتماء.
العدالة والاحترام ليسا مطالب فئوية، بل أساس أي مجتمع يريد أن يتجاوز أزماته بثقة وتماسك.