Sadaonline

في الانتخابات البلديّة: إن طرأت هذه الإشكاليّة... ما العمل؟

العمل الانتخابيّ، هو توجّهٌ مُرَحَّبٌ به ويُظهِر تصرّفاً ديمقراطيّاً يعكس صورةً حضاريّةً

أبو تراب كرّار العاملي - مونتريال

بشكلٍ عام، من المُتَعارَف عليه حدوث انتخابات في مختلف التّجمّعات في بلدٍ ما لاختيار قيادة تُعْنى بإدارة الشّؤون ذات الصّلة. انتخابات رئاسيّة، نيابيّة، بلديّة، اختياريّة، نقابيّة، جامعيّة وإلى آخره...
وهذا العمل الانتخابيّ، هو توجّهٌ مُرَحَّبٌ به ويُظهِر تصرّفاً ديمقراطيّاً يعكس صورةً حضاريّةً وواقعاً مرموقاً في التّعاطي مع متطلّبات القوم الحياتيّة.
ولكن، لا بأس بتصويب النّقاش باتّجاه أضيق مرتبط بالحالة الافتراضيّة التّالية:
بلدةٌ "افتراضيّةٌ" جميلةٌ جبليّةٌ في منطقةٍ شريفةٍ مقاوِمة، حيث أهلها الشّرفاء متّفقون على نفس النّهج العقائديّ والتّموضع الاستراتيجيّ المقاوِمَيْن، إلّا أنّهم منقسمون حول قضايا ذات طابع إنمائيّ مرتبطة بتسيير أمور بلدتهم الحبيبة. ولا ننسى تأييدهم المشترك لنفس "الحزب"، وتالياً، التفافهم حوله والدّوران في فلكه والالتزام بتوجّهاته التّنظيميّة.
وعليه، فيما يتعلّق بكيفيّة تعاطي هذا "الحزب" مع الانتخابات البلديّة، يمكن استعراض ثلاثة احتمالات:
الأوّل، تشكيل لائحة من أحد الطّرفَيْن المنقسِمَيْن دون الآخر.
الثّاني، تشكيل لائحة مشتركة بين الطّرفَيْن المنقسِمَيْن بالاتّفاق معهما.
الثّالث، عدم التّدخّل، وترك الموضوع للعائلات للتّنافس الودّي تحت غطاء القانون.
ومن الطّبيعيّ أن لا يتمّ اللّجوء إلى الخيار الأوّل ابتداءً، تطبيقاً للتّعايش المشترك والتّعاون البديهيّ في خدمة المواطنين الكرام.
ومن المنطقيّ أن يكون الخيار الثّاني هو المُرَجَّح لدى ذوي الألباب النَّيِّرة لما يحتويه من تعاونٍ وتفاهمٍ وتنسيقٍ وغيرها من معاني الألفة والمحبّة وعدم الإقصاء.
إلّا أنّ الإشكاليّة قد تطرأ إذا "الحزب" بقيادته الفرعيّة المعنيّة باتّخاذ القرار، قرّر اعتماد الخيار الثّاني، إلّا أنّه اصطدم برأي أحد الطّرفَيْن الرّافِض لهذا الخيار، وصودِفَ أنّ هذا الطّرف يمتلك الأغلبيّة العدديّة النّاخِبة.
هنا، ما العمل؟
هل يتوجّه "الحزب" مُضْطَرّاً إلى الخيار الثّالث؟
أو يفرض رأيه التّنظيميّ وفق ما يراه مصلحةً عامّةً للبلدة وأهلها؟

[وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون]

* الصورة من موقع freepik لاغراض توضيحية فقط