Sadaonline

قدّاس لراحة نفوس شهداء دمشق في مونتريال : للمجرم الذي فجَّر نفسه ابتغاءً للجنّة اقول : أبوابَ الجنّةِ موصَدةٌ في وجهكَ ..إنّكَ الآن تحترقُ في لهيبِ النار

مغبوطةٌ الأرض التي أخصبَتها دماؤكم، يا شهداءَ الربّ الظافرين، ومقدّسةٌ المساكنُ التي قَبِلَت أجسادَكم

أقيم في كاتدرائية المخلص للروم الملكيين الكاثوليك في مونتريال - كندا قداساً الهياً عن راحة نفوس شهداء مجزرة كنيسة مار الياس  في حي دويلعة في مدينة دمشق ،حضره حشد من المؤمنين ومن ابناء الجالية السورية الذين شاركوا بالصلاة والخشوع تضامنًا مع عائلات الشهداء وتكريمًا لأرواحهم.

ترأس الذبيحة الالهية الارشمندريت ربيع أبو زغيب وعاونه الارشمندريت انطوان سمعان ،والاباء راجي صالح ، تيودور زخور ، سامر نعمان  ، عبدالله شحيّد ورافايل سعد.

المطران الجاويش

وفي المناسبة القى الارشمندريت أبو زغيب كلمة مطران كندا للروم الملكيّين الكاثوليك في كندا سيادة المطران ميلاد الجاويش جاء فيها:

“دمشقُ، يا قديمةَ المدائن، يا زهرةَ الياسمين، وأُقحُوانةَ الشرق…

ترتدين اليوم رداءً مُـخَضَّبًا بالدماء، وِشاحًا أرجوانيًّا، ملوكيًّا، منسوجًا لا بأيدي حِرفيّيك الـمَهَرة، بل من أَشلاءَ وأمعاء، من أعضاءِ أبناءِ المسيح المبتورةِ وعِظامِهم المطحونة.

تَرتدين رداءً توشَّحْتِ به سابقًا آلافَ المرّات، كلَّ مرّةٍ كنتِ تُقدِّمين أبناءك شهداءَ على مذبحِ الإيمان. لا شهداءَ الحربِ الأخيرة فحسب، ولا شهداءَ معلولا، ولا شهداء 1860، بل الكثيرين الكثيرين من قَبلِهم، منذ أن وطأتْ قدمَا أوّلِ تلميذٍ للمسيح روضَتَكِ الغنّاء حتّى اليوم.

شهداؤك اليوم، لا نَبكيهم، بل نمجّدُهم، نرفعُهم، نُعلِّي ذِكراهُم حتّى حدودِ السماء، نـُخبرُ قِصَصَهم لولد الولد… وإن كان لنا أن نبكي، فإنّنا نَبكي وطنًا أردناهُ وطنًا يَليقُ بأحلامِنا، عزيزًا، مُكرَّمًا مُعَافًا، يتّسعُ للجميع، غير أنّه لم يعرفْ وقتَ افتقادِه إلى اليوم. إن تَحسَّرنا، فإنّنا نتحسَّر على سوريّا التي باتت تَضيق بأبنائها… وطنُ بولس والرسلِ والقدّيسين والرهبانِ والمناسك القديمة جعلوه ضيّقًا على مسيحيّيه. يا لَلمهزلة!

فَليَقُم أحدٌ ليقولَ لذلك المجرم الذي فجَّر نفسه ابتغاءً للجنّة: إنّ أبوابَ الجنّةِ موصَدةٌ بإحكامٍ في وجهكَ وفي وجهِ أمثالك. إنّكَ الآن تحترقُ في لهيبِ النار الأبديّة التي لا تُطفَأ، وليس هناك مَن يبرّدُ لسانَك أو يَبلَّ طَرْفَ إصبعِك. فليَقُم أحدٌ ليوقفَ هذا التعليمَ الشاذّ ويُفهِمَ هؤلاء الـمُضَلَّلين أنّ طريقَ اللهِ تمرُّ حتمًا بطريقِ إخوتِنا في البشريّة، إلى أيِّ لونٍ أو دينٍ أو طائفةٍ انتمَوا. الجنّةُ ليست قطُّ مصيرَ القتلة، بل مصيرُ مَن أحبُّوا وأَوصُوا بالمعروف. الجنّةُ ليست قطُّ نصيبَ مَن يُكفِّرون الآخرين، بل نصيبُ مَن يُنادون بالحوارِ والعيشِ الأليف تحت سماءِ الله الواسعة”.

وتابع يقول :”شهداءُ كنيسة النبيّ الياس الأرثوذكسيّون، الإنطاكيّون، الدمشقيّون، هم شهداؤنا جميعًا، هم أحبابُنا وإخوتُنا وشفعاؤنا جميعًا. لأنّ مَن قَتلهم لم يتعمَّد أن يقتلَ أرثوذكسيّين، بل مسيحيّين خُتِموا بميرون المسيح المقدّس. شهادةُ الدم توحِّدُنا قبل أن تُوحّدَنا العقيدة.

من كاتدرائيّة المخلّص في مونتريال، باسمي وباسمِ أبرشيّتنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة في كندا، إكليروسًا وعلمانيّين، نتوجّهُ بأخلصَ آياتِ التعزية لغبطةِ البطريرك يوحنّا العاشر اليازجي ولسائرِ أبناء الكنيسةِ الروميّةِ الأرثوذكسيّةِ الشقيقة في سوريّا والعالم. كما نُعزّي أخانا سيادة المطران سابا إسبر، مطران أميركا الشماليّة للروم الأرثوذوكس الإنطاكيّين، ولمعاونه في كندا سيادة المطران ألكسندر مفرّج، سائلين الربّ أن يتشفّع بنا بصلوات شهدائه الثلاث والعشرين، وأن يَـمدَّ الجرحى والمصابين بالشفاءِ العاجل والصحّة الوافرة، ويُنعمَ على سوريّا وعلى بلادنا أجميعن بالسلام والوفاق والمحبّة، ويَـمُنَّ على المسيحيّين هناك بوافر بركاته ورجائه وصبرِه وحُبّه وصموده. آمين”.

وختم قائلا :”ومع الكنيسة، لنقفْ جميعًا ونُصلِّ قائلين: مغبوطةٌ الأرض التي أخصبَتها دماؤكم، يا شهداءَ الربّ الظافرين، ومقدّسةٌ المساكنُ التي قَبِلَت أجسادَكم. فإنّكم قد غلبتم العدوَّ في الميدان، وكرزتم بالمسيح بشجاعةٍ، فنسألكم أن تبتهلوا إليه، بما أنّه صالح، في خلاص نفوسناط.

وفي الختام أضيئت الشموع وارتفعت الصلوات على نيّة السلام في سوريا وراحة نفوس الشهداء. ( عن الكلمة نيوز)

معرض الصور