دارين حوماني ـ مونتريال
تشهد مونتريال هذه الأيام فعاليات "مهرجان أورينتاليس" (Orientalys) بنسخته الـ14 بين 8 و11 آب/ أغسطس على رصيف الساعة (Clock Tower Quay Street) في المرفأ القديم Old Port في مونتريال، بمشاركة دولية تتوسّع عامًا بعد عام، وببرنامج ثقافي يتنوّع عامًا بعد عام، حتى أصبح من أهم المهرجانات الثقافية في مونتريال. مهرجان يعكس غنى وتنوع التراث العربي بشكل خاص، والتراث الشرقي بشكل عام. حيث لكل دولة خيمة تتحوّل إلى بقعة جغرافية مصغّرة عن البلد الذي تمثّله لما تتضمّنه من عناصر تراثية تعكس شخصية البلد وكينونته.
ولا شك أن الحضور الفلسطيني له أهميّته الخاصة في المهرجان في ظل الإبادة الجماعية التي تتعرّض لها غزة، إضافة إلى الهمجية الإسرائيلية في الضفة الغربية. خيمة فلسطينية صغيرة لكنها كبيرة بحجم ما تقدّمه من أنشطة وفعاليات وتعريف بفلسطين خريطة وتاريخًا وتراثًا للكنديين خصوصًا، وفي كسر صورة ذهنية معينة مستقرة في أذهان كثير من الكنديين عن حق إسرائيل في احتلال فلسطين.
وإلى جانب تمثيل ثقافة البلاد، يشكّل المهرجان مساحة انتماء خصوصًا للقادمين حديثًا إلى كندا، كما يشكّل جسرًا ثقافيًا بين الكنديين من مختلف الأصول الكندية والعربية والشرقية، وبين أبناء الدول المشاركة في المهرجان، وهو ما يدفع للتقارب الإنساني داخل المجتمع الكندي.
يكتب المهرجان في بيان له:
"يأخذ مهرجان أورينتاليس الزوار في رحلة واقعية وخيالية، في الوقت نفسه، للاحتفال بالشرق بألف لون ولون من خلال مجموعة من الأنشطة التفاعلية من العروض الموسيقية والفنية وورش العمل والرسوم المتحركة في المدينة القادمة في مونتريال". ودعا المهرجان لعدم تفويت الفرصة النادرة للانخراط جسديًا وروحيًا في الكنوز الشرقية وفي قلب الثقافات الشرقية بينما نكتشف ثراء وثروة هذه الثقافات من من المغرب العربي إلى الصين والهند وإيران ولبنان وفلسطين وفيتنام وقرغيزستان وتايلاند ومنغوليا وأجزاء أخرى من الشرق.
وإضافة إلى الخيم التي تعكس كل خيمة منها ثقافة البلد التي تنتمي له، ثمة عروض موسيقية وفنية مجانية، عروض من الصين، من إيران، من الجزائر، ومن المغرب، ومن لبنان، ومن دول أخرى.
إميلي عواد: صار للمهرجان هوية خاصة به
تقول مديرة العلاقات العامة في المهرجان إميلي عواد لصدى أونلاين عن تطور المهرجان واتّساع دائرة جمهوره:
"الحقيقة حين بدأ مهرجان أورينتاليس كان يشكّل الشقّ الخارجي والمجاني من ‘مهرجان العالم العربي‘ الذي يُعقد بين تشرين أول وثاني من كل عام. بدأ بعدد قليل من العروضات، وكانت المشاركات من الدول العربية بشكل أساسي. مع الوقت، صار الإقبال كثيفًا، وخصوصًا أننا بدأنا ننظّم المهرجان عند المرفأ القديم، إضافة إلى أن العروض في الصيف على عكس مهرجان العالم العربي التي هي عروض في أماكن مغلقة. كان أورينتاليس نوع من الترويج لمهرجان العالم العربي، ولكن الأمر تطور وتغيّر، وعدد زائري المهرجان بلغوا أعدادًا كبيرة من كنديين من أصل كندي وعربي وشرقي وكذلك من السياح. فأصبح لهذا المهرجان هويته الخاصة به. وله موقعه الخاص. وإضافة إلى الخيم هناك Medine Stage تقدًم عروضًا تراثية وغير تراثية من كل الدول، مما شجّع الدول على المشاركة، وهناك TD Stage، وكلها مجانية، وفكرتها تعريف العالم بثقافة كل بلد. الفكرة إيجاد مساحة من الفوضى الخلاقة، حيث كل خيمة تتضمن أنشطة أو فعاليات، فكل خيمة لها نشاطاتها. المهرجان يكبر يومًا بعد يوم. دولة قرغيزستان أول مرة تشارك معنا، مانغوليا هذه السنة الثانية لهم، وجمهور المهرجان يكبر عامًا بعد عام، هناك جمهور ينتظر المهرجان كل سنة. الانفتاح على دول الشرق البعيدة الصين، تايلاند، وإيران، وغيرها أدّى إلى تنوّع وتغيير في حجم الجمهور، هناك جمهور صيني وياباني ومن كل دول الشرق".
آراء المشاركين
وكان لصدى أونلاين لقاء مع عدد من الناشطين المسؤولين عن كل خيمة.
الخيمة الفلسطينية: كي يبقى العلم الفلسطيني مرفوعًا دائمًا
عن الخيمة الفلسطينية تقول الإعلامية هديل بلبيسي:
"نحاول كل عام أن ننشر تراثنا الفلسطيني، نحكي عن فلسطين، وخصوصًا أن المرفأ القديم مكان لتجمًع عدد كبير من الناس الكنديين ومن جنسيات مختلفة. هذه السنة تردّدنا كثيرًا بسبب المجازر التي تحدث في غزة، ولكن قرّرنا المشاركة، أولًا من أجل أن يبقى العلم الفلسطيني مرفوعًا دائمًا. الفعاليات التي حضّرنا لها تركّز على ثقافة فلسطين من قراءة كتب، من شعر، من عرض أفلام، وطبعًا احترامًا لدماء شهدائنا لن يكون هناك أي نوع من أنواع الأغاني".
عن أهمية المهرجان تقول بلبيسي:
"أهمية هذا المهرجان كبيرة، مونتريال بلد مهرجانات، ولذلك علينا أن نُظهر وجودنا. من غير المعقول أن نكون موجودين في مدينة مهرجانات وننتظر فقط المظاهرات لأجل فلسطين، المظاهرات مهمة، ولكن هناك مجتمع آخر يفضّل أن يتعرّف على فلسطين بطريقة أخرى، لذلك من المفروض أن نكون موجودين بما أنها مساحة متاحة لنا، لماذا لا. كثير من الكنديين جاءوا ليسألوا عن غزة بالتحديد، هنا وضعنا خريطة فلسطين كاملة، فسألوا أين هي غزة تحديدًا والقدس، ومنهم من قال ‘يا ريت نحن الذين حدودنا معكم‘، نشعر بالدعم لفلسطين، وبحماس الناس غير العرب للتعرّف على فلسطين وكيف هم متضامنون معها".
يتضمن برنامج الخيمة الفلسطينية عددًا من الفعاليات، تقول بلبيسي: "من الفعاليات مشاركة شعرية لعدد من الشعراء الفلسطينيين الأصل باللغتين الإنكليزية والفرنسية للوصول إلى أكبر قدر من الناس. أيضًا يشارك الكاتب الفلسطيني لحميّد علي بعرض كتاب له عن فلسطين وحياة اللجوء. عندنا الناشطة الفلسطينية زهية المصري سوف تقرأ كتبًا للأطفال عن فلسطين. وأيضًا الكاتبة يارا الغضبان ولديها أعمال روائية وشعرية سيكون لها مشاركة تتحدّث فيها عن فلسطين. سنعرض أيضًا أفلامًا عن فلسطين، اخترنا الأفلام التي تحكي عن فلسطين قبل النكبة، لكي يرى الناس تاريخ فلسطين عبر الصور الواقعية، وأن فلسطين موجودة ولديها تاريخها وتراثها. وهناك عدد من الناشطين سيكونون متواجدين للإجابة عن أي سؤال يخص فلسطين".
وتختم بلبيسي: "الحقيقة أن الدماء الغزاوية تدفعنا للحزن، وقد نقول لا نريد أن نشارك في أي مهرجان، ولكن نشعر بالنهاية أننا نريد أن نوصل أصواتنا بأي طريقة".
الناشطة الفلسطينية زاهية المصري
ستشارك الناشطة الفلسطينية زاهية المصري بقراءة قصة "محمد فلسطين" Momo Palestine للكاتب الفرنسي روبرت غايو، وهي قصة موجّهة للأطفال للتعرّف على تاريخ فلسطين على لسان طفل فلسطيني.
تقول المصري:
"ما يحصل في فلسطين ليس بجديد علينا، الهدف من خلال قراءة هذه القصة هو أن نخبر الأولاد الذين يأتون إلى الخيمة عمّا يجري في فلسطين، فمن خلال هذه القصة التي تُروى من وجهة نظر طفل فلسطيني، سيعرفون ماذا يحدث يوميًا مع الأطفال الفلسطينيين. هناك قصف، مجاعة، لا ماء، لا اهتمام بالصحة. فمن وجهة نظر طفل فلسطيني نوصل هذه المعاناة. الإبادة التي تحصل في غزة الأن ليست نكبة جديدة، النكبة تحدث منذ العام 1948 وكل يوم هناك نكبة، هكذا يتعرّف الأطفال هنا على الحقيقة في فلسطين. نحن هنا منذ 35 سنة، الأمور تغيرت كثيرًا، في الماضي لم يكن أحد يعرف شيئًا عن فلسطين، كانوا يسألوننا أين فلسطين، اليوم الكنديين صاروا يعرفون. وواجبنا أن نتكلم ونرفع الصوت عاليًا، كي يتم الضغط على أعضاء البرلمان وعلى الحكومة الكندية. الزوار الذين يأتون إلى الخيمة ليسوا كلهم فلسطينيين، هناك عرب وهناك كنديون. معظم القادمين غير عرب، هناك حالة تعطّش، فما يحصل أمام أعينهم في غزة لا يفهمونه، وليس هناك ردّة فعل قوية من قبل الدولة الكندية لتتوقف الإبادة، فيأتون ليفهموا أكثر، وسيعرفون أن هناك في فلسطين شعب يناضل، بل تاريخ من النضال، وتاريخ من المعاناة، ويسألون عن حملة المقاطعة. كنا قد أسّسنا Le collectif des femmes pour la Palestine ، وهو تجمّع له أنشطته في مونتريال، منذ بداية المجزرة في غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، قمنا بحملات مختلفة من أجل إيصال الصوت الفلسطيني وقد ساهم معنا كنديون معروفون من أصل كندي. الكنديون متعطّشون لمعلومات عن فلسطين ولمعرفة الحقيقة، وهنا في هذه الخيمة نقدّم الحقيقة والمعلومات للزوار، ونقول لهم أنه بعد معرفتهم يجب أن يتم اتخاذ خطوات، يجب أن يقوموا بفعل شيء ما Action من أجل فلسطين".
ومن الناشطين الفلسطينيين في المكان كامل الآغا، يقول:
"في النهاية، التمثيل يجب أن يكون موجودًا، وخصوصًا بسبب المجازر التي تحدث حاليًا في غزة، وفي فلسطين بشكل عام. يجب أن نعرّف الناس عل فلسطين، هنا خريطة فلسطين التاريخية، كل من يمرّ يسأل عنها. قبل 1948 قبل التقسيمات سايكس بيكو. هناك تفاعل كبير. هناك مواطنون مهتمون بالقضية الفلسطينية، وهناك من لا يعرف شيئًا عن فلسطين، ولا يفهمون ما يحدث في غزة. ماذا يحدث في لبنان أيضًا، وما هو محتلّ من الجانب اللبناني والسوري، مزارع شبعا، هضبة الجولان، وكيف هو الاحتلال لفلسطين ككلّ أو للضفة الغربية وغزة. الذي يحدث حاليًا في فلسطين أضاف وعيًا للناس، لم يكن لدى الكثيرين معلومات عن فلسطين، وما يحدث جعل الناس تحب أن تعرف عن فلسطين، وبالتالي الفضول يتزايد، الأسئلة تتزايد. هنا نلقى اندماجًا بين القضية الفلسطينية وبين الشعب الكندي هنا. تلك الحدود رسمها الاستعمار البريطاني الفرنسي للبلاد. كانت فلسطين سورية لبنان الأردن دولة واحدة".
وعائلة الأغا كانت في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وقد خرجوا منذ 3 أشهر إلى مصر، يتحدث الأغا عن تلك التجربة القاسية التي مرّت على أهله، وعن تعقيدات إحضارهم إلى كندا، يقول:
"قدّمت طلب لجلب أهلي، ولكن المعاملات معقّدة. منذ بدء الإبادة الحالية في غزة، خرج أهلي من بيتنا إلى بيت خالي ومن بيت خالي إلى بيت عمّتي ثم إلى مخيّم المواصي خان يونس. كل تلك البيوت تدمّرت كليًا أو جزئيًا ولا يمكن السكن فيها من جديد. بالنهاية مثلهم مثل غيرهم، دمهم ليس أغلى من دم الغزاويين الباقين هناك، لم يكن من خيار إلا أن نُخرجهم من غزة، خرجوا إلى مصر، في الليلة التي دخل الاحتلال الإسرائيلي إلى معبر رفح. لم أتمكن من إحضارهم إلى كندا. هذه هي قصة كل فلسطيني، المأساة تتكرر دائمًا".
وأضاف الأغا:
"أعتبر ما يحدث هنا أحد أهم أنواع المقاومة. لا يمكن أن نظهر فقط جانبًا واحدًا من المقاومة. المقاومة جيدة بكل أشكالها، عبر الكفاح المسّلح، المقاومة بالكلمة، بالثقافة، والمشاركة الفلسطينية في هذا المهرجان هو جزء من المقاومة. المجازر التي تحدث في غزة، دفعتنا للمشاركة ولكن من دون مظاهر الفرح من أغانٍ ورقص، هنا نعرّف على الأدوات الفلسطينة القديمة، على تاريخ المقاومة، وتاريخ فلسطين إلى أن يأتي التحرير".
الخيمة اللبنانية: حوار في الخيمة مع لبنانيين لمعوا في كندا
من الخيمة اللبنانية التقت صدى أونلاين بالإعلامية إلسا خليل، تقول خليل:
"نحن موجودون هنا منذ بداية المهرجان. جو المهرجان رائع، اجتماع الناس من مختلف البلدان العربية ومن بلدان شرقية أخرى، الجو رائع والتحضير ممتع من أجل الاحتفال ببلدنا. حبّنا لبلدنا يدفعنا لتنظيم هذه الفعاليات، حبّنا للتراث اللبناني وللثقافة اللبنانية، أن نستمر بالاحتفال ببلدنا في الغربة".
عن أهمية هذا المهرجان، تقول خليل:
"من المهم جدًا أن نلقي الضوء على تراثنا وتراث كل البلاد العربية والشرقية، ونعرضهم للكنديين من أصل كندي، كي يتعرّفوا على ثقافاتنا والأشياء التي نفتخر بها من بلدنا، من هنا تأتي أهمية المهرجان، والأهم وجود هذه الفسحة التي تجمعنا مع الآخرين في مكان واحد وهذا التلاقي بين الجميع. هناك تزايد في الإقبال عن السنوات الماضية، وهناك حماسة أكبر من قبل المنظّمين، ومن قبل الزوار الذين يتشجعون عامًا بعد آخر للحضور. والزوّار ليسوا فقط لبنانيين أو من دول عربية بل من أصول كندية، حيث يخبروننا أنهم يسمعون عن لبنان، عن تراثه، عن المطبخ اللبناني، ويأتون ليعرفوا أكثر وليسألوا عن لبنان. وما يلفتهم هو الموسيقى في الخيمة، ويأتون ويسألون عنها".
وعن البرامج التي حضّرتها الخيمة اللبنانية، تقول إلسا خليل:
"ركّزنا هذه السنة على تنظيم حوارات في الخيمة مع لبنانيين لمعوا في كندا، وتحديدًا في كيبيك، سنسقبلهم كل ليلة، نستمع إليهم ونعرف أكثر عن المسيرة التي مرّوا بها، ونتشارك معهم في عدد من الأنشطة. اللبناني معروف بالصمود، نقع ثم نقف مرارًا، وهذه المشاركة هي خبرة حياة للذين نجحوا وتؤثر في اللبنانيين القادمين حديثًا إلى كندا. من الأسماء، ألين ديب، عضو بلدية لافال، وستتحدث عن تجربتها والصعوبات التي مرّ بها، والأمور التي انخرطت فيها وصولًا لدخولها السلك السياسي".
وسنقرأ على بيان الخيمة اللبنانية: "سيأخذكم الاحتفال هذا العام في رحلة عبر الزمان والمكان، ليذكّركم بأجمل الألحان والتقاليد من مختلف المناطق والأزمنة بلبنان". فمن النشاطات التي ستُقام في خيمة لبنان، كشك التصوير، حيث يلتقط الزوّار روح لبنان ويلبسون أزياء تقليدية، ويستعملون اكسسوارات تراثية، ويأخذون صورة تذكارية فريدة تحتفل بتراث لبنان الثقافي أيضًا سيتذوّق الزوار نكهات لبنانية مع مشروبات لبنانية تقليدية، متل الجلاب والتوت والليموناضة والماء الورد والسحلب والشاي. حيث تعدّ ضيافة لبنان مشهورة ومدعاة للفخر. هناك أيضًا معرض تصويري عبر رحلة بصرية لتاريخ لبنان مع 150 صورة اختارها المنظّمون بعناية لتسليط الضوء على معالم لبنان الثقافية عبر الزمن. يتضمن البرنامج أيضًا ورش عمل ممتعة، مثل رسم على الوجه والجسم، حيث الأولاد والكبار سيستمتعون بورش عمل إبداعية للرسم على الوجه والجسم، ويلوّنون ويرسمون رموزًا من لبنان. ويتخلل البرنامج ورش دبكة فسيعيش الزوار إيقاع وطاقة الرقصة اللبنانية التقليدية مع ورش الدبكة للكبار حيث يتعلمون خطوات الدبكة ويحتفلون بتراث اللبناني. إضافة إلى "سهرية" وهي اللقاءات المسائية التي تحدّثت عنها خليل عبر حوار اجتماعي وتفاعلي مع تسلية وفرح بمشاركة شخصيات بارزة من الجالية اللبنانية، وتبادل القصص معهم وتقوية الروابط.
الخيمة الموريتانية: هنا نزور 32 دولة في وقت واحد من دون أن نسافر بالطائرة
يخبرنا المسؤول الإعلامي عن الجالية الموريتانية سيد السيد: "يوجد حوالي 1500 عائلة موريتانية هنا، ويوجد مكاتب للجالية، هنا وفي الولايات الأخرى، ومنظمات غير حكومية تعمل على التقارب الثقافي والاجتماعي بين بلدين".
عن أهمية المشاركة، يقول السيد:
"هذه المرة الثانية التي تشارك موريتانيا في هذا المهرجان، وقد كانت المشاركة السنة الماضية ممتازة، وصلنا إلى ثلاثة مليون زيارة في 4 أيام.. هو مهرجان ثقافي مهم جدًا، هذه هي المرة الرابعة عشر للمهرجان على التوالي، وبالتالي هو يقدّم نافذة كبيرة جدًا عن الثقافة الموريتانية والثقافية العربية والمشرقية، والشرقية بصفة عامة، وبالتالي هي فرصة كبيرة أن نكون هنا، بكل بساطة من خلال هذه الممرات البسيطة أنت تزورين 32 دولة من دون أن تذهبي بالطائرة في وقت واحد. ثقافيًا سيأخذ الزائر من كل خيمة ومن كل موقع جوانب من التراث الخاص بتلك الدولة. فهنا مثلًا تاريخ موريتانيا، هنا صورة لمئذنة شنقيط التي لها سبع قرون من الزمن، وما زالت قائمة، وهي من أقدس المدن الإسلامية".
وعن الزيّ الذي يرتديه السيد ويعكس تراث موريتانيا، يقول:
"في كل يوم آتي للمهرجان أريد أن أقدّم نموذجًا عن الثقافة الموريتانية، اليوم أقدّم نموذجًا أفريقيًا، زي ساكن الصحراء، وغدًا أقدّم نموذجًا عربيًا، وهكذا أقدّم الثقافة الموريتانية في جانبها التنوّعي، شكلًا ومضمونًا أداءً، وأسلوبًا وزيًّا".
وقال السيّد أن للخيمة الموريتانية برنامجًا متنوعًا، كل ليلة أنشطة مختلفة، والتركيز هو على الجانب التقليدي، ألعاب تقليدية، الزي التقليدي، الموسيقى التقليدية والرقص التقليدي..
حسام مقبل والقنصل المصري محمد فخري
الخيمة المصرية: ما هو مهم جدًا، التبادل الثقافي
ألقى القنصل المصري في مونتريال كلمة خلال افتتاح الخيمة المصرية، عبّر فيها عن سعادته ليكون في الخيمة المصرية في مهرجان أورينتالس، وفرحته للتنظيم وللمجهود المبذول من قبل إدارة جمعية الخدمات العامة لإدماج المهاجرين وجميع أعضاء الجمعية، لعرض التاريخ المصري والحضارة المصرية والثقافة المصرية، والترويج لمصر عبر أنشطة مختلفة وكذلك الترويج للثقافة العربية.
وعن أهمية المهرجان قال القنصل لصدى أونلاين: "هذا المهرجان يجمع الناس من مختلف البلاد، والجمعية تنسّق مع عدد من الجاليات العربية، وهو تشارك رائع أن نرى هذا اللقاء العربي المشترك".
وقال مدير جمعية الخدمات العامة لإدماج المهاجرين الكاتب حسام مقبل لصدى أونلاين:
"أحب بلدي مصر وأحب الثقافة. وكل ما له علاقة بمصر وبالثقافة أتطوّع فيه من دون تفكير، وأبذل فيه أقصى جهد ممكن. نحن في ‘جمعية الاندماج وخدمة المهاجرين في كندا‘، لأول مرة نتولى الإشراف على الخيمة المصرية في هذا المهرجان. طبعًا مصر شاركت سابقًا. أردنا أن نقدّم لمحة عن الحضارة المصرية لكل زائري المهرجان، من خلال بعض المعروضات الفرعونية وغير الفرعونية، أوراق البردى، ألعاب للأطفال منها كتابة الاسم بالهيروغليفية، مع مجموعة أفلام تسجيلية عن حضارة مصر وعن شخصيات مصرية أثّرت في المسيرة الإنسانية. هذه الفعاليات مهمة جدًا، نشتغل على أكثر من محور، المصريون الذين ولدوا هنا لا يعرفون تاريخ وحضارة مصر، من المهم تعريف الأجيال الجديدة بحضاره بلدهم. المحور الثاني على مستوى العرب كلهم، المحور الثالث على مستوى الكنديين الأجانب، أي من أصل كندي، وهم مهتمون بالتعرّف على الحضارة المصرية. عدد هؤلاء كبير جدًا، شيء جميل جدًا. وأعتقد أن ما هو مهم جدًا هو التبادل الثقافي، نجد دولًا من تايلندا وإيران وتركيا وأوزبكستان وكازاخستان، هذا تبادل ثقافي رائع".
الخيمة الجزائرية: الاتصال الثقافي مع جاليات أخرى، وفي تفتّح وعي الإنسان على ثقافات أخرى
تقول المسؤولة عن الخيمة الجزائرية نصيرة آدم لصدى أونلاين:
هذه مشاركتنا للسنة الثانية في المهرجان. السنة الفائتة كانت مشاركتنا عبر تعريف الكنديين على الصحراء الجزائرية. هذا العام أحببنا أن نتكلم عن المرأة في التاريخ الجزائري، واخترنا بعض الجزائريات المشهورات، ونساء مشهورات عالميًا لكنهن فاعلات في مسيرة الجزائر. أحببنا أن نقول ‘أن المرأة في قلب التاريخ‘، المرأة وراء الرجال. هنا في الخيمة الجزائرية، سيجد الزائر معرضًا لمواد متنوعة تستعملها النساء للتجميل والرفاهية، كل قطعة منها تبدأ بحرف الميم في انعكاس لـ"امرأة"، محبس، مرود (كحل للعينين)، مروحة.. ولدينا بعض الكتب لكاتبات جزائريات، ولدينا هنا اللباس التقليدي الجزائري، وعدد من المعارض في الخيمة. ومن الفعاليات في أيام المهرجان قراءة كتب للأطفال، حيث ستتم قراءة حكايات رمضانية جزائرية، وكذلك هناك أنشطة للتعريف بالأمثال الجزائرية التي هي نوع من تربية للأجيال الجديدة. أهالينا عندما كانوا ينصحوننا كانوا يقولون لنا أمثالًا، فكل مَثَل هو درس في الحياة، ومن الجزائريات التي سنتحدث عنها الكاتبة مليكة مقدم، الفنانة وردة الجزائرية، واللاعبة حسيبة بولمرقة والممثلة ليلى بختي".
وختمت نصيرة آدم:
"هذا المهرجان مهم جدًا، أهميته في الاتصال الثقافي مع جاليات أخرى، وفي تفتّح وعي الإنسان على ثقافات أخرى، الثقافة تأخذ وتعطي، تقرّب وتكلّم، الثقافة ليس فيها سياسة، إنها شيء رائع".
الخيمة التونسية: الإحساس بالانتماء
كما التقت صدى أونلاين إحدى الناشطات من مسؤولي الخيمة التونسية، عائشة قسومة، تقول قسومة:
"نحن نعتزّ ونفتخر بالانتماء إلى تونس، نلبس كل عام الزي التونسي التقليدي، الجبة، الشاشية، البلغة من أجل التعريف بالثقافة التونسية.. عادة كل سنة، يكون إقبال الناس قليلًا في اليوم الأول، ولكن الوضع يختلف في اليومين الأخيرين، حيث يتزايد حضور الزوار بشكل كبير. هذا المهرجان مهم من أجل الإحساس بالانتماء، الانتماء هو حاجة مهمة هنا في كندا، هو نوع من التشبثّ بالتراث التونسي وبالتراث العربي، وأننا نعتزّ بهذا الانتماء".
الخيمة اليمنية: التعريف بحضارة اليمن، وبالثقافة اليمينة
وقال المسؤول الإعلامي بالجالية اليمينة مصطفى الشريفي لصدى أونلاين:
"هذه المشاركة الثالثة لليمن في هذا المهرجان. في السابق كان هناك أفراد يمنيون يتولون المهمة، ولكن لأول مرة الجالية اليمنية تُمثّل من خلال ‘الجالية اليمنية في مونتريال‘ وهي جمعية تم تأسيسها منذ أشهر. بعد سنوات الحرب، زادت نسبة اللجوء إلى كندا من اليمن، وخصوصًا إلى مقاطعة كيبيك. ولهذا بدأت تتأسّس جالية وتندمج في المجتمع الكندي، ولها حضور فعلي هنا. في المشاركات السابقة كنا من المراكز الأولى من حيث الزيارات، هناك قبول على الفن اليمني بالتحديد. هناك رغبة من قبل كثيرين للاطلاع على التاريخ اليمني ولكن التركيز الأكثر على الجانب التراثي والكرنفالي الذي يبدع فيه اليمنيون، والحقيقة أن الموسيقى اليمنية لها قبول كثير خاصة من قبل الإخوان في المغرب العربي.
حاولنا التعريف بحضارة اليمن، وبالثقافة اليمينة، التعريف بالموقع الجغرافي حيث نقدّم هنا مجموعة صور تمثّل اليمن سواء تاريخيًا أو حديثًا. بالإضافة إلى أنه لدينا بعض الأنشطة المرتبطة بثقافة اليمن، الرقص اليمني من التراث اليمني، والأزياء اليمنية والضيافة اليمنية والقهوة اليمينة والهدايا اليمينة".
الخيمة العراقية: التعريف بحضارة العراق وثقافته وماذا قدّم للعالم
شارك العراق تحت شعار "ألف ليلة وليلة في الخيمة العراقية"، وقال أحد المنسّقين في الخيمة السيد حارث مشكور لصدى أونلاين:
"كل سنة نحاول أن نقدّم فكرة جديدة. لدينا في الثقافة العراقية اهتمام بـ"ألف ليلة وليلة"، وهي مرويّات عراقية الأصل. سنجسّد هذه القصص ونعرض منها بعض المقاطع، إضافة إلى فعاليات أخرى مثل الحكواتي والحنّة. أهمية هذه الأنشطة هو التعريف بحضارتنا وثقافتنا وماذا قدّمنا للعالم؛ أشياء ربما سمع البعض عنها وآخرون لا يعرفون عن تراث العراق، وهكذا نقدّمها للناس من خلال الأنشطة المتنوعة. هذه هي السنة الثانية، شجعنا الحضور والإقبال السنة الفائتة كثيرًا على إعادة التجربة، فقد كان تفاعل الناس كبيرًا".
*الصورة الرئيسية من صفحة المهرجان
*صورة الاغا من صفحته على الانستغرام
* الصور عن المهرجان من صدى اونلاين
490 مشاهدة
14 سبتمبر, 2024
341 مشاهدة
13 سبتمبر, 2024
396 مشاهدة
11 سبتمبر, 2024