أوتاوا – كشف تحقيق موسّع أعدّته وحدة التحقيقات البصرية في هيئة الإذاعة الكندية (CBC) عن الطبيعة المتطرفة والخطيرة لما تُعدّ أكبر جماعة قومية بيضاء في كندا، تُعرف باسم Second Sons Canada، حيث أظهر التحقيق أن قادتها يتبنّون أفكاراً نازية صريحة، ويدعون إلى “حرب عرقية”، وترحيل جماعي قسري لغير البيض “تحت تهديد السلاح”.
وبحسب التحقيق، فإن الجماعة، التي تقدّم نفسها علناً كنادٍ رجالي “وطني” يهتم بالصحة والرياضة والعمل المجتمعي، تخفي عبر منشوراتها الرسمية خطاباً متطرفاً يتجلّى بوضوح في بودكاستات وبثوث مباشرة لقادتها على منصات كبرى مثل Spotify وApple وRumble. وتضمّنت هذه التسجيلات إشادات بالنازية، تشكيكاً بالمحرقة، دعوات للعنف، واستخداماً متكرراً لخطاب عنصري ومعادٍ للمسلمين واليهود والمهاجرين.
وأشار خبراء قانونيون وباحثون في التطرّف، نقلت عنهم CBC، إلى أن عدداً من التصريحات الصادرة عن قادة الجماعة قد يرقى إلى جرائم كراهية بموجب القانون الجنائي الكندي، مؤكدين أن الجماعة تعتمد استراتيجية “تجميل الخطاب” علناً لتوسيع قاعدة التجنيد، مقابل خطاب متطرف وعنيف في المساحات غير الرسمية.
“إعادة الهجرة”… مصطلح مموَّه للتطهير العرقي
ومن أبرز ما كشفه التحقيق استخدام الجماعة لمصطلح “إعادة الهجرة” (Remigration)، الذي يروّج له قادتها كحل سياسي، بينما يصفه خبراء بأنه تعبير مُلطّف عن التطهير العرقي، إذ تحدّث رئيس الجماعة ونائبه في تسجيلات عن ترحيل غير البيض بالقوة، بل وباستخدام السلاح، وتنفيذ إعدامات بحق سياسيين في حال وصولهم إلى السلطة.
موقف NCCM: تهديد حقيقي يجب وقفه
وفي تعليق على تصاعد خطر الجماعات المتطرفة، قال المجلس الوطني لمسلمي كندا (NCCM) في بيان نشره عبر منصة “إكس”:“يجب على كندا اتخاذ خطوات إضافية لمواجهة التهديد المتنامي للجماعات المتفوقة عرقياً. هذه المنظمات المعادية للإسلام، والكارهة للأجانب، والمعادية للسامية تشكّل خطراً حقيقياً، ويجب إيقافها.”
وأكد المجلس أن تجاهل هذا النوع من الخطاب العنيف يهدد السلم المجتمعي، ويقوّض القيم الديمقراطية، ويعرّض الأقليات الدينية والعرقية لخطر متزايد، داعياً السلطات الفدرالية إلى تحرّك حازم يشمل تطبيق القانون، ومحاسبة المحرّضين، ومراقبة منصات النشر التي تُستخدم لنشر الكراهية.
تصاعد القلق
ويأتي هذا التقرير في وقت تتزايد فيه المخاوف في كندا من تنامي التطرّف اليميني، خصوصاً مع تسجيل ارتفاع في جرائم الكراهية والخطاب العنيف، ما يعيد إلى الواجهة النقاش حول حدود حرية التعبير، ومسؤولية الدولة في حماية المجتمعات المستهدفة.
*الصورة من صفحة Second Sons Canada على منصة Telegram
32 مشاهدة
21 ديسمبر, 2025
114 مشاهدة
21 ديسمبر, 2025
62 مشاهدة
20 ديسمبر, 2025