Sadaonline

هايلاف حدشيتي: مهرجان الفيلم اللبناني في كندا يمثل جسرًا حقيقيًا بين لبنان وكندا

ينطلق المهرجان بنسخته التاسعة يوم السبت المقبل بتاريخ 31 أيار/ مايو 2025 مع حفل السجادة الحمراء وعرض فيلم الافتتاح "أرزة"

 

مونتريال- دارين حوماني

في عالم اليوم الذي يتسم بالتنوع الثقافي والتداخل الحضاري، يبرز "مهرجان الفيلم اللبناني في كندا" Lebanese Film Festival in Canada  كمنصة ضرورية تساهم في تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة وترسيخ الهوية اللبنانية في كندا. من خلال استضافة هذا الحدث الثقافي السنوي، يتمكن الكنديون من مختلف الأجيال والجاليات اللبنانية والعربية الأخرى من اللقاء والتواصل مع المجتمع الكندي غير العربي، ما يعزز فهمهم المتبادل ويثري النسيج الثقافي الكندي المتعدّد. 

ينطلق المهرجان بنسخته التاسعة يوم السبت المقبل بتاريخ 31 أيار/ مايو 2025 مع حفل السجادة الحمراء وعرض فيلم الافتتاح "أرزة"، ويستمر حتى 5 حزيران/ يونيو 2025 تحت شعار "العيش سويًا من خلال الفن السابع" وتتضمن برمجته خمسة أفلام طويلة مع طاولة نقاش بعد كل عرض، وأكثر من ثلاثين فيلمًا قصيرًا إضافة إلى محاضرات وورش فنية على امتداد أيام المهرجان.  

في هذا الحوار الشامل، نستعرض مع مديرة المهرجان هايلاف حدشيتي تجربتها الغنية في تنظيم هذا الحدث الثقافي، الذي انطلق من مونتريال في العام 2017 وخلال وقت قصير نجح في الوصول إلى العديد من المقاطعات الكندية. نتحدث معها عن برمجة المهرجان، والتحديات التي تواجهها، والفرص التي يوفرها المهرجان لتعزيز الحضور الثقافي اللبناني في كندا وترسيخ الحوار الثقافي بين لبنان وكندا. كما نتناول أهمية دعم المرأة اللبنانية في المشهد الثقافي، والدور المتنامي للتكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما.

هذا النقاش يُلقي الضوء على الجهود الكبيرة المبذولة للحفاظ على الهوية اللبنانية وترسيخها في المهجر، مع فتح أبواب التعاون والشراكات مع مهرجانات عربية وعالمية أخرى، ما يجعل من هذا المهرجان فعلًا جسرًا ثقافيًا يربط بين الماضي والحاضر، بين لبنان والعالم.


انتقلت هايلاف حدشيتي إلى كندا في عام 2000. درست في لبنان اختصاص Audiovisual، ثم خضعت لعدد من الدورات المتخصصة، سواء في الإضاءة أو الإنتاج. عملت في الدول العربية ضمن نفس المجال. بعد انتقالها إلى كندا، تابعت دراستها في بيفرلي هيلز Beverly Hills في كاليفورنيا، كان هدفها تطوير نفسها في هذا المجال لأن الدراسة في أميركا الشمالية تختلف عن لبنان، تقول "كنت أريد أن أتعلم أسلوب الإنتاج السينمائي الأميركي. ولهذا، قررت أن أعيد دراسة الإنتاج السينمائي بنموذجه الأميركي".

إضافة لإدارتها "مهرجان الفيلم اللبناني في كندا" تمتلك هايلاف حدشيتي شركتها الخاصة باسمNew Dimension of the Universe  التي تأسست عام 2011، وهدفها توزيع الأفلام اللبنانية في كندا، وأيضًا إنتاج أفلام لبنانية على الأراضي الكندية. من ضمن أعمالها لهذا العام استضافة الموسيقار إيلي عليا، ومسرحية "معمول"، تقول لنا "نعمل على مشاريع ثقافية متنوعة، وبعضها يتم بالتعاون مع ‘مهرجان العالم العربي في مونتريال‘. قدمنا عدة عروض في Place des Arts  ونعمل حاليًا على إنتاج فيلمين، أحدهما صُوّر في فانكوفر والآخر في مونتريال، إلى جانب مساهمتنا في إنتاجات خارج كندا. كل عملنا يندرج ضمن قطاع السينما والإنتاج الفني".

هنا الحوار معها:

ما هي الرؤية والأهداف التي انطلق منها مهرجان الفيلم اللبناني في كندا عند تأسيسه، هل تطورت هذه الأهداف اليوم؟

حين بدأنا المهرجان، كانت الفكرة آنذاك بسيطة ولكنها مفعمة بالحماس: أردنا أن نُطلق مهرجانًا يتناول السينما اللبنانية، لأننا كنا نفتقر في كندا إلى أي فعالية أو مناسبة تحتفي بالأفلام اللبنانية. لم تكن هناك منصات تستضيف أو تعرض هذه الأعمال، وحتى دور العرض الكندية لم تكن تستقبل الأفلام العربية كما تفعل اليوم. كانت السينما اللبنانية شبه غائبة عن المشهد، إلا في حالات استثنائية ضمن عروض خاصة، يتطلب حضورها عزيمة شخصية لمتابعة فيلم أو وثائقي لبناني.

وبما أنني أنتمي إلى هذا المجال، وكنت قد عملت فيه لسنوات وحققت فيه نجاحًا في لبنان، تساءلت: لماذا لا نؤسس شيئًا هنا؟ بدأ الأمر كمحادثة بين ثلاثة أصدقاء، وقلنا: "لنبدأ". وهكذا وُلدت الفكرة، وانطلقنا في أول دورة من المهرجان على مدى ثلاثة أيام في مونتريال. ثم توسعنا ليشمل خمس مقاطعات كندية، وإن شاء الله نعلن قريبًا عن انضمام مقاطعة جديدة هذا العام.

في البداية، كنا نظن أن الأمر مجرد تجربة ممتعة لنا، نوع من التسلية، لا أكثر. لكننا فوجئنا بدعم كبير من الدولة اللبنانية ومن السلطات الكندية، مما حمّلنا مسؤولية أكبر. بات لزامًا علينا أن نحمل هذا الحدث وأن نجعله تقليدًا ثقافيًا يحتفي بلبنان على الأراضي الكندية. وهذا الكلام لا أقوله من تلقاء نفسي، بل هو ما نسمعه من الجمهور والجالية اللبنانية هنا في كندا، فهم يرون أن هذا المهرجان يمثل الثقافة اللبنانية، وهو الوسيلة الثقافية الوحيدة التي ترفع اسم لبنان في كندا.

حتى السفير اللبناني، في السنة الماضية، خلال مشاركتنا في زرع الأرز في محمية الشوف، قال إنه يفتخر بهذا المهرجان لأنه يعكس حضارتنا ويُعبّر عن ثقافتنا في كندا. ونحن نعتز بكلماته هذه كثيرًا. وأنت تعلمين أنه عندما يُبنى عليك هذا النوع من الثقة، تصبح المسؤولية أكبر، لا سيما وأن الدولة الكندية تؤمن بالمشروع وتدعمه. ولله الحمد، هم يقفون إلى جانبنا ويساعدوننا في استمرارية المهرجان.

فيلم "بيروت اللقاء"للمخرج برهان علوية له رمزية خاصة وهي مرور خمسين عامًا على اندلاع الحرب اللبنانية


هل هناك رسالة ثقافية أو اجتماعية يسعى المهرجان لترسيخها؟

نعم، يمكن القول إن رسالة المهرجان الثقافية تتمثل في التعبير عن قيمنا وحضارتنا، ونحن نسعى من خلالها إلى مشاركتها مع حضارات وجاليات أخرى موجودة في كندا، وكذلك مع المجتمع الكندي ككل. فهذا المهرجان يمثل جسرًا حقيقيًا بين لبنان وكندا.

ونحن نعمل حاليًا على مشاريع جديدة وبدعم من الدولة الكندية، ومن المتوقع أن تُطلق في العام المقبل، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لتأسيس المهرجان .

لذا فإن جميع التحضيرات التي نقوم بها الآن تهدف إلى هذه المناسبة الهامة. نحن الآن في السنة التاسعة من عمر المهرجان، ونفخر جدًا بما حققناه.

وأغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع من ساهم في دعمنا، سواء بشكل علني أو من خلف الكواليس، كي يبقى هذا المهرجان قائمًا وينمو عامًا بعد عام. وأود أن أؤكد لكِ، دارين، أن هذا الجهد ليس ثمرة عمل فردي، بل هو نتاج فريق متكامل، يضم أشخاصًا ساهموا بأموالهم، بوقتهم، وبخبراتهم. كما أن الصحافة كانت شريكًا أساسيًا في دعمنا، ونحن ممتنون لكل من وقف إلى جانبنا منذ عام 2017 وحتى اليوم، ليبقى هذا المهرجان واقفًا على قدميه.

بدأ المهرجان في مونتريال، ثم توسّع ليشمل مدنًا ومقاطعات كندية أخرى وحتى أميركية. هل كان هذا التوسع جزءًا من استراتيجية مدروسة أم جاء استجابة لتفاعل الجمهور والطلب المتزايد؟

بكل صراحة، لم تكن هناك استراتيجية مسبقة أو خطة موضوعة لهذا التوسع. لقد جاء نتيجة تفاعل الجمهور الإيجابي وسعادتهم بما نقدّمه. كما ذكرت سابقًا، كانت الفكرة في بدايتها تجربة لاختبار إمكانية نجاحها ومدى تجاوب الناس معها.

ولا أنسى أبدًا السنة الأولى التي أقمنا فيها المهرجان؛ كانت ردة فعل الجمهور واشتياقهم لرؤية الأفلام اللبنانية على الشاشة الكبيرة في كندا بمثابة إنجاز حقيقي، ولم يكن أمرًا سهلًا أبدًا. تنظيم مهرجان، واستقدام أفلام، وعرضها على الشاشات الكبيرة في كندا مهمة تتطلب التزامًا عاليًا من حيث الوقت والاتصالات.

إقناع دور السينما بإعطائنا مساحة، لا سيما وأننا مهرجان متخصص فقط بالسينما اللبنانية، لم يكن أمرًا بسيطًا. واجهنا صعوبات كبيرة في إثبات أننا أهل للثقة، وأن ما نقدمه جدير بالعرض. وبفضل الله، نجحنا، وساعدنا الجمهور كثيرًا من خلال حضوره الدائم، حتى أصبح لدينا جمهور وفيّ يتابعنا سنويًا.

وبناءً على هذا التفاعل، بدأنا نتلقى دعوات من مناطق أخرى في كندا لنعرض المهرجان هناك أيضًا، وهكذا بدأ التوسع تدريجيًا حتى أصبحنا اليوم في خمس مقاطعات كندية.

كما أنه لدينا بالفعل مهرجان للفيلم اللبناني في أميركا، بدأنا في لوس أنجلوس بالتعاون مع شركاء هناك. والآن نعمل على التوسع في عدة مناطق أخرى، ومع بداية الشتاء، سيكون لدينا أول نسخة رسمية من المهرجان اللبناني الأميركي في الولايات المتحدة.

تحدّثتِ عن تفاعل الجمهور وتطوّره، لكن ماذا عن الجمهور الكندي غير العربي؟ كيف يتفاعل هذا الجمهور مع الأفلام اللبنانية، وهل لاحظتم اهتمامًا متزايدًا؟

بدأ الحضور الكندي غير العربي بالظهور تدريجيًا، لا سيما بعد السنة الثانية من انطلاق المهرجان. في البداية، كان جمهورنا الأساسي من الجالية اللبنانية والعربية، وكانوا هم الأكثر اهتمامًا ودعمًا، ونشكرهم على ذلك.

لكن في عام 2018، بدأنا نتلقى دعوات من مهرجانات كندية محلية لنتعاون معهم في تسويق أفلام كانوا يعملون على عرضها، مما فتح أمامنا الباب للتواصل مع الجمهور الكندي، سواء الناطق بالفرنسية أو بالإنكليزية. وهكذا بدأنا نبني شراكات وتعاونًا مع مؤسسات ومهرجانات كندية مختلفة.

ومنذ ذلك الحين، توسّعت علاقاتنا. على سبيل المثال، لدينا تعاون حاليًا مع عدد من الجامعات الكندية مثل جامعة كونكورديا وجامعة ماكغيل في مونتريال، حيث وُقّعت اتفاقيات تمتد حتى العام القادم. كما لدينا تعاون مع جامعة أوتاوا، وفي فانكوفر مع إحدى الجامعات هناك، وفي هاليفاكس مع جامعة دالهاوسي Dalhousie University ، فضلًا عن تعاون مع جامعة Simon Fraser University في فانكوفر. كما نعمل أيضًا مع The Alliance Française de Montréal في مختلف أنحاء كندا، لما تمثّله الفرنكوفونية من أهمية كبيرة لنا كلبنانيين. وهذا التعاون يثمر دائمًا فعاليات ومبادرات مشتركة.

أما بالنسبة للجمهور الكندي غير اللبناني، فقد أصبح يشكّل اليوم ما يقارب 30% من إجمالي الحضور في المهرجان، وهو مؤشر مشجّع جدًا على توسّع الاهتمام بالسينما اللبنانية خارج الجالية العربية.

 

ما هي المواضيع التي تتناولها أفلام هذه الدورة، وما المعايير التي اعتمدتموها في اختيارها؟ هل هناك توجه لتسليط الضوء على قضايا معينة يعيشها اللبنانيون في الداخل أو المهجر؟

نعم، نحن دائمًا نعتمد مواضيع أساسية تبقى ثابتة في كل دورة من المهرجان. فشعارنا العام هو: "نعيش معًا من خلال الفن السابع". أي أن السينما بالنسبة لنا هي مساحة مشتركة للتلاقي والتعبير. من هنا، فإن اختيارنا للأفلام يرتكز دائمًا على أن تحمل رسالة، وأن تطرح مواضيع تستحق النقاش.

وبعد كل عرض، نقيم جلسة نقاش نسميها Q&A، أو حوار ما بعد الفيلم، نتناول فيها مواضيع العمل ونتشارك الآراء مع الجمهور. وهذا ما ساعد في خلق بيئة يشعر فيها الحضور بالأمان للتعبير عن أفكارهم، وبدأوا يتفاعلون معنا بانفتاح أكبر مع مرور الوقت.

من المواضيع الأساسية التي نحافظ عليها دائمًا: قضية المرأة، وقضايا الشباب، والهجرة، والاندماج في المجتمعات الجديدة. هذه مواضيع لا يمكن الاستغناء عنها، لأنها تلامس جوهر تجارب اللبنانيين في الداخل والمهجر. ومع ذلك، نضيف كل عام قضايا جديدة معاصرة، مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتأثيرهما على السينما، ونتناول كذلك الجوانب التقنية التي لا يتوقف عندها كثيرون، كتصميم الديكور، الأزياء، الإضاءة، وبناء الزمن البصري داخل الفيلم.

أما هذا العام، فسنضيء بشكل خاص على قضية المرأة، وسنتناولها من خلال فيلم الختام بعنوان "المرأة المختبئة" La Femme Cachée ، وهو فيلم من إنتاج كيبيكي. وسيكون مخرج الفيلم حاضرًا معنا في سهرة الختام، التي تتضمّن السجادة الحمراء ولقاءات مع ضيوف من الوسط السينمائي.

هذا العرض يتم بالتعاون مع مهرجان سينمانيا Festival de films francophones Cinemania ، ويشكّل تحية خاصة لمدينة كيبيك، التي انطلق منها المهرجان، وهي ضيفنا المميز لهذا العام. نعتبره بمثابة "شكر" للمنطقة التي فتحت لنا أبوابها لنقدّم مهرجانًا يعبّر عن ثقافتنا في وطننا الثاني. 

كما ستتبع عرض الفيلم حلقة حوارية عن قضايا المرأة، بمشاركة المخرج والسيدة كارولين قدسي، وهي رئيسة منظمة Women Government in Canada.

ما هو فيلم الافتتاح ولماذا تم اختياره؟

فيلم الافتتاح هو "أرزة"، وهو الفيلم الذي تم اختياره لتمثيل لبنان في جوائز الأوسكار، وقد فاز بعدة جوائز عالمية حتى الآن. يوم السبت سيكون العرض الافتتاحي بحضور الممثلة بيتي توتل القادمة من لبنان، إلى جانب المخرجة ميرا شعيب، والمنتج لؤي خرايش القادم من الولايات المتحدة. سيكونون جميعًا على السجادة الحمراء في ليلة الافتتاح.

هل من فيلم معين هذا العام ترينه معبّرًا بشكل خاص عن روح المهرجان أو يعكس الواقع اللبناني بطريقة مؤثرة؟ أم أن لكل فيلم تأثيره في نطاق القضية التي يطرحها؟

لكل فيلم طبعًا موضوعه وتأثيره الخاص، ولكن أود أن أضيء على فيلم معيّن له رمزية خاصة هذا العام، وهي مرور خمسين عامًا على اندلاع الحرب اللبنانية. ومن هنا، اخترنا فيلم "بيروت اللقاء" للمخرج برهان علوية، وهو من إنتاج عام 1981، ويطرح قصة حب وسط الحرب ويحاكي عذابات لبنان الحالية، ويحتوي على حوارات صادقة. من خلال هذا الفيلم، نريد أن نقول إن الحب قادر على أن يتغلّب على الحرب والمآسي. وسيتبع العرض جلسة حوار مع الأستاذ جوزيف دورا والمخرج وليد مونس القادم من الولايات المتحدة، وستدير النقاش السيدة ريما شغري. وسنفتح باب الحديث عن الحرب اللبنانية، ولكن بروح متفائلة، لنبحث كيف يمكننا الاستفادة من هذه التجارب للمضي نحو مستقبل أفضل، مليء بالأمل والحب.

نلاحظ أن كل فيلم يتبعه ندوة أو نقاش وليس مجرد عرض سينمائي فقط، صحيح؟

نعم، هذا صحيح. ابتداءً من يوم الأحد، ستكون لدينا عروض لأفلام قصيرة من إنتاج طلاب جامعات لبنانية. سيبدأ اليوم بعرض أفلام من جامعة USG في بيروت، يتبعها حوار بعد كل عرض. كما سيكون لدينا عند الساعة السادسة مساءً عرض لفيلم وثائقي مميز بموضوعه.

أما يوم الإثنين، فسيُعرض فيلم بعنوان "إلى أين؟"، وهو من إنتاج عام 1957 بالأبيض والأسود للمخرج جورج نصر. هذا الفيلم يتناول موضوع الهجرة وتأثيرها على العائلة، ما يحدث حين تغادر الأسرة، وما يترتب على ذلك من تغيّرات لاحقة. إنه أحد المواضيع الجميلة والمهمة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلم هو أول عمل لبناني شارك في "مهرجان كان السينمائي".

تتضمن برمجة المهرجان أكثر من ثلاثين فيلمًا قصيرًا، ما الذي دفعكم للتركيز على الأفلام القصيرة المنتجة من قبل شباب لبنانيين؟ هل تحرصون على إشراك طلاب السينما أو المؤسسات الأكاديمية في فعاليات المهرجان؟

من صميم رسالة المهرجان أن ندعم الجيل الجديد ونمنحه منصة ينطلق منها. وبكل تواضع، يمكننا القول إن المهرجان يشكل منصة واسعة ومهمة تُعرّف العالم على هؤلاء الشباب. لقد شهدنا عدة شراكات بدأت بين مخرجين أجانب ولبنانيين نتيجة هذه اللقاءات، ما أدى إلى مشاريع مستقبلية مشتركة. هذه المنصة تتيح لهم لقاء الآخرين والعمل معًا، وهي بمثابة نافذة حقيقية للتواصل.

ومن إحدى رسائلنا أيضًا دعم هذا الجيل الشاب ليعمل في هذا المجال وينمو فيه، ولتتوسع دائرة الأعمال السينمائية خارج لبنان. من الطبيعي أن نساعدهم ونُسلط الضوء على مواهبهم، علمًا أن أفلامهم جميلة حقًا.

ولدينا عدة وقفات مميزة. يوم الأحد ستكون هناك فعالية مهمة، وكذلك يوم الإثنين عند الساعة السادسة مساءً، سيكون هناك لقاء مع طلاب من جامعة الروح القدس من لبنان. كما اعتدنا، تُختتم كل فعالية بجلسة نقاش مهمة.

أما يوم الثلاثاء، فسيكون لدينا ليلة مخصصة للأفلام القصيرة، مع السجادة الحمراء لأفلام من إنتاج محلي كندي لبناني، إذ إننا حريصون أيضًا على دعم اللبنانيين الكنديين العاملين في هذا المجال.

سنستضيف ثلاثة أفلام، وسيحضر مخرجوها لمناقشة أعمالهم مع الجمهور. بعد ذلك، سنعرض مجموعة من أفلام التحريك (Animation)، وهو نوع نحرص كثيرًا على تسليط الضوء عليه لأنه، في رأينا، يشكل مستقبل السينما. كما سيكون هناك عروض إضافية للأفلام المتحركة.

هل يتضمن المهرجان ورشًا ثقافية أو فنية؟

نعم، في كل دورة من المهرجان نقيم ورشة أو اثنتين نعمل عليهما. هذه السنة، مثلًا، لدينا ورشة مخصصة للأطفال، وقد نسينا التحدث عنها. هذه الورشة تجمع الأطفال، خصوصًا أولئك الذين وُلدوا هنا في كندا وتتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة. كما قد تكونين سمعتِ بفريق كرة السلة "الحكمة" الموجود حاليًا على الأراضي الكندية، وقررنا أن نشكل فريقًا يمثل المهرجان ليواجه هذا الفريق في مباراة كرة سلة ستُقام يوم الأحد 1 حزيران بين الساعة الواحدة والرابعة أو الرابعة والنصف بعد الظهر.

سنقوم بتدريب هذا الفريق وتعريف الأطفال على مفاهيم المشاركة والعمل الجماعي، إلى جانب التوعية بهويتهم اللبنانية، وترسيخ صلتهم بجذورهم وتقاليدهم. سنتحدث معهم عن الأصول اللبنانية، وعن أهمية روح الفريق والتعاون. ونهدف من ذلك إلى تعزيز الروابط بين الأطفال اللبنانيين في كندا، ليبقوا على تواصل مع بعضهم البعض ويشعروا بالانتماء.

 

في العام الماضي، زرعتم أرزة في محمية الشوف باسم المهرجان. كيف ترين هذا الربط بين الفن والطبيعة والهوية الوطنية؟ هل لاحظتم نتائج ملموسة لهذه المبادرات على صعيد تعزيز صلة المغتربين بوطنهم الأم؟

هو أمر جميل جدًا ومهم أن نُسلّط عليه الضوء. كان هدفنا أن نُبرز جمال محمية الشوف، إلى جانب محميات أخرى في لبنان. شيئًا فشيئًا، نأمل أن نتوجه إلى مختلف المناطق ونوجّه رسالة للمهاجرين في كندا الذين يشعرون بالحنين، مفادها أن لبنان ليس فقط بلد الحروب والدمار، بل فيه أيضًا مناطق طبيعية خلّابة.

حين يزور الناس لبنان، نحثهم على اكتشاف هذه الأماكن، الاستمتاع بطبيعتها، والمشي فيها. هناك الكثير من الناس يحبون رياضة المشي في الطبيعة (Hiking)، ونحن نفتح لهم المجال لرؤية الجوانب الجميلة وتسليط الضوء عليها. الطبيعة أمر في غاية الأهمية، ولا يمكننا تجاهلها، بل يجب أن نهتم بها، لأنها باتت من أبرز القضايا التي تهم البشرية اليوم. لذلك، نخصص لها دائمًا مساحة ضمن فعالياتنا.

هل ترين في المهرجان وسيلة للدبلوماسية الثقافية وتعزيز الحوار بين الثقافات؟ وما الدور الذي تلعبه السينما اللبنانية في تشكيل صورة لبنان في كندا؟

 بالتأكيد، هذا أمر ضروري جدًا للحفاظ على التواصل المستمر. كما تعلمين، السينما لغة عالمية، ومن خلالها يمكننا أن نُظهر أجمل ما لدينا، وأيضًا نعكس واقعنا بكل أبعاده.

نحن نؤمن برسالة هذا المهرجان، ونرغب في أن تسلط السينما الضوء على الجوانب الثقافية الجميلة للبنان، وأن نأخذها إلى أماكن أخرى. نطمح إلى رفع صورة لبنان وإبرازها، كي يتعرّف الآخرون، غير اللبنانيين، على ما نملك من غنى ثقافي وإنساني. من المهم جدًا أن نسلط الضوء على هذه القيم. وهذه هي رسالتنا: أن نكون دائمًا مركزًا ثقافيًا يضيء على الحضارة اللبنانية بكل الطرق الممكنة.

كيف تستفيدون من التعددية الثقافية في كندا لتوسيع أثر المهرجان وجذب جمهور متنوع، بما في ذلك الجاليات العربية الأخرى؟

نحن نتمتع بعلاقات طيبة جدًا مع مختلف الجاليات العربية. وكما ذكرتُ سابقًا، يحرص المهرجان في كل دورة على استضافة بلد كضيف شرف. فقد سبق أن استضفنا مصر، وسوريا، واليونان، وسويسرا، وكذلك الصين في إحدى السنوات. علاقاتنا مع هذه الجاليات ممتازة، ونحن نحرص دائمًا على إبقاء باب الحوار مفتوحًا ومتبادلًا، فهم يشاركوننا كما نشاركهم، وقد أسسنا حالة من التفاعل والتعاون الجميل بينهم وبيننا.

وسيكون لبعض ممثلي هذه الجاليات حضور بارز معنا هذا العام على السجادة الحمراء. كما أن الكثير منهم باتوا يتشوقون لحضور عروض الأفلام، خاصة أن جميعها مترجم إلى الإنكليزية أو الفرنسية، مما يسهل عليهم فهمها والتفاعل معها. وهذا الأمر مكّنهم من التعرف على ثقافتنا، وتقاليدنا، وطريقة عيشنا، وأعطاهم صورة أوضح عن المجتمع اللبناني. لذلك، يسعدهم دائمًا الحضور والمشاركة في فعاليات المهرجان.

كمديرة لمهرجان ثقافي، وقد حققتِ إنجازًا كبيرًا، كيف تقيّمين حضور المرأة اللبنانية في المشهد الثقافي في كندا؟ وهل تجدين أن الفرص هنا تتيح للنساء تحقيق طموحاتهن بشكل أوسع؟

أشكركِ كثيرًا على كلماتكِ الطيبة، وأود أن أوضح أنني لم أقم بهذا العمل وحدي. الفضل يعود إلى كل من عمل معنا، فكل شخص ساهم بجهده ولو بقدر بسيط، وهذا ما ساعدنا على إنجاح المهرجان.
أما فيما يخص المرأة، فأنا أؤمن أن للمرأة دائمًا مكانًا ومساحة لتحقيق النجاح. الأمر يعتمد عليها وعلى مدى استعدادها للإصرار والمتابعة. إذا كانت لديها القوة الكافية، والصبر، والشجاعة للاستمرار وعدم التراجع أو اليأس، فإنها قادرة على إثبات وجودها في أي مكان تتواجد فيه.
الفرق الذي أراه في كندا هو أنها بلد يوفر للمرأة مساحة حقيقية لتنجح دون أن تُقيد أو تُمنع. وعن تجربتي الشخصية، فقد أتيحت لي هنا الفرصة لتحقيق أحلامي، سواء في عملي السابق أو في المهرجان، أو حتى في شركتي الخاصة التي تُعد الآن من الشركات الرائدة في كندا.

لولا أن هذا البلد منحني هذه الفرصة والمساحة، لما تمكنت من الوصول إلى ما أنا عليه اليوم. لذلك، أقول شكرًا كبيرة لكندا ولقيم كيبيك، وأحث كل فتاة وسيدة لبنانية أن تخوض التجربة، لأن السماء هي حدودها هنا. الفرص متاحة، والنجاح ممكن، بشرط أن تؤمن بنفسها وتتحلى بالإصرار. ولا تصدقي أن أحدًا يستطيع أن يمنعكِ من تحقيق ما تريدين، إذا كنتِ أنتِ مصمّمة على الوصول.

فيلم الافتتاح هو "أرزة"، وهو الفيلم الذي تم اختياره لتمثيل لبنان في جوائز الأوسكار

 

ما أبرز التحديات التي تواجهونها في تنظيم المهرجان، خصوصًا من الناحية المالية أو اللوجستية؟ وهل هناك تحديات خاصة ارتبطت بظروف هذا العام؟

نواجه العديد من التحديات، وسأبدأ أولًا بالمهرجان نفسه. عندما ننقل الفعالية إلى منطقة جديدة، من الطبيعي أن نشعر ببعض القلق حول كيفية التنظيم والتواصل مع الجمهور ومحاولة إقناعه بالحضور. هذه صعوبات متوقعة وطبيعية في مثل هذه المبادرات، لكن الأهم هو كيفية التعامل معها وتجاوزها، ومع الوقت تأخذ الأمور مكانها وتصبح أوضح وأسهل.
من بين أبرز التحديات أيضًا، التحديات المالية، لأن كل ما نقوم به ينطوي على تكاليف. وللأسف، لا نملك حتى الآن مقرًا دائمًا أو دار عرض خاصة يمكن اعتبارها "بيت المهرجان"، وبالتالي فنحن مضطرون لدفع الإيجارات التي أصبحت ترتفع تدريجيًا.

ومن أبرز ما واجهناه هذا العام أن دار السينما التي كنا نعرض فيها عادة، وهي GUZZO، قد أغلقت أبوابها، ما اضطرنا للانتقال إلى أماكن أخرى بتكاليف إيجار أعلى بكثير مما اعتدنا عليه. وكانت GUZZO  تدعمنا بشكل كبير كوننا منظمة غير ربحية، أما اليوم فنُعامل كأي جهة أخرى وندفع الأسعار الكاملة، وهذا بلا شك يثقل علينا ماليًا.

نحن نعتمد كثيرًا على الشراكات مع الرعاة من القطاع الخاص، ونعمل طيلة العام على التواصل معهم لنرى من يمكنه دعم المهرجان واستمراريته. كما نحظى بدعم من الحكومة الكندية التي أدرجت مهرجاننا ضمن برامجها الدائمة، وهم يثقون بما نقوم به ويؤمنون بقيمته الثقافية.
كذلك، تمثل تذاكر العروض مصدرًا مهمًا لدخل المهرجان، ونحرص على أن تغطي هذه المداخيل جزءًا من التكاليف. وبالطبع، هذه التحديات تواجه كل مهرجان ثقافي من هذا النوع، ولسنا الوحيدين في ذلك، بل إنها سِمة عامة لمثل هذه المشاريع.

تتضمن برمجة المهرجان أكثر من ثلاثين فيلمًا قصيرًا


هل لديكم شراكات مع مهرجانات عربية أخرى في كندا؟

نعم، بالتأكيد. نحن حريصون على عقد شراكات مع مهرجانات أخرى في المناطق التي ننتقل إليها. ففي مونتريال مثلًا، لدينا شراكة قوية مع مهرجان العالم العربي، وهذه الشراكة قائمة منذ انطلاقة مهرجاننا. نحن نتعاون في العديد من الجوانب ونتبادل الدعم باستمرار.
وفي مناطق أخرى مثل تورونتو، نتعاون أحيانًا مع مهرجان الفيلم العربي، وفي فانكوفر لدينا شراكة مع مهرجان فانكوفر الدولي للأفلام. كما شاركنا في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في أوقات سابقة.

حتى في لبنان، لدينا تعاونات مع مهرجانات محلية، مثل مهرجان ليالي بيروت المتحركة ومهرجان بيروت للأنيميشن. نحن دائمًا منفتحون على التعاون، وإذا أبدى أي مهرجان الرغبة في الشراكة معنا، فإن أبوابنا مفتوحة دائمًا لهذه المبادرات.

هل لديكم مشاريع جديدة لتوسيع نطاق المهرجان أو طموحات مستقبلية؟

بالتأكيد، هناك العديد من الأمور التي نعمل على دراستها حاليًا، وإن لم تكتمل بعد بشكل نهائي. من بين المشاريع التي نعمل عليها حاليًا، إنشاء منصة إلكترونية للمهرجان تشبه إلى حد ما "نتفليكس"، لكنها مخصصة فقط للسينما اللبنانية. نعمل على هذا المشروع حاليًا في إطار التطوير، ولم نطلقه بعد بشكل رسمي للعالم، ولكن قريبًا إن شاء الله ستسمعون عنه، وسيكون متاحًا للجميع، لكل من يرغب في المشاركة أو مشاهدة الأفلام من خلال هذه المنصة.

كمتخصصة في مجال السينما، إلى أي مدى تعتقدين أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر مستقبلًا على العمل في السينما؟ إيجابًا أو سلبًا؟

هذا الموضوع يراه كل شخص من زاويته الخاصة، ويمكن أن يكون مفيدًا أو ضارًا بحسب الطريقة التي نستخدمه بها. من المهم جدًا أن نعرف كيف نتعامل معه، فهو يتطور باستمرار، ومنذ ظهوره وحتى اليوم، طرأت تغييرات كثيرة. هو أداة مهمة، لكن علينا أن نفكر جيدًا كيف نوظفه في خدمة أفكارنا، ولا يجوز أن نسمح له بأن يلغي دورنا كبشر. إذا عرفنا كيف نتعامل معه، فبإمكانه أن يكون أداة ممتازة بالنسبة لنا. طبعًا، كل شخص لديه رأي مختلف في هذا الموضوع، ومن الطبيعي أن نشعر بالخوف منه في البداية، لكن عندما نراه ونتعامل معه، نفهم أنه يتطلب منا وعيًا كاملًا لاستيعاب هذا التطور الجديد.

***

إضافة إلى أكثر من ثلاثين فيلمًا قصيرًا، كل فيلم منها يحمل رسالة إنسانية مختلفة ومؤثرة، تتضمن برمجة المهرجان عددًا من الأفلام الطويلة:

"أرزة" (90 د، 2024) للمخرجة: ميرا شايب

أرزة أم عزباء تكافح من أجل البقاء في بيروت مع أختها الكبرى المصابة برهاب الخلاء وابنها المراهق كنان. تُعيل أرزي أسرتها بصنع فطائر منزلية الصنع يوصلها ابنها سيرًا على الأقدام، وهي تعلم أن هذا العمل لن يكفيها طويلًا. في نوبة يأس، تسرق سوار أختها العزيز لرهن دفعة أولى لشراء دراجة توصيل. لكن الكارثة تقع عندما تُسرق الدراجة، مما يُهدد طريقها الوحيد لإعالة أسرتها. تواجه أرزة وكنان صعوبة في العثور على الدراجة أو سداد ثمنها بالكامل، فتنطلقان في رحلة جامحة عبر عاصمة بلاد الشام المضطربة والنابضة بالحياة والمتعددة الأعراق بحثًا عن الدراجة المسروقة.

"كلماتٌ لم تُقال" (52 د، 2024) للمخرج جوزيان بلانك

بعد تجنّب الكلام مهما كلف الأمر لأكثر من عقدين، يُقرر جوزيه بيرانيان، الذي يُعاني من تلعثمٍ حاد، مُواجهة مخاوفه والتصالح مع الماضي بالسفر إلى وطنه لبنان، لإجراء محادثاتٍ لم يجرؤ على إجرائها من قبل مع عائلته.

" بيروت اللقاء" (125 د، 1981) للمخرج: برهان علوية

يتحدث الفيلم عن لقاء لم يتم بين رجل وامرأة كانا صديقين في مرحلة الدراسة الجامعية قبل الحرب الأهلية، فصار الرجل مهجّرًا من الجنوب إلى بيروت الغربية والمرأة التي تسكن بيروت الشرقية تتهيأ للهجرة من لبنان بعد الانهيارات التي سبّبتها تلك الحرب.

"إلى أين" (77 د، 1957) للمخرج: جوزيف نصر

هو أول فيلم لبناني عُرض في مهرجان كان السينمائي. يتركز حول رب أسرة قرر الهجرة إلى البرازيل بحثا عن مستقبل أفضل، استخدم نصر أداء منضبطًا إلى حد كبير، واستخدامًا متقدمًا لخاصية الانتقال، وتوظيفًا ذكيًا للبصريات لتجسيد رموز معينة، فضلًا عن أنه تناول مواضيع وجودية منتشرة، ما ساهم في التأكيد على القصة المحورية في الفيلم.

"امرأة مخفية" (101 د، 2024) للمخرج بشير بن صادق

تطارد حليمة، الحامل، ماضيها الذي تأمل في الهرب منه، فتسمح لشريكها سيلفان، على مضض، بالانضمام إليها في رحلة البحث عن عائلتها المنفصلة عنها في الخارج.

 

*للاطّلاع على البرمجة الكاملة للعروض والفعاليات، زيارة موقع المهرجان:

https://lffcanada.com/