يومٌ للحداد
"دعا ائتلافٌ من المنظمات الصحية والإنسانية والمجموعات الناشطة في أوتَوا إلى إقامة يومٍ للحداد على الفلسطينيين ضحايا الجرائم الحربية التي ارتكبتها إسرائيل. وعليه، عقدت منظمة "العدل للجميع" (Justice For All Canada) في السابع والعشرين من أيلول الجاري مؤتمراً صحافياً في أروقة المجلس النيابي لإقامة "يومٍ للحداد" على أرواح الفلسطينيين الضحايا، أي يوم للذكرى السنوية لعائلات وأحياء فلسطينية أُبيدَت كلها منذ ارتكاب مجزرة السابع والعشرين من أيلول عامَ 2008. وقد ألقى ناشطون كنديون في المؤتمر كلمات مؤثرة اعتراضاً على إبادة أهل غزة والضفة الغربية، وعلى تدمير أهل فلسطين، ومطالبةً بالتحرك العالمي بأسرع ما يكون"، والكلام لمنظمة "CPAC" الكندية الإعلامية التي بثت المؤتمر.
ألقت الكلمة الافتتاحية وعرَّفت الحاضرين غانية صادق، الناشطة بِاسم منظمة "العدل للجميع" (Justice For all Canada) في أوتَوا، التي هي منظمة إنسانية حقوقية تناهض تقتيل الشعوب، فقالت: "ها نحن نقترب من الاحتفال "باليوم الوطني لِلمصالحة والحقيقة" في الثلاثين من أيلول، لذا نتفكر بشأن المسار المتَّبَع لإحقاق العدل للشعوب الأصلية في أرجاء كندا.
نحن في المنظمة نكرِّم هذه الشعوب لِثباتها، ونحن مستمرون في دعمنا إياها من خلال مناداتنا المستمرة بحقوق المضطهدين والشعوب الأصلية والأقليات الإسلامية في كل مكان.
اليوم نقف متحدين للمناداة بقضية مهمة وعاجلة، أي إعلان السابع والعشرين من أيلول يوماً وطنياً للحداد كي يكون بذلك يوماً للتأمل والتفكر وتكريم حياة الفلسطينيين الذين يعانون منذ عقود من الاضطهاد والوحشية، وكي يكون يوماً فعلياً لتذكّر معاناة الشعب الفلسطيني الشديدة من العنف، كما سيكون نداءً لضمائر كل البشر. للسابع والعشرين من أيلول من عام 2008 معنى بارز كونَه يسلط الضوء على سلسلة من الأحداث المأساوية التي تسببت بالمعاناة البالغة للشعب الفلسطيني. ففي ذلك اليوم، أدت عملية "الرصاص المسكوب" الوحشية التي نفذتها إسرائيل إلى مقتل أكثر من 1,400 فلسطيني، بينهم 320 طفلاً في فترة 23 يوماً.
وبين عامَي 2008 و2022، قُتِل أكثر من 6,180 مدنياً فلسطينياً في غزة والضفة الغربية. وفي العام الماضي وحده، خسر أكثر من 41,000 فلسطيني حياته بسبب القصف المستمر، وكان الثلثان من النساء والأطفال. إن المآسي المشهودة في غزة، كقصف المدنيين وتدمير المنشآت الصحية واستخدام الأسلحة خلافاً للقانون حتى اليوم، هي جرائم حربية تستوجب التفات الحكومة الكندية وتحرَّكَها.
على الحكومة الكندية احترام القانون الدولي وتطبيقه. ونحن بالرغم من ترحيبنا بالدعوة الأخيرة المشترَكة لهدنةٍ تستمر 21 يوماً، نرى أن على كندا أن تترجم أقوالها إلى أفعال. وهذا يعني تماشي سياساتها مع قرارات المحكمة الدولية، واتخاذ كندا خطوات ملموسة لدى الأمم المتحدة وضغطها سياسياً على إسرائيل لإنهاء العنف وضمان إيصالِ المساعدات الإنسانية لِمن يحتاجها بشدة. ندعو لإعلان السابع والعشرين من أيلول يوماً وطنياً للحداد، وهذا كي يرمز إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني ويشكِّل نداءً إلى العالم كي يتحرَّك الآن. علينا أن نوقف المجازر المستمرة، ونحث كل الكنديين بكل أطيافهم على مساندتنا بمحبة من أجل تحقيق العدل".
كُثُر من الفلسطينيين الكنديين غارقون في الديون
المتحدثة التالية كانت إسراء الصافِن، فلسطينية كندية ناشطة مع "رابطة العائلات الغزَّويَّة الكندية"، وقد أرَت الحاضرين صورة جدها، قائلةً: منذ عام تقريباً وأنا أساند الرابطة في عملها. جدي عامرٌ أُرغِم على مغادرة قريته، الفلوجة، سعياً لتأمين سلامة طفله وزوجته وأمه، وقد ترك منزله وأرضه وجذوره وانتهى به المطاف في مخيَّم للاجئين في غزة، ظناً منه أن إقامته فيه لن تطول. وكان قد طلب من جدتي أن لا توضب الكثير من الأغراض ظناً منه أنهم سيعودون بعد بضعة أيام، لكنهم ما عادوا. مضت حياتهم وهم يأملون العودة.
وبالرغم من الظروف القاسية والبيئة غير المؤاتية، عملَ بجد لتربية أولاده، فتخرَّج كل أولاده بشهادات عُليا، عارفين أن ذلك هو أملهم الوحيد وفرصتهم الوحيدة للاستمرار في هذا العالم. كنت لأقول إن جدي نجا من نكبة عام 1948، ولكنني لن أصفه بالناجي، فمصطلَح "الناجي" يُستخدَم عادةً عندَ انتهاء المأساة، لكن مأساة الفلسطينيين لم تنتَهِ بعد. فمصيرنا هو نفسه ونكبتنا هي نفسها يوماً بعدَ يوم. والدي اليوم يعيش المصيرَ نفسه كجدي، وبالرغم من الجهد الذي بذله كي لا نتأثر بمعاناته في طفولته وتداعياتها، فقَدْ فَقَدَ كل شيءٍ العام الماضي. فقَدَ ابنَه. قُتِل أخي الحبيب أحمد وهو يحاول الانتقال إلى مكان آمن مع طفله في غزة، وفقَدَ والدي أمله...
كوني كندية، تأملت خيراً عندما أعلن وزير الهجرة واللجوء والمواطَنة مارك مِلِر (Marc Miller) البدءَ بتفعيل "قانون التدابير الاقتصادية الخاصة" (Special Economic Measures Act) في كانون الأول عامَ 2023، وظننت أنني سأستطيع نقلَ عائلتي إلى الأمان وإن كان ذلك مؤقتاً، لكنني كنت مخطئة، فالمسألة معقَّدة جداً كما رأى كُثر منا. كُثر منا يشعرون بأنهم يُجرَّمون لأنهم فلسطينيون فحسب. هنا في كندا، غرق كثر من الفلسطينين الكنديين في الديون وهم مضطرون لدفع الأموال لمساعدة عائلاتهم لتهرب إلى مصر، وأما الذين علقت عائلاتهم في غزة فهُم يترقبون الأخبار كلَّ يوم خائفين من حدوثِ الأسوأ.
هذه المرة النكبة أقسى وأشد إيلاماً. فنحن شاهدون على الظروف المريعة التي يعيشها أهلنا، وهم محرومون من حقهم الأساسي في العيش في بيئة آمنة. لا بد أن يتوقف هذا الجنون، وعلينا أن ندافع عن الحقوق الإنسانية ونُطبق القيَم الكندية ونتحرك. يكفي ما يجري".
إسرائيل تتّخذ من قتل المدنيين عادة لها عبر قصفها لبنان
حكيمة مختاري العاملة الاجتماعية المُجازة والمحاضِرة والناشطة، التي تتابع دراساتها لتحصيل شهادة "الدكتوراه" ولها خبرةٌ تتجاوز 18 عاماً في مجالِ مكافحةِ العنف بحق النساء تحدثت بتأثر، قائلةً: "السلام عليكم جميعاً. لم أظنَّ ابداً أني سأشهد في حياتي أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن ها أنا أشهد معكم ومع أهل العالم الفظائع والبربرية التي تُنزِلها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين.
لقد أمرت محكمة العدل الدولية مؤخَّراً إسرائيل بالتوقف عن كل أفعالها كونَها أوشكت على إبادة الشعب الفلسطيني. ووفقاً لمجلة "The Lancet" البريطانية الطبية، قُتِلَ ما يقارب 186,000 فلسطيني منذ اجتاحَت إسرائيل غزة في تشرين الأول عامَ 2023، أغلبهم من النساء والأطفال. وكذلك منظمة "Euromed" الراصدة لحقوق الإنسان أورَدت في تقاريرها أن إسرائيل تنتهج إزهاقَ الأرواح وتدميرَ القطاع الصحي بعينه منذ اثني عشرَ شهراً تقريباً. فقد استهدفت إسرائيل العاملين في قطاع الرعاية الصحية وفرضت حظراً متعَمَّداً، مانعة الطعام والأدوية الأساسية واللوازم الطبية من الوصول إلى قطاع غزة.
19 طبيباً ومسعفاً كندياً من المتطوعين في غزة منذ كانون الأول من عام 2023 وصفوا غزة بأخطر الأماكن في العالم على عمال الإغاثة. وفي رسالتهم إلى المسؤولين الكنديين في شهر آب الماضي، ذكروا أن أكثر من 5,000 من العاملين في القطاع الصحي قُتلوا، بينهم 63 طبياً، وأن عدداً أكبرَ انتُهِكَت حقوقُه واحتُجِزَ وعُذِّبَ. وكان هؤلاء الأطباء يُجرون عمليات جراحية في ظروف مريعة جداً، وغالباً ما كان المصابون دون السادسة عشرة، وقد قُصِفَت بيوتهم وَخِيَمُهم.
فلْنتذكر أن الشعب الفلسطيني، أكان في غزة أو الضفة الغربية، طالما واجهَ نظاماً عنصرياً متوحشاً، ما فرض مكافحةَ المستعمر لأجل تحصيلِ العدل والحقوق الإنسانية، خصوصاً مع مَنحِ المجتمع الدولي هذا المستعمر الحصانةَ الكاملةَ. وها هي إسرائيل اتَّخذت قتلَ المدنيين والأطفالَ عادة لها بقصفها بلداً آخر، أي لبنان، وأما حكومتنا الكندية فما زالت صامتة، وقد فشلت في إدانةِ إسرائيل أو حتى الدعوة إلى الهدنة.
أقف وإياكم اليوم، لا كعاملة صحية فحسب، بل كأمٍّ وإنسانةٍ، وأنا ملتزمة بإعلاء الأصوات الفلسطينية وأصوات كل الأقوام المهمَّشة لضمانِ إظهار ما جرى عليهم وألمهم وثباتهم إلى العالم.
تأكدوا من أن حكومتنا الكندية عليها أن تقوم بمسؤولية كبيرة بالنسبةِ لتطبيق القانون الدولي والدفاع عن حقوق الجميع الإنسانية. أحث الحكومة الكندية على التحرك فوراً عبر حظر الأسلحة على الجهتين بموجب "قانون التدابير الاقتصادية الخاصة"، وعبر إلزام إسرائيل باحترام القانون الإنساني الدولي. كما أدعو الحكومة لإصلاحِ البرنامج المؤقت لمنحِ تأشيرات الدخول للغزَّويين كي تضمن عبور طالِبي اللجوء من الفلسطينيين بسلامة إلى كندا وتلقيهم الدعم المالي اللازم لبناء حياةٍ جديدة في كندا.
أخيراً، عندما نتحدث عن سكان فلسطين الأصليين، علينا أن نتذكر سكان كندا الأصليين (First Nations, Inuit and Metis) فهُم أيضاً يتألمون لأنهم جُرِّدوا من أراضي أسلافهم وما زالوا معرَّضين للتقتيل. لذا مع اقتراب الثلاثين من أيلول، الذي يُقام فيه "اليوم الوطني للحقيقة والمصالَحة"، فلنكرِّمهُم لكفاحهم المستمر من أجل العدل والمساواة، ولْنحرص على أن لا يتعرض أي شخص في أي مكان لمثلِ هذه الفظائع مجدداً".
آلية عنف ممنهَجة يرتكبها كيان استعماري
سمر عودة الطالبة المختصة بالعلوم السياسية ورئيسة "جمعية الطلاب الفلسطينيين" في جامعة أوتَوا بدت متأثرة في حديثها أيضاً، فقالت: "حياة 1,436 شخصاً أُزهِقَت، 410 أطفال قُتِلوا، وما يزيد عن 5,000 جرِحوا. عامَ 2008، شاهدنا - مرعوبين -حملة القصف الوحشية التي أنزلتها إسرائيل بغزة. فمن دون تحذير، طفقت قوات الاحتلال الإسرائيلي تهاجم غزة بشراسة، جواً وبراً وبحراً، مستخدمةً الفوسفور الأبيض للمرة الأولى لاستهداف الأحياء السكنية المزدحمة بالسكان. هذا السلاح كيميائي، يشتعل في الهواء، ويخنق الرئتين، ويُحرِق اللحم حتى يخترقه إلى العظام، وهو السلاح الكيميائي نفسه الذي تُجرِّم مواثيق الأمم المتحدة استخدامَه لضرب المدنيين.
أوقِظَت العائلات في عتمةِ الليل عندما دوَّت الانفجارات في السماء، ولم يكن لديها أي مكان تهرب إليه أو تختبئ فيه، وقد استسلم جيرانهم وأحباؤهم لجراحهم، كعائلة السمّوني التي أوهمت القوات الإسرائيلية أفرادها بأنهم سيكونون بأمان إن اجتمعوا في بيت واحد، ولكنهم لم ينعموا بالأمان أبداً. في تلك الليلة، دُمِّرَ المبنى بغارة جوية، فقُتِل منهم 29، بينهم نساء وأطفال ومسنون.
لم يكُن ذلك حدثاً مأساوياً واحداً، بل افتُتِحَت به حلقة من التقتيل والتدمير. شاهدنا ذلك يجري عام 2008، ويتكرر عام 2012، ثم عام 2014، فعام 2021، وهنا نحن الآن نراه يتكرر. هذه ليست أزمة ظرفية، بل هي واقع مستمر يعيشه الفلسطينيون كل يوم منذ العام الماضي – آلية متعمَّدةٌ ممنهجَةٌ من العنف والتهجير يطبقها كيان استعماري يسعى إلى قلعِ الشعب الفلسطيني من أرضه.
أقف أمامكم اليوم وأنا أقاوم غضبي إزاءَ الظلم والعنف وصمت العالم وقلة مبالاته مقابل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، فالصمت وقلة المبالاة كالمشاركة في الجريمة، والعالم عندما يغض بصره عما يجري يسمح للاحتلال بالاستمرار في فظائعه من غير مساءلة. كل بيت مدمَّر ومدرسة مقصوفة وأم محزونة على طفلها شهادةٌ على الشراكة في هذه الجرائم.
ولْيكُن كلامي واضحاً: هذا ليس نزاعاً تتقاتل بسببه جهتان لِحسمه، بل هو استعمار استيطاني ونظام عنصري، يُعمَل فيه اليوم على إبادة الفلسطينيين. إذاً هو محاولة ممنهَجة لتدمير شعبٍ ومحو تاريخه وثقافته ووجوده نفسه. ونحن في المجتمع الدولي، لا يمكننا أن نبيِّض صورة ما يجري، أو نتجاهله، أو نوجِد له المبررات، لذا علينا أن نسمّيه باسمه: جريمة نازلة بِالإنسانية.
فقدنا 1,436 شخصاً عام 2008، وفي الأعوام العشرة الماضية فقدنا عشرات الآلاف. لِم؟ أذلك لأن الشعب الأصلي تجرأ على العيش في موطنه؟ أو لأنه قاوم الظالمين؟ لذا يرفض الطلاب مثلنا الصمت والمشاركة في الجريمة، فقد حان أوان تحقيق العدل وإنهاء دائرة العنف، وهذا يعني دعوة حكومتنا الكندية وحكومات العالم للتحركِ فعلياً بدلاً من الادعاءات والوعود الواهية، ولِحظرِ تصدير السلاح إلى أي من الجهتين من أجلِ إيقاف تمويل وتسليح الاحتلال، ولِمساءلة إسرائيل عن جرائمها، ولِدعم حق الفلسطينيين في العيش بكرامة وفي تقرير مصيرهم.
نحن لا نطلب صدقةً من أحد، وإنما نطالب بحق الفلسطينيين في مستقبلٍ لا تقصفهم فيه إسرائيل ويستطيعون فيه التفكير بما هو أبعد من المحافظة على حياتهم. إذاً اليوم فلنقُم بما هم أكثر من الاكتفاء بتذكّر الماضي. فلْنلتزم بالعمل ولْنتحمَّل مسؤولياتنا. نطلب من الحكومة الكندية أن تُبديَ تضامناً ثابتاً مع أهل فلسطين، فتأجيل إحقاق العدل يعني حرمان الناس منه، ولسنا نستطيع الانتظار أكثر بعد".
لي عائلة في لبنان لا أعلم ما مصيرها
الأستاذ المحاضر في جامعة أوتَوا نور القادري تحدث أخيراً، قائلاً: "اليوم يوم حدادٍ على 1,436 شخصاً قُتِلوا في عملية "الرصاص المسكوب" في فلسطين، ولا يمكننا إغفال عشرات الآلاف الذين قُتِلوا منذ تنفيذ تلك العملية عام 2008.
إن عاينّا أسباب المشكلة، لاحظنا أن كل الفلسطينيين يعانون المعاناة نفسها، كما ذكرت إسراء. فقد بدأت مع بدْء الاحتلال عام 1948، والتطهير العِرقي، وطرد الفلسطينيين من أرضهم. هؤلاء الفلسطينيون كانوا يشمون رائحة أرضهم وهم يزرعون بساتينها ويعتنون بأشجار الزيتون. هم الذين يعانون معاناة مستمرة، فالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تتوقف عن قصفهم وارتكاب المجازر منذ 1948.
ماذا فعل العالم؟ إدانة تلو إدانة تلو إدانة، لكن لا شيء على الأرض! فما نراه اليوم هو استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضي، وقلع المزيد من الأشجار، وقتل المزيد من الرجال والنساء والمسنين من دون اكتراث، وهذا على مرأى العالم.
عندما يعتمد بقاءُ الحكومات الإسرائيلية التي يقودها يمينيون متطرفون مثل بنيامين نتنياهو على العنف، وعندما يتَّخَذ العنف عادةً متعارَفاً عليها، كما نرى، ستستمر هذه الحكومات بإراقة الدماء.
قبل أن أحضر إلى هذا المؤتمر، شاهدت بنيامين نتنياهو يلقي خطابه في الأمم المتحدة، وقد بدأ الناس بالالتفات إلى ما يجري. 80% من الحاضرين في القاعة غادروا عندما بدأ نتنياهو بالكلام، فهم يعرفون أن ما يقوله لا يقوم إلا على الأكاذيب الكبيرة. ومع ذلك ما تزال حكومتنا غير مكترثة، فهي لم تتخذ موقفاً حازماً، ولا تميز المظلوم من الظالم.
لو كان دولة رئيس حكومتنا الأسبق بْيير إليوت ترودو قادراً على الكلام بعد الموت لاستشاط غضباً إن علِم أن الحكومة الكندية الحالية ليست تناصر العدل. نطالب ابنه، دولة رئيس الحكومة جستن ترودو بالقيام بدور ريادي في العالم من أجل إنقاذ الأرواح في فلسطين والدول المجاوِرة.
بينما كنت أستمع إلى كلمات المتحدثين في هذه القاعة، قُصِفَت أربع بنايات كبيرة في بيروت. لي عائلة هناك، ولا أعلم ما مصيرها.. لا يمكن تحقيق العدل إلا عندَ ممارسة الضغط.
إفتخرنا بكوننا كنديين عندما قاد رئيس الحكومة الأسبق برايَن ملروني العالم الغربي لمناهضة النظام العنصري في جنوب إفريقيا. نحتاج إلى تملّكِ حكومتنا الكندية هذا الحس القيادي كي نوقِف تقتيل أهل غزة ونوقف قصفَ لبنان وكل الفظائع المرتكَبة وننقذ الأرواح. فهذه الطريقة الوحيدة لحفظ حق الجميع في العدل. وبينما نتحضر "ليوم الحقيقة والمصالحة" في أروقة المجلس النيابي، نطالب بالحقيقة والمصالحة. نريد العدل للجميع: لشعوب كندا الأصلية وللشعب الفلسطيني".
في ختام المؤتمر شكرت غانية صادق الحاضرين – مقدمةً توصيات المتحدثين: على كندا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما حدث في أغلب دول العالم. على كندا أيضاً أن تسارع لفرض العقوبات على المسؤولين الإسرائيليين الكبار المتسببين بتقتيل أهل غزة. وأخيراً، على كندا اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء النظام العنصري الذي تعتمده إسرائيل منذ 76 عاماً، واحتلال الأراضي الفلسطينية منذ 57 عاماً، وحصار غزة القائم منذ 17 عاماً".
يُذكَر أن الأسئلة لم تُطرَح على المتحدثين بالرغم من فتح المجال لذلك أمام الراغبين عبر منصة "زوم". للراغبين بمشاهدة المؤتمر (بالانكليزية) الرابط التالي:
62 مشاهدة
07 أكتوبر, 2024
34 مشاهدة
07 أكتوبر, 2024
45 مشاهدة
07 أكتوبر, 2024