Sadaonline

المعرض التشكيلي "تناغم شرقي" في مونتريال.. توثيق الوجع العربي والأمل

حشد كبير في افتتاح معرض "تناغم شرقي"


دارين حوماني ، صدى اونلاين


هي فرصة استثنائية، التعرّف على أعمال فنية من عدد من الدول العربية ومن كندا في معرض واحد بعنوان "تناغم شرقي" Harmonie Orientale الذي يستضيفه غاليري "كازا إيطاليا" Casa Italia في مونتريال على مدى عشرة أيام ( يستمر المعرض من 16 إلى 26 أيار/ مايو 2024)، ويجتمع فيه 20 فنانًا، ولكل عمل فني قصة، ولكل لوحة معنى، ثيمات متعددة نتنقّل بينها، هنا فلسطين والمقاومة، لبنان بجماله وآلامه، العراق والأمل، الوجع السوري، ازدواجية العالم، الحنين، والعديد من الثيمات التي تستشكف البُعد الإنساني. والفنانون المشاركون هم: أمل الركابي (العراق)- آيمي زايد (مصر)-  لويز رولاند (كندا)- ساندرا طمب (لبنان)- دفاع الحجلي (سورية)- لياسمين بلقاسم (المغرب)- دنيا تريمش (تونس)- إيلي فاخوري (لبنان) - نعمت حنا (لبنان)- سمر طارق (العراق) - غراسيا خوقاز (سورية)- أفانين كبة (العراق)- ميرام عولي (المغرب)- رندة طفيلي (لبنان)- نادا عواد (سورية)- جان نيكولاس سيمارد (كندا)- درغام غانم (العراق)-  فؤاد طمب (فلسطين- لبنان)- نجاة التاجي (فلسطين)- لولوا أبو رمضان (فلسطين). والمعرض من تنظيم "التجمع العربي للرسوم والفنون التشكيلية" في كندا (Le Levant) الذي يعمل تحت شعار "حلقة وصل بين الشرق والغرب". 

الفنانة اللبنانية نسب شيا

تقول المديرة الفنية نسب شيا في بيان المعرض "في عالم يواجه تحدّيات متعدّدة، يلعب الفن دورًا حاسمًا في توحيد وإثارة المشاعر وبناء الجسور بين الثقافات. انضم إلينا للاحتفال بالجمال والتنوع والوحدة من خلال إبداعاتنا الفنية". وتقول شيا في حديثها لـ"صدى المشرق": "نحن كتجمّع للفنانين العرب هنا موجودون في كندا منذ العام 2000. نسعى لتمثيل العالم العربي الغنّي من خلال هذه الأعمال، الذي يجمع كل عام حوالي 20 فنانًا من أقصى المغرب العربي إلى أقصى المشرق العربي كل عام، وللتجّمع نشاطات مرافقة للمعرض عادة من ندوات ولقاءات شعرية".


الفنانة اللبنانية نعمت حنا
الفنانة اللبنانية الحائزة على دكتوراه في الصيدلية نعمت حنا قدّمت عملين تركيبيين مميّزين مشغولين بنباتات وشجر ورمل وورد وصدف؛ تكتب في تعريف لوحتها "لبنان ذكرياتنا": "هو عمل يكرّم طفولتنا"، تصورّ في عملها شجر الأرز وقلعة بعلبك وقلعة صيدا والبحر، إضافة إلى أزهار ورمال، وكل عنصر له سرديّته البصرية الجمالية من التراث اللبناني، كأننا أمام فسيفساء من الذكريات التي لا ترحل من دواخلنا ومن التراث اللبناني. أما لوحتها "الحب الذي لا يفتر" فهو عمل مؤثّر مشغول بجذعين من خشب الأرز، وقد لوّنتهما الفنانة بالسواد، كما ألصقت عليهما قطعًا من الزجاح في مشهدية عميقة تعكس قوة احتمال الألم، تصوّر فيها نجاة أم وطفل من حرائق الحروب التي مرّت على لبنان. وعلى الرغم من الندوب، تظل الأم متمسّكة بقوة بطفلتها بما يرمز للحماية، هي سينوغرافيا الحروب اللبنانية المتتابعة في عمل قاسٍ، وتكتب الفنانة في تعريف المعرض: "هذا العمل يشيد بالشعب اللبناني، الذي يبرز حبه وتضامنه حتى في أحلك اللحظات، مما يوضح أن الحب يتجاوز كل الدمار". وتقول حنا في حديثنا معها: "بعد دراستي للصيدلة وبعد عملي في الصيدلة لثلاثين عامًا أحببت أن أتخصّص في الرسم، أحببت أن أوثّق جمال لبنان. أنا أضع عناصر متنوّعة في أعمالي، هنا تجدين جذور حبة البطاطا وقد لوّنتها، جذر فاكهة الخرمة، الصدف. أعمل على ترميز لبنان من مختلف العناصر. لوحة ‘الحب الذي لا يفتر‘، جئت من أجل إنجازها بخشب الأرز، الجذع الأطول أعبّر من خلاله عن الأم أما الجذع الأقصر فهو الابنة، والجذعان متلاصقان في أسفلهما، أي أن الأم والابنة بقيتا مترابطتين. وضعتُ زجاجًا على الجذعين في رمز للقنابل التي أُلقيت على لبنان، وفي أسفل العمل أشكال دائرية قي تمثيل للقنابل التي لا تزال مزروعة في أرض لبنان"، ولعل الفنانة أرادت من تلك القنابل أن توثّق الحالة اللبنانية وضعية الاستعداد للعودة إلى الحرب الأهلية والقابلة للانفجار في كل وقت. 

الفنانة الفلسطينية نجاة التاجي

تؤرّخ الفنانة الفلسطينية نجاة التاجي لفلسطينيات يقطفن الزيتون في لوحة "شجرة الزيتون" رسمتها بتقنية الرسم على الخزف، ثمة لوحة أخرى بنفس العنوان وفيها شجر الزيتون وحده دون قطف، واختارت لهما لون البني للتراب الذي يشي بالتمسّك بالأرض، وأوراق الزيتون خضراء وبارزة، كل ورقة على حدا، تقول التاجي عن لوحتها: "إن زراعة السلام هي عملية نمو تتطلب قدرًا كبيرًا من الصبر والثقة والرعاية ورعاية الذات والتغلب على العديد من العقبات، وبالطبع الحب. تعتبر شجرة الزيتون أقدم شجرة في العالم وتشكل أوراقها رمزًا السلام، وهي ذات قيمة عالية. وهذه الشجرة يمكن أن تعيش حتى ألف عام، وتعتبر شجرة مقدّسة في فلسطين. إنها تجسّد الثقافة والروح الزراعية لشعب فلسطين، فهي في نظرهم مصدر للحياة، توفّر الغذاء والعمل والزيت والصابون والدواء والظلّ. واجبنا هو حمايتها من الفظائع التي لحقت بقلب أمنا الأرض، غايا*". كما قدّمت التاجي ثلاث لوحات تعبّر عن عدد من الرموز الفلسطينية التقليدية: "يد فاطمة" التي ترمز للحماية والشفاء وإبعاد العين الشريرة، و"رمز السمكة" الذي يمتلك دلالات روحية وفلكية، واستخدمه أتباع الني عيسى (ع) الأوائل، ويعود إلى اليونانيين القدماء، أما "رمز الهلال والنجمة" مع أنه رمز معترف به على أنه رمز للعقيدة الإسلامية إلا أنه يعود للحضارة السومرية المبكرة مرتبطًا بآلهة الشمس والقمر، و"رمز العين" للحماية من العين الشريرة. كذلك خصّت الفنانة لوحة للباس المرأة الفلسطينية المطرّز بتصميمات وألوان مميّزة من تدرّجات الأحمر إلى الأرجواني والأخضر مع استخدام الخرز؛ أعمال التاجي مشغولة بقلم الرصاص ومينا البورسلان وطلاء الذهب على كتان أبيض مستوحى من مدينة رام الله وتم اختيار الزخارف من أشجار السرو وبساتين البرتقال.

الفنانة العراقية أمل الركابي

وللفنانة العراقية أمل الركابي لوحتان في هذا المعرض، "عشتار الموصل" و"قهوة شعبية في العراق" مشغولتين بالزيت على قماش. "عشتار الموصل" امرأة حبلى بألوان متعدّدة مبهجة وثمة لون أزرق يحيط بامرأة الموصل، إنه الأمل بموصل جديدة كما عبّرت الفنانة. لوحة "القهوة الشعبية" توحي بحميمية أهل العراق بلباس عربي في مقهى محاط بالأشجار وثمة لافتة أعلى جذع نخلة "جمعية الطيران العراقية- المركز العام". تحدّثنا الركابي التي تقيم في مونتريال منذ أكثر من ثلاثين عامًا عن لوحتيها، تقول: "الموصل مدينة في شمال العراق تعرّضت لهجوم داعش، وبعد داعش، جاءت القوات الأميركية وغيرها، فانمحت المدينة. إذا عدنا بالتاريخ فالمدينة بالأصل اسمها الأول ‘عشتار‘، ثم سمّوها ‘نينوى‘، ثم ‘الحدباء‘ لأن فيها منارة حدباء، وأيضًا سمّيت ‘أم الربيعين‘ حيث تمرّ على المدينة أجواء ربيعية مرتين في العام الواحد. الكل بدأ يرسم خراب الموصل كما تُرسم الآن غزة، أبنية مدمّرة وأهلها مهجّرون. لم أرغب أن أرسم موضوعًا محزنًا، أردت رسم الموصل مع فرح، رسمتُها امرأة وشعرها من شجر النخيل، وعلى صدرها زهرة الكاموميل التي كان البابليون والآشوريون والسومريون يستخدمونها عندما يذهبون للحروب، يضعونها على العربات، ويلبسونها أساور بأيديهم، كانوا يعتقدون بأنها تعطيهم القوة. رسمت أيضًا الربيع على اليدين، لأنها ‘أم الربيعين‘، على إحدى اليدين فواكه وعلى اليد الثانية ورود مختلفة، وجعلتها حبلى بسنابل، إنهم أطفال الموصل الذين سيبنون موصل جديدة، أما سيقان المرأة فصورّتهما جذعي نخيل. أما اللوحة الثانية فقد رأيت على الإنترنت قهوة عراقية شعبية، فأحببت توثيق الصورة نقلتها رسمًا كما هي بالضبط، والمكان موجود في الحقيقة، لكن بالتأكيد الوجوه مختلفة".

الفنان اللبناني فؤاد طمب
الفنان اللبناني فؤاد طمب شارك بلوحتين "نهضة المرأة الشرقية" و"الطفولة في غزة". المرأة الشرقية في عمل طمب محاطة بألوان من البهجة والفرح والحياة، ثمة أمل تمكَّن من تخطّي الألوان الرمادية الظاهرة في اللوحة، هي لوحة كسر الحواجز والعبور إلى عالم مضاء،. أما طفل غزة فهو طفل يفوق عمره ألمًا، يحمل دمار غزة كلها في داخله، ثمة ما هو أعمق من الحياة كلها في وجهه، لون الوجه البني يقول "أنا باقٍ هنا" مع ندبة مفتوحة بلون أحمر على حدّه، وحول الرأس ألوان متعدّدة تتداخل ببعضها، الأخضر هنا للمقاومة، والأحمر للموت، والأبيض هنا ليس سلامًا بقدر ما هو الارتباط بأولئك الذين صعدوا إلى السماء. لا صمت في هذه اللوحة، فالطفل يفتح فمه ليقول أشياء تخطّى عمره وزمنه فيها وزمنه.


الفنان درغام غانم
وللفنان درغام غانم لوحتان "بدون عنوان"، امرأتان محاطتان بألوان مشرقة على الرغم من أن كلتي اللوحتين تعبّران عن مواجهة المرأة لعالم مشبع بالتفاصيل القلقة وبضجيج كائنات إنسانية، ويسقط من يد المرأة قلم، وخلفها من بعيد كائنات باللون الأحمر تتنقّل في لاوعي المرأة شبة الميتة، ويسيل من عينها خيوط زهرية وحمراء. المرأة الأخرى تسند يدها وخلف رأسها تقبع ظلال غير مرئية لكنها تشكّل العالم الذهني للمرأة.

الفنان السوري دفاع الحجلي
ثمة طبقات من أفكار وشخوص ومخلوقات حيوانية في لوحات الفنان السوري دفاع الحجلي الذي شارك بأربع لوحات اختار لها اللونين الأسود والأبيض، نسأله عن اختياره لهذين اللونين، يردّ: "هي ألوان حياتية، من دون الأبيض لا يوجد أسود، ومن دون الأسود لا يوجد أبيض، استخدمت تقنية الطباعة المعدنية، هناك أيضًا مزيج من عدة تقنيات مختلطة، وهي التقنية التي بدأت مع ظهور الصحافة الورقية. كل لوحة لها قصة. أردت أن أقول في لوحة ‘الرسالة‘ أنه في النهاية هناك رسالة في كل شيء من هذه الحياة، طيور ومخلوقات حيوانية وهياكل عظمية، كل مخلوق له رسالة. لوحة ‘صراع من أجل البقاء‘ هي تمثيل لوجودنا، فكلنا نصارع من أجل البقاء. وفي ‘الحلم الجديد‘ طائر، كل طائر له حلم، ونحن الطيور، كل إنسان له حلم".

أما لوحة دفاع الحجلي "امرأة الحظ" هي ملكة على عرشها تفتح فمها بنبرة قاسية توجّهها للسواد المحيط بها، وجه المرأة يذكّرنا بوجه فريدا كاهلو التي رسمت نفسها بحاجبين مترابطين. أما طيور الحجلي فبعضها مسجون والآخر حرّ ولكليهما حلم في الحياة، ثمة استعارات متعدّدة من الحياة ومن الموت في لوحات دفاع وكل لوحة تفترض أكثر من معنى.


الفنان الكندي لويز رولاند
الفنان الكندي لويز رولاند اختار أن يرسم ورودًا بعنوان "أزهار الشرق"، لوحة مشغولة بالأكريليك والزيت على قماش، مع ألوان قوية متعددة لأزهار تقف عالية وصامدة وخلفها مساحة رملية تدلّ على صحراء غير متناهية، لوحته الأخرى "بدون عنوان" مشغولة أيضًا بالأكريليك والزيت على قماش، يصوّر فيها مسجد عربي بقبب متعددة محاطًا بألوان الأصفر المستمد من لون الصحراء، وإلى جنبه شجرة خضراء تدلّ على المحبة التي تقف في خلفية قلوب العالم العربي.    


الفنان الكندي جان نيكولاس سيمارد
وللفنان الكندي جان نيكولاس سيمارد 4 لوحات متشابهة بألوان تجريدية مع طبقات من الأزرق وتدرّجات الألوان الرملية، لوحة بعد لوحة تتخفّف اللوحة من زرقتها كأننا أمام بحر أزرق واسع في مقابل أرض رملية تكاد تصبح في النهاية أرض قاحلة بلا مياه.


الفنانة العراقية أفانين كبة
وللفنانة العراقية أفانين كبة لوحتين بعنوان "عدالة" و"البوابة"، وفي كلتيهما الملكة سميراميس، وهي ملكة آشورية يُنسب لها إنجازات عديدة، تحمل سميراميس ميزان العدل في لوحتها "عدالة" وخلفها رأس ملك مقطوع يحيث يُقال إنها تسلمت الحكم بعد مقتل زوجها وأعمدة حجرية عالية، أما في الثانية فتقف وخلفها تظهر مدينة بابل القديمة، تقول الفنانة في حديثنا معها: "أحببت أن أرسم سميراميس لأنها كانت ملكة حكيمة وشجاعة وجميلة. وتاريخنا مليء بنساء قويات. خاضت سميراميس الحروب، وقد سمّيت إحدى اللوتين ‘البوابة‘ لأن سميراميس في تمثيلها للمرأة هي التي تحمي العائلة والمكان. أما لوحة ‘عدالة‘ فلأنها حكمت بعدل. يرمزون إلى العدل بامرأة عمياء تحمل ميزانًا، العدالة امرأة مفتوحة العينين".  

الفنان المصري آيمي زايد
الفنان المصري آيمي زايد رسم "حنين" و"الشاطئ الذهبي" بالزيت على القماش، لوحتان تحملان نفس الألوان الداكنة مع إدخال الرمل الأصفر الهادئ للوحة الشاطئ؛ لكن المفارقة أن الوجهين مرسومين على شكل البورتريه في لوحة "حنين" كأن الفنان يعود لزمن ماضٍ كان جميلًا يحنّ إليه فأراد توثيقه بنفس البهجة التي تظهر على وجهَيْ الصديقين. أما لوحة "الشاطئ الذهبي" فثمة خطوط وضبابية تفصلنا عن الوجهين حيث نرى امرأة جالسة على كرسي فيما شاب يجلس مقرفصًا بالقرب منها يمسك بيدها، علمًا أن هذه اللوحة أيضًا توحي بحنين لزمن مضى لكنه لم يمضِ حقيقة في نفس الفنان.


الفنانة السورية نادا عوّاد
الفنانة السورية نادا عوّاد رسمت "المدينة المجيدة" وهي رسم لقلعة حلب على قمة جبل بين الأزرق للسماء والأخضر لوادٍ يمتدّ أمامها، وفي الأسفل مدينة حلب مع ركام لمبانٍ عديدة، وامرأة ترفع يديها وقد أرسلت من يديها طائر حمام في رمزية لمشهدية السلام وعودة الحياة الجميلة. لوحتها الثانية "الكنز المخبأ" مأخوذة من قاع البحر مع المرجان والسمك والطحالب البحرية، تقول عوّاد لـ"صدى اونلاين": "علّمت نفسي بنفسي الرسم، ومدينة حلب أقدم مدينة في العالم، أحببت أن أرسمها كما كانت خضراء سابقًا، وكما أصبحت بخرابها الذي سبّبته الحرب. أما المرأة فكان لها دور كبير في حلب، هي التي جمعت أسرتها وحافظت على بقائها في المدينة، إنها ترمز إلى السلام. أحببت أيضًا أن أرسم أسفل البحر، الأعشاب المرجانية وأدخلت فيها مواد ورق معجون حصى رمل وأشياء مختلفة".


الفنانة العراقية سمر طارق
الفنانة العراقية سمر طارق التي تقيم في مونتريال منذ 28 عامًا قدّمت عملين "القبلة" و"أشكال عربية". و"القبلة" تذكّرنا بالعمل الشهير للفنان النمساوي غوستاف كليمت (1862-1918) لكننا نرى هنا فلاح وفلاحة عراقيين وسط حقل وإلى جانبهما شجرة نخيل، أما "أشكال عربية" ففيها يد فاطمة والكوفية العربية وعناصر أخرى مأخوذة من ثقافتنا التراثية العربية، تحدّثنا الفنانة عن عمليها، فتقول: "القبلة هي لوحة كليمت، ولكني أحببت أن أصوّرها كما هي بفلاحَيْن عراقيَيْن يحبان بعضهما بالخفاء. وفي اللوحة الثانية وثّقت العباية العربية، الباب العباسي، وغيرها من رموز من زمن العباسيين".


الفنانة الغزّاوية لولوا رمضان
الغزّاوية لولوا رمضان قدّمت عملين "المرأة ذات الشعر القرنفلي" مع ورود اصطناعية وضعتها على صدر المرأة، لوحتها الثانية "الحياة باللون الأزرق" زهور بألوان البهجة، الأزرق  الزهري والأصفر والأبيض، والعملين مشغولين بالزيت على القماش ، تقول الفنانة في حديثها معنا: "إن هذه اللوحة ترمز لي، وأن أمي باقية للأبد في صدري، هذه الوردات هي وردات أمي احتفظت بها، وأحببتُ أن يبقوا ذكرى في لوحة توثّق لهذه العلاقة بيني وبينها".

الفنانة التونسية دنيا تريمش
في لوحة "الطين والزيتون" للفنانة دنيا تريمش من تونس نرى وجهين لامرأة ورجل يشكّلان أسفل جذع الزيتونة، ولا نعلم إن كانا غافيين أو ميتين، ولكن ما نعرفه أنها تشير إلى فلسطين والتمسّك بالأرض.

أعمال أخرى
وللفنانة المغربية لياسمين بلقاسم عملان "لا مبالاة" و"عبر الحدود"، كما رسمت الفنانة السورية غراسيا خوقاز العذراء ويسوع طفلًا في لوحتها "أيقونة العذراء في صيدانيا"، في إشارة إلى دير صيدانيا بسورية، كما رسمت "الجمال الأنثوي" لامرأة نصف عارية تدير ظهرها للعالم. ورسمت رندة طفيلي عملين تجريديين بعنوان "أسرار شرقية".
ثمة أعمال أخرى في المعرض تشكّل قصصها المتنوعة الهوية الفردية- الجماعية العربية، أعمال بقيت عالقة في ذاكرتنا، لكل عمل بُعده البصري وحصّته من الشحنات العاطفية المؤثرة والقلقة، ومن الارتباط بالشرق على يد الرسامين الكنديين المشاركين.
 *غايا: هي الأم الأرض في الميثولوجيا الأغريقية.

الصور من دارين حوماني - صدى اونلاين
الكلمات الدالة

معرض الصور