وجّه ديميتري سوداس، أحد أبرز مساعدي رئيس الوزراء الأسبق ستيفن هاربر، انتقادًا لاذعًا لزعيم المحافظين بيير بوالييفر على خلفية تصريحاته الأخيرة ضد قيادة شرطة الخيالة الملكية الكندية ( RCMP) وطريقة تعاطيها مع قضايا تتعلّق بجاستن ترودو. ففي مقال رأي نشره في «تورونتو ستار»، وصف سوداس تصريحات بوالييفر بأنها «متهوّرة» وتعكس «نهج قيادة قائمًا على المظلومية بدل الحُكم الرشيد»، مؤكّدًا أنّه لا ينبغي لزعيم معارضة في ديموقراطية قائمة على سيادة القانون أن يدعو إلى سجن رئيس وزراء أو خصوم سياسيين، لأن ذلك يقوّض الثقة في القضاء والشرطة والمؤسسات.

تأتي هذه المواقف بعد مقابلة حديثة لبوالييفر مع قناة «نورذرن برسبكتيف» على يوتيوب، وصف خلالها قيادة الـRCMP بأنها «حقيرة/مزرية» وقال إنّ «الكثير من فضائح حقبة ترودو كان ينبغي أن تنتهي بأحكام سجن». وادّعى أنّ ترودو «ربما» خالف القانون الجنائي في ملف «إس إن سي-لافالان»، كما اعتبر أنّ رحلة ترودو المجانية عام 2016 إلى جزيرة الآغا خان كانت خرقًا للقانون، مضيفًا أنّ الشرطة «غطّت على الأمر»—من دون تقديم دليل على وجود عملية تستّر.

وردًا على الانتقادات، بعث مكتب بوالييفر ببيان عبر البريد الإلكتروني قال فيه إنّ الـRCMP «لعبت دورًا مهمًا» في حماية الكنديين، لكن قيادة الجهاز «قبلت بشكل سلبي» حجب ترودو لشهود وأدلة في قضية «إس إن سي-لافالان»، كما «امتنعت عن المضي في ملاحقة جنائية» بشأن رحلة 2016 التي انتهت بإدانته إداريًا بأربع مخالفات لقانون تضارب المصالح الفدرالي—وهي خلاصة يكرّرها مكتب بواليفر لتسويغ تصريحاته. نقلت «الكندية» (CP) هذه الخلاصات ضمن تقريرها.

على خطٍ موازٍ، ظهر تململ داخل الجماعة المحافظة نفسها. فقد وجّه الاستراتيجي المحافظ البارز كوري تينايك انتقادات سابقة لأسلوب بوالييفر، معتبرًا أنّ نبرته «أقرب إلى ترامبيةٍ» لا تنسجم مع مزاج الناخبين الكنديين—وإنْ كانت هذه الانتقادات مرتبطة بسياقات انتخابية أوسع من الجدل الراهن حول الـRCMP. 

*الخبر مختصر عن تقرير  لوكالة " الصحافة الكندية" بقلم كاثرين موريسون وأليسيا بَسّافْيومي (17 أكتوبر 2025)، ومقتطفات من مقابلة بواليفر مع «نورذرن برسبكتيف» كما أوردتها North Shore News.

* الصورة عبر الذكاء الاصطناعي