Sadaonline

هذا السياسيّ في محفلٍ رمضانيّ ... تذاكٍ سياسيّ أم رعاية مصلحة أم قناعة؟


أبو تراب كرّار العاملي ـ مونتريال

مثالٌ افتراضيّ:

إذا دُعِيَ أحدُهم (وهو سياسيّ) إلى محفلٍ رمضانيّ، وظهر رأيان إلى العلن حول عزيمته: أحدهما يؤيّدها وله ما يبرّره والمتّصل بالعامل الخدماتيّ، والآخر يرفضها وله ما يدعمه والمتعلّق بالتّموضع حول قضيّة نصرة "مستضعفين في الأرض".
وفي إطار الأخذ والرّدّ و"القيل والقال" وتبادل الكلام بين هذا وذاك، تلقّت آذان القوم خبراً فُهِمَ منه ما مفاده أنّ "المدعوّ" سيوضّح خلال حضوره النّشاط رأيه الدّاعِم لِ"القضيّة المُحِقَّة" والّتي كانت سبباً برفض حضوره من قِبَل مَنْ يتبنّون الرّأي المعترض على تواجده.
وإذ، وخلال تواجده في "المناسبة"، يتكلّم دون أن يُسمِع بعض القوم ما يبغون سماعه حول "القضيّة المُحِقَّة". لاحقاً، بعد انتهاء كلامه، يرفع"شريفٌ من المؤمنين" يده ويطلب أن يوضّح "المدعوّ" رأيه، فيعاود الصّعود إلى المسرح، ويتكلّم ويدعو السّائل للحضور إلى مكتبه والحصول على الشّرح المناسب. فيقف "عزيزٌ من المؤمنين" ويتقدّم ويطلب من "المدعوّ" أن يوضّح الآن وأمام الجمع رأيه، وينبري أحدهم للدّفاع عن "المدعوّ". وفي هذا "الخِضَمّ"، يُظْهِرُ "المدعوّ" أنّ هذا الـ"أحدهم" الّذي تصدّى للوقوف لجانبه، هو أعلم بِما فعله وقدّمه للقضيّة.
اعلان
 
والحصيلة، أنّ بعض القوم لم يسمعوا ما يريح قلوبهم، والنّظرة السّابقة الرّافضة لحضور "المدعوّ" ثابتة... ولم تتغيّر.
انتهى المثال الافتراضيّ، فَلْنَنْتَقِلْ إلى التّعليق:
أوّلا، طبيعيّ أن تتلازم كلمتا "السّياسيّ" و"المُحَنَّك". ولكن، هل يا ترى افترقتا في المثال الافتراضي؟ فأن يوكِل الشّرح إلى وقتٍ لاحق في مكتبه وأن يوكِل مهمّة الدّفاع إلى زميلِ له، يمكن قبولهما في ذيل شرحٍ مفيد وتوضيح مُقِنع. أمّا مع غياب الشّرح المفيد والتّوضيح المُقنِع أمّام الحضور، فهل ينفع "الحضور إلى المكتب" و"الاستعانة بصديق"؟
ثانيا، من غير المُستغرَب تتابع كلمتَيْ "سياسيّ" و"مَصْلَحِيّ" (بالعامّيّة [مَصْلَحجي]). ولكن، هل المسألة مرتبطة بكمّيّة العدد المتواجد أمامه؟ فهل من المحتمل أن تكون ضآلة العدد عاملاً مُثَبِّطاً يدفع المرء إلى "تموضع كذائيّ" رعايةً لمصالح في مكانٍ آخر وتجمهرٍ نقيض؟
ثالثاً... وأخيرا:
اعلان 



بين "التّذاكي السّياسيّ" و"المصلحة"... قد يتحسّب الشّخص... ويُدَقِّق في تحسّبه، وبئس الحالتان إن كانتا في كفّة الباطل.
أمّا إذا مقتنع بما يفعله، وكان فعله شائناً ومُعيبا:
فلكم دينكم... ولنا ديننا.
[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ]

*تم استخدام صورة غلاف هذه المقالة منFreepik  لأغراض توضيحية فقط
الكلمات الدالة