Sadaonline

مواقف لافتة وجريئة لرجل الاعمال والناشط محمد فقيه : علينا ان نكون جاهزين لقطع العلاقة مع رئيس الوزراء الكندي ما لم يصحح مواقفه مما يجري في غزة !

رجل الاعمال والناشط الجاليوي محمد فقيه

صدى أونلاين ، أوتاوا

الاثنين الماضي ألغى المجلس الوطني للمسلمين الكنديين NCCM بعد لقاء جاليوي في اوتاوا ، كان مقررا مع رئيس الوزراء الكندي بسبب المواقف التي اتخذها خلال العدوان على غزة وقبله، ما وضع الحزب اللبرالي في مأزق في ظل تراجع التأييد الشعبي لترودو.

موقعنا التقى السيد رجل الاعمال والناشط الجاليوي المعروف محمد فقيه الذي حضر الاجتماع في أوتاوا والذي بدوره رفض طلبًا للقاء منفرد مع ترودو لنفس الأسباب، بالرغم من العلاقة الشخصية القوية التي تجمع بين الرجلين منذ فترة طويلة.

فقيه في هذه المقابلة أطلق مواقف لافتة وجريئة، حيث لفت إلى أن المسؤولين السياسيين من الحزب الليبرالي " يديرون لنا الاذن الطرشاء" . وأكد أنَّ " ترودو لم يعد لديه شيء ليقوله لنا . وما سيقوله لن يكون سوى عبارة عن كلام لا يقدم ولا يؤخر. فنحن انتظرناه منذ مجزرة مسجد كيبك من العام 2017 ولم يفعل شيئا ".   

فقيه اعتبر أيضاً أن "تعيين محمد الزيبق في مجلس الشيوخ الكندي هو خطأ بحق الجالية في التوقيت "، كاشفاً أنَّ "أشخاصًا في وفد البرلمان الكندي الذي ذهب الى الضفة الغربية للإطلاع على الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني تعرّض للمساءلة من محقّق اسرائيلي يحمل الجنسية الكندية ومضى على وصوله الى اسرائيل قرابة الشهرين". كما رأى فقيه أنه كان على النواب المحسوبين على الجالية التعبير بوضوح عن استيائهم مثل ما فعلت سلمى زاهد، و لو وصلت الأمور إلى حد الاستقالة". وأشار الى أن نوابنا " مثل جاليتنا لا نعرف قوتنا ونخاف من الكلام  بجرأة".

 

المقابلة

استهل فقيه اللقاء بتقديم مراجعة تاريخية حول بداية العلاقة بين الجالية وترودو في 2014 فقال " عندما بدأت حكومة المحافظين بإصدار قرارات تستهدف جاليتنا وقامت بملاحقتهم واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية، أدركنا أنه ليس أمامنا أي خيار إلا أنّ ندخل في عالم السياسة. وسرنا خلف جاستن ترودو بسبب الوعود التي أطلقها. وكنَّا مدركين تمامًا أنَّ البقاء بعيدا لا ينفع بل علينا أن نكون قريبين مراكز القرار ، من خلال بناء علاقات سياسية وشخصية متنوعة، يمكن من خلالها أن يتعرفوا على حضارتنا ويعرفوا طريقة تفكيرنا و ما يرضينا وما يسيء إلينا . وأنا بدأت بالتعرّف على رئيس الوزراء".

وأضاف فقيه " بعد سقوط المحافظين واستلام الليبرال الحكم اخذنا وعودهم بجدية، سيما أنَّهم وقفوا إلى جانب الجالية. ولكن كلما تعرّضت الجالية للاستهداف شعرنا أن الحكومة تتحرك لفترة محددة، وبعدها تصبح تحركاتها شكلية".  وأشار فقيه إلى أنَّ " الوعود التي قدّمت منذ مجزرة كيبك وصولاً إلى مجزرة لندن وذبح أحد المسلمين أمام مسجد في تورنتو كانت شكلية باستثناءات قليلة جدًا، ولا يمكن اعتبارها خدمة للمسلمين فقط بل هي للحفاظ على وحدة المجتمع الكندي وعلى صورة كندا أمام العالم".

وأوضح فقيه" عند مقتل أحد المسلمين الكنديين كانت تتحرك الحكومة لفترة من دون أن يكون هناك انجازات واضحة. بعد حادثة لندن أخبرناهم أنكم تتواصلون معنا كثيرا وتكررون نفس الكلام من دون أي فعل على الارض. حيث أن  الحكومة غير مهتمّة بشكل جدي بموضوع الاسلاموفوبيا ولاحظنا انهم لا يتعاملون مع قضية الاسلاموفوبيا كما يتعاملون مع موضوع العداء للسامية ".

وشدَّد فقيه على أنَّ " ما نريده هو أن تكون الحكومة عادلة ومتوازنة في تعاطيها مع القضيتين فكلاهما مرفوض ولا يمكن الكيل بمكيالين" .

كما لفت إلى أنَّه "جاءت قضية القانون 21 الذي يعتبر أوّل قضية يمكن أن تحدث في البلاد المتقدمة وفي البلاد التي تدّعي حماية حقوق الإنسان وخصوصًا حقوق النساء مثل كندا، حيث أن الحكومة لم تتدخل لأسباب سياسية ولعدم إغضاب كيبك بحجة أنَّ ذلك يمكن أن يؤثر على نسبة التصويت لليبرال. من هنا بدأت المشاكل مع رئيس الوزراء. لم نكن نتخيل أن يتم هضم حقوقنا في ظل القوانين التي تحمي الجميع سواء الغني أو الفقير  و الضعيف. إلى أن وصلنا إلى الوضع في غزة حيث تضاعفت الاسلاموفوبيا في كندا بعد أحداث غزة 1300 مرة" .

فقيه استغرب كيف أنه "في الوقت الذي يُقتل أولادنا في غزة هناك من يريد أن يقنعنا أنَّه يمكن أن يحترمنا هنا، وفي الوقت عينه يمكن ان يٌساعد في قتلنا في غزة. و رأينا آراءهم و تصريحاتهم و دعمهم لاوكرانيا، الأمر الذي أوضح أن حقوق الانسان ليست للجميع".

 

ترودو مع محمد فقيه



ماذا جرى في أوتاوا نهاية الاسبوع ؟

في التاسع والعشرين من كانون الثاني – يناير في الذكرى السابعة لشهداء مسجد كيبك اعتدنا أن نجتمع في أوتاوا في نشاط أسميناه يوم الدفاع عن الجالية او Advocacy Day بحضور شخصيات ناشطة سياسيًا من مختلف الجاليات برعاية المجلس الوطني للمسلمين الكنديين NCCM  بحضور مسؤولين سياسيين ونواب من بينهم رئيس الوزراء ونائبته، نعرض خلاله مشاكل الجالية التي تتعرض لها حيث نسمع من المسؤولين مواقف وإجابات على مطالب الجالية.

ما حدث في نهاية الأسبوع أنَّه اجتمع في أوتاوا حوالي 200 شخصية من الجالية الاسلامية من مختلف مناطق كندا في مناسبة مأساة مجزرة كيبك، حيث ناقشنا الكثير من القضايا حتى وصلنا إلى نقطة لقاء رئيس الوزراء، كان الاجماع أنَّ هؤلاء السياسيون يديرون لنا الأذن الطرشاء، لذلك كان القرار إلغاء موعد كان مقررا، بين وفد من المجلس الوطني للمسلمين الكندي NCCM مؤلف من ثمانية أشخاص وأنا منهم، مع رئيس الوزراء في مكتبه. كما أنّني رفضت طلبًا للقاء منفرد مع ترودو لنفس الأسباب.

 

لماذا ألغيتم الاجتماع ؟

لأنَّ ترودو لم يعد عنده شيء ليقوله لنا. وما سيقوله لن يكون سوى عبارة عن كلام لا يقدّم ولا يؤخر. فنحن انتظرناه منذ مجزرة مسجد كيبك من العام 2017 ولم يفعل شيئًا. واليوم مرَّ على انتظارنا له 110 أيام منذ الحرب في غزة .

آخر فرصة له كانت هو عند صدور قرار المحكمة الدولية. فبدلَ أن يدعم القرار الدولي ذهب مع دول أخرى في البحث عن أسباب لينقذ المتهم من الاتهام .فاليوم اسرائيل تحت اتهام المحكمة بقيامها بالابادة. فأثاروا قضية الاونروا للتغطية على القرار الدولي وانقاذ اسرائيل. واصدرت حكومة ترودو بيانين عبّرت فيهما عن عدم اعترافها بما قامت به جنوب افريقيا . فاعطانا نموذجين سيئين من المواقف لإنقاذ اللوبي الاسرائيلي من اتهام اسرئيل بالابادة ..

بعد 110 ايام من مواقف ضعيفة و بعد مقتل 28000 من اهل غزة وبعد الاتصالات الكثيرة و الشروحات له ولنوابه ووزرائه لم يشعر بواجبه نحو الانسانية ونحو جاليتنا .

واجبه ان يحمي حياتنا هنا و هناك. و الاجتماع به ما هو إلا تأكيد عن أنَّنا جالية بسيطة ليس لها قدرة أن تحاسب السياسيين. رفْضنا للقاء هو رسالة واضحة انَّنا لم نعد تلك الجالية البسيطة و علينا أن نرسل رسالة موحدة اننا لن نجتمع بكم ما لم تعدلوا مواقفكم تعديلا جذريا يجعل جاليتنا مرتاحة لان تسمع للبراليين، دون الاحساس اننا  كجالية بمسامحتهم  بسهولة نعتبر مشاركين بالابادة.

لذلك كان لا بد لعلاقتنا ان تقطع معهم بدءً من رئيس الوزراء . ونحن تعمدنا أن نبلغهم عبر الاعلام   .

هذا وقت وحدتنا وهي الاهم، وقدرتنا على عقاب السياسيين هي الجواب. و جاليتنا اخذت نفس الموقف مع الوزيرة في الحزب الديمقراطي الجديد في بريتش كولومبيا ... موقف حساب و مُنع نواب الحزب من دخول المساجد حتى إقالة الوزيرة  .

 

برأيك ماذا كان على كندا انت تفعل؟  

حكومة كندا كان عليها ان تقول كلمتين.. من اول يوم كان بامكان كندا ان يكون موقفها الوقوف خلف قرار المحكمة، التي هي مؤسسة دولية تابعة للامم المتحدة وليست لحماس او غيرها . والكلمة الثانية هي : اننا كحكومة كندية تاريخيا ليس لنا مصلحة ان ندعم حكومة إسرائيل سواء بالقول او الفعل ، طالما انها متهمة بالابادة . لان الشعب الكندي يريد ذلك . هنا اتحدث عن حكومة اسرائيل التي يرأسها نتنياهو .

 

لكن يقولون ان كندا لا تملك ان تفعل شيئا؟

انظر الى المفارقة. اذا كانوا قادرين على ان يحاكموا الاونروا ويقطعوا عنها المساعدات في نفس الساعة التي وجهت اسرائيل تهمة الى بعض موظفيها من دون ان يكون هناك اي اثبات، واقتصر الأمر على اتهامات لم يقم بها الا الجيش الاسرائيلي ، لماذا لم يعتمدوا نفس المعايير ضد حكومة اسرائيل التي طالها قرار المحكمة الدولية المتعلق باتهامها بالابادة.

اي حكومة متهمة بالإبادة على حكومتنا الابتعاد عنها. وليس هناك أي مبرر أمام الحكومة لاتخاذ المواقف التي اتخذتها من المحكمة خلال حرب غزة .

لقد قاموا بالكثير في اوكرانيا لماذا لا يمكنهم ذلك في غزة ؟

 

مؤخرا تم تعيين احد المسلمين كسناتور في مجلس الشيوخ في اونتاريو، كما اعلن الوزير احمد حسين عن مساعدات بقيمة 40 مليون دولا لغزة، مع العلم انه اعلن قطع المساعدات عن الاونروا. وامس نشر ترودو صورة له مع اشخاص من الجالية يتحدثون اليه وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية وعلم فلسطين ... كيف يقرا السيد محمد فقيه والجالية هذه الخطوات في هذا الوقت ؟

خلال المؤتمر في اوتاو باركت لاخينا محمد الزيبق الذي يبلغ من العمر 72 ـ وهو بالمناسبة منذ عشر سنوات يحاول الوصول الى هذا الموقع . وهو من اوائل الناس التي دعمت الحزب الليبرالي منذ عهد رئيس الوزراء الكندي السابق جان كريتيان والحزب اللبرالي. وهو يستحق هذا المنصب . ولكن توقيت هذا التعيين هو خطأ بحق الجالية. وبالامس ايضا قلت لهم انكم تعطوننا عدة ملايين من الدولارات وتعيّنون اشخاصا في بعض المواقع ليكون بديلا عن ظفر طفل من غزة .

الزمن الذي يضحكون فيه على الجالية بموقع او بصورة او باموال انتهى او يجب ان ينتهي . هذا الاجرام الذي تتفرج عليه وتسكت عليه الحكومة الفدرالية نحن واعون له تماما ونرصد كل المواقف ونراقب كل ما يقولون وما لا يقولون . عندما يعطون الكلام الطيب يليه دائما كلام لغيرنا ينسف ما قالوه لنا. وكم من مرة تقربوا الينا بكلام معسول اعقبه عكسه.

الخطوة التي اتُخذت الاثنين الماضي هي واحدة من خطوات كان على الجالية ان تاخذها .

بالرغم من الصداقة التي كانت تربطني شخصيا مثلا مع ترودو الا ان هذه الصداقة لم تستطع ان تدفع برئيس الوزراء لاطلاق موقف ينطلق من المبادىء الكندية الانسانية .

وارجو ان يكون هذا مثلا لابناء جاليتنا المرتبطين بصداقة مع الحكومة . فمصلحة الجالية قبل اي صداقة. ولو كان لديهم النية ان يقوموا بالشيء الصحيح فان 110 ايام من المجازر كانت كافية و كذلك موت الاطفال .

 

كيف تفسر المواقف الكندية التي خرجت عن المبادىء الكندية الانسانية والتي كانت رغم علاقات الجالية وحجمها على الساحة السياسية، ومن يتحمل المسؤولية الجالية ام السياسيين او جماعات الضغط او جهات خارجية؟

هم يعرفون جيدا ان حساباتهم السياسية خاطئة. الجالية عليها أن تاخذ موقفا واضحا الان. علينا ابلاغهم باننا لن نسكت على مواقفهم وتخاذلهم وسنتعامل مع مواقفكم مما يجري في غزة وهنا ايضا، بما يتناسب مع الوضع الان وعند الانتخابات. لو سالنا عن السبب لقلت لانهم يعتبرون ان " حيطنا واطي" ولاننا جالية غير موحدة . وهم مدركون لهذا الامر .

غيرنا ليس اقوى منا عدديا في التصويت . قد يكون وجودهم سبق وجودنا وبالتالي خبرتهم اكبر من خبرتنا وتمكنوا من السيطرة على الاعلام والكثير من ميادين التجارة بحكم اسبقيتهم . كما انهم موحدون .

يظنون انه ليس لنا قدرة على محاسبتهم . هذا اعتقاد خاطىء جدا. لا داعي ان نفكر بالانتخابات الان . علينا محاسبة كل سياسي بناء على مواقفه من الاسلاموفوبيا و غزة دون ان نسمح للحديث عن مسالة  الانتخابات بعد سنتين ان تخيفنا . حاسبوهم الآن هذا هو الصحيح .

 

هل نتحمل المسؤولية ؟

نتحمل مسؤولية عدم اعداد مؤسساتنا لوضع مثل هذا . جاليتنا قوية جدا لكنها ليست موحدة. رغم اصرارنا على عدم لقاء رئيس الوزراء قام مسجد في مدينة غاتينو باستقباله حيث تم التظاهر امام المسجد اعتراضا على الزيارة .

من المؤسف ان نجد ان هناك من يريد ان يبني علاقات شخصية باعتبارها اهم من مصلحة الجالية ككل. والدليل ان هناك من يستقبل رئيس الوزراء في الوقت الذي اعلنت في ال NCCM  في الاعلام انهم لن يقابلوا رئيس الوزراء.          

هل لدينا ما نخسره اكثر مما خسرناه ؟.

 

ماذا خسرنا برايك؟

اولا : في ظل ما يجري في غزة خسرنا دعم الحكومة.

ثانيا : خسرنا بعد تعرضنا للاهانات التي توجهها الحكومة الحالية والحزب اللبرالي واحزاب اخرى.

ثالثا : خسرنا بعد ان ظهرنا امامهم غير موحدين . فعندما تقرر مجموعة كبيرة ان تقاطع رئيس الحكومة علينا ان نكون موحدين في موقفنا. استقبالهم يفيدهم ولا يفيدنا بشيء وهم منذ 110 ايام مواقفهم ثابتة ولم يتغيروا بما يتناسب مع حجم الابادة التي تنفذ ضد المدنيين والاطفال.

لم نترك مناسبة او وسيلة الا اخبرنا هذا المسؤول او ذاك بمواقفنا بدء من ترودو، الا انهم لم يستمعوا الينا . لذا بعد كل ما جرى فإنَّ أي محاولة للقاء بهم هو ضعف للجالية ومكسب لهم .

  لم يبقى اي شىء لم يقال لرئيس الوزراء و وزرائه و نوابه و استقبالهم يعتبر جيدا لهم ليس لنا.

 هل يمكننا القول إن العلاقة انتهت مع الحزب الليبرالي سواء كجالية او انت شخصيا ؟

كل العلاقات يمكنها أن ترمّم . اذا اردنا ان نساعد رئيس الوزراء لكي يصحح مواقفه... علينا قطع العلاقة معه الآن ، لكي نعطيه مجالا قبل الانتخابات ليعدّل من مواقفه. من دون أن يعني ذلك اننا سننسى ما جرى . نحن مطالبون بموقف مما جرى من قتل للاطفال. نحن سبق ابلغنا موقفنا ترودو وقلنا له انه مخطىء في مواقفه . لكنه قرر ان لا يسمع . لذلك لا يمكننا ان نسامحه بشكل كامل .

ولو كان القرار عندي لقلت ان العلاقة انتهت مع هذا الكادر من اللبراليين فهم لا يتصرفون بمبادىء اللبرالية .

نعم مصلحتنا كجالية ان تبقى العلاقات مفتوحة لكن يجب ان يحاسبوا. علينا ان نتخذ موقفا يتناسب مع ما يجري وعدم استقبالهم ، خصوصا في شهر رمضان المقبل.

من غير المناسب ان نجلس معهم في الوقت الذي يقتل فيه اهلنا في غزة ونتعرض فيه للتهديد والاساءة والطرد من الوظائف فيما الحكومة لا تفعل شيئا . حياتنا لم تعد كما قبل ويجب علينا ان نبلغهم رسالة قوية اننا لن نقبل بهذا الوضع. نحن لن ننسى مواقفهم، وطريقتنا بالتعامل معهم ستكون على قدر تعاطيهم بملف غزة وانعكاساتٍه هنا .

 

 في مسجد كيبك خلال الاحتفال بالذكرى السابعة لمجزرة كيبك وخلال مشاركة الوزير اللبرالي جان ايڤ دوكلو هاجمه عدد من الموجودين وصرخوا في وجهه ما اضطره لمغادرة المكان ... ما رايك؟

 انا برأيي الصراخ في وجههم غير مناسب بل قد ينعكس ضدنا . علينا أن نبعث لهم الرسائل أن لا ياتوا الى مراكزنا . الافضل رفض الزيارة ورفض أخذ الصور . عندما نرفض الصور هم يرفضون الزيارة . واذا قرّر المسجد استقبالهم على عكس رغبة الناس فأنا مع التظاهر ضدهم .  الجالية الاسلامية جالية راقية ويمكنها ان توصل الرسائل بطريقة مناسبة .

 

يتردد الكثيرون في اتخاذ مواقف حاسمة خوفا من ردود فعل الاحزاب او بعض جماعات الضغط في كندا .. الا تخاف من ردود الفعل هذه، سيما انك تملك سلسلة مطاعم ناجحة ومميزة وتقومون باعمال خيرية لا تقتصر على المسلمين بل تطال جميع المحتاجين خصوصا في مقاطعة اونتاريو ؟

الكثيرون سالوني هذا السؤال . خلال اللقاء في أوتاوا وأمام شخصيات ومسؤولين كبار قلت لهم لسنا خائفين.. نحن لا يمكننا أن نسكت عندما يقتل اطفالنا . لجاليتنا اقول : ما هو الأسوأ ... أن يقتل الناس في غزة أو أن يطرد موظف من بين 200 الف من عمله؟. علينا ان نتحمل الضغط الذي لا يقارن بالضغط الذي يتعرض له اطفال غزة تحت القصف والجوع .

انا اعتقد ان الخطر على جاليتنا هو السكوت، وهو خطر جدا ولذا يجب ان نعرف متى نطلق مواقفنا ومتى نسكت .

 

هل ترى ان هناك مواقف غير مناسبة يطلقها أحد من الجالية.. وما هي نصيحتك؟

علينا أن نكون واعين فيما نتخذه من مواقف على مواقع التواصل الاجتماعي تراعي واقعنا والقوانين .

علينا أن نستفيد من مواقع التواصل لا سيما موقع "اكس" لاعلان المواقف المناسبة ونسمع صوتنا للسياسيين الذي يتابعون ما ينشر . والسياسيون يتجنبون اتخاذ مواقف تسبب الهجوم عليهم . وانا ادعو الجالية إلى تفعيل وجودهم على موقع "اكس " من خلال رفع علم فلسطين واعلان دعم فلسطين . غيرنا سبقنا وعلينا ان نرفع الصوت ونسجّل حضورنا ودعمنا لغزة .

علينا أن نتحرك من خلال القوانين التي تحمي حقنا في التعبير .

 

في جاليتنا نواب ووزراء ممن سكتوا عما يجري في غزة منهم من سكت بشكل مريب ومنهم من دعا إلى وقف اطلاق النار .. ومنهم من اعلن قطع التمويل عن الاونروا مثل الوزير احمد حسين .. ماذا تقولون لهم ؟  

عقدنا اجتماعات مع نواب الجالية، لكنّها لم تكن ايجابية . وهم برروا بالقول انكم لا تعرفون حجم الضغط علينا . ونحن أبلغناهم انكم لم تقوموا بما فيه الكفاية . للاسف السياسة تدار هنا كما في بلادنا حيث يتولى عدد من الاشخاص ابلاغ الوزراء والنواب ما هم مسموح لهم قوله وما هو غير مسموح به . ارى من المهم ان نكون مشاركين في الساحة السياسية لكن عندما يكون هناك 30 الف قتيل في غزة كان لا بد من اتخاذ موقف .

 

هل تدعوهم الى الاستقالة ؟

كان على النواب المحسوبين على الجالية التعبير بوضوح عن استيائهم ، مثل ما فعلت النائب سلمى زاهد .. و لو وصلت الامور الى حد الاستقالة لابلاغ رسالة اعتراض الى رئيس الوزراء وحزبه بأن السبب هو موقفكم مما يجري ضد اطفال غزة وبسب الطريقة التي تعاملون بها الجالية في كندا.

 

ما هو دورنا كجالية ؟

نحن كجالية لم نمارس الضغط الكافي على هؤلاء النواب او الوزراء لكي يقوموا بدورهم الذي يليق بهم .

لم نكن جاهزين لحجم الازمة التي مرت علينا. في هذه المرحلة علينا أن نصرف أقل على المساجد و أكثر على السياسة والاعلام وعلينا إرسال اموال أقل إلى الخارج على الاقل لمدة ٣ سنوات..جاليتنا ليست فقيرة لكن اختيار الاولويات يكون في بعض الحالات خاطئا.

هذه المرة تعلمنا دروسا كثيرة من اخطائنا التي وقعنا فيها، وتعلمنا من الاشياء الايجابية التي علينا التمسك بها في المستقبل. حين وقعت احداث غزة لم نكن جاهزين او مهيئين لمثل هذه المواقف . علينا ان نعد العدة للمستقبل حتى يمكننا مواجهة الاحداث المستقبلية بما يتناسب معها .

 

هناك فزاعة تستخدم للجالية هي حزب المحافظين .. حيث انه دائما يتم تخويف الناس من عدم التصويت لليبرال باعتبار ان البديل سيكون حزب المحافظين الذي له مواقف معروفة من القضية الفلسطينية بالذات ... هل هناك خيارات امام الجالية ؟

اكيد هناك خيارات . هم يريدوننا ان نفكر بالانتخابات ونحن نقع في هذه المصيدة . لو اخذنا المسلمين في امريكا وموقفهم من بايدن.. المسلمون هناك وضعهم اسوأ من وضعنا هنا. لو قارنّاه من خلال ثلاثة أشياء. أولا : پوالييڤر ليس ترامپ. وثانيا: انتخاباتهم بعد اشهر بينما انتخاباتنا بعد سنتين . وثالثا : ترودو افضل من بايدن .

المسلمون هناك اعلنوا مقاطعة بايدن واسموه على مواقع التواصل Genocide Joe . يمكننا ان ناخذ موقفهم كنموذج . حيث انهم اخذوا قرارا بأن المسلمين في امريكا لن يصوتوا لبايدن ليثبتوا احترامهم للمئة سنة قادمة .

من المهم أن أؤكد أنه لا يمكن أن يكون پوالييڤر  أسوأ من ترودو حيث أن ترودو وقّع على ابادة الفلسطينيين ويموّل هذا الموضوع. وفي عهد ترودو تم الضغط على أولادنا في الجامعات .. هذا في عهد ترودو الذي عملنا الى جانبه 15 سنة .

تصوّر بعد كل ما جرى، أن نذهب ونصوت لترودو... بعد أن أهاننا هناك وضحك علينا هنا . مسألة أن يقتلنا في غزة هناك ويحترمنا هنا .. هذا امر مستحيل ان يمر بدون محاسبة.

لو عدت الى موقف المسلمين في امريكا سواء خسر بايدن او خسر ترامب الاحزاب ستحترمهم لانهم اتخذوا موقفا وحاسبوا من اخطأ بحقهم . وحتى لو وصل ترامب، فإنَّ الحزب الديمقراطي يحتاج الى اعادة هيكلة ومراجعة لمواقفه من المسلمين .

الآن علينا محاسبتهم .علينا أن ننتهي من نظرية التخويف من المحافظين. نستطيع أن ننجح إن قمنا بمحاسبتهم الآن و ننجح بالتاثير على الانتخابات لمصلحتنا . تخويفنا هو استراتيجي . يجب المحاسبة للحفاظ على احترامنا . اولادنا يراقبون ما يجري.

في كندا ترودو ممكن ان يخسر سواء كانت مشكلة غزة او لا . لو خسر ترودو فان پوالييڤر سيخاف في المستقبل من ان يتخذ المسلمون مواقف ضده حينها سيحسب لنا الحساب. كما ان ترودو سيضطر لمراجعة مواقفه .

 

سمعنا ان كندا ارسلت جنودا الى اسرائيل؟ 

 قبل ايام كان هناك وفد برلماني كندي ومعه شخصيات من الجالية ـ كان من المفترض أن أكون معهم ـ ابلغَنا الوفد انه تم التحقيق معه من قبل جندي اسرائيلي يحمل الجنسية الكندية هو من مونتريال ومضى على وجوده هناك شهرين .

 

الان ما هو الحل ؟

هناك ثلاثة حلول. إمَّا أن نتوجه نحن إلى الحزب الديمقراطي الجديد ونحاول تعديل مواقفهم ونساهم في رفع عدد نوابهم . أو أن يوجّه ترودو رسالة قوية جدًا يعلن فيها استعداده الجدي للتغيير ، سيما أن المسلمين يؤثرون في 38 بالمئة من الدوائر الانتخابية المتارجحة ( swing riding)، أو أن يقوم الحزب اللبرالي بازاحة ترودو في ظل تراجع شعبيته في كندا بشكل عام وبين المسلمين بشكل خاص. وغير ذلك لا أرى اي حلّ آخر . بعد كل ما قام به ترودو اذا لم نتخذ موقفا مناسبا فاننا سنخسر حتى احترام الاحزاب الاخرى التي ستقول انه رغم كل ما فعله بكم ترودو في النهاية سكتم عنه .

موقفنا من ترودو سيحدد موقف المحافظين والديمقراطيين الجديد منَّا. وهذا الموقف سيحدد سلبية او ايجابية الحزبين تجاهنا. سيكون احترامهم لنا مستندا إلى موقفنا من ترودو .

إذا سكتنا عن الحزب الذي دعمناه وعملنا معه لخمس عشرة سنة في وقت يرى الجميع كيف عامل الحزب الليبرالي المسلمين من بعد دعمهم وكيف قلل من احترام الجالية وكم سكت على قتلهم وكم تلكأ عن دعمهم هنا في كندا حتى بكلمة ... اذا لم نقم برد فعل فلن يحترمنا أحد من الاحزاب الاخرى .

ما هربنا منه من المحافظين في العام 2015 يمارسه ضدنا الليبراليون .

المضحك انه بداية الحرب عندما كنا نقول لهم حساباتكم خاطئة جوابهم كان الانتخابات بعيدة ... جالياتكم تسامح و تنسى . الان عندما يقولون لنا ستساعدوا بيار پوالييڤر نقول لهم الانتخابات بعيده . الحساب الان..

 

هل هناك شيء آخر تود اضافته ؟   

من المهم ان نبعث رسالة، أن جاليتنا قوية و أنَّ  هناك محاسبة وانَّه لا يمكن أن تمرّ الامور دون هذه المحاسبة .

ومن المهم الاشارة إلى ان التغيير لا ياتي من غير وجع أو خوف . المعركة التي نحن في صددها الان هي مسألة وجودية تحدد مستقبلنا . الحل الافضل ليبقى راسنا مرفوعا هو ان يبقى صوتنا عاليا . 

وفي الختام شكرا لك وانا اعرف أنَّه عندما يكون هناك قضايا تتعلق بالجالية دائما تكونوا حاضرين وتغطوا بنظرة مختلفة ومن زوايا مختلفة.

 

 

الكلمات الدالة