Sadaonline

مخيّم الطلبة في جامعة ماكغيل: لوقف الاستثمار في الدماء الفلسطينية

ماكغيل تدعم الابادة في غزة من خلال الاستثمار في شركات إسرائيلية منها شركة لتصنيع الأسلحة


دارين حوماني ـ مونتريال

بعد خمسة أيام على انطلاق اعتصام طلاب من جامعتي ماكغيل وكونكورديا ونصب خِيم في حرم جامعة ماكغيل، وذلك بدعوة من منظمتي "التضامن من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني" و"أصوات يهودية مستقلة"، للمطالبة بسحب استثمارات الجامعتين من شركات إسرائيلية منها شركة لتصنيع الأسلحة، وقطع العلاقات المالية والأكاديمية مع إسرائيل، رفضت المحكمة العليا اليوم طلبًا من المحامي نيل أوبرمان أمام محكمة مونتريال، وذلك بالنيابة عن طالبين من جامعة ماكغيل يعتبران أن هذا المخيم يخلق بيئة خطيرة ومعادية وعدوانية وعنيفة، ونصّ طلب أوبرمان لإصدار أمر قضائي لتفكيك المخيّم داخل حرم جامعة ماكغيل والابتعاد مسافة 100 متر عن مباني الجامعة. وكان ردّ القاضية شانتال ماس في قرار الرفض أن على المتظاهرين مراجعة الكلمات المستخدمة أثناء المظاهرات بحيث لا تشير عن قصد أو غير قصد إلى دعوات للعنف أو معاداة للسامية.

وقد تزايد عدد المعتصمين، المنادين بوقف الإبادة الجماعية في غزة والمطالبين بوقف استثمارات الجامعة في الدماء الفلسطينية. ويتزايد عدد الطلاب يومًا بعد آخر، وتتضاعف أعداد الخيم المنصوبة، وتتنوّع الشعارات، منها شعارات يهودية تحمل المطالب نفسها، على الرغم من اتهامات عديدة موجّهة للاعتصام والمعتصمين باستهداف المجتمع اليهودي وبمعاداة السامية.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد حوالي سبعة أشهر على بدء الحرب على غزة، حرب إبادة تسبّبت بأكثر من 34 ألف ضحية حتى اليوم، و77 ألف جريح منهم الآلاف الذين فقدوا أطرافهم بسبب شحّ المواد الطبية وانقطاع العلاجات اللازمة. وجاء بيان تحرّك الطلاب: "لقد أوضح تحالف الطلاب أننا لن نخرج إلا بعد تلبية مطالبنا. نحن الطلاب سنستمر في الاحتجاج من أجل أهلنا في غزة الذين يتعرّضون لإبادة جماعية وحشية على يد النظام الصهيوني".

وقبل 74 يومًا كان عدد كبير من الطلاب قد بدأوا إضرابًا عن الطعام، في مسعى لاتخاذ جامعة ماكغيل إجراءات جدّية وذلك لأجل مآلات الحرب على غزة من ضحايا ودمار، ولكن الجامعة لم تستجب لأي من المطالب.

وكانت إدارة جامعة ماكغيل قد طالبت بتدخلّ قوات شرطة مونتريال لتفكيك المخيّم الذي أقيم في حرمها الجامعي رفضًا لتعاونها في الابادة الجماعية في فلسطين، معتبرة أن هذا المخيّم غير مصرّح به. وعبّر نائب رئيس الجامعة فابريس لابو أنه "حان وقت الرحيل، لقد تغيّر الوضع منذ يوم السبت. حان الوقت لتفكيك المخيّم"، وذكر لابو أن مفاوضات أكثر جدّية قد تحصل مع الطلاب.

في لقاء لصدى أونلاين مع الطالب والناشط في منظمة  "التضامن من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني" زياد أبي صعب، قال أن جامعتي ماكغيل وكونكورديا يتلقّيان عشرات ملايين الدولارات من لوبي صهيوني له تأثيره على الجامعتين، وتعمل الجامعتان بما تتلقاه من اللوبي الصهيوني ومن الرسوم الجامعية بمساندة مؤسسات إسرائيلية تجارية وأكاديمية، وتستثمر في أكثر من مئة شركة إسرائيلية. وقد تم إرسال المطالب لإدارة الجامعة، ولكن الاتصال مقطوع معهم، يقول أبي صعب، "التواصل مع الجامعة لم يكن حبيًّا، كان هناك تهديد بإحضار عناصر من الشرطة، ولكن الشرطة لم تأتِ، بل تشكّرونا لأننا نتظاهر بطريقة سلمية. الشرطة لا يريدون تنفيذ أي قرار بإخراجنا بالقوة، ولا ترى سببًا لاستخدام العنف معنا. حتى أن رجال أمن الجامعة يقفون معنا أحيانًا ويشاركوننا في مشاهدة الأفلام التي نعرضها خلال الاعتصام. كما أن الجامعة فعليًا لم تقدّم دعوى بحقنا". وأضاف أن الاعتصام لم يتسبّب بتوقيف الصفوف الجامعية حيث لا يوجد حاليًا صفوف دراسية.

وعن الدعوى التي واجههوها وصدر قرار فيها اليوم، يقول أبي صعب: "مطالب الطرف الثاني كانت مضخّمة، أرادوا منا الابتعاد 100 متر عن مباني جامعة ماكغيل، ماكغيل لديها 55 مبنى في وسط مونتريال، أي أنهم يُريدون أن يُخرجونا من وسط مونتريال كله".


ويتبنّى رافضو الاعتصام ادّعاءات بأن الهتافات داخل المخيم تستهدف المجتمع اليهودي في مونتريال وتتضمن عبارات معادية للسامية، وهو الاتهام الذي يُستخدم كفزّاعة لكل من ينتقد إسرائيل، يعلّق أبي صعب " هم يصنّفوننا هكذا، لكن أكثر من نصف المخيّم يهود، والحقيقة من دون اليهود لا يمكننا أن ننجز ما ننجزه، والذين ذهبوا معنا إلى المحكمة يهود، والمحامين الذين رافقونا يهود، قصة "معاداة السامية" غير صحيحة، هذه ادّعاءات لا معنى لها". 

وفي حديث لصدى أونلاين مع ناشطة من طلاب جامعة ماكغيل، تُدعى عليا الطويل، تقول إن إن جامعة ماكغيل تستثمر في شركات أسلحة تتسبّب في مقتل المزيد من الأبرياء يوميًا. وقد أضربنا عن الطعام، هناك طلاب لا يزالون مضربين عن الطعام ولكن لا تجاوب. نحاول أن نُظهر للجامعة أن الطلبة لديهم إيمان في العدل، حتى لو كانت الجامعة غير مؤمنة بها.

وتُعلّق الطويل على أي إجراءات يُمكن أن تُتخذ من قبل الجامعة: "سنبقى صامدين، مستعدون للمواجهة، سنبقى هنا، حتى لو طاردونا، وحتى لو قرروا اعتقال الطلاب، فليعتقلونا، سنبقى صامدين. يمكن أن تأخذ الجامعة قرارات بحقنا، كمنظّمين ومعتصمين، ولكن حالنا سيكون أفضل حالًا من حال طلاب جامعات غزة. لقد تم تدمير جامعات غزة بالكامل. نحن ندفع الأقساط لهذه الجامعة لكي تذهب من خلال استثماراتها لتدمّر جامعات غزة؟! وضعنا كيفما كان سيظلّ أفضل من وضع الطلبة هناك. كيف سيكون عندنا ضمير لنتابع دروسنا في جامعة صهيونية كانت مشاركة في توقف طلاب غزة عن الدراسة الجامعية.. إذا كانت جامعتنا بلا ضمير فنحن لدينا ضمير".

وتقول الطويل إن هناك أساتذة في الجامعة يؤيّدون هذا الاعتصام، هناك موظفون أيضًا، ولكن توجّه الإدارة العليا في الجامعة صهيوني. وتضيف بأن أكثر من 50% من الطلاب متعاطفون مع القضية الفلسطينية ويشاركون معنا، ويشعرون بالذنب بأن رسومنا الجامعية تقتل إخوتنا في غزة.

يُذكر أن "التضامن من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني" و"أصوات يهودية مستقلة" سينظّمان يوم غد مؤتمرًا صحافيًا في المخيّم داخل حرم جامعة ماكغيل.

*الصور من *الصورة من ادهم عباس - صدى اونلاين

الكلمات الدالة

معرض الصور