Sadaonline

سامر المجذوب بعد اعتبار المحكمة قتل عائلة افضال " عمل ارهابي" : الطاقم السياسي يتحمل مسؤولية تصاعد الاسلاموفوبيا في كندا

رئيس المنتدى الاسلامي الكندي سامر المجذوب

صدى اولاين ـ مونتريال

القرار الذي اتخذته قاضية المحكمة العليا رينيه بوميرانس باعتبار جريمة قتل عائلة أفضال المسلمة في لندن أونتاريو في 6 حزيران/يونيو 2021، عملاً إرهابياً، يمكن اعتباره قرارا تاريخيا بامتياز.
كما وجدت هيئة محلفين في وندسور في تشرين الثاني/نوفمبر.أن القاتل ناثانيال فيلتمان، 23 عامًا، مذنب بأربع تهم قتل من الدرجة الأولى وتهمة واحدة بمحاولة القتل
وكان فيلتمان قد قتل يُمنى أفضال، 15 عاماً، ووالداتها  مديحة سلمان، 44 عاماً، وهي مهندسة، ووالدها سلمان أفضال، 46 عاماً، أخصائي علاج طبيعي – وكذلك الجدة والدة الأب طلعت أفضال، 74 عاماً، مدرّسة وفنانة. 
وأصدر أقارب عائلة أفضال بيانا بعد الجلسة، قالوا فيه إنَّ  "الحكم الصادر اليوم جلب الراحة للناس القريبين والبعيدين". "إن تصنيف الجريمة بالإرهاب هو اعتراف بالكراهية التي أشعلت هذه النار، والقبح الذي أودى بحياة طلعت وسلمان ومديحة ويمنة.

موقع " صدى اولاين" اجرى لقاء مع رئيس المنتدى الاسلامي الكندي سامر المجذوب الذي اعتبر ان القرار" لم يسبق له مثيل في كندا والولايات المتحدة والغرب" وانه " سيشكل منعطفا سيكون اساسا لاحكام مستقبلية في حال ـ لا سمح الله ـ حدث اعتداءات دموية مماثلة، بسبب الاحقاد الناجمة عن الاسلاموفوبيا".

 

- بداية استاذ سامر المجذوب - كيف تقرؤون الحكم الصادر بحق منفذ الاعتداء على عائلة افضال؟

الحكم الصادر بحق قاتل افراد من عائلة افضال لم يسبق له مثيل في كندا والولايات المتحدة والغرب. فالحدث الاجرامي الذي وقع في مدينة لندن – اونتاريو هو عمل ارهابي وهو ما يميّزه عن الاحكام السابقة . وهو سيشكل منعطفا سيكون اساسا لاحكام مستقبلية في حال ـ لا سمح الله ـ حدث اعتداءات دموية مماثلة، بسبب الاحقاد الناجمة عن الاسلاموفوبيا.

واذ اشار المجذوب الى ان " المنتدى كان اول من اطلق عبارة الارهاب الاسلاموفوبي في كندا والعالم الغربي كله"، اكد انه " لا بد ان ناخذ بعين الاعتبار ان القرار اتى في ظل الارتفاع الحاد في مستوى الاسلاموفوبيا في كندا بعد احداث غزة ". ولفت الى ان " احداث غزة وحملة الاستهداف والابادة التي تتعرض لها غزة بشكل مريع جدا والتعاطي الاعلامي والسياسي قد يحمل في طياته البعد الاسلاموفوبيا".

-  ما الفرق بين الحكم الصادر بحق والحكم الذي صدر بحق بيسونت الذي استهدف المصلين في مسجد كيبك .. هل هناك اختلاف ولماذا؟

هناك فرق كبير بين القضيتين. في قضية بيسونت كانت هناك محاولة سياسية اعلامية للتخفيف من حجم الحدث الجريمة ، التي لا تقل بشاعة عن جريمة لندن ، حيث قتل المصلون في المسجد من الخلف. وما كان من المدعي العام في كيبك ان "اضاف مِلْحاً على الجرح"، عندما طلب تخفيف الحكم تحت حجج وفزلكات قانونية، مما تسبب بازمة نفسية كبيرة عند اهالي الضحايا   

-  المنتدى كان اول من طرح مصطلح الارهاب الناجم عن الكراهية للمسلمين ….؟

نعم المنتدى كان اول من اطلق عبارة الارهاب الاسلاموفوبي . فهو اول من اطلق وآمن بهذه المسالة رغم ان الامر كان مستغربا عند السياسيين وعند جهات في الجالية . الارهاب بمفهومه في كندا يحمل نقطتين اساسيتين . النقطة الاولى هو ان يكون عملا تم التخطيط المسبق له . والثاني اختيار الضحايا بناء على انتمائهم الديني او الثقافي . وهذا ينطبق على ما جرى في لندن وفي كيبك على السواء . والمنتدى كان سواء في بياناته او تواصله مع السياسيين يستخدم هذا المصطلح . ولا يمكن التخفيف من تلك الافعال باتخدام عبارات مثل ترهيب او اعتداءات لفظية او معنوية انما اصبحت حالة ارهابية بكل معانيها ، وقد لها لها بعد خارجي وليس محلي فقط. واكرر ان الاسلاموفوبيا ليست حربا دينية بين اديان والدين الاسلامي ابدا .

 

هل للقرار خلفية سياسية سيما ان هناك حملات لمقاطعة النواب على خلفية الموقف في فلسطين؟

لا اظن ان له بعد سياسي. وهنا اذكر انه بعد مجزرة مسجد كيبك اتصل رئيس الوزراء الكندي واكد ان هذا العمل ارهابي . ولكن للاسف لاحقا تم تمييع الامر وخصوصا على الصعيد القضائي.  ولا بد ان ناخذ بعين الاعتبار ان القرار اتى في ظل الارتفاع الحاد في مستوى الاسلاموفوبيا في كندا.فاحداث غزة وحملة الاستهداف والابادة التي تتعرض لها غزة بشكل مريع جدا والتعاطي الاعلامي والسياسي قد يحمل في طياته البعد الاسلاموفوبيا. وهذا الامر تمت مقارنته من قبل الكثيرين مع ما يحصل في الحرب مع اوكرانيا والتعاطي مع اللاجئين الاوكرانيين وما يتعرض له المدنيون الاوكرانيون ـ وهو امر مدان ـ والان كيفية التعاطي مع اللاجئين والمدنيين الفلسطينيين. فما يجري مع الفلسطينيين حين نرى مئات الالاف وبينهم اطفال ونساء يتعرضون لحملة قتل يومي وعمليات تجويع لم يسبق لهل مثيل ، توثقها الامم المتحدة . حيث اننا نرى التعاطي معها باسلوب مختلف له بعد اسلاموفوبي.

 

- هل تعتقدون ان مثل هذا القرار سيساهم من التخفيف من استهداف المسلمين؟

لا اظن ذلك .

- اليوم الاسلاموفوبيا في تصاعد او تراجع سيما ان ما يجري في غزة اليوم من ابادة له انعاكاسات خطيرة داخلية؟

احداث غزة كان لها تاثيرات داخلية خطيرة جدا ساهمت في ارتفاع كبير في مستوى الاعتداءات التي تطال المسلمين. لنكن واقعيين ما يتعرض له الطلاب والنساء والموظفون المتعاطفون مع ضحايا غزة من محاولات التهديد والتخويف، الاسلاموفوبيا ليست بعيدة عنها . كما ان هناك اصحاب راي حر يتعرضون لحملات تخويف وفصل من المدارس والمؤسسات

 

-  من يتحمل المسؤولية هنا؟

عادة، نقول ان وسائل التواصل الاجتماعي تتحمل المسؤولية لكن اليوم الطاقم السياسي الاساسي هو من يتحمل المسؤولية . لان تعاطيه مع المجازر التي ترتكب في غزة ساهمت بشيطنة الضحايا وهذا امر صعب جدا. مما ساهم باستهداف من يتعاطف مع الضحايا وطردهم من عملهم او معاقبتهم لمجرد التعبير عن ارائهم . ما جرى في هذه الفترة يحتاج الى دراسات وابحاث تتناول حال السقوط الذي تشهده مفاهيم الحرية وحرية التعبير .  

 

- هل لديكم كلمة اخيرة؟

اولا علينا عدم الياس وثانيا التحرك . علينا ان لا نخاف . نحن في بلاد فيها قوانينها واذا وقف من يتعرضون لحملات الترهيب والاسلاموفوبيا ودافَعوا عن انفسهم من خلال القوانين المعتبرة والاساليب السلمية المتاحة بشكل كبير. والملفت ان من يدافع عن حرية التعبير هم من ابناء وبنات الجيل الذي هاجر الى كندا ومعهم الكثيرين. علينا ان نزيل مفهوم الخوف من قاموسنا . لا زال في هذه البلاد قوانين يعمل بها رغم حملات التهويل، ومن يدافع عن حقه سوف يحصل عليه من خلال القانون .

اي حالة تتراجع واستسلام او تراخي ترسل رسالة للطرف الذي يظن نفسه انه الاقوى تساعده ليزداد قوة وتعديا على حرية الناس .   

الكلمات الدالة