Sadaonline

بعد رسالة اعتذار… لقاء بين مدير الاستخبارات الكندية والمجلس الوطني لمسلمي كندا حول الإسلاموفوبيا

مدير جهاز الاستخبارات الأمنية الكندية، دان روجرز (الى اليمين ) مع الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني لمسلمي كندا، ستيفن براون

عقد مدير جهاز الاستخبارات الأمنية الكندية (CSIS) دان روجرز، يوم اول من أمس الخميس في الحادي عشر من شهر كانون الاول ديسمبر، اجتماعاً مع الرئيس التنفيذي للمجلس الوطني لمسلمي كندا (NCCM) ستيفن براون، جرى خلاله بحث عدد من القضايا، من بينها عدم التطرّق صراحةً إلى ضرورة مواجهة الإسلاموفوبيا العنيفة في كندا ضمن الملاحظات السنوية لمدير الجهاز هذا العام ، وهو ما كان أثار هذا الأمر قلقاً لدى كثيرين، لا سيما في ضوء هجوم مسجد مدينة كيبيك عام 2017، والهجوم الإرهابي في لندن عام 2021، إضافة إلى موجات متتالية من الاعتداءات المعادية للمسلمين في الشوارع، واقتحامات المساجد، وحوادث أخرى أثّرت على الجالية المسلمة.

وتناول الاجتماع أيضاً أهمية التصدي لتصاعد العنف في الشوارع، وتنـامي العنف المرتبط بالتيارات القومية البيضاء، إلى جانب قضايا السلامة العامة.
كما تمّت صياغة رسالة اعتذار رسمية على خلفية هذا الإغفال الأولي.
وخُتم بالتأكيد على مواصلة العمل المشترك من أجل بناء كندا أفضل… معاً.   

اتفاق على أهمية رفع الوعي بخطر الإسلاموفوبيا والتداعيات التي تشكّلها

وكان وجّه مدير جهاز الاستخبارات الأمنية الكندية (CSIS) رسالة إلى رضوان محمد، المسؤول الرفيع عن المناصرة والشؤون الحكومية والسياسات العامة في المجلس الوطني لمسلمي كندا (NCCM)، عبّر فيها عن شكره وتقديره للملاحظات التي تلقاها عقب كلمته السنوية الأولى.

وأعرب المسؤول الكندي عن امتنانه للرسالة وللتغذية الراجعة التي قدّمها المجلس، إضافة إلى تسهيل حضور أحد أعضائه الكلمة السنوية، مؤكداً أن هذا النوع من التفاعل “محل تقدير كبير”، ويسهم في ضمان أن تعكس أعمال الجهاز وجهات نظر ومخاوف المجتمعات التي يخدمها.
وأقرّ مدير الجهاز في رسالته بوقوع سهو في عدم إدراج الإسلاموفوبيا صراحةً ضمن التهديدات التي تناولها في كلمته، مقدّماً اعتذاراً واضحاً عن هذا الإغفال، ومثمّناً الملاحظات التي أُثيرت بهذا الشأن.
وتطرّق إلى الهجمات المأساوية التي شهدتها كندا، ولا سيما هجوم مسجد مدينة كيبيك عام 2017 وهجوم لندن عام 2021، واصفاً إياها بأنها “مروّعة ومأساوية بعمق”. وأوضح أن كلمته هدفت إلى استعراض أحداث السنة الماضية، لا إلى تقديم مراجعة تاريخية شاملة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية الإشارة إلى أن الإحصاءات في كندا تُظهر أن المسلمين كانوا مستهدفين بشكل غير متناسب في الهجمات الإرهابية، خاصة في تلك الحوادث، وفي غيرها من أعمال التطرف العنيف ذي الدوافع الأيديولوجية.
وأشار إلى أن هذا الواقع يفسّر إدراج ضحايا تلك الهجمات ضمن الإحصائية التي وردت في كلمته، والتي تفيد بأنه “منذ عام 2014، شهدت كندا 20 هجوماً عنيفاً بدوافع تطرفية أسفرت عن 29 حالة وفاة”.
كما سلّط الضوء على التعاون القائم مع الممثلة الخاصة لكندا لمكافحة الإسلاموفوبيا، أميرة الغوابي، موضحاً أن الصياغة المستخدمة في كلمته، ولا سيما الإشارة إلى “التفسيرات المتطرفة للأديان”، جاءت نتيجة مشاورات وملاحظات قُدّمت حول كيفية تناول هذه التهديدات في الخطاب العام.
وأكد مدير جهاز الاستخبارات الأمنية الكندية اتفاقه على أهمية رفع الوعي بخطر الإسلاموفوبيا والتداعيات التي تشكّلها، خصوصاً في سياق التطرف العنيف. وأشار إلى أن الجهاز كان ولا يزال صريحاً في التحذير من هذا الخطر، سواء في مخاطبة الكنديين عموماً أو موظفيه داخلياً، لافتاً إلى مبادرات داخلية حديثة، من بينها إحياء شهر التاريخ الإسلامي بالاستناد إلى مواد أعدّها مكتب الممثلة الخاصة.
وفي هذا الإطار، تعهّد بأن يتضمن التقرير العام السنوي المقبل للجهاز قسماً خاصاً يسلّط الضوء على الإسلاموفوبيا، مع تأكيد صريح على أن المسلمين كانوا من بين الفئات الأكثر تضرراً من الهجمات الإرهابية في كندا.
وختم رسالته بالترحيب بعقد لقاء قريب مع المجلس الوطني لمسلمي كندا، لا سيما بعد تأجيل اجتماع سابق، معرباً عن تطلّعه إلى مواصلة الحوار البنّاء والعمل المشترك من أجل بناء الثقة.  

الصورة من صفحة csis