Sadaonline

خبر وتعليق : اتهام مراهقين بسرقة نحو 50 سيارة في جنوب أونتاريو ونقلها إلى العراق

تورّط مراهقين في جرائم دولية يدعو الجالية لإعادة تقييم دور الأسرة، التعليم، والهوية الثقافية، من أجل حماية الجيل القادم

متابعة صدى اونلاين

وجهت شرطة منطقة نياجارا في مقاطعة اونتاريو اتهامات لثلاثة اشخاص في إطار تحقيق واسع النطاق يتعلق بسرقة نحو 50 سيارة من مناطق سكنية في جنوب أونتاريو، بما في ذلك نياجارا ومنطقة تورونتو الكبرى، وتهريبها خارج البلاد.

بدأ التحقيق في أعقاب بلاغ عن سرقة سيارة من طراز لينكولن 2024 في نياجارا بتاريخ 20 أبريل. وأوضحت الشرطة أن السيارة تم استعادتها لاحقًا.

أظهرت التحقيقات أن اللصوص كانوا يستخدمون أجهزة إلكترونية لتعقّب وتحديد مواقع السيارات، خصوصًا من طرازات لكزس وتويوتا، ومن ثم سرقتها من أمام منازل أصحابها.

تم تهريب السيارات المسروقة إلى منطقة هاملتون، حيث تم تعطيل أنظمة التتبع المثبتة فيها من المصنع. ومن هناك، نُقلت إلى موقع معين، وتم تحميلها على شاحنات نقل ثقيل، ثم نُقلت إلى مونتريال، حيث وضعت داخل حاويات شحن، وشُحنت عبر السفن إلى ميناء رئيسي في العراق.

في 29 ايار ـ مايو، نفذت الشرطة خمس مداهمات في منطقة هاملتون، أسفرت عن:

-          ضبط 20 سيارة مسروقة

-          مصادرة 53 ألف دولار نقدًا

-          ضبط مسدس هوائي وأدوات أخرى ذات صلة

 المتهمون:

-          عبد الحميد طالب، 18 عامًا، يواجه تُهمتين بسرقة سيارات، وتُهمتين بحيازة أجهزة تُستخدم في سرقة السيارات.

-          مراهقان يبلغان من العمر 17 عامًا (لم تُكشف هويتهما بموجب قانون عدالة الأحداث في كندا)، وُجهت إليهما تهم مشابهة، من بينها:

-          حيازة أدوات إلكترونية تستعمل في السرقة

-          خرق أوامر الإفراج القضائي (لأحدهما)

وقد تم احتجاز الثلاثة للمثول أمام قاضٍ في جلسة عبر الفيديو بتاريخ 30 مايو في محكمة روبرت س. ك. ويلش بمدينة سانت كاثرينز.

تصريح المسؤولين:

قال قائد شرطة نياجارا، بيل فوردي:"هذا التحقيق يسلط الضوء على مدى تعقيد وانتشار الشبكات الإجرامية المنظمة التي تنشط في منطقتنا، وعلى مستوى مقاطعة أونتاريو وخارجها."

من جهته، قال قائد شرطة هاملتون بالنيابة، رايان ديوداتي:"نعمل بشكل متواصل مع شركائنا من الأجهزة الأمنية لمواجهة تصاعد سرقات السيارات. هذه الشبكات الإجرامية قد تبدأ محليًا، لكنها تمتد غالبًا إلى خارج الحدود."

التحقيق لا يزال مستمرًا، ومن المتوقع توجيه تهم إضافية.

لمن يملك معلومات تتعلق بالقضية، يُرجى الاتصال بالشرطة على الرقم:

9056884111، ثم اختيار الخيار 3 وقسم 1009346

يمكن أيضًا الإبلاغ بسرية عبر "مكافحات الجريمة في نياجارا" على الرقم:18002228477، مع فرصة الحصول على مكافأة مالية مقابل معلومات تؤدي إلى توقيف المتهمين.

 الدروس المستفادة من هذه الحادثة المؤسفة ما يلي:

-          الشبكات الإجرامية تتطور تقنيًا وتنظيميًا

استخدام الأجهزة الإلكترونية المتقدمة، وتعطيل أجهزة التتبع، والتنقل بين مدن كندية ونقل السيارات إلى الخارج، يُظهر أننا أمام جريمة منظمة عابرة للحدود، وليست حالات فردية بسيطة.

-          استهداف فئات محددة من السيارات ومناطق سكنية

السيارات اليابانية (تويوتا ولكزس) كانت الأكثر استهدافًا، غالبًا لسهولة تهريبها أو ارتفاع الطلب عليها في الأسواق الدولية.

-          القُصّر متورطون في الجريمة المنظمة

وجود مراهقين في هذه الشبكات يعكس أزمة في التربية، والدمج، والإشراف الأسري والمجتمعي.

 تنسيق أمني متعدد المستويات فعال

التعاون بين شرطة نياجارا وهاملتون، شرطة مونتريال، والوكالة الكندية لحماية الحدود مثال على أن العمل الأمني المشترك قادر على تفكيك الشبكات الخطيرة.

 تورط اشخاص من بينهم أسماء عربية وشحن المسروقات الى دولة عربية يشير الى ان هناك بعض التحديات المحتملة في ظل كثرة الحديث في الآونة الأخيرة عن دور لأفراد من الجالية العربية في جرائم من مختلف الأنواع. هذه التحديات تتمثل بما يلي:

 1. تأثير سلبي على الصورة النمطية

ظهور اسم عربي بين المتهمين قد يدفع البعض – عن قصد أو غير قصد – إلى ربط الجريمة بالخلفية العربية أو الإسلامية، ما يعزز صورًا نمطية خاطئة عن الجالية ككل.

2. قلق من وصمة جماعية

بعض أفراد الجالية قد يشعرون بأنهم سيُحكم عليهم بسبب تصرفات فردية، خصوصًا في المدارس، أماكن العمل، أو المعاملات الحكومية.

3. دعوة لتعزيز الدور التربوي داخل الأسرة والمجتمع

تورّط مراهقين في جرائم دولية يدعو الجالية لإعادة تقييم دور الأسرة، التعليم، والهوية الثقافية، من أجل حماية الجيل القادم من الانحراف أو الاستغلال.

4. فرصة للقيادات المجتمعية للتفاعل الإيجابي

يمكن أن تكون هذه الحادثة فرصة للقادة الدينيين والاجتماعيين للجالية في كندا لإبراز مواقفهم الرافضة للجريمة، وتعزيز الاندماج الإيجابي واحترام القانون.

أخيرا وفي الخلاصة نجد ان الخبر يعكس تعقيد ظاهرة الجريمة المنظمة، ويُسلّط الضوء على أهمية الوقاية، والتنشئة السليمة، والتمثيل المجتمعي الواعي، خاصة بالنسبة للمهاجرين وأبنائهم في كندا.

* الصورة من موقع freepik لأغراض توضيحية فقط