Sadaonline

سفارة لبنان في أوتاوا: أداءٌ مهني وسجلّ خدمة… النقد مطلوب لكن الاتهامات تحتاج الى بيّنة

احترامًا للجالية والإعلام وللسفارة ومسؤوليها معًا، ندعو إلى التدقيق قبل النشر


متابعة صدى اونلاين 
ورد في جريدة الاخبار اللبنانية في عددها الصادر امس الثلاثاء خبر تحدث عن شكوى من أبناء الجالية اللبنانية تتعلق بتأخير اصدار الوثائق، حيث اشارت الصحيفة الى انه" تشكو شرائح من الجالية اللبنانية في كندا من "تقصير واضح" في سفارة لبنان بأوتاوا: بطءٌ في إنجاز المعاملات، صعوبة تواصل، وتعطيل لوثائق أساسية". ويشير تقرير الاخبار الى ان " التراجع تفاقم منذ الحديث عن السفير الجديد". 

سقطة كان من السهل تفاديها 
بداية لا بد ان نلفت الى ان السفير الجديد لم يصل الى اوتاوا بعد . فبالتالي ، التدقيق بهذه المعلومة قد يجيب على بعض الأسئلة التي يحاول ان يثيرها المقال . واذا اردنا ان نتحدث عن عمل السفارة اللبنانية في اوتاوا في زمن السفير السابق الأستاذ فادي زيادة ، الذي غادرنا من اسابيع ، فيمكننا القول انه لا شك انه في سياق العمل اليومي للسفارة قد تساهم متطلبات بعض الملفات والطلبات التأخير في انجاز بعض المعاملات .

السفير اللبناني السابق في اوتاوا فادي زيادة

وهذا طبيعي في أي دائرة او مؤسسة، لكنه بحسب شهادة الكثيرين في الجالية فإنّ السفير السابق فادي زيادة والقائم بالأعمال/القنصل علي الديراني معروفان بـالنزاهة والجدّية وحسن المتابعة . وطوال السنوات الماضية، حرصت البعثة الدبلوماسية اللبنانية على تسهيل معاملات اللبنانيين ضمن الإمكانات المتاحة، والتعامل مع ضغطٍ موسميّ كبير في ملفات الأحوال الشخصية والتوكيلات وجوازات السفر، مع التزامٍ واضح بمعايير الدقّة القانونية التي لا يمكن تجاوزها اختصارًا للوقت.
اما في اتهام التسييس وتقليص التأثير الانتخابي والقول بتعمّد العرقلة فانه يحتاج إلى بيّنات موثّقة لا إلى انطباعات.
كما انه احترامًا للجالية والإعلام وللسفارة ومسؤوليها معًا، ندعو إلى التدقيق قبل النشر . فالنقد البنّاء ضروري لتصويب أي خلال او أداء غير متوازن، أمّا التعميم والتسييس فيسيئان إلى ثقة الناس ولا يسرّعان معاملة واحدة.

القنصل اللبناني في اوتاوا والقائم بأعمال السفير اللبناني الأستاذ علي الديراني

في الختام لا يمكننا التعليق مسبقا على أداء السفير القادم قبل وصوله واستلام المهام الموكولة اليه . لكن سفارة لبنان في أوتاوا وطاقمها—وفي مقدّمهم السفير السابق فادي زيادة والقنصل اللبناني والقائم بأعمال السفير اللبناني الأستاذ علي الديراني— مشهود لهما في الجالية على امتداد الاراض الكندية ويؤدّون واجبهم وفق المعايير المهنية، وأيّ تحسين مطلوب يمكن إنجازه عبر آليات شفّافة وتعاون متبادل، لا عبر اتهامات مرسلة.

معلومات غير صحيحة

مصدر مسؤول في الجالية في اوتاوا اكد لموقعنا ان "المعلومات الواردة في المقال غير صحيحة". وسأل عن "مصدر هذه المعلومات المغلوطة والغرض منها والمستهدف من ورائها" . وقال المصدر اننا "لم نسمع الاعتراضات التي تحدث عنها المقال ونحن نعيش مع الجالية بيومياتها ونعرف متطلباتها كما اننا نتواصل مع السفارة ونشهد بحسن تعامل ومهنية السفير السابق والقنصل اللبناني الحالي والموظفين" . 

مارون عون : نستغرب هذا النوع من المقالات

الناشط الكندي اللبناني مارون عون المقيم في أوتاوا، المعروف بنشاطه ومتابعته الدائمة لشؤون الجالية وصف لموقع "لبانون فور تروث" المقال بأنه مشبوه وفيه الكثير من التجنّي والعاري عن الصحة، مؤكدًا أنّ ما ورد فيه لا يمتّ إلى الواقع بصلة.

 وقال عون "إنّ البعثة اللبنانية في أوتاوا، التي أرسى دعائمها السفير السابق المميز فادي زياده، هي من أكثر البعثات اللبنانية التزامًا وجديّة في العمل الدبلوماسي، رغم محدودية الإمكانيات المتاحة".

 واضاف " لقد واصل القائم بالأعمال السفارة السيد علي الديراني النهج نفسه في التفاني والخدمة العامة".

وأضاف عون أن "السفارة تقوم بجهود كبيرة لتلبية كلّ الطلبات والاحتياجات التي تردها من أبناء الجالية اللبنانية المنتشرة في المقاطعات الكندية كافة، لافتًا إلى أن العمل يجري بروح المسؤولية والانتماء الوطني.

 كما أشار إلى أن السفير المعيَّن حديثًا بشير طوق لم يصل بعد إلى كندا لتسلّم مهامه رسميًا، قائلاً إنّ تحميل المسؤولية لسفيرٍ لم يبدأ عمله بعد هو تجنٍّ واضح وتضليل للرأي العام.

 واضاف عون لقد سمعنا عن السفير بشير طوق كل خير، وعن حبه العميق للبنان، ونتطلّع لاستمرارية التعاون البنّاء بينه وبين الجالية".

وختم مارون عون حديثه بالتشديد على أنّ "الجالية اللبنانية في أوتاوا تستغرب هذا النوع من المقالات التي تحاول النيل من صورة الدبلوماسية اللبنانية في الخارج، معتبرًا أنّ ما ورد في المقال المنشور بعيد كل البعد عن الواقع، ويهدف إلى التشويش على عمل البعثة اللبنانية التي تشهد لها الجالية بتفانيها ونزاهتها".

ماذا في جريدة الاخبار؟

وجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة الاخبار ما يلي :
"يشكو أبناء الجالية اللبنانية في كندا من «تقصير واضح» من السفارة اللبنانية في أوتاوا، خصوصاً في ما يتعلّق بمتابعة معاملاتهم الرسمية وإنجازها، ما يؤدّي إلى تعطيل إجراءات حيوية مثل إصدار الوثائق الرسمية وتصديق العقود
يشكو أبناء الجالية اللبنانية في كندا من «تقصير واضح» من السفارة اللبنانية في أوتاوا، خصوصاً في ما يتعلّق بمتابعة معاملاتهم الرسمية وإنجازها، ما يؤدّي إلى تعطيل إجراءات حيوية مثل إصدار الوثائق الرسمية وتصديق العقود، كما ينعكس سلباً على الأعمال التجارية ويتسبّب بخسائر مالية وتأخير في إبرام صفقات، فضلاً عن تعطيل معاملات الزواج والطلاق والتعليم والحصول على الخدمات الصحية.
ووفقاً لشهادات عدد من أبناء الجالية لـ«الأخبار»، فإن الوضع ازداد سوءاً منذ تسلّم السفير بشير طوق مهامه قبل نحو ثلاثة أشهر، إذ سُجِّل تراجع واضح في فعالية الخدمات القنصلية، وتكرّرت حالات عدم الرد على المراجعات. ولا تقتصر الأزمة على بطء الإجراءات فحسب، بل تشمل أيضاً صعوبة التواصل مع أيّ من المعنيين في البعثة.
وفي هذا السياق، يروي أحد أبناء الجالية أنه تقدّم بطلب منذ أكثر من شهر «يحتاج فقط إلى توقيع بسيط»، إلّا أن المعاملة لا تزال عالقة حتى الآن، مؤكّداً أنه حاول التواصل مراراً مع السفارة، من دون تلقّي أي رد. ويضيف: «قبل وصول السفير الجديد، كانت المعاملات تُنجز خلال أسبوعين كحد أقصى. أما الآن، فكل شيء شبه متوقف».
في المقابل، برّر أحد المعنيين في القنصلية في مونتريال بأن السفارة في أوتاوا «تعاني من نقص حاد في الكادر البشري»، مبيّناً أن عدد الموظفين يقتصر على شخصين".!
واضافت الاخبار " ويؤكّد عدد من أفراد الجالية أن الأداء الحالي للسفارة سيؤثّر على المشاركة في الانتخابات المقبلة، ويخشون من أن يكون «التقصير» متعمّداً لتقليص تأثيرهم الانتخابي. فالتأخير في إنجاز المعاملات، وتراكم الطلبات من دون معالجة، يُضعفان قدرة المواطنين على تسجيل أسمائهم على لوائح الشطب أو تحديث بياناتهم الانتخابية، وهي خطوات ضرورية لضمان حقهم في التصويت.
ويوضح هؤلاء أن هذا التباطؤ المتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات يصبّ في مصلحة جهات سياسية معينة، وعلى رأسها «القوات اللبنانية» التي يُعدّ السفير محسوباً عليها، في مواجهة خصومها السياسيين، خصوصاً أن هناك ثقلاً انتخابياً للثنائي حزب الله وحركة أمل في كندا.
ويستذكر عدد من أبناء الجالية، في هذا السياق، الانتخابات الماضية، حين وصلت صناديق الاقتراع من كندا إلى لبنان مُكسَّرة، ما أثار آنذاك موجة من الغضب من إمكانات التلاعب بالأصوات، معبّرين عن قلقهم من احتمال تكرار السيناريو نفسه.
ويحمّل هؤلاء وزارة الخارجية مسؤولية مباشرة عمّا يحدث، مشيرين إلى أنهم سبق أن أوصلوا صوتهم إلى الوزير يوسف رجّي، لكن من دون أي تجاوب فعلي، ما عزّز القناعة بأن قضيتهم "ليست ضمن أولوياته" ".

رد وزارة الخارجية : السفير الجديد بشير طوق، لم يلتحق بعد بمركز عمله في أوتاوا
وزراة الخارجية اللبناني من ناحيتها اصدرت بيانا ردت فيه عل ما نشر في الاخبار جاء فيه : " نشرت صحيفة " الأخبار " في عددها الصادر اليوم مقالًا تناول عمل سفارة لبنان في أوتاوا، وتضمّن العديد من المغالطات، ويهمّ وزارة الخارجية والمغتربين توضيح ما يلي:
إنّ ما ورد في المقال حول أداء الموظفين والعاملين في سفارة لبنان في أوتاوا عارٍ من الصحة وينطوي على معلومات غير دقيقة. وتشهد الجالية اللبنانية في كندا على مهنية البعثة اللبنانية وحِرصها الدائم على متابعة جميع الخدمات القنصلية وسائر الشؤون المتصلة بأبناء الجالية.
كما يهمّ الوزارة التأكيد أنّ السفير الجديد بشير طوق، لم يلتحق بعد بمركز عمله في أوتاوا، ولا يزال يمارس مهامه الرسمية في مركزه الحالي إلى حين استكمال الإجراءات الإدارية اللازمة.
وتؤكد وزارة الخارجية والمغتربين حرصها الدائم على قيام البعثات اللبنانية بمهامها الموكلة إليها في خدمة أبناء الجالية اللبنانية في الخارج، وأنّ سفراءها ودبلوماسييها ملتزمون بأعلى معايير المهنية والمسؤولية الوطنية.
وختم البيان " تهيب الوزارة بوسائل الإعلام توخّي الدقة في نقل المعلومات وتجنب الاخبار المنافية للواقع ذات الخلفيات المكشوفة، احترامًا للحقيقة. "