بعد مرور أربعة أشهر على دخول قرار حظر الهواتف المحمولة حيّز التنفيذ في المدارس الابتدائية والثانوية بمقاطعة كيبيك، تؤكد إدارات مدرسية وخبراء تربويون أن تأثير القرار كان «ملحوظاً وكبيراً» على الحياة الاجتماعية للتلاميذ، ومستوى نشاطهم البدني، إضافة إلى تحسّن في التركيز والتحصيل الدراسي. ومنذ بداية العام الدراسي في أغسطس/آب 2025، مُنع استخدام الهواتف المحمولة داخل المدارس، وهو ما انعكس سريعاً على سلوك الطلاب، بحسب ما أفادت به إدارات تعليمية متعددة. في مدرسة مونسينيار-أ.-م.-باران في مدينة لونغوي، لوحظ خلال فترات الاستراحة تزايد إقبال التلاميذ على الألعاب الجماعية مثل تنس الطاولة وألعاب الورق، بدلاً من الانعزال خلف الشاشات.
من الناحية النفسية، ترى الباحثة والأخصائية النفسية في مستشفى سانت-جوستين الجامعي، ليندا إس. باجاني، أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يعيق ليس فقط التعلم الأكاديمي، بل أيضاً تطور الشخصية وبناء الهوية لدى المراهقين. وحذرت من أن فرط الاتصال الرقمي يسبب تشتيتاً دائماً وإرهاقاً ذهنياً ينعكس سلباً على قدرات التعلم. وأشارت باجاني إلى دراسة نُشرت عام 2022 أظهرت أن المراهقين في كيبيك يقضون في المتوسط 7.7 ساعات يومياً أمام الشاشات، وهو رقم يقارب عدد ساعات النوم، ويفوق زمن اليوم الدراسي. ورغم التحديات التنظيمية التي فرضها القرار، خاصة فيما يتعلق بالإشراف داخل المدارس، أكد مديرو المؤسسات التعليمية أنهم يفضلون «إدارة مدرسة مليئة بالحياة» على مراقبة طلاب منشغلين بهواتفهم. ويُذكر أن الهواتف المحمولة كانت محظورة داخل الفصول الدراسية منذ يناير/كانون الثاني 2024، فيما جاء قرار الحظر الشامل خلال اليوم الدراسي استجابةً لتوصية لجنة خاصة درست تأثير الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي على صحة ونمو الأطفال والمراهقين.
38 مشاهدة
24 ديسمبر, 2025
40 مشاهدة
24 ديسمبر, 2025
29 مشاهدة
24 ديسمبر, 2025