Sadaonline

صفات المسؤول الذي يتصدى لرعاية شؤون الناس

الوصايا والتعاليم الاسلامية تُعدّ دستوراً للحاكم والمسؤول المتصدي لشؤون الناس ورعايتهم

سماحة الشيخ حسان منعم 

قال الله تعالى :(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) كما قال النبي (صلى الله عليه وآله ): «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ».
جاء في تعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) توجيهات واضحة وشاملة لمواصفات المسؤول عن الناس، وهذه المواصفات تُشكّل منظومة متكاملة ونموذجاً أخلاقياً وإدارياً فريداً يركز على العدل، والعلم والأخلاق، الجدية والخدمة والنزاهة والصدق والأمانة والتشاور مع اهل العلم والخبرة .

1. الرحمة والرأفة بالرعية
   - أن يكون رحيماً بالناس، لا قاسياً عليهم، ويعاملهم كالأب الحنون أو الأخ الشفيق.  
   - قال الإمام(عليه السلام): "وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم".

2. العدل والمساواة 
   - أن يعدل بين الناس جميعاً، فلا يفضل أحداً بسبب قرابة أو منصب او مال .  
   - يقول علي (عليه السلام) : "فإنهم(اي الناس)  صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق".

3. الصدق وحفظ الأمانة والنزاهة وعدم الاستئثار بالمال العام
   - أن يكون أمينا صادقاً زاهداً في أموال الناس والدولة، أو يستغل منصبه للاغتناء.  
   - قال(عليه السلام): "وإياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة"*.

4. عدم الطمع والجشع
بأن يجعل همّه خدمة الرعية وتسهيل أمورهم، وأن يتجنب الطمع والجشع ، ويبتعد عن الترف والبذخ.  
   - قال: "ولا تكن عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أكلهم".
وقد حذّر النبي (ص) من خيانة الأمانة: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»

5. الشورى وعدم الاستبداد بالرأي
- أن يستشير أهل الخبرة ويبتعد عن التفرد والاستبداد.  
   - قال تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ (آل عمران: 159).  
   - وقال الإمام علي (ع): «مَنْ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ» (غرر الحكم).
   - قال(عليه السلام): "وأكثر مشاورة العلماء، ومجالسة الحكماء".

6. الحكمة والصبر 
   - أن يكون حكيماً في إدارة الأمور، صبوراً على مشاكل الناس.  

7. الابتعاد عن الظلم والطغيان 
   - أن يحذر من الظلم، فإنه يدمر البلاد والعباد.  
   - قال(عليه السلام): "فإن الظلم لا يدوم، ولا يبقى له دولة".

8. الاهتمام بالفقراء وحاجات الناس وعمارة الارض وليس تحصيل المال
قال الإمام علي (عليه السلام): «مَنْ أَصْبَحَ وَلَا يَهْتَمُّ بِأُمُورِ المُسْلِمِينَ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ».
قال الإمام علي (عليه السلام): «فَإِنَّ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ لَا مُجِيبَ لَهُمْ إِذَا ظُلِمُوا» 
 وقال(عليه السلام) : "وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج".

9. تزكية نفسه وتحصيل التقوى والورع  
   - أن يكون تقياً يخشى الله في كل تصرفاته.  
   - قال الإمام علي (عليه السلام): «مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ»
   - قال(عليه السلام): "فإنهم لا يُصلحهم إلاّ إصلاحك".

10. المحاسبة الذاتية والشفافية
   - أن يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب، ويعترف بأخطائه.  
   - قال الإمام علي (عليه السلام): «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا» 

هذه الوصايا والتعاليم  الاسلامية والتي تُعدّ دستوراً للحاكم والمسؤول المتصدي لشؤون الناس ورعايتهم، وتؤكد على أن الحاكم او المسؤول هو خادم للشعب، رحيم بهم ، يهتم بالفقراء ويعمر الأرض ، صادق أمين على اموالهم ودينهم وليس مستبداً متسلطاً ظالماً جشعاً خائناً . فمن أراد دعم وتأييد شخصية معينة في المجتمع عليه ان يتعرف عليها جيدا ويتأكد من انها هذه المواصفات الاسلامية تتوفر فيها، وإلا لن ينفع الندم وسيكون شريكاً في تمكين الظالمين والفاشلين من حكم البلاد والعباد وهلاك الحرث والنسل . قال الله تعالى :(وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) كما قال النبي (صلى الله عليه وآله ): «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ».

* الصورة من موقع freepik لاغراض توضيحية فقط