لبيب فرج الله - مونتريال
عطفًا على ما كتبه العزيز وليد حديد ونُشر على موقع "صدى أونلاين" بتاريخ 21-7-2025، أقول له ما يلي:
فيما كتبته وقفة صادقة، لا شك، أننا أمام واقع نافر يتوالى فصولًا منذ عقود طويلة.
بداية، أقدّم النقاط الأساسية التي أوردتها، وحاولت من خلالها الإضاءة على محنة الثقافة (العربية) والمثقفين، من حيث التناقض بين العامل (الثقافة) والعمل (خارطة الطريق)، والعاملين (الناشطين الصادقين وأدعياء الصدق في النشاط):
1- مشاريع إحياء الثقافة هي مشاريع آنية و"أناوية" (حب الذات والظهور).
2- تحوّل العمل في سبيل "تكريم" الإرث الثقافي إلى حرب داحس والغبراء عصرية، حيث يضيع الهدف والمستهدف (بكسر الدال) معًا.
3- نصل مع ذلك إلى الخلاصة، وهي أن "أزمة العمل الثقافي ليست أزمة أفكار بل أزمة نفوس".
4- أما خارطة الطريق للخروج من هذا المأزق، فتقوم على فنّ إتقان ثقافة الاختلاف، وتحويله إلى شراكة تعمل ضمن مفهوم "الثقافة جسر لهويتنا الجامعة".
لا شك أن طرحك يدل على صدق بيّن في النوايا. هذه الأخيرة قد تكون كافية لاستيقاظ الضمائر، لكنها، بالضرورة، لا تبدو لي ناجعة في استنهاض المشاريع المطلوبة لدفع حلقة عمل ثقافي فاعل. لقد أوضحتَ بدقة أن موضوع الأنا والظهور والتموضع النفعي هو ما شكّل العمود الفقري للعمل الثقافي العربي، وهذه نقطة فشله وطابعه الموسمي.
في هذه العجالة، أعتقد أن نقاط الانطلاق في عمل ثقافي ناجح في الاغتراب لا بد أن تتمحور حول الآتي:
1- وضع برنامج عمل ومشروع واضح، محدّد التفاصيل والأهداف، يراعي الظروف الموضوعية للحياة الثقافية في مكان اغترابنا. لا مطلقات في العمل الثقافي ولا أمانٍ، بل رافعة تنطلق من فنّ إحكام التفاعل في بيئة ثقافية – اجتماعية – مادية – روحية محددة.
2- العمل ضمن إطار مؤسساتي يتجاوز برامج عمل الأفراد ومصالحهم، بكل أصنافها: من مالية، واجتماعية، وشبه ثقافية، وغيرها.
صحيح أن الأفكار متوفرة، وربما بكثرة، لكن لا بد من تأطيرها في إطار عملي ينهض على أكتاف الخلّص من الناشطين، لبناء ذلك الجسر الذي تعبر عليه ثقافتنا نحو المستقبل، من خلال الانفتاح والتفاعل اللذين يحدّدان، بالضرورة، طبيعة هذا الاستمرار.
113 مشاهدة
23 يوليو, 2025
353 مشاهدة
26 سبتمبر, 2024
166 مشاهدة
08 نوفمبر, 2023