في ظل موجة الجفاف التي تشهدها مقاطعة كيبيك، كما هو الحال في عدد من المناطق الكندية هذا الصيف، أبلغت عدة بلديات في منطقة وسط كيبيك (Centre-du-Québec) عن حوادث سرقة مياه من صنابير مخصصة لإطفاء الحرائق، ما أثار حالة من القلق لدى السلطات المحلية. ففي مدينة سان ليونارد داستون، الواقعة شمال شرق مونتريال، تم تسجيل حالتي سرقة لمياه الشرب من صنابير الطوارئ، حيث استُخدمت شاحنات صهريجية لملئها دون إذن، وفق ما أفاد به لوران ماركوت، عمدة المدينة. وعلى الرغم من أن هذه السرقات لم تهدد بشكل مباشر احتياطي المياه الصالحة للشرب – نظرًا لوقوعها في فترات كان الطلب فيها منخفضًا – إلا أن العمدة نبّه إلى احتمال حدوث أضرار بنيوية. وأوضح قائلاً: "إذا لم تُغلق الصنابير بشكل صحيح بعد الاستخدام، فقد يؤدي ذلك إلى تآكل التربة واضطرار البلدية إلى الحفر والإصلاح."

في المرة الأولى، تسببت عملية فتح الصنبور السريعة في إطلاق إنذار داخل نظام مراقبة المياه في البلدية. أما في المرة الثانية، فقد بدا أن الفاعلين كانوا أكثر حذرًا وتجنبوا لفت الأنظار. وأظهرت بيانات مصلحة الأشغال العامة أن استهلاك المياه في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس فاق المعدلات المعتادة بأربعة إلى خمسة أضعاف، ما يعزز فرضية السرقة. وقد رصدت كاميرات المراقبة وجود شاحنة بالقرب من أحد الصنابير، إلا أن اللوحة لم تكن واضحة بما يكفي لتحديد هوية المركبة أو الجهة المسؤولة. وأجرى العمدة ماركوت تواصلاً مع المقاولين المشرفين على مشروع توسعة الطريق السريع رقم 55، الذي يعبر المدينة، للاستفسار عن استخدام محتمل لشبكة المياه، لكنهم نفوا أي علاقة لهم بالحادث. وأشار العمدة إلى أن عدة بلديات مجاورة تعرضت لحوادث مشابهة، وقال: "عندما يشعر اللصوص بأنهم على وشك أن يُكشفوا، يتجهون إلى بلدة أخرى." وفي ظل هذه الأحداث المتكررة، أعلنت شرطة مقاطعة كيبيك (SQ) أنها ستكثف المراقبة الليلية في المنطقة للحد من هذه السرقات، ودعت السلطات المواطنين إلى اليقظة والتبليغ عن أي نشاط مشبوه.