دارين حوماني ـ مونتريال
"يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحّى بنفسه لحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلّط ونزوات يزيد، إذن تعالوا نتّخذه لنا قدوة، لنتخلّص من نير الاستعمار، وأن نفضّل الموت الكريم على الحياة الذليلة"، هذا ليس حديثًا لعربي نشأ على سيرة الإمام الحسين، إنما هو حديثٌ للمستشرق الفرنسي موريس بوكايMaurice Bucaille يلخّص فيه ما تركه لنا الإمام الحسين، هي فكرة رفض الذلّ، وفكرة الثورة على كل ظلم وقهر مهما كان الطاغية جبارًا؛ وبوكاي ليس وحده الآتي من الغرب الذي مجّد رسالة الإمام الحسين الإنسانية، فها هو الكاتب الإيرلندي جورج برنارد شو يعبّر عن إجلاله للإمام الحسين بالقول: "ما من رجل متنوّر إلا وعليه الوقوف وقفة إجلال واحترام لذلك الزعيم الفذّ حفيد الإسلام، الذي وقف تلك الوقفة الشامخة أمام حفنة من الصغار الذين روّعوا واضطهدوا أبناء شعوبهم". ويقول المستشرق الإنكليزي برسي سايكوس Percy Sykes "إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدّى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا". كما يقول عالم الآثار الإنكليزي ويليام لوفتس William Loftus "لقد قدّم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة"، وقال وهو يصف أبطال معركة كربلاء: "حقًا إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إراديًا، هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها مكانًا عاليًا وخالدا لا زوال له إلى الأبد". أما العالم والأديب اللبناني جورج جرداق فقال: "حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، كانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نُقتل سبعين مرة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى أيضًا".
إنها سيرة توثّق أحد أسمى معاني الإنسانية، ولا شك أنها تردّنا اليوم إلى فلسطين ونحن نشاهد غزة المحاصرة منذ العام 2005 المتمرّدة على الاحتلال والإذلال منذ الأزل، غزة السجن المفتوح على بحر ليس لها، أما اليوم فهي مقبرة مفتوحة على سماء ليست لها، على مرأى من عالم عربي تنتهي إنسانيته يومًا بعد آخر. مدينة لم تعد تعدّ موتاها فقد استسلمت كائناتها لفرضية "أنتم السابقون ونحن اللاحقون"، كما عبّر عنها الصحافي أنس الشريف، عقب استشهاد زميله إسماعيل الغول الذي بدوره كان يقول "إحنا مستشهدين مستشهدين"، هو انتظار الموت الذي قال عنه الفيلسوف مونتاني "دعونا نتدرّب ونتعوّد عليه، دعونا لا نفكر في أيِّ شيءٍ غير الموت في جميع الأوقات، دعونا نعرضه على مخيّلتنا ونتعرف عليه في أيِّ وجهٍ يأخذه. بما أنه من غير المؤكد أين ينتظرنا الموت، فلننتظره في كل مكان". أما فلسطينيو الضفة الغربية، فهم شهود آخرون على أسوأ حقبة لاإنسانية عرفتها البشرية، حيث الموت المجّاني والقتل اليومي المتوقّع من كائنات غير بشرية تحيط بالفلسطينيين وتتمشّى بينهم، تأسرهم، تعذّبهم على طريقة "حيونة" الإنسان الفلسطينيّ، التي أعلنها وزير الحرب الصهيونيّ غالانت وغيره من معسكر الإبادة. كل ذلك وسط صمت عربي مخزٍ أمام أسرع عملية تطهير عرقي في التاريخ، بهذا المعنى يصير الإمام الحسين المثال الذي وقف شبه وحيد بشجاعة وببسالة كما يقف فلسطينيو اليوم، وكما يقف أبطال العالم، ألم يقل المهاتما غاندي "على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين.. تعلّمتُ من الحسين كيف أكون مظلومًا فأنتصر".
مراسم إحياء الأربعين
تحت شعار "حب الحسين يجمعنا"، اجتمع محبّو الإمام الحسين يوم الأحد 25 آب/ أغسطس 2024 ذكرى أربعين الإمام المظلوم، بدعوة جامعة من أحد عشر مركزًا وجمعية إسلامية في مدينتي مونتريال ولافال، وهم مركز تجمّع شباب لافال، مركز الإمام الحسن (ع)، مسجد الزهراء (ع)، حسينية الحوراء زينب (ع) الكربلائية، مؤسسة الإمام الخوئي، المجمّع الإسلامي في مونتريال، مسجد أهل البيت (ع)، مؤسسة الإمام الحسين (ع)، جمعية الرسالة، كشافة ومرشدات المسلم، وجمعية جسور. وبدأ إحياء الذكرى بمسيرة انطلقت من أمام مركز تجمّع شباب لافال وصولًا إلى مقبرة حمزة في لافال، رُفعت فيها شعارات تؤكّد على أن استمرارية إحياء ذكرى الإمام الحسين هي في استمرارية رسالته للإنسانية، منها: "محرّم هو الشهر الذي قامت فيه العدالة ضد الظلم ووقف فيه الحق ضد الباطل"، "في شهر محرّم نكرّم التضحية العظمى التي قُدِّمت باسم الحق"، "رسالة محرّم واضحة: مهما كان حجم المحنة، لا تتنازلوا أبدًا عن مبادئكم".
انطلق إحياء الذكرى الحسينية بآي من القرآن الكريم تلاها القارئ حسان قصير، ثم كلمة تعريفية للدكتورعباس حمود، عبّر فيها عن بوصلة القلوب لجهة التضحيات التي قُدّمت على طريق الحسين، وممّا قال:
"هنا من بقاع الغربة والحنين، سارت إليك الأرواح بِخُطى الشّوقِ في الأربعين.. وكربلاء عبَرناها طريق وِحدة، ذابت عند أعتابه كل انتماءاتِ المحبين، فَلَك وحدك ننتمي. سيدي، حان الأربعين، لنا فيه أحزانٌ وأحلامٌ وقلوبٌ حَرَّة.. ما انكسارنا إلا بعضٌ من حزنٍ دفنّاه سرًّا، وبُحنا بأسرار الحسين جهرًا، ورفعنا الرايات، خافقات شامخات، في كلِّ أرضٍ ومِصرٍ وساحة.. سيّدي، حبُّك فينا لا ليس شعرًا ولا سبك حروف، من عهد آل ياسر لجدِّك المصطفى، ظُلمنا، وقُتِلنا، ونُصرةً لأبيك، ذُبحنا، وعلى الجذوع صُلِببنا، رجالنا تشهد، نساؤنا تشهد، أطفالنا تشهد، ففي الشام كنّا حُرّاسًا لزينب، نروي تُرابها من دماءنا.. وفي عراق علّي ترانا نلبّي النداء.. وفي عاملةٍ لنا ألفُ حكايةٍ وحكاية، هناك، توضّأت الشمس بقطر دماء عشّاقك سيدي.. حسينيّون في كلّ زمانٍ ومكان، من العراق إلى الشام، ومن غزّة إلى لبنان، الخطُّ واحد والنهج واحد، خُطَّ على صدورنا، من يومِ بدرٍ وخيبر وحتى ظهور حفيدِك سيّدي، كل يومٍ عاشوراء وكلُّ أرضٍ كربلاء".
تلا كلمة حمود زيارة الأربعين أدّاها السيد علي صالح، ثم ألقى السيد حيدر موسى كلمة بالفرنسية، متحدّثًا عن الجيل الصاعد الذي وُلد أغلبه في كندا ونشأ فيها ويشارك في إحياء ذكرى الإمام الحسين، وأنه من هنا تأتي أهمية الرسالة الإنسانية للإمام الحسين والمستمرة منذ ذلك الزمن، فالحسين إنسان كوني يمثّل الشجاعة والأبوّة والتحدّي، وأكّد موسى على أن الإمام الحسين تجنّب الحرب لكنه قاتل عندما فُرضت عليه لآخر نفس، فكان مثالًا للإنسانية جمعاء.
وقدّمت "فرقة الإنشاد لكشافة ومرشدات المسلم" وهم مجموعة من شباب وشابات الجالية نشيدًا بعنوان "درب اليقين" من كلمات الكاتب محمد شرارة وألحان وتوزيع سارة همدر. حيث كنا أمام لوحة فنية مؤثّرة عبرت بمشاعرنا من سماء لسماء، ومن حزن لآخر في مسيرة هذا العالم.. تفاصيل شاعرية أحيت واقعة كربلاء على طريقتها فشكّلت عملًا له صداه من الألم المزمن والثورة على آلة ثقافة الإلغاء المتواصلة عبر الزمن منذ الإمام الحسين وصولًا إلى فلسطين اليوم.
وألقى الشيخ محمد نديم الطائي كلمة، استذكر فيها كلام السيدة زينب في استشهاد أخيها الحسين، إذ قالت "لا يجزعنَّك ما ترى ، فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله (ص) إلى جدّك وأبيك وعمِّك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمّة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرِّقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرَّجة، وينصبون لهذا الطفّ علمًا لقبر أبيك سيّد الشهداء، لا يَدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهورًا، وأمره إلاَّ علوًا"، وقال الطائي بأن رفع الأعلام الحسينية في أرجاء الدنيا بعد 1400 عامًا على استشهاد الحسين لهو معجزة ثابتة، وسرد قصة أخبره بها أحد أصدقائه الإعلاميين عندما مرّ في طريقه للهند فرأى أعلامًا منتشرة في مكان في سفوح جبال هملايا فسأل أحد مرافقيه عنها، فقال له بأن هذه الأعلام تُرفع كل عام أيام عاشوراء حزنًا على الحسين الذي قتل في كربلاء، وأضاف الطائي بأن رفع هذه الأعلام بعد 1400 عام على سفوح جبال هملايا وفي كندا لهو معجزة "لسيد الشهداء الذي قام بثورته المباركة ضد الظلم وضد الظالمين وعلّمنا كيف نكون مع المظلوم، وكيف نحافظ على قيمنا الإنسانية ولا نصفّق لتجار الحروب قتلة الأطفال والنساء والأبرياء، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونسير بسيرة محمد في إقامة العدل والسلام في ربوع العالم". ثم شكر الشيخ الطائي كل المؤسّسات التي شاركت في إحياء هذه المناسبة حيث ساهمت بمزيد من الوحدة معتبرًا أننا "أحوج ما نكون لأن نكون موحّدين"، كما شكر مؤسّسي أكاديمية نور لما بذلوه لتأسيسها وشكر كل من سجّل أبناءه فيها.
وكان مجلس العزاء الحسيني، الذي ألقاه الشيخ حسين خميس وتخلّله كلمة تحدّث فيها الشيخ خميس عن استحباب زيارة أهل البيت، حيث دعا إلى زيارتهم، ليس فقط إلى أراضيهم، فإذا كانت زيارتهم غير ممكنة جسديًا فإنه يجب زيارتهم عن بُعد. كما تناول "زيارة الأربعين" المأثورة عن الإمام الصادق فقال بأنها تحمل المضامين العالية التي أرادها الإمام الحسين إيصالها إلى الأمة لبث المعرفة والوعي. وذكر من نص زيارة الأربعين للإمام الصادق "قلبي لقلبكم سلم، وأمري لأمركم متبع، ونصرتي لكم معدّة حتّى يأذن الله لكم، فمعكم معكم لا مع عدوّكم"، قائلًا "نصرة قضية الإمام الحسين هي قضية الحق والعدل في مواجهة الباطل والظلم وهذه القضية كانت في التاريخ وما زالت في الحاضر وستبقى حتى يخرج من يملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا". وأضاف بأن قضية الإمام المهدي هي التي تحقّق أهداف ثورة الإمام الحسين، وأن هذا الأمر كي يتم، يجب أن يكون له أنصار. كما قال "إن ما نشهده اليوم من حرب يشنّها الأعداء علينا وعلى شبابنا هو من أجل إبعاد الذهن عن المعارف التي تجعله مرتبطًا بالله وأهل البيت، لأنه بهذا الارتباط يحدث الوعي ويحدث المعرفة"، وضرب مثلًا كيف تم استقبال السبايا في المدينة بالضرب والشتائم لأنهم لم يكونوا عارفين للحقيقة، معتقدين بأن السبايا هم الخوارج عن الدين، ومعتبرًا أنه من هنا تتّضح أهمية زيارة الإمام الحسين والوعي والمعرفة بحقه.
وبعد مجلس العزاء قرأ سماحة الشيخ حسان منعم دعاء الوحدة.
بعدها أقيمت صلاة الظهر بإمامة سماحة الشيخ الباقري، ثم مضائف حسينية.
واختتم البرنامج بلطمية حسينية مع الأخ عباس صالح والأخ محمد البصري شارك فيها عشرات الشباب.
آراء المشاركين
والتقت صدى أونلاين بعدد من السيدات الحاضرات في المناسبة عن أهمية إحياء ذكرى الإمام الحسين، ودور ذلك في توعية الأجيال الجديدة على رمزية ثورة الحسين.
السيدة أماني فقيه: أربعون الإمام الحسين، رسالة ضد الظلم خصوصًا في غزة
فقالت السيدة أماني فقيه: "هنا في كندا، نقابل كنديين من أصول مختلفة، أهمية إحياء هذه المناسبة أن نوصل لكل المجتمعات في كندا رسالة مهمة، يمكن أن نقول عنها ‘رسالة الأحرار‘ في يوم أربعين الإمام الحسين، رسالة ضد الظلم، أهميته الآن أكبر في ظل الأوضاع التي نعيشها، خصوصًا في غزة، لنقول إننا منذ زمن نمشي على درب الإمام الحسين، وصرختنا ‘لبيك يا حسين‘ هي صرخة ضد الظلم والآن هذه الصرخة حاضرة ومطبّقة ويفهمها الناس أكثر في ظل ظروف فلسطين وتحرير فلسطين، وكيف أننا دائمًا مع المظلوم ضد الظالم".
السيدة ملاك كوراني: على عاتقنا مسؤوليات جمّة للحفاظ على ثورة الإمام حسين
ورأت السيدة ملاك كوراني أن إحياء يوم الأربعين هو من الأساسيات المهمة في كندا كجالية إسلامية شيعية لتكملة نهج الحسين، والحفاظ على كل طقوس النهضة الحسينية الممتدة عبر السنين، والتي لا تزداد إلا ثباتًا وقوة عامًا بعد عام. وأضافت "لربما نحن كمغتربين يقع على عاتقنا مسؤوليات جمّة للحفاظ على هذه الثورة وتناقلها عبر الأجيال. والحمدلله نحن في كندا لدينا وعي وثقافة وحرية من قبل المؤسسات والأهل لنكون يدًا واحدة من أجل أبنائنا ومن أجل ولادة جيل واعٍ، مؤمن، ملتزم، ومن أجل تثبيت العقيدة الصحيحة، والحفاظ على الدين، ونهج محمد وآله، وتعظيم ثورة الإمام الحسين، وتعزيز المبادئ الإسلامية السمحة، العزّة والكرامة والوقوف بوجه الظلم والاستبداد، كما علّمنا الحسين".
السيدة ناريمان سعد: هذا اليوم تنتظره الجالية كلها
واعتبرت السيدة ناريمان سعد أن الإمام الحسين خرج من أجل قضية العالم كلها، وليس من أجل قضيته هو، وقالت "هذا اليوم تنتظره الجالية كلها والتي تزداد يومًا بعد يوم. إحياء هذه المناسبة أثلج قلوبنا، خاصة في هذا اليوم حيث كنا نشعر بالتوتر بسبب ما يحدث في لبنان.. والجميل هو وجود إنتاج كندي، القلب يفرح لذلك، فقد خرجت الجالية كلها، نرى أطفالًا أكثر مما نرى كبارًا، ونراهم متحمّسين للمساهمة في إحياء هذه الذكرى وذلك في حبّ الإمام الحسين. مشهد يجعلنا نشعر بأننا في دولة إسلامية، في أي دولة تحكي بلغة مدرسة الإمام الحسين. وندعو الله أن يزيد من أمة محمد، وأن يوحّد الإسلام، وأن يوحّد العالم بكل أديانه وطوائفه، لا فرق بين مسلم ومسيحي، لأن الإمام الحسين خرج من أجل قضية العالم كلها، وليس من أجل قضيته هو. الله يهدي كل ضالّ، وينصر المسلمين وغير المسلمين الذين هم على حق، وبالنهاية لا يوجد ظلام إلا ما بعده نور".
السيدة زينة الزين: نريد أن نربّي أولادنا على أن يحيوا المناسبات الإسلامية
أما السيدة زينة الزين فقد أكّدت على أهمية الوحدة بين مسلمي مونتريال ولافال لإحياء هذه المناسبة وشدّدت على أهمية حرية التعبير في كندا ما يسمح بإقامة هذه الشعائر:
"اليوم نحن في أربعينية الإمام الحسين، الدور الذي نؤدّيه في الاغتراب هو أهم دور، لماذا، لأنه عندنا أجيال تريد أن تتعوّد على فكرة إحياء المناسبات الإسلامية، وهي إحياء ذكر محمد وآل محمد، لأن شيعتنا خلق مقابل لطينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، وعلى هذا الأساس نحن نريد ان نربّي أولادنا على أن يحيوا المناسبات الإسلامية. لكن هذا الحدث اليوم بروضة حمزة بلافال حدث مهم، لأنه جمع الجالية كلها بغضّ النظر عن كل التوجهات، ومكان إقامتهم، جمعهم حب الإمام الحسين في مكان واحد، والأجمل أن الكل أحضر معه أطفاله، الكل حظي بكرم ضيافة الإمام الحسين أيضًا، والكل شارك، جاءوا من قلوبهم، واشتغلوا من قلوبهم، أولئك الذين عملوا على تجهيز المكان أيضًا، لتكون مناسبة للذكرى. وأحببت أيضًا أن أنوّه بالمؤسسات الإسلامية التي اجتمعت على حب الحسين، كل المراكز الإسلامية في مونتريال ولافال، لبنانيين وعراقيين وكل البلدان التي تحيي هذه المناسبة الإسلامية، وهذا له ردّة فعل إيجابية لما بعد، لأنه عندنا نعلّم أولادنا أن يكونوا على هذه الطريق، هذا يعني أننا أمّنا عليهم، وهذه الطريق عندما يمشي الإنسان فيه سيجد صعوبة، ولكن بالنتيجة سيكون أولًا مباركًا بحياته وبشفاعتهم يوم القيامة، وهذا ما ننتظره، نشتغل على أساس رضا النبي محمد. أنا متأكدة عندما نزرع بأولادنا هذا الحب، حب الحسين، هذا الحب سيتبلور، جيلًا بعد جيل، أنا اليوم أعطي، غدًا أكبُر وأرحل، تعطي ابنتي وابني، لذلك يجب أن نتعود جميعًا أن نكمل هذه الطريق، حتى لو يوجد تحدّيات، لأننا في غربة، ولكن هناك أمر مهم وإيجابي، نحن في بلد توجد فيه حرية التصرّف، نحن في بلد حريات، يسمح بإقامة هذه الشعائر بهذا المكان وإحياء هذه المناسبة، ومن هنا أعتبره وطني الثاني لأني قادرة أن أقوم بكل نشاط ديني مسموح لي ذلك. أشكر صدى أونلاين لإتاحة الفرصة للتعبير عن هذه الفكرة المهمة، الحقيقة إذا تكلمت شهادتي مجروحة بوجود هذه الناس الطيبة، والجالية المجتمعة على حب الإمام الحسين".
السيدة فاطمة سمحات: من المهم أن يتعوّد أبناؤنا على إحياء المناسبات الإسلامية
وعلّقت السيدة فاطمة سمحات: "هذا الحدث مهم لأبنائنا هنا، فهم ليسوا في لبنان أو العراق كي يروا مثل هذه المناسبات باستمرار. من المهم أن يتعوّدوا على إحياء المناسبات الإسلامية، وهذا يحمّسهم كي يعيشوا الجو العاشورائي ويزوروا الإمام الحسين. وأبناؤنا يفهمون رمزية الإمام الحسين بفضل هذه المناسبات، فكل عام يشاركون في ذكرى عاشوراء، وصارت ذكرى مقدسة بالنسبة إليهم".
كما قالت إحدى الفتيات من الجيل الصاعد ولم ترد ذكر اسمها "هذه ذكرى مقدّسة يجب أن نشارك فيها. نحن جيل ولد هنا ولا يوجد فيه أجواء كالبلاد الإسلامية، فمن المهم أن نبقى متعلّقين بقضية الإمام الحسين ورسالتها، فنحيي دائمًا هذه المناسبة". ويأتي جواب هذه الفتاة ليؤّكد على أهمية استمرارية التذكير بثورة الإمام الحسين، عامًا عبد عام، وبرسالته للإنسانية ولأحرار هذا العالم أجمع.
490 مشاهدة
14 سبتمبر, 2024
395 مشاهدة
11 سبتمبر, 2024
422 مشاهدة
02 سبتمبر, 2024