Sadaonline

49 كنديًا خدموا في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر: توثيقٌ يكشف حجم المشاركة

الـ49 اسمًا الذين خدموا بعد 7 تشرين الأوّل يمثّلون نحو 24٪ من الإجمالي المُوثَّق حتى الآن

نشر موقع The Maple تحقيقًا مطوّلًاللصحافي دافيدي مَستراتشي يوثّق فيه اسماء 49 كنديًا خدموا في الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأوّل/أكتوبر 2023. يعتمد التحقيق على قاعدة بيانات عامّة يديرها الموقع بعنوان Find IDF Soldiers، وهي مشروع أرشفة مفتوح يجمع أسماء الكنديين الذين خدموا في جيش الاحتلال عبر الزمن. وبحسب التحديث الأخير للقاعدة، تضمّ القوائم 206 أسماء من كندا، ما يجعلها—بحسب الموقع—الأكثر شمولًا من نوعها محليًا. ويشير التحقيق إلى أنّ الـ49 اسمًا الذين خدموا بعد 7 تشرين الأوّل يمثّلون نحو 24٪ من الإجمالي المُوثَّق حتى الآن. كما يؤكّد الكاتب أنّ هذا الرقم مرجّح أن يكون أقلّ من الواقع نظرًا لاقتصاره على المعلومات المُعلنة أو التي أمكن رصدها عبر المصادر المفتوحة.

يوضح التقرير منهجيته: تمّ تحليل التحديثات المُضافة إلى القاعدة (حتى 15 تشرين الأوّل/أكتوبر 2025) لاستخراج كل من ثبُت أنه خدم بعد 7 تشرين الأوّل. ويشدّد الموقع على نقاطٍ احترازية: ليس كلّ من ورد اسمه قد خدم في غزة تحديدًا؛ ولا يتّهم التحقيق أيّ فردٍ بارتكاب جريمة؛ كما يلفت بوضوح إلى أنّ الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي قانونيّ للكنديين. ويضيف أن بعض الملفات المعاد نشرها قد تتضمّن تفاصيل (العمر، الوظيفة الحالية…) باتت قديمة نسبيًا لأنّها استندت إلى تواريخ سابقة للنشر.

إلى جانب الأرقام، يعرض التحقيق طبيعة الخلفيات التي يأتي منها هؤلاء: جزءٌ منهم فئة ما يُعرف بـ**«الجنود المنفردين»** الذين يهاجرون إلى إسرائيل بهدف الخدمة العسكرية؛ وجزءٌ آخر من الاحتياط عاد إلى الخدمة بعد اندلاع الحرب؛ ومن بينهم مهنيون (مثل أطباء) مارسوا أدوارًا مدنية وعسكرية متداخلة. ولتجسيد التنويع، يورد التقرير أمثلة عديدة مأخوذة من حسابات شخصية، ومنابر مجتمعية يهودية في كندا، ومنصّات مهنية وإعلامية.

من الأمثلة التي يسوقها التحقيق:

  • ناتانئيل أموس، كندي من مونتريال، يصف نفسه كـ«جندي منفرد» خدم في قوات خاصة حتى 2023، وكتب علنًا عن عودته بعد 7 تشرين الأوّل بدافع «خدمة البلاد»؛ يظهر ملفه على لينكدإن مع تفاصيل خدمة ميدانية وقيادية.

  • سامي بلسَم، خرّيج مدارس يهودية في تورنتو، خدم محلّلًا استخباريًا ثم رقيب أركان، وذكر أنه قاد فريقًا خلال حرب «سيوف الحديد»؛ عاد لفترة إلى تورنتو ثم التحق بجامعة رايخمان في إسرائيل.

  • بنجامين براون من تورنتو، أصيب بشظيّة في الرأس إثر قصفٍ لحزب الله على موقع للواء غولاني قرب مزارع شبعا في تموز/يوليو 2024؛ وتوثّق المصادر المجتمعية اليهودية الخلفية الدينية للعائلة ودور المدارس في تشجيع التجنيد.

  • إيزابيل (إيزي) بُرك من أوتاوا، هاجرت بعد رحلة «بيرثرايت» التحفيزية، والتحقت بوحدة قتالية في الدفاع الجوي/القبة الحديدية قرب إيلات، وشاركت في جولات تعريفية لتجربتها كـ«جندية منفردة».

  • دِيناي إيليغ، جرّاح عظام يقيم في فانكوفر، عاد بصفة طبيب صدمات وجندي احتياط بعد 7 تشرين الأوّل، وتحدّث للإعلام الكندي عن دوافعه وتجربته.

كما يورد التحقيق قائمةً اسميةً كاملة بالـ49 شخصًا مع مقتطفاتٍ من مصادرها العلنية: مجلات مدارسٍ وجوامع يهودية، حسابات لينكدإن، تقارير صحفية كندية، ومنشوراتٍ شخصية على الشبكات الاجتماعية. ويُقحم التقرير هذه المادة ضمن سياق سياسي وإعلامي أوسع يتمثّل في أنّ الجيش الإسرائيلي يخضع منذ 7 تشرين الأوّل لـ«تدقيقٍ شديد» بسبب عملياته في غزة، ما يجعل توثيق مشاركة الأجانب موضوعًا ذا حساسية عالية في الرأي العام الكندي. ومع ذلك، يصرّ الكاتب على أنّ الغاية هي التوثيق العام اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وليس إصدار أحكام جنائية أو أخلاقية بحق الأفراد.

أهمية هذا التحقيق تكمن في ثلاثة مستويات:

  1. المعلومة المجمّعة: فهو يجمع بياناتٍ متناثرة ويقدّمها في قاعدةٍ قابلة للبحث، بما يسهّل فهم حجم مشاركة الكنديين وأنماطها بعد 7 تشرين الأوّل.

  2. المنهج: الاعتماد على الأدلة العلنية، مع الاعتراف باحتمال النقص في الرصد، يوازن بين حقّ الجمهور في المعرفة والقيود الأخلاقية والقانونية في النشر.

  3. السياق القانوني: التذكير بأن الخدمة في جيشٍ أجنبي ليست جريمة بحدّ ذاتها في كندا (بما في ذلك الجيش الإسرائيلي)، وإن بقيت مثار جدلٍ سياسي وأخلاقي في البلاد.

خلاصة القول: يقدّم The Maple خريطةً أولية لمشاركة الكنديين في الجيش الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأوّل، مع قائمةٍ اسمية موجّهة للتوثيق العام لا للاتهام، ويضع الظاهرة في إطار الجدل الكندي الدائر حول الحرب على غزة ودور الجاليات وشبكات المدارس والمؤسسات الدينية والإعلامية في تشكيل مسارات الانخراط العسكري. ويبقى المشروع، بحدّ تعبيره، مفتوحًا للتحديث ومقصودًا به سدّ فجوة معرفية أكثر من كونه حُكمًا على الأشخاص الواردين فيه.