Sadaonline

حدث غير مسبوق في ماكغيل يسلط الضوء على " تواطؤ الجامعة مع الإبادة الجماعية في فلسطين"


صدى اونلاين مونتريال
في حدث غير مسبوق في الحرم الجامعي وبمشاركة العديد من الأساتذة والطلاب، تم ،عند الثالثة من بعد ظهر الاربعاء الفائت ، تنظيم تجمع امام معهد القانون في جامعة ماكغيل شارك فيه العشرات، الذين ساروا بعده باتجاه عدد من الابنية التي تمثل الكليات المتعددة في الجامعة والتي بنيت بتبرع من أشخاص لهم علاقة مع إسرائيل او مع المجموعات الصهيونية. حيث كانوا يتوقفون امام كل مبنى لالقاء الكلمات التي تلفت الى ما يعانيه الفلسطينيون من جهة وما تقوم به ادراة جامعة ماكغيل من مضايقات ضد الطلاب المتضامنين مع فلسطين . كما جرى "تسليط الضوء على إحدى الطرق الرئيسية التي تدعم بها كلية التربية في جامعة ماكجيل الإبادة الجماعية الإسرائيلية في فلسطين". حيث اشاروا الى ان احد كبار الممولين للجامعة وهو اسرائيلي كندي يصف نفسه بأنه "السفير المتجول لدولة إسرائيل" ظهر في لقاء اذاعي لجامعة تل أبيب ادعى فيه أن "حوالي نصف [أكثر من 40 ألف فلسطيني] قتلوا حتى الآن [في غزة] هم إرهابيون ولا يأسف أحد لرؤيتهم مغادرة الأرض. لم ننتهِ من المهمة بعد".

موقع "صدى اونلاين" حضر جانبا من الوقفات وسجل هذه الكلمات التي تحدث في خلالها احد الاساتذة اليهود وتلميذتين احداهما من اصول فلسطينية قرؤوا مقتطفات متسلسلة من نص مشترك أعد للمناسبة.

احد الأساتذة افتتح الكلمات شارحا الهدف من التحرك بالقول " نحن نجتمع أمام هذا المركز التعليمي ، مبنى كلية التربية بجامعة ماكجيل نريد تكريم ما يقرب من 6000 طفل في سن الدراسة وما يقرب من 1000 معلم ومدير مدرسة من الذين استشهدوا في قطاع غزة برصاص القوات الإسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول. ونود أيضًا تكريم رؤساء ثلاث جامعات ، وما يقرب من 100 من عمداء الجامعات والأساتذة، وأكثر من 4000 من طلاب الجامعة الذين قتلوا في غزة في نفس الوقت.

بعده الطالبة في ماكجيل (زينة ) من اصول فلسطينية قالت : تم إلغاء العام الدراسي في غزة بالكامل منذ السابع من تشرين الاول وحتى اليوم . الجامعات الاثنا عشر تم تدميرها أو تضررت،  فيما بلغ عدد المدارس 378 مدرسة، أي ما نسبته 76% من المباني المدرسية تضررت؛ 117 منهم تعرضوا لأضرار جسيمة أو أصيبوا او تم تدميرها بالكامل". واضافت زينة " في زمن إبادة المدارس في فلسطين، التزمت كلية التربية في ماكجيل الصمت، ورفضت اصدار اي بيان تضامني مع المعلمين والإداريين والطلاب الذين قتلوا، حتى عندما كانت تتم دعوتهم الى ذلك من قبل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. بدلا من ذلك، أنشأت هيئة التدريس سياسة جديدة في تشرين الثاني - نوفمبر لجعل تنظيم نشاط لدعم حقوق الإنسان الفلسطيني أكثر صعوبة على الطلاب" .

الطالبة في ماكجيل سفيرة قالت بعد ذلك" تم إنشاء السياسة الجديدة بعد اجتماع نظمته مجموعة من طلاب التعليم لجمع المهتمين بالعمل التضامني الفلسطيني. في 16 تشرين الثاني - نوفمبر، قام الطلاب بتوزيع منشورعن الاجتماع العام بعنوان (طلاب يكسرون الصمت بشأن فلسطين في مؤسسة ماكجيل التعليمية). لاحقاً في ذلك اليوم شاهد أحد الطلاب المنظمين قيام العميدة المساعدة للكلية للبرامج الأكاديمية بإزالة المنشورات والرسائل. فواجهها الطالب بالأمر وادعت حينها ان المنشورات غير مصرح بها، وهو ما كان سيحدث أيضًا لجميع المنشورات الموجودة في المبنى تقريبًا".

الطالبة زينة: لم يتردد المنظمون بالتوجه إلى مكتب التدريب وشؤون الطلاب، والذي له صلاحية ترخيص المنشورات وقال مسؤول في المكتب للمنظمين إنهم لا يستطيعون السماح بنشر الملصقات بسبب سياسة تتطلب الحياد السياسي. وإلى جانب عدم وضوح ما يعنيه "الحياد السياسي"، لم يكن هناك أي شيء يتعلق بالحياد السياسي في وثيقة سياسة الجامعة المنشورة تحت عنوان: "النشرات الترويجية ولوحة الإعلانات لكلية التربية". ومع ذلك، تم تحديث وثيقة السياسة الجامعية في اليوم التالي مع اضافة البند "جميع المواد المطبوعة تخضع لموافقة قسم شؤون الطلاب."

الطالبة سفيرة : "حقيقة أنه تم تحديث سياسة الملصق بشكل مباشر بعد ابداء الطلاب رغبتهم في اقامة نشاط تضامني مع فلسطين هو اعتداء على حقوق الطلاب. حيث ينص ميثاق الطلاب في ماكجيل على أن كل طالب له "الحق في الإعلان وعقد اجتماعات ومناقشة أي شيء والمشاركة في التظاهر المشروع. في كلية التعليم، حق الطلاب في الاعلان عن الاجتماعات تم انتهاكه بشكل مباشر في محاولة لتخريب العمل التضامني مع فلسطين".

الأستاذ عاود الحديث فقال " في قرارها بشأن تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة، أكدت محكمة العدل الدولية على الأثر المتفاوت للتدمير المستمر على الشباب، مشيرة إلى أنه علاوة على ذلك، والصدمة التي يعانون منها، "يُحرم مئات الآلاف [من الأطفال] من التعليم ومستقبلهم في خطر، مع عواقب بعيدة المدى وطويلة الأمد. كمعلمين وطلاب تعليم، نطالب أعضاء هيئة التدريس والجامعات لدينا بالسماح لنا – ومساعدتنا – بدعم الطلاب والمعلمين ونظام التعليم في فلسطين والشتات الفلسطيني".

الطالبة زينة "نود أيضًا تسليط الضوء على إحدى الطرق الرئيسية التي تدعم بها كلية التربية في جامعة ماكجيل الإبادة الجماعية الإسرائيلية في فلسطين. ففي آب - أغسطس من العام 2022، أطلقت كلية التربية رسميًا "معهد سيلفان آدامز لعلوم الرياضة" أو "SASSI" بالشراكة مع معهد توأم في جامعة تل أبيب. تم تمويل معهد العلوم الرياضية بتبرع خاص من الملياردير الكندي/الإسرائيلي سيلفان آدامز. وبلغت قيمة هذا التبرع 29 مليون دولار، وهو أكبر تبرع على الإطلاق لكلية التربية في إحدى الجامعات الكندية".

الطالبة سفيرة "ظهر سيلفان آدامز، المتبرع الذي يحمل نفس المعهد اسمه، مؤخرا في لقاء اذاعي لجامعة تل أبيب ادعى فيه أن "حوالي نصف [أكثر من 40 ألف فلسطيني] قتلوا حتى الآن [في غزة] هم إرهابيون ولا يأسف أحد لرؤيتهم يغادرون الأرض. لم ننتهِ من المهمة بعد".

الطالبة زينة "يصف سيلفان آدامز نفسه بأنه "السفير المتجول لدولة إسرائيل". وهو نشط للغاية في مجال الدبلوماسية الرياضية أو رعاية الانشطة الرياضية . كما أوضح هو في قوله "فكرتي هي محاولة عرض رؤية أكثر واقعية لبلدنا - إسرائيل "الطبيعية" - لجماهير كبيرة في جميع أنحاء العالم. من خلال الفعاليات الثقافية والرياضية ذات المستوى العالمي، يمكننا الوصول إلى المجموعة التي أسميها الأغلبية الصامتة، دون "فلترة" وسائل الإعلام التقليدية المعادية.

الطالبة سفيرة "إلى جانب معهد سيلفان آدامز الذي يحمل الاسم نفسه وهدفه المتمثل في تبييض صورة إسرائيل، فإن المعهد التوأم، في جامعة تل أبيب، يشارك بشكل كبير في البحث والتطوير للجيش الإسرائيلي. أنشأ معهد سيلفان آدامز جهازًا للشراكة الفنية الأكاديمية وتمويل الأبحاث بين ماكجيل وجامعة تل أبيب. يوجد حاليًا تسعة أساتذة في كلية التربية بتمويل من معهد سيلفان آدامز لعلوم الرياضة. وهذا يشمل العميدة المساعدة للإدارة بكلية التربية.

الاستاذ: كمعلمين وطلاب في كلية التربية، نأمل أن تكون هذه الوقفة اليوم قد ساعدت في جذب الانتباه إلى الطرق التي تدعم بها هيئة التدريس لدينا الجيش الإسرائيلي وصورته على المستوى الدولي بينما تزيد من صعوبة الأمر على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس هنا لتنظيم التضامن مع الفلسطينيين. كمعلمين وطلاب ناقدين، نحن نعلم أن الوعي، على الرغم من أهميته، ليس كافيًا في حد ذاته. بعد هذه الجولة (على المباني) ، نأمل أن تجدوا طرقًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

امام كلية القانون : "ترتبط اسماء شوارعنا ارتباطًا وثيقًا بالعمليات الاستعمارية والإمبريالية التي حرمت الفلسطينيين من أراضيهم"

في الوقفات التالية تحدثت كل من الاستاذة ميشيل والطالبة ياسمين :

الاستاذة ميشيل من ناحيتها تحدثت عن فكرة هذا النشاط فقالت " تم اقتراح فكرة هذه الجولة من قبل الأساتذة الذين تحدثوا معًا كوسيلة للفت الانتباه إلى تواطؤ جامعة ماكجيل في الإبادة الجماعية في فلسطين ودورها في الاحتلال المستمر. لقد فكرنا في الأمر فيما يتعلق بالعمل الذي قام به الطلاب في البحث في برامج التبادل مع إسرائيل، والتبرعات المرتبطة بالصهيونية، وبرامج البحث وأشكال التطبيع الأخرى. قاد الطلاب مسيرة لسحب الاستثمارات في 14 تشرين الثاني – نوفمبر من العام 2023. واحتجوا وساروا حول الحرم الجامعي وتوقفوا ونادوا في كل موقع. كانت فكرة هذه الجولة هي القيام بشيء مماثل، ولكنه مختلف أيضًا - وبوتيرة أبطأ وربما بصوت أقل قليلاً."

من ناحيتها الطالبة ياسمين قالت "اتصل بنا الأساتذة وطلبوا منا المساهمة في هذه الجولة وكنا سعداء حقًا بالقيام بذلك وبرؤية الأكاديميين الذين نتطلع إليهم للقيام بدور مهم في سياسة الحرم الجامعي. لقد شاركنا الأبحاث وشكلنا فرقًا مكونة من شخصين أو ثلاثة أشخاص للحديث عما كان يحدث في كل موقع وكيف سنقدمه لكم".

الاستاذة ميشيل: "نحن قلقون للغاية بشأن هذا الأمر كأكاديميين، ليس لأن الأكاديميين أو الجامعات أكثر أهمية من الأماكن الأخرى ولكن لأنه من واجبنا كاساتذة وطلاب أن نلفت الانتباه إلى وضع زملائنا في جميع أنحاء العالم وخاصة في فلسطين. ان نقف إلى جانب الحق وضد الظلم، والتوعية بمدى سوء الوضع في غزة وفي جميع أنحاء فلسطين...".

ياسمين  "لذلك لدينا اليوم 5 محطات في جولتنا. تهدف كل محطة إلى تسليط الضوء على موقع واحد قمنا بتتبعه ونود تسليط الضوء على تواطؤ جامعة ماكجيل مع الفصل العنصري والإبادة الجماعية".

ياسمين " نفس الإدارة قامت بقمع النشاط الفلسطيني والمؤيد للفلسطينيين في الحرم الجامعي، بل وأدانت الاحتجاجات. جولتنا اليوم مستوحاة من رسالة أرسلها أحد هؤلاء المسؤولين البريد الإلكتروني تفيد بأن الاحتجاج يتعارض مع روح الزمالة لدى ماكجيل. نأمل أن تتفقوا معنا على أن الروح التي نجتمع بها اليوم - لتكريم زملائنا في فلسطين وإظهار التضامن معهم من خلال التعرف على تواطؤ جامعتنا في احتلالهم والإبادة الجماعية لشعبهم، من شأنها أن تمثل بشكل أفضل ما يسمى بروح الزمالة".

الاستاذة ميشيل "ستساعد هذه الجولة أيضًا في تقديم معلومات للتفكير في حركة المقاطعة (BDS) كتكتيك للأكاديميين على وجه الخصوص. الأمر لا يتعلق فقط بمقاطعة ستاربكس أو ماكدونالدز. عادة ما يتم تقديم الشراكات الأكاديمية على أنها جيدة بطبيعتها أو على الأقل غير ضارة. تميل عمليات التبادل والشراكات في المجالات الأكاديمية إلى تقديمها على أنها "تبادل مفتوح للمعلومات"، مرتبطة بفكرة مفادها أنه ينبغي دائمًا مشاركة المعرفة. مع هذا يأتي الافتراض بأن جميع الذين يعملون في المجال الأكاديمي متساوون بطريقة أو بأخرى في هذا المجال".

ياسمين "لكن هذا لا يمكن أن يكون أقل حقيقة... فالأوساط الأكاديمية الفلسطينية تتعرض الآن للتدمير المنهجي. ولا يمكن عزل الجامعات الإسرائيلية عن العنف الذي تنتجه الدولة الإسرائيلية. ومن الموثق جيدًا كيف تتقاسم المؤسسات الأكاديمية المعرفة وتشترك في إنتاجها مع الجيش، كما هو الحال مع التورط العميق للأوساط الأكاديمية الإسرائيلية في جميع هياكل مشروع الدولة الصهيونية.عندما نفكر في الظلم، نلجأ في كثير من الأحيان إلى القانون، فماذا يمكن أن يقدم لنا القانون. نبدأ هذه الجولة هنا في كلية الحقوق ونسلمها إلى زملائنا من طلاب القانون والأستاذ المتضامنين لبدء الرحلة. عندما نعبر شارع بيل، نتذكر بالطبع الشخص الذي سمي باسمه - اللورد بيل (المعروف أيضًا باسم ويليام روبرت ويليسلي بيل). ولعله اشتهر بدوره في لجنة بيل، والتي كما يعلم الكثير منكم معروفة رسميًا برئاسة اللجنة الملكية الفلسطينية".

الاستاذة ميشيل "لذا، هنا، في بداية هذه الرحلة، ترتبط شوارعنا وجغرافيتنا المحلية ارتباطًا وثيقًا ليس فقط بفلسطين بشكل عام ولكن أيضًا بالعمليات الاستعمارية والإمبريالية التي حرمت الفلسطينيين بشكل منهجي من أراضيهم ومواردهم الطبيعية. أوصى تقرير لجنة بيل لعام 1937 بتقسيم فلسطين التاريخية إلى الأمم المتحدة. صدرت هذه اللجنة وهذا التقرير في أعقاب أكبر الانتفاضات الشعبية في فلسطين عام 1936. وهذه الثورة الفلسطينية مهمة جدًا لفهم المقاومة في فلسطين عبر التاريخ وحتى اليوم. ويُنظر إليها على أنها لحظة مهمة بشكل خاص في بناء مقاومة الاستعمار والإمبريالية، وكان اللورد بيل محوريًا في هياكل السلطة التي تعمل ضد ذلك.

امام كلية الإدارة

بعدها سار المشاركون على شارع ماكتافيش للوصول الى أمام مبنى كلية ديسوتيل للإدارة حيث ادانت التلميذة أليس ميتليس، المناضلة في صفوف أصوات يهودية مستقلة وقوف كلية الإدارة مع التمييز العنصري ضد الفلسطينيين والإرهاب اليومي الذي تمارسه إسرائيل ضدهم. وادانت الأستاذة رلى الجردي بدورها، الرحلات الدراسية التي يقوم بها الأساتذة والتلاميذ في هذه الكلية إلى إسرائيل خاصة إلى مبنى ستارت اب الصهيوني في تل أبيب والذي يقوم على توسيع وتطوير التكنولوجيا المتعلقة بالرقابة والاستخبارات والتي أسفرت عن اعتقال وجرح وقتل وتعذيب آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وتقوم هذه الكلية بالتواطىء السافر مع دولة إسرائيل الإرهابية من خلال تشجيع الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا ومنها الحربية. وقد تباهى المركز ستارت اب بتحقيق نجاحات جديدة بعد تشرين الأول ٢٠٢٣، وبهذا يشير إلى نجاحات في الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة وسرقة الأرض. طالبت الأستاذة رلى بمنع تدريس الصفوف المتعلقة بهذا المركز وتطبيق بنود المقاطعة ضد إسرائيل في كل أقسام الجامعة.

الاستاذة ميشيل اشارت الى انه "على يسارنا يوجد مبنى ليكوك، الذي سمي على اسم ستيفن ليكوك، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية (1900-1936). وقالت " ليكوك شخصية كندية معروفة وقد يقول البعض أنها شخصية محبوبة جدًا. نود هنا أن نؤكد أنه لم يكن مجرد "كاتب صريح" بل كان إمبرياليًا محافظًا بشكل علني ومتحدثًا عامًا رفيع المستوى معروفًا بسياساته المناهضة للمهاجرين والنسوية. لقد دافع عن القومية الكندية التي حددها النقاء العنصري الأنجلوسكسوني والتفوق الأخلاقي، وكان يعارض صراحة "الاختلاط العرقي" بما في ذلك بين الأوروبيين. لقد جادل بقوة بأنه لا ينبغي السماح "للأعراق الجنوبية" بالهجرة، وأن أي حاجة الى عمالة قابلة للاستغلال يجب أن تكون متوازنة مع ضرورة بقاء كندا "بلدًا للرجل الأبيض.من الصعب تصديق كتاباته ضد المرأة اليوم، وهو كان يعتقد أن الإمبريالية هي وسيلة لمنع "المتوحشين" من قتل بعضهم البعض".

الطالبة ياسمين بعد ان اشارت الى ان مبنى الإدارة الذي سنصل إليه يحمل اسم برونفمان قالت " عندما نقترب من كلية الإدارة ونسمع قليلاً عن شراكاتها مع المؤسسات الإسرائيلية، يمكننا أن نبدأ في استكشاف التاريخ المتواطئ وراء اسم المبنى. كان صموئيل برونفمان، الذي سُمّي المبنى باسمه، صهيونيًا سيئ السمعة تبرع بمبالغ كبيرة من المال للمساعدات العسكرية خلال النكبة، ولعب دورًا محوريًا في التطهير العرقي للفلسطينيين وتأسيس دولة إسرائيل غير الشرعية. ابن تشارلز برونفمان الذي تتعاون ماكجيل معه باستمرار، هو صهيوني سيئ السمعة ومعروف بمشاركته في تأسيس "برثرايت"؛ وهي منظمة دعائية تقدم رحلات مجانية إلى إسرائيل للشباب اليهود في أمريكا الشمالية بينما لا يزال الفلسطينيون محرومين من حق العودة إلى وطنهم".

وامام كلية الادراة جرى التاكيد على ان " جامعة ماكجيل مبنية على أرض "كانيكيهاكا" غير المتنازل عنها، وقد أرسل صاحب ملكية هذه الأرض إشعارًا بالمصادرة إلى ماكجيل في عام 2015، حيث تم بناء الجامعة على أرض تم الاستيلاء عليها خلال الغزو الاستعماري... إنها لحظة جيدة للتفكير في هذه التواريخ بينما نسير في الحرم الجامعي، ونتذكر أيضًا كيف كانت هذه الأراضي ذات يوم مملوكة للعبد الذي كان يمتلكه جيمس ماكجيل، والتي ورّثَها في وصيته لصندوق ائتماني ليصبح الجامعة".

امام مكتبة ماكغيل

ياسمين : خلال المرور امام مكتبة ماكغيل ، التي قامت بعرض أعمال المهندس المعماري موشيه صفيدي منذ 13 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي ، وهو أحد الخريجين الذين تحب ماكغيل أن تستحضره ، قالت الطالبة ياسمين " أصدر " طلاب الدراسات العليا من اجل فلسطين " في جامعة ماكجيل عرضًا عن الهندسة المعمارية الاستعمارية لعائلة صفيدي كشف أنه موشيه كان المهندس الرئيسي لما يسمى بالمدينة الإسرائيلية التي تقع فوق مواقع قريتي برفيلية والبرج التي تم تطهيرها عرقيًا. ويعترف صفيدي أيضًا بأنه لعب دورًا رئيسيًا في تصميم الدبابة الإسرائيلية. بدأت هذه المكتبة في عرض أعمال صفيدي بعد أسبوع من حملة الإبادة الجماعية ضد غزة والتي ستكشف لاحقًا عن حالات لا حصر لها من الفلسطينيين الذين تعرضوا للدهس بشكل مروع بواسطة نفس الدبابات الإسرائيلية التي ساعد صفيدي في تصميمها."

ياسمين وميشيل " قالتا ان " إن موضوع الاستعمار الاستيطاني واستغلال نخبة التجار من أصل أوروبي للأراضي والموارد الطبيعية على حساب السكان الأصليين والسود يمر عبر الحرم الجامعي. يتم الحديث عن هذا بطرق مختلفة في جولات مختلفة في الحرم الجامعي. لم يعد سرًا أن ماكجيل كانت تمتلك أربعة عبيد، ولويز وجاك هما اسما اثنين من هؤلاء الأربعة الموجودين في السجلات التاريخية.

إحدى النقاط التي يتم تذكرها غالبًا في جولات الحرم الجامعي بالجامعة هي أن هناك عظاما تقع تحت تقاطع Y، وهي نقطة التقاء مروعة إلى حد ما وتثير الكثير من الأسئلة حول الأرض والمكان الذي نتعلم فيه. مرة أخرى يمكننا أن نتذكر أن هناك حاليًا مشروعًا للحفر طلب السكان الأصليون هنا إيقافه حتى يتمكنوا من استعادة ومعرفة المزيد عن عظام أسلافهم. وواصلت الجامعة هذا البحث، واتخذت الإجراءات القانونية والأوامر القضائية، على الرغم من الاحتجاجات. هذا التوازي بين العظام والدفن ومن هو الأكثر أهمية في الحياة والموت في الرمزية وكذلك الظروف المادية لجامعتنا يستحق أن نتوقف عنده للحظة.

قامت جامعة ماكجيل على استغلال العمالة ونظام الاستيلاء وسرقة الأراضي، وفي نفس الوقت تستثمر في نفس الأشياء في جميع أنحاء العالم، واليوم ينصب تركيزنا على نفس أسلوب الاستيلاء والسلب في فلسطين، ونأمل في هذا جولة للتأكيد بشكل كامل وتذكير أنفسنا بهذه التواريخ المتشابكة".

 ياسمين : " لذا كانت هذه المنطقة هنا موقعًا لأكبر مسيرة لفلسطين في الحرم الجامعي والتي جرت في 25 تشرين الاول - أكتوبر. استجابت الفصول الدراسية بأكملها لدعوة الإضراب واتجهت نحو نقطة التجمع حيث تجمع آلاف الطلاب للمطالبة بوضع حد لتواطؤ ماكجيل في الإبادة الجماعية التي كان هؤلاء الطلاب يشاهدونها تتكشف. لقد كانت قوية بشكل لا يصدق في بناء الزخم في الحرم الجامعي ومنح الطلاب القدرة على مقاومة التواطؤ أينما واجهوه".

 

امام كلية الهندسة

كان الحديث امام كلية الهندسة عن ان " أسماء المباني، كثيرة بعد أسماء النخبة الناطقة باللغة الإنجليزية مثل داوسون، ريدباث، مولسون، سميث، ماكدونالد. (كان هارينجتون أستاذًا، مثل ليكوك... أقل شهرةً بشأن آرائه) كان ماكدونالد، مثل ريدباث، رجل أعمال، وقد تم جمع ثروته من خلال التبغ. ... كان ماكدونالد هو المالك الوحيد لشركة ماكدونالد للتبغ التي كان المالك الوحيد لها. عمل في أوائل القرن العشرين، وتراكمت ثروته بفضل اقتصاد مزارع العبيد الجنوبية، كما استفاد من ظروف العمل الاستغلالية في كيبيك. كان رأسماليًا فخورًا ومعلنًا، قيل في أواخر حياته أنه رثى لأخلاقيات الطريقة التي كسب بها ثروته. لا يمكننا إلا أن نتخيل ما يعنيه هذا".

 

كلية الهندسة المعمارية : اختفاء تمثال جيمس ماكجيل

وبينما كان المشاركون يتوجهون للوقوف أمام ما يسمى "صخرة هوشيلاجا" مروا بالموقع الذي كان ينتصب فيه تمثال جيمس ماكجيل ذات يوم. كان هذا التمثال محبوبًا ومكروهًا للغاية، وكانت الصور التي التقطت معه مثيرة للسخرية.

عندما كانت "حركة حياة السود" نشطة في الحرم الجامعي في عام 2020، قام الطلاب هنا وكذلك في جميع أنحاء العالم بإزالة التماثيل. وكانت الاحتجاجات ضد هذا التمثال جزءًا من هذا. تمامًا كما أصبح شعار "رودس يجب أن يسقط" نداءً حاشدًا في جنوب إفريقيا، كان الاحتجاج في ماكجيل يسمى "أسقطوا جيمس".

وفي خطوة مألوفة لدى الناشطين من أجل العدالة في فلسطين في هذا الحرم الجامعي، تجاهلت الإدارة مطالب الطلاب والمحتجين، مراراً وتكراراً. وفي أحد الأيام اختفى تمثال جيمس ماكجيل، بدعوى تنظيفه وإصلاحه. ومع عدم الاعتراف بأنه قد تمت إزالته، إلا أنه لم يعد. وهذا بالطبع هو النجاح.

ولكن مثلما حدث مع إزالة "حمص صبرا" من قاعات الطعام في ماكجيل، وإلغاء برامج التبادل مع المحكمة العليا الإسرائيلية وغيرها من البرامج الإشكالية والتبادلات مع إسرائيل التي تم إغلاقها على مر السنين، فإنها تتفلت بهدوء مما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان نشاطنا يؤدي الى نتيجة أم لا.. لكننا نرصد مكاسبنا بعناية ونعلم أنها تنجح.


يذكر ان الشرطة في مونتريال كانت واكبت المتظاهرين 

 

الكلمات الدالة

معرض الصور