صدى اونلاين ـ مونتريال
في الذكرى السادسة والاربعين على تغييب الامام السيد موسى الصدر اقامت جمعية الرسالة اللبنانية الكندية عند الساعة السادسة من عصر يوم السبت في الواحد والثلاثين من شهر آب احتفالا حاشدا في مؤسسة الزهراء ، بحضور شخصيات دبلوماسية ودينية وجاليوية . تحدث في الحفل عدد من الشخصيات التي تحدثت عن " حاجتنا إلى شخص الإمام المغيّب المنادي بقيام دولة الحق والعدالة و الحرية و مقارعة الظالم ومحاربة التخلف ومواجهة الجهل"، كما " التزامه الثابت بالعدالة الاجتماعية" و " الذي كان يحمل رؤية تتجاوز الخطوط الطائفية، إذ ناضل من أجل حقوق جميع اللبنانيين" ، وكذلك " حرص الامام الصدر على المواطنين والمستضعفين والمحرومين ليرفع من شأنهم والعدالة والمساواة ".. فاليوم " اليوم نجد ان ثوابت الامام الصدر هي التي ما تزال تشغل لبنان والمنطقة حيث حذر من اسرائيل ومن مخططاتها واطماعها ".
الاحتفال
بعد آي من الذكر الحكيم للمقرىء الحاج عبد الله صفا قدّم المسؤول الاعلامي في الجمعية الاستاذ محمد المعلم للمناسبة فقال " لم تتركنا منذ سنواتٍ وسنواتِ .. وتزورنا مراتٍ ومراتِ.. ونحن نزورك في العام مَرة ..أو حين تخنقنا الظروف المُرة. ننظر لعينيك ... لعلها تخبرنا أنك آتي ..هي لحظة توقف فيها الزمن، وانهت الشمس دورانها،غيّب البدر المنير.. وازدادت حلكة النهار".
واضاف المعلّم " 46 عــاماً على تغييبك سيدي ، وما زال عبق أريجك المقاوم يفوح في وريقات الشجر الجنوبية وتلال عامل،.. ما زال فكرك وقلمك يبعث الوعي في نفوس المقاومين والمحرومين والمستضعفين..ما زالت صيحتك تسمع في آذان الصلاة وأجراس الكنائس..
و ها زرعك اثمر سيدي ففي الجنوب رجالٌ اعاروا الله جماجمهم و مضَوا دفاعاً عن لبنان و الجنوب".
كلمة القنصل اللبناني العام في مونتريال : سنبقى نطالب بجلاء الحقيقة و كشف مصير الإمام الصدر و رفيقيه
اول المتحدثين كان قنصل لبنان العام في مونتريال الاستاذ طوني عيد الذي استهلّ كلمته بالقول " ستة و أربعون عاما و لم يخفت الشوق و لا الأمل الى لقاء الإمام المغيب موسى الصدر و رفيقيه. بل كل ما مر عام إضافي على تغييب الإمام الصدر يزيد الشعب اللبناني اصرار على جلاء الحقيقة و كشف مصير الإمام المغيب، و تختلج القلوب و تصدح الحناجر و تدمع الأعين في هذه المناسبة المباركة. و كل ما تمر السنوات نتيقن الفراغ الذي تركته هذه القامة الفكرية بما تحمله من رؤيا ثاقبة تفيض علما و معرفة و فضيلة".
واضاف سعادته " ندرك دائما حاجتنا إلى شخص الإمام المغيّب المنادي بقيام دولة الحق والعدالة و الحرية و مقارعة الظالم ومحاربة التخلف ومواجهة الجهل. لطالما نادى الإمام المغيب بالوحدة الوطنية و التضامن و الحوار و المحبة بين أبناء الشعب اللبناني ، والسعي إلى إعلاء المصلحة العامة على المصالح الفردية الخاصة".
وعقّب بالقول " عزاؤنا ان الحارس الامين الوفي لتعاليم و مبادئ و نهج الإمام الصدر دولة الرئيس نبيه بري المحترم، رئيس المجلس النيابي اللبناني يحمل مشعل الوحدة و الحوار لتقريب و جهات النظر بين مختلف اطياف المجتمع اللبناني ، وسعيه الدؤوب إلى انتظام عمل المؤسسات الوطنية بهدف رفعة و عزة و كرامة جميع المواطنين اللبنانيين. عزاؤنا ان السيد الصدر كالزارع زرع تعاليمه و قيمه فأنبتت مؤسسات و جمعيات في الوطن الأم و في بلاد الانتشار ، و جمعية الرسالة اللبنانية الكندية خير دليل على حفظ نهج و نشر رسالة الإمام المغيب".
وقال عيد " اغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر و التقدير إلى رئيس الجمعية الحاج علي فاعور و جميع القيمين على هذه المناسبة لحسن التنظيم و الاستقبال و نشر الوعي و الوحدة و التضامن بين أبناء جاليتنا الكريمة، فلكم منا كل العرفان و التنويه".
وختم القنصل اللبناني العام بالقول " مهما طال الكلام و مرت السنوات، سنبقى نطالب بجلاء الحقيقة و كشف مصير الإمام الصدر و رفيقيه لان الحق لا تطويه رزنامة الأيام و لا الأعوام".
المطران بول- مروان تابت : كان الامام الصدر صاحب رؤية عميقة تتجاوز حدود الطائفية
بعد ذلك تحدث مطران كندا للموارنة سيادة المطران بول- مروان تابت فقال" نعود اليوم في ذكرى الإمام الكبير، نجتمع لنستعرض حياة وإرث شخصية بارزة تركت بصمة عميقة في المشهد الديني والسياسي في لبنان والشرق الأوسط: الإمام موسى الصدر. وُلد الإمام الصدر في عام 1928 في قم، إيران، وبرز كمنارة للحكمة والعدالة والإصلاح، ورغم تغييبه يستمر عمله في إلهام أهل الهدى ويدعونا إلى العمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة".
ولفت المطران تابت الى انه " لم يكن الإمام الصدر مجرَّدَ قائد ديني؛ بل كان صاحب رؤية عميقة تتجاوز حدود الطائفية، إذ ركّز على معالجة القضايا الملحة في زمانه. فقد زودته دراسته في العلوم الدينية وفهمه العميق للعدالة بالقدرة على مواجهة التحديات المعقّدة التي كانت تواجه المجتمع اللبناني، خاصة الفئات المحرومة".
ولفت تابت الى ان " إحدى أبرز جوانب إرث الإمام الصدر هي التزامه الثابت بالعدالة الاجتماعية. فقد اتسمت قيادته في لبنان خلال الستينيات والسبعينيات بدافع متواصل لرفع مستوى الفقراء وتمكين المهمّشين. كان مناصراً لحقوق الطائفة الشيعية، معتبراً أنها كانت غالباً مهمَّشة في الساحة السياسية والاجتماعية، لكنه كان يحمل رؤية تتجاوز الخطوط الطائفية، إذ ناضل من أجل حقوق جميع اللبنانيين، ساعياً إلى خلق مجتمع أكثر عدلاً واحتواءً".
واعتبر سيادته انه " إستند نهج الإمام الصدر في القيادة على إيمانه بأهميّة التربية وقدرة التعليم على تطوير المجتمع. أسس المدارس والمستشفيات والخدمات الاجتماعية المتنوعة، مما وضع أسساً لمجتمع أكثر مرونة واستقلالية. لم تكن جهوده لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأفراد مجرد أعمال خيرية، بل كانت نابعة من اعتقاده بأن القيادة الحقيقية تتضمن مواجهة الفوارق النظامية وتعزيز الفرص لكلّ فرد".
واكد المطران تابت على انه " لم تقتصر تأثيرات الإمام الصدر على لبنان فقط. فقد لقيت رسالته حول العدالة والإصلاح صدى عبر العالم العربي وما بعده". واشار الى ان " تأكيده على الوحدة والحوار والاحترام المتبادل قدم إطاراً لمعالجة الانقسامات الطائفية والعمل نحو مجتمع أكثر انسجاماً. في الحقيقة، لا يزال إرثُه حيًّا اليوم، يلهم الحركات الساعية لتحقيق العدالة والإصلاح. ومع ذلك، فإن حياة الإمام الصدر قد انقطعت بشكل مأساوي. في عام 1978، اختفى في ظروف غامضة أثناء رحلة إلى ليبيا. على الرغم من الغموض المحيط باختفائه، فإن شخصه وطيفه ما يزال حاضراً. إنّ القيم التي ناضل من أجلها - العدالة والمساواة وتمكين المهمَّشين - تستمر في توجيه وإلهام مَن مكّنهم وسلّمهم بناء إنسانٍ أفضل وعالم أجمل".
ولفت الى انه " عندما نتأمل في حياته، نستمدّ الإلهام من التزامه الثابت بالعدالة وقيادته الرؤيوية، ما يدفعنا ويحدونا لنتعهد بمحاربة الظلم والغُبن في جماعاتنا والعمل من أجل عالم يعطي كلّ فرد فرصة للنمو وتحقيق الذات".
وختم سيادته بالقول " في تكريمنا اليوم للإمام الصدر، نكرِّم بحقّ مبادئ العدالة والاحترام والتضامن. في الحقيقة، يذكرنا إرثه أن القيادة الحقيقيّة ليست هي فقط توجيه الآخرين وإلهامَهم، ولكن أيضاً كيفيّة اتخاذ خطوات ملموسة نحو خلق عالم عادل ومتعاطف. أعاده ربّ العالمين إلينا سالماً معافى".
الشيخ سعيد فواز: لهذا اعين الغدر كانت تحيط به واقلام سوداء تكتب بحقه
ممثل دار الفتوى اللبنانية في كندا سماحة الشيخ سعيد فواز استهل كلمته بالقول " بداية لا بد ان نرفع اكف الضراعة الى الله عز وجل ان يرحم شهداءنا في فلسطين وفي الجنوب الاشمّ ، الذين يدافعون عن ارضنا واعراضنا . ونسال الله تعالى ان يداوي الجرحى وان يعيد المهجرين الى قراهم وبيوتهم وان يهدي حكامنا الى الخير والعدالة ". واضاف سماحته " ستة وعشرون عاما ونحن على رصيف الانتظار، ننتظر عودة الإمام .. واسأل الله ان يكون لقاؤنا اليوم آخر لقاء على هذا الرصيف لنحتفل بالعودة ان شاء الله" . ولفت الى انه " عشنا مع الامام الصدر اياما كثيرة في مدينة النبطية وجوارها وفي صور ايضا وشهدتُ على كثير من مواقفه الانسانية . والكل يعرف موقفه مع بائع البوظة النصراني في صور حيث جلس عنده ليراه الجميع وليعلم الجميع اننا كلنا ابناء وطن واحد . لذلك كانت اعين الغدر تحيط به واقلام سوداء تكتب بحقه ".
وعن هذه الاقلام السوداء اشار الشيخ فواز الى انه " ذكّرني وقوفنا قبل قليل ونحن نستمع الى النشيد الوطني اللبناني بذلك الموقف الذي شهدناه يوم كنا في احتفال وتزامن آذان الصلاة مع النشيد الوطني حيث خرج سماحته لاداء الصلاة مع بعض الحاضرين . حيث كتبت الاقلام المأجورة يومها ان السيد موسى الصدر انسحب من الحفل اعتراضا على النشيد الوطني اللبناني" . واردف قائلا " لمتابعة الموضوع اتصل مدير عام الامن العام حينها بشكل مباشر بوالدي الذي كان حاضرا في الحفل للاستفسار عن الموضوع ، حيث ابلغه والدي ان ما قيل كان كلاما مدسوسا يدعو الى الفتنة، لان الامام خرج لأداء الصلاة ثم عاد بعد ذلك ومن خرج معه الى الحفل. حيث وئدت الفتنة يومها ".
ولفت الى " حرص الامام الصدر على المواطنين والمستضعفين والمحرومين ليرفع من شأنهم والعدالة والمساواة ".
الشيخ علي السبيتي : الامام الصدر سبق وحذر من اسرائيل ومن مخططاتها واطماعها
في بداية كلمته اشار إمام المجمع الاسلامي في مونتريال سماحة الشيخ علي السبيتي الى ما كتبه الامام موسى الصدر" كمقدمة لكتاب تاريخ الفلسفة الاسلامية للمستشرق والفيلسوف الفرنسي هنري كوربان حيث تجلت افكاره الدينية السابقة لعصرها، والتي ترسم خطوطا عريضة لحركة النهوض بالانسان. حيث كان الامام يرى ان سر التجلّي الحقيقي لعلاقة العبد بربه انما تكون في خدمة الانسان لأخيه الإنسان ". وعقب سماحته بالقول " ان قضاء حاجات الناس وتفريج همومهم والوقوف على حاجاتهم وبلسمة جراحاتهم هي المعنى الحقيقي والتعبير الصادق عن ايمان الانسان بربه جلّ وعلا . لان بعض الذين اكتفوا بالعلاقة الفردية تحولّت العبادة الى انانية فردية يريدون من خلالها ان يدخلوا الجنة لوحدهم دون ان يلتفتوا الى ان طريق الجنة هذا انما سبيله هو قوله تعالى " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا". يعني الدفاع عن المظلوم والمستضعف ونصرة الفقير والمعذب ".
السبيتي اعتبر اننا " اليوم نجد ان ثوابت الامام الصدر هي التي ما تزال تشغل لبنان والمنطقة حيث حذر من اسرائيل ومن مخططاتها واطماعها ومن مشاريعها العنصرية التوسعية، التي تعمل من خلالها على تصفية القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينيين في الشتات ثم استضعاف لبنان كونه البلد الصغير المجاور وفرض شروط الاحتلال عليه واستتباعه الى محور الاستعمار، الذي يريد ان يستعبد هذه الشعوب في معادلة جديدة تقوم على مصادرة القرارات والخيرات والثروات والاكتفاء بنا كمجتمعات مستهلكة لافكاره". ولفت في كلمته الى ان الامام الصدر " حذر مبكرا ودعا الدولة في لبنان والشعب الى التجهز والاستعداد لمواجهة هذا التهديد على حدودنا الجنوبية . ولما تلكأت الدولة وتقاعست وانشغل السياسيون بقسمة المنافع والمصالح الداخلية توجه بنفسه الى عين البنية ليؤسس اول معسكر تدريبي يخرّج من خلاله شباب افواج المقاومة اللبنانية ليكونوا السد المنيع في الطَيْبة ورب ثلاثين والقرى الحدودية أمام الاعتداءات الاسرائيلية المبكرة على لبنان". ولفت السبيتي الى ان " هذه المقاومة استمرت باسماء وعناوين متعدّدة لكنها تعبر عن جوهر واحد، هو انه عندما تعجز المؤسسات الرسمية والدولة النظامية عن حماية شعبها فليس هنا خيار امام هذا الشعب الا ان يتولى حماية نفسه بنفسه . وهذا ما يؤكده الواقع اذ تمنعت الدول الكبرى مرارا وتكرار عن تسليح الجيش اللبناني ووضعت عليه شروطا مذلّة عليه في اتفاقية 17 لأيار تمنعه في ان يتواجد بقوة جنوب نهر الاولي . فما كان من اهل الجنوب الا ان يتمسكوا بمقاومتهم لانه ليس لهم طريق وسبيل للصمود والبقاء والاستمرار في عالم يسوده منطق القوة الا ان يمتلكوا اسبابها" .
كما لفت الشيخ السبيتي الى ان " ثقافة الامام الصدر اكدت على ثابتة مهمة أخرى وهي ان التعايش الاسلامي المسيحي هو ثروة لا يمكن الاستغناء عنها، وان لبنان هو الوطن النهائي لأهله وبنيه ، ليسد الابواب امام كل ما يجري من احاديث حول صيغة البلد وهويته وانتمائه . لم يرفعها شعارات بل اعتصم وامتنع عن الطعام والشراب احتجاجا على ارهاصات الحرب الاهلية واكد على انه سيحمي المسيحي كما المسلم وسيقف الى جانب المحرومين ليس في الطائفة الشيعية فقط انما عمل مع الكثير من رجال الدين في عكار وغيرها على رفع معاناة المواطنين من كافة الطوائف والمذاهب . لماذا؟ لانه آمن مبكرا بحرية الانسان وجعل الاديان سببا وطريقا في سبيل حماية الانسان وحريته وكرامته". واكد سماحته ان "هذا هو ما نحتاجه سيما في الاغتراب لاننا نعيش في بلد فيه تعددية ثقافية ودينية. واذا كان كل واحد يريد ان يعيش في شرنقته الخاصة سنصبح بقعا متناثرة هنا وهناك لا تُحترم ولا يكون لها وزن . فالفرصة متاحة الان في مجتمع متعدد الثقافات والاعراق والاديان والمذاهب ان نستلهم اطروحة الإمام في ان يكون الانسان وحرية الانسان وكرامة الانسان هي الملتقى للجميع وهو العمل الذي من اجله يسعى الجميع دون استثناء . فهذا الذي يحارب العصبيات ويقضي على الجهل والخرافات والشعور الدئم بالقلق من الآخر ".
ودعا السبيتي الى ان " تُفتح سبل الحوار ونعيش هم الانسان امام التحديات التربوية التي يواجهها ابناؤنا اليوم بتغيير هويتهم حتى الخَلْقيّة وافكارهم وامام مصادرة الحريات حيث تجري احاديث عن ان البلد لم يعد يتحمل الوقوف الى جانب المظلومين في فلسطين ما يدفع الى ان يكموا افواه الناس ويخوفوا الناس حيث يساعد البعض منا على ذلك للاسف ممن يعيشون عقدة مجتمعات أتوا منها، تعيش الطغيان والاستبداد. بينما الحرية هي قيمة مهمّة جدا في هذه البلاد لانها مشرّعة امام كل المواطنين ضمن احترام القوانين وهي التي تعطي الفرصة لمن يملك منطقا وحجة بالغة ان يلقيها على الآخر وان يفتش مع الآخر على كلمة سواء".
واشار سماحته الى ان " هناك سرّ في فكر الامام الصدر يجعلنا نحتفل به كل عام وكأن القضية حدثت البارحة، لماذا ؟ ليس لان هناك جهة سياسية كحركة امل تحيي المناسبة . بل لان فكر الامام الصدر كلما تقرأه تشعر انك تقرا فكراً كُتب البارحة عن اليوم. وهو استطاع ان يحكي قصة وجع الانسان كإنسان وهذا هو سر الفكر المتجدّد لانه يحمل قضية حيوية تمس كل واحد منا .. همّ حمله الانبياء والرسل والأوصياء والأولياء على مرّ التاريخ وهو كيف يمكن ان يعيش الانسان عدالة الله في الأرض".
واكد في كلمته على ان " هذه القيم السامية علينا ان نتمسك بها جميعا و لا نتوقف عند الكلمات المتناثرة هنا وهناك ، انما يجمعنا فكر خلاّق سامي نسعى من خلاله جميعا الى تكريم الانسان الذي كرّمه الله الذي حمله الله في البر والبحر وسخر له كل هذا الوجود ليكون مخلوقاً يعبد الله بحرية وينشر العدل والمحبة والسلام في العالم" .
وختم بالقول "هذا هو الامام الصدر ولهذا خُطف وغيّب لانهم لا يريدون وجود شخصيات عابرة للطوائف والاحزاب والشوارع الضيقة وجامعة للأمة على القضايا الكبيرة ".
الحاج علي فاعور : لم تكن فلسطين بعيدة عن قلب الإمام، كما لم تكن بعيدة عن قلوبنا
رئيس جمعية الرسالة اللبنانية الكندي الحاج علي فاعور استهل كلمته بالقول " من الغربة التي لم تُبعدنا يوماً عن وطننا، نقف اليوم في ذكرى الإمام السيد موسى الصدر، ذلك الإمام الذي لم يكن غيابه عنّا يوماً غياباً عن قلوبنا. على بُعد المسافات، نحمل همّ الوطن في قلوبنا ونستذكر ذلك الرجل الذي كان للكرامة منارةً وللعدالة نبراساً. غاب الإمام، لكن ذكراه في قلوبنا خالدة، كما تبقى الجذور ثابتة وإن نُقلت الأشجار بعيداً عن تربتها".
واشار الحاج فاعور الى انه " كان الإمام موسى الصدر في الجنوب رمزاً للصمود، وفي قلوب أبنائه أملاً يتجدّد رغم المحن. كان للأيتام الأب الحنون، وللفقراء سنداً، وللضعفاء نصيراً".
وشدد على اننا "نعيش اليوم بعيداً عن أرض الوطن، لكن نبضنا ما زال متصلاً بتلك الأرض التي أحبها الإمام وحمل همومها في قلبه. وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نستذكر رسالته الأسمى: رسالة التعايش والوحدة الوطنية. كان الإمام موسى الصدريدرك أن قوة الوطن لا تكمن في طائفة أو جماعة، بل في وحدة جميع أبنائه، في تماسكهم وتضامنهم. كان يدعو إلى المحبة بين الجميع، ورأى في التنوع غنىً وفي الوحدة قوة. "الوحدة الوطنية هي درعنا في وجه كل مؤامرة، وهي سلاحنا في معركة البقاء" ".
ولفت فاعور الى انه " لم تكن فلسطين بعيدة عن قلب الإمام، كما لم تكن بعيدة عن قلوبنا. كانت قضيته كما كانت قضية كل حرّ يرفض الظلم. في غيابه، ما زال صوته يصدح في أذهاننا، يذكّرنا بأن الحرية والكرامة لا تنطفئان، مهما بعدت المسافات وطال الزمان".
وتناول الحاج فاعور ما يجري في الجنوب اللبناني فقال " في هذه اللحظة التاريخية، الجنوب يقف صامداً كما عهدناه، في وجه كل محاولات العدو لكسر إرادة أبنائه. ما يجري اليوم ليس مجرد معركة عسكرية، بل هو معركة وجود، معركة لإثبات أن أرضنا لن تستسلم للاحتلال أو التهديد. الجنوب اليوم هو ساحة للصمود والتحدي، تتردد في أرجائه أصداء المقاومين الذين يرفضون الذل والانكسار. هذه الأرض المباركة، التي حملت راية المقاومة منذ أن دعاها الإمام موسى الصدر للنهوض، أثبتت عبر الزمن أن الاحتلال مهما حاول لن ينجح في كسر إرادة شعبها. إنها حرب على الكرامة، حرب يدرك فيها أهل الجنوب أن النصر ليس خياراً، بل هو قدرمحتوم كتبته دماء الشهداء".
كما تطرق الى الى ما يجري في فلسطين فقال فاعور " وفي فلسطين، حيث الظلم والاحتلال لا يزالان يخيمان على أرض الأنبياء، يتصاعد النضال ضد الاحتلال يوماً بعد يوم. أبناء فلسطين يقاومون بصدورهم العارية، وبإرادة لا تعرف الانكسار، رغم قسوة الحصار والعدوان. العدو يحاول بكل الوسائل أن يخنق الشعب الفلسطيني، لكنه لا يدرك أن إرادة التحرر أقوى من كل جدران الفصل. ما يحدث اليوم في فلسطين ليس مجرد صراع على الأرض، بل هوصراع من أجل الإنسانية، من أجل حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وحرية".
واعتبر الحاج فاعور انه " في خضم الأزمات والتحديات التي تواجه وطننا، يبرز دور دولة الرئيس نبيه بري كقائد استراتيجي يجسد التوازن بين المقاومة والحكم والحوار. منذ سنوات، كانت السياسة اللبنانية شاهدة على محطات دقيقة ومعقدة، وبرز الرئيس بري كعقل مدبر قادرعلى تحقيق التوازن بين مختلف القوى. الرئيس بري نجح في إدارة دفة السياسة اللبنانية بمهارة، حيث حافظ على التوازن بين دعم المقاومة في مواجهة التهديدات الخارجية وبين إدارة شؤون الحكم بواقعية. لقد أثبت أنه قادر على الجمع بين الدفاع عن قضايا الوطن الكبرى، كالمقاومة وحماية السيادة، وبين قيادة مسيرة التنمية والاستقرار الداخلي.
في الوقت الذي يتعاظم فيه الضغط السياسي، لم يقتصر دورالرئيس بري على إدارة الملفات الساخنة فقط، بل قام بدورمحوري في تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين الأطراف السياسية المختلفة. برؤيته الثاقبة، قدم نموذجاً للقيادة التي تجمع بين الحزم والمرونة، بين القوة والدبلوماسية".
واردف قائلا " كان الرئيس بري، ولا يزال، رمزاً للحوار الوطني، داعماً لجهود تحقيق التوافق بين مختلف المكوّنات السياسية اللبنانية. بفضل قيادته، تمكّن لبنان من تجنب العديد من الأزمات والفتن، واستمر في تعزيز الاستقرار رغم كل التحديات".
واكد على ان " توازن الرئيس بري بين المقاومة والحكم والحوار يعكس رؤيته الشاملة لوطنٍ يعيش في قلب الإقليم المتقلب، ويؤكد التزامه الراسخ بمصلحة لبنان العليا".
وختم " يا أيها الإمام الغائب، يا من كنت لنا رمزاً للثبات والكرامة،نرفع إليك أكف الدعاء، أن تعود سالماً إلى وطنك، ليعود الوطن إلى سابق عهده من العزة والشموخ. واخيرا نعاهدك يا سيدي يا حفيد رسول الله يا حفيد شهيد كربلاء الأمام الحسين عليه السلام نعاهدك يا سيدي يا إمام الوطن والمقاومة يا امام لبنان والانسان
و الى اللقاء مع حفظ الامانة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وامل بنصرالله".
175 مشاهدة
20 سبتمبر, 2024
51 مشاهدة
20 سبتمبر, 2024
68 مشاهدة
19 سبتمبر, 2024