Sadaonline

ذكرى النكبة في مونتريال.. تصحيح الوعي العالمي



دارين حوماني ـ صدى اونلاين

"قضية الإبادة الجماعية التي تحدث الآن ضد الشعب الفلسطيني هي أمر يمسّ الإنسانية جمعاء. الأسوأ هو أن لدينا حكومات هنا، في كيبيك وكندا، صامتة تمامًا بشأن هذا الأمر. إنه أمر غير مقبول، لقد تبيّن أن ما يحصل يُسمّى ‘إبادة جماعية"‘ في التشريعات الدولية، وأن شعب فلسطين ‘يقاوم‘، وهذه هي الحقيقة، يجب أن نكون هنا، في ذكرى النكبة الفلسطينية، لنُظهر للمقاومة الفلسطينية أننا جميعًا معها. نحن مع الشعب الفلسطيني في حقه بتقرير المصير، وحقه في الوجود، لذلك، بطريقة ما، نقول إننا جميعًا فلسطينيون"، هذه الكلمات ليست لمواطن عربي أو تحديدًا لناشط فلسطيني، بل لمواطن كندي يُدعى فيرناند ديشامب Fernard Deschamps شارك أمس في الفعالية التي تم تنظيمها بعنوان "76 عامًا من المقاومة" في ساحة دورشيستر بمونتريال في الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية حيث كانت وقفة احتجاجية وكلمات في النضال ورفض الاحتلال والكولونيالية والإبادة، بحضور حاخامات يهود من منظمة ناطوري كارتا ومجموعة من المحاميين الكنديين مع حضور شعبي حاشد سار بعد ذلك بتظاهرة في شوارع مونتريال. 

إستطلاع آراء عدد من المشاركين
وقام موقع "صدى اونلاين" باستطلاع آراء بعض المشاركين في تظاهرة يوم النكبة وسجل هذه المواقف..

فيرناند ديشامب : ما زالوا يردّدون هذا البيان اللعين أنه يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها
ولم يكتفِ فيرناند ديشامب بهذه الكلمات بل أضاف في تعليقه على دور وسائل الإعلام الغربية بإخفاء السردية الفلسطينية الحقيقية حيث قال: "الإعلام الكندي والأميركي يحافظ على نوع من الصمت، أو ما أسمّيه ‘التضليل‘ حول ما يحدث، وهذا ليس جديدًا. لقد حضرت العديد من التجمّعات في ذكرى النكبة، وأعلم أن هذا ليس جديدًا، ولكن الأمور الآن واضحة جدًا لكل العالم، والجميع يشاهدون الفظائع التي تحصل في غزة، ومع ذلك ما زالوا يحاولون الصمت عن هذه الرواية، وهذا ليس مقبولًا، وما زالوا يردّدون هذا البيان اللعين أنه يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها. إسرائيل دولة قمعية، إنها دولة احتلال، الأمم المتحدة تعترف بحق الشعوب في المقاومة عندما يتعرّضون للاحتلال. نعم. وهذا حق مشروع للشعب الفلسطيني. لكنهم لا يريدون حتى الاعتراف بذلك".

وأشار ديشامب إلى المشترك بين شعب فلسطين وشعب كيبيك، فقال: "عندما نعود إلى وعد بلفور، وننظر إلى تاريخ الشعب الفلسطيني وتاريخ شعب كيبيك. نحن نشترك في شيء ما. لقد كنا تحت الحكم البريطاني. هو احتلال. وقد فرضوا على الشعب طرقهم ولغتهم، إنها نظرتهم الإمبريالية في التعامل مع الشعوب. وهذا غير عادل. وسيحتفل الناس هنا في كيبيك يوم الاثنين باليوم الوطني لكيبيك. في عام 1937 انتفض شعب كيبيك ضد البريطانيين، وأردنا جمهورية حتى يتمكن الشعب الكيبيكي من أن يكون له رؤيته وآراؤه في ثقافة الحياة. وهي نفس المشكلة التي يواجهها الفلسطينيون الآن. إن شعب فلسطين في العديد من البلدان حول العالم ينتفض أمام القوى الكبرى التي هي ضد حصوله على نفسه وسيادته. هذه القوى الكبرى التي تريد أنت تتدخل في شؤون الدول الأخرى. وهذا غير مقبول".

كلوديل مورنو : ليس من الضروري أن تكون فلسطينيًا لتكون هنا
ومن كيبيك أيضًا تقول كلوديل مورنو Claudelle Morneau "أنا هنا لأني ‘إنسان‘، ليس من الضروري أن تكون فلسطينيًا لتكون هنا، عليك أن تكون إنسانًا فقط. كنتُ أعرف أمورًا قليلة عن فلسطين، ولكن في 7 أكتوبر استغرق الأمر مني عشر دقائق لأدرك ما هو الجانب الصحيح الذي يجب أن أكون فيه. ومنذ ذلك اليوم وأنا أشارك في كل التظاهرات الأسبوعية التي يتم تنظيمها من أجل غزة ومن أجل فلسطين. أعتقد أن هذا أقلّ ما يمكنني فعله. يرى الكثير من الأشخاص الصور والفيديوات من غزة عبر الإنترنت، ويقومون بإيقاف تشغيل هواتفهم، ولا ينظرون إليها. بالنسبة لي، يعدّ هذا خطوة جبانة، ما يحدث أمر سريالي للغاية، صحيح لدينا خيار رفض المشاهدة والنظر بعيدًا، لكني أفضّل أن أرى ما يحدث، وأن أواصل القتال معهم في رأسي وأفكاري، وأظل هنا إلى جانب كل شعب فلسطين. أنا هنا أيضًا من أجل اليهود غير المرتبطين بالحركة الصهيونية، ومن أجل السلام العالمي. وأعتقد أن هذا التجمّع يُظهر مقدار القوة التي نمتلكها كمواطنين. وإذا نجح ذلك، فسوف ينجح في الكونغو والسودان وجميع عمليات الإبادة الجماعية الأخرى في العالم. نحن جميعًا فلسطينيون في هذه المرحلة".

وعن دور وسائل الإعلام الغربية في إخفاء السردية الفلسطينية تعلّق كلوديل "يكفي النظر إلى من يقوم بتمويل وسائل الإعلام لنعرف لماذا لا يتم إخبار السردية الحقيقة. يقولون إن القنوات العربية ومنها قناة الجزيرة ليسوا وسائل إعلام حقيقة، ولكن عندما نشاهدهم نرى الصحافة الحقيقية التي تُخبر كل شيء. هناك الكثير من الإسلاموفوبيا منذ كنت طفلة، يخبروننا بأمور فظيعة، ولكني اليوم أشعر بالخجل مما كنتُ عليه قبل ستة أشهر، وأنا أنظر إلى ما أنا عليه الآن، أنا سعيدة لأني تمكنتُ من النظر إلى نفسي وتحديد الجانب الصحيح".  

ديان تزافانيز :معاناة الفلسطينيين ليست جديدة، هم عانوا منذ الأربعينيات
وعبّرت الناشطة الكندية من أصل يوناني ديان تزافانيز Diane Tzavanis عن دعمها للقضية الفلسطينية وللشباب الذين ينظّمون هذه الفعاليات، فقالت: "أنا هنا لدعم الشباب الذين يعملون جاهدين لأجل فلسطين، أنا أفتخر بهم. هؤلاء الشباب الذين يدعمون هذه القضية الحاسمة في الجامعات وفي جميع أنحاء البلاد. لذلك أنا هنا من أجلهم، من أجل دعم الشعب الفلسطيني، وأشعر بالعاطفة بمجرّد الحديث عن ذلك. نحن مستاؤون جدًا مما يحصل.

وأضافت دَيان: "إنه أمر عاطفي للغاية. لقد عشتُ في مدينة غزة ضمن عملي لفترة من الوقت، ولذلك أشعر بشعب غزة، فهذه معاناة هائلة، لكن معاناتهم ليست جديدة، هم عانوا منذ الأربعينيات. وحتى قبل ذلك. علينا أن نضع حدًا لهذه المعاناة. أنا حزينة من الكمّ الهائل من المعاناة التي تحدث الآن. وفي الوقت نفسه أنا مسرورة جدًا لتنظيم هذه الفعاليات، سعيدة جدًا لأن هذه القضية يتم وضعها في المقدمة هذه الأيام. وعلى الأقل، نقوم بشيء واحد ضئيل جدًا أمام ما يحدث لكنه جيد ومهم، هو الخروج ومساندة أولئك الذين يعانون، ومعاناتهم ليست فقط منذ 7 أكتوبر بل منذ فترة طويلة، هناك معاناة منذ أكثر من 76 عامًا".

سيلينا حزبون : أتعرّف يومًا بعد آخر على معنى هذا اليوم الرهيب
وتحدثت الشابة سيلينا حزبون التي تشارك في المظاهرة مع والدتها، وهما من أصل فلسطيني، تقول سيلينا إن جدتها لأمها أتت من فلسطين منذ الأربعينيات، وهذا اليوم يعني لهم الكثير، تقول إن والدتها تتحدث دائمًا عن فلسطين وعن مدى أهمية هذا اليوم بالنسبة لعائلتهم. وأضافت أنه على الرغم من أنها قد تُعدّ بعيدة عن فلسطين بالنظر إلى شجرة العائلة، إلا أنها تتعرّف يومًا بعد آخر على معنى هذا اليوم الرهيب، كما عبّرت عن تأثرها وكم يعني لها رؤية هذا التجمّع الحاشد لأجل فلسطين.

شريفة صبري :الصهاينة يفرحون في هذا اليوم، الذي هو يوم تشرّد الشعب الفلسطيني
ومن أصل جزائري قالت شريفة صبري: "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. نحنا هنا لأنه يوم يُحزننا جدًا. الصهاينة يفرحون في هذا اليوم، هو يوم تشرّد الشعب الفلسطيني ومعه تشرّد الشرف العربي.. هذا الصمت من قبل وسائل إعلام غربية، وعربية أيضًا، لما يحصل في غزة يؤلم كثيرًا. غزة قطعة منا تتعذب. نحن نأتي كل عام ودائمًا، لأن كل واحد منا يجب أن يحترم إنسانيته قبل أي شيء آخر ليكون هنا". وأضافت شريفة صبري أنها تعرف قصة فلسطين منذ كانت طالبة في الجزائر، "كانت معلمة المسرح فلسطينية، علّمتنا ما حدث في فلسطين، ومن يومها روحي فلسطينية".

وقد عبّر مشاركون آخرون في التجمّع عن دعمهم لفلسطين؛ تجمّع شهد حضورًا عربيًا متنوعًا، وكان لافتًا المشاركة الشعبية الكندية من مختلف الأعمار.    


الحاخام دوفيد فيلدمان : قضية الاحتلال المستمر منذ أكثر من 76 عامًا. انتهاك للقانون اليهودي

وفي كلمته لصدى أونلاين خلال الوقفة الاحتجاجية قال الحاخام دوفيد فيلدمان (Dovid Feldman)، من منظمة ناطوري كارتا: "نحن هنا لإحياء ذكرى الكارثة، نكبة الشعب الفلسطيني. نحن غاضبون ممّا يحدث، ليس ما يحدث الآن فقط من الإبادة الجماعية في غزة منذ أشهر، ولكن القضية قبل ذلك بكثير، إنها قضية الاحتلال المستمر منذ أكثر من 76 عامًا. هذا مريع! وهذا ليس مجرّد انتهاك للقانون الدولي، هذا انتهاك للقانون اليهودي. وكل هذا محرّم في اليهودية، أن يكون لإسرائيل دولة. إن الحركة الصهيونية، كيفما نظرنا إليها، هي النقيض التام لليهودية. وفقًا لليهودية، إن هذه الفلسفة لبناء وطن سيادي لليهود محرّمة".

وأضاف فيلدمان: "إن القتل والسرقة وقمع شعب بأكمله هو انتهاك للقانون اليهودي. ونحن نطالب بفلسطين حرة كاملة. نحن نطالب بإنهاء هذا الاحتلال برمّته. ليس فقط إنهاء الحصار في غزة، وليس فقط حل الدولتين، حل الدولة الواحدة حيث يكون الجميع في سلام، حيث يتم إعادة جميع اللاجئين إلى وطنهم الأصلي وحيث نترك الأمر للسكان الأصليين الفلسطينيين لاختيار حكومتهم. ونحن كيهود سنكون سعداء، وأكثر سعادة بكثير، مع الدولة الفلسطينية ‘الإسلامية‘، الشعب اليهودي سيكون أكثر أمنًا وأمانًا في ظلّ الدولة الفلسطينية مما كان عليه في ظل دولة إسرائيل الشريرة والخطيرة".

وأكّد فيلدمان على وجود مجتمع قوي جدًا في القدس ومدن أخرى في الأرض المقدسة من اليهود الرافضين لدولة إسرائيل، "نحن نشيطون للغاية منذ 7 أكتوبر، على الرغم من أنه من الصعب جدًا علينا في الأرض المقدّسة أن نتحدث علنًا لأن الشرطة قاسية جدًا وفظيعة للغاية. لكن بالأمس، في اليوم الذي يسمّونه ‘يوم الاستقلال الإسرائيلي‘، قامت مجموعات يهودية مناهضة للاحتلال بمسيرة في شوارع القدس مطالبة بتحرير فلسطين، وحاملين الأعلام الفلسطينية، وبينما كانوا يدلون ببيانهم، ويرفعون الصوت ضد كل ما يحدث، تعرّضوا لهجوم وحشي من قبل الشرطة الإسرائيلية".  



كلمات في التظاهرة

محامون من اجل فلسطين:على الرغم من الجرائم ضد الإنسانية، تصرّ حكومة ليغو على فتح مكتب في تل أبيب

وقبل انطلاق التظاهرة في شوارع مدينة مونتريال، كانت كلمات لعدد من الناشطين المشاركين في تنظيم التظاهرة، ثم ألقى المحامي مانويل جونسون Manuel Johnson كلمة عبّر فيها عن حق الفلسطينين في المقاومة وأن حق الدفاع عن النفس لا ينطبق على إسرائيل لأنها دولة احتلال، كما عبّر باسمه واسم أصدقائه المحاميين لرفضهم فتح كيبيك لمكتب في تل أبيب، وممّا قال في كلمته:

"نحن محامون، وكتّاب عدل، وطلاب قانون، وبعد ما يقرب من 40 ألف حالة وفاة مؤكدة وأكثر من 5 أشهر مما وصفته المحكمة العالمية بالإبادة الجماعية المعقولة، نحن هنا لنقول، ‘ليس باسمنا، وليس باسم المحامين وغيرنا من الحقوقيين الذين يأخذون على محمّل الجد فكرة العدالة واحترام القانون الدولي‘، لقد أثبتت الأصوات في الأمم المتحدة للعالم أجمع على مدى الأشهر الستة الماضية أن إسرائيل معزولة. إسرائيل، في تحدٍ تام للقانون الدولي، تكثّف هجماتها على السكان المدنيين في غزة، وتسخر من الأمين العام للأمم المتحدة، بدعم غير مشروط في الغالب من الولايات المتحدة، وبالتواطؤ الواضح من كندا، التي تدّعي أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها. لكننا نعلم أن حق الدفاع عن النفس لا ينطبق على قوة الاحتلال، ضد الأمة التي تضطهدها. في الواقع، وفقًا للقانون الدولي والقرارات العديدة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن الفلسطينيين لديهم النضال الصحيح لتحريرهم من الهيمنة الاستعمارية باستخدام جميع الوسائل المتاحة لهم، بما في ذلك الكفاح المسلح. لقد سخرت إسرائيل وداست على قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وحق الفلسطينيين في الاستقلال والسيادة الوطنية، وحق الفلسطينيين في العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم، التي تم تهجيرهم واقتلاعهم منها بشكل غير قانوني  ليس فقط منذ 7 أكتوبر بل منذ عام 1948. وعلى الرغم من هذه الجرائم ضد الإنسانية، تصرّ حكومة ليغو على خطتها لفتح مكتب في تل أبيب، ‘لتعزيز العلاقات التجارية‘ بين كيبيك وإسرائيل، بما في ذلك تجارة الأسلحة".

وتوجّه جونسون إلى ليغو قائلًا:

"سيد لوغو، لماذا تبرير الفصل العنصري والاستعمار والاحتلال والإبادة الجماعية من خلال فتح هذا المكتب؟ إذا كنت تريد تأكيد الحكم الذاتي لكيبيك على المستوى الدولي، فلماذا لا تفتح مكتبًا في هافانا أو رام الله بدلاً من ذلك؟ بإصرارك على هذا المشروع، فإنك تعرّض حكومتك ونفسك لتهم التواطؤ مع الإبادة الجماعية".

وأضاف جونسون:

"نحن محامون. نحن نتمسّك بالعدالة واحترام القانون الدولي في قلوبنا. لكن مع التطورات التي حدثت منذ 7 أكتوبر، ومع إضفاء الطابع الإقليمي على الصراع الذي أصبح واضحًا، يتعيّن علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لدعم روح القانون. هذا يعني القتال في المحاكم، نعم، ولكننا سننزل إلى الشوارع معكم جميعًا. ولهذا السبب نحن هنا معكم اليوم. لن يتم تحرير فلسطين في قاعة المحكمة، سيتم تحرير فلسطين من خلال تكثيف الجهود لبناء قوة شعبية وقوة اجتماعية وسياسية ضد الإمبريالية، الإمبريالية التي، بالتواطؤ مع كندا وكيبيك، تعرقل بشكل منهجي تقرير مصير الفلسطينيين وجميع شعوب العالم، يجب علينا نحن المحامين، معكم جميعًا، تكثيف مشاركتنا في هذه النضالات للمساهمة فيها تحرير فلسطين وجميع الشعوب المضطهدة".

وختم جونسون قائلًا: "لدينا العدالة إلى جانبنا، لدينا التاريخ إلى جانبنا، دعونا نواصل القتال".


إياد أبو حامد : ستنتهي هذه القضية بالمقاومة

ووسط هتافات من الحشود، ألقى الناشط الفلسطيني إياد ابو حامد كلمة عبّر فيها عن سعادته بالعائلة الكبيرة التي يراها تشارك في هذا اليوم في إحياء ذكرى النكبة بفلسطين، وأن هذه التجمّعات الكبيرة في مونتريال وكل دول العالم تؤكد على أن العودة إلى فلسطين قريبة. وقال إن الوعد الصهيوني بدأ في عام 1879 ببناء وطن لليهود من النيل إلى الفرات، لكن خطتهم لن تكمل طريقها بوجود هذه الحشود وهذه العاطفة الكبيرة لفلسطين. وقال: "البارحة احتفلوا بعيد استقلالهم هنا، يسألني الشرطي: كيف ستنتهي هذه القضية، أجبت: بالمقاومة. قال: بمعاهدة سلام، أجبت: جرّبنا السلام، وكذّبوا".

ومما قاله أبو حامد: "إنهم يستمرون في الكذب في الإعلام. كل العالم يرى كيف ينتهكون حقوق الإنسان، حقوق الأطفال، حقوق الحيوان، نحن نؤمن أن الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال هو المقاومة، هذا هو الحل الوحيد، وأنتم ترون كيف أن أبناءنا في غزة يخرجون من تحت الركام يطالبون بالمقاومة".


وشدّد أبو حامد على أهمية المشاركة في هذه التظاهرات لإخبار الحقيقة وأن محاولات إسكات الفلسطينيين لن تنجح. وأنه بعد 76 سنة من الاحتلال لا يمكن للفلسطينين أن يقبلوا العيش جنبًا إلى جنب مع قاتلين وإرهابيين ومرتكبين لمجازر، معتبرًا أن فلسطين لا يمكن تقسيمها، فلسطين واحدة، وقال: "لا نقبل السلام إذا لم يكن لدينا الحرية والكرامة". وتوجّه إلى المحتشدين قائلًا: "من أجل فلسطين، حافظوا على أرواحكم قوية وعلى أصواتكم عالية، ضد الاحتلال وضد القمع".

انطلاق المسيرة
وقد سارت الحشود بعد ذلك بمسيرة قطعت وسط مونتريال ورفع المشاركون شعارات تندّد بالإبادة في غزة و"الحرية لفلسطين" بلغات متعدّدة. وعلى الرغم من أن هذه الشعارات وهذه الفعاليات قد لا يكون لها القوة لتغيير خريطة الإبادة ومخططات الاستعمار الإسرائيلي والكولونيالية الغربية إلا أنها بلا شك تعمل على تصحيح الوعي العالمي، وهي بلا شك المادة الخامّ لمواجهة خطط المحو للذاكرة التي لا تشمل الفلسطينيين، أطفالًا وكبارًا فحسب، بل السردية الفلسطينية الحقيقية التي عرف الإعلام الغربي جيدًا كيف يخبّئها على مدى 76 عامًا باشتغاله على التزوير والتضليل.

 

 

الكلمات الدالة

معرض الصور