Sadaonline

المنتجات الأمريكية في المتاجر الكندية... مقاطعة صامتة تتواصل

تشير إلى أن 85٪ من الكيبيكيين يقولون إنهم يتجنبون المنتجات الأمريكية

يبدو أن المقاطعة التي دعا إليها الكنديون في الأشهر الماضية للمنتجات الأمريكية لم تنتهِ بعد، لكنها تحوّلت إلى ما يصفه الخبراء بـ «المقاطعة الصامتة»، إذ يواصل عدد كبير من المستهلكين في كيبيك تجنّب السلع القادمة من الولايات المتحدة، وإن كان ذلك من دون ضجيج أو دعوات علنية. يقول غي ميليت ، نائب رئيس شركة توزيع الفواكه والخضروات كورشين لاروز لـ LA PRESSE، إن الطلب على المنتجات الأمريكية تراجع منذ نهاية الشتاء الماضي، مضيفًا: «المقاطعة لم تعد تُحدث ضوضاء كما في السابق، لكنها ما زالت قائمة... إنها مقاطعة صامتة».
 ويقدّر ميليت أن ثلث المستهلكين الكيبيكيين يلتزمون فعليًا بالمقاطعة، بينما ثلث آخر يرغب في ذلك لكنه لا يستطيع تحمّل كلفتها في ظل الأسعار المرتفعة.أما الثلث الثالث من المستهلكين، بحسبه، فلا يهتم أصلًا بمصدر المنتجات التي يشتريها، سواء كانت كندية أم أمريكية.

 

تؤكد لورانس غودان، مديرة قسم علم الاجتماع في جامعة لافال، أن هذه التقسيمة تعكس بدقة سلوك المستهلكين في كيبيك. وتشير إلى أن 85٪ من الكيبيكيين يقولون إنهم يتجنبون المنتجات الأمريكية، وفقًا لأحدث استطلاع صادر عن مجلس تجارة التجزئة في كيبيك. لكنها تحذر من أن الطقس البارد وأسعار الشتاء قد يضعفان عزيمة كثيرين: «القيم لا تتغير، لكن تطبيقها يصبح صعبًا عندما تقلّ الخيارات أو ترتفع الأسعار»، تقول غودان.
 وترى الباحثة أن العلاقة الاقتصادية بين كندا والولايات المتحدة متجذّرة في النظام الغذائي إلى درجة تجعل المقاطعة الكاملة مرهقة ومستحيلة عمليًا:التغيير». رغم خفوت الأصوات والدعوات السياسية، فإن روح المقاطعة لا تزال حاضرة في عادات الكيبيكيين. إنها ليست حركة احتجاج صاخبة كما كانت، بل موقف هادئ ومستمر — مقاطعة لا تُعلن، لكنها تُمارس كل يوم عند رفوف الخضار والفاكهة.