Sadaonline

احتفال في البرلمان الكندي في أوتاوا بإنجازات مجلس العلاقات الكندية-العربية خلال 4 عقود

أربعون عاماً على العمل من اجل تعزيز العلاقات الكندية-العربية و"بناء الجسور مع الماضي وصناعة المستقبل"

صدى اونلاين - اوتاوا

 

اقام المجلس الوطني للعلاقات الكندية-العربية (NCCAR)  حفل استقبال في مبنى البرلمان الكندي بأوتاوا احتفاءً بمرور أربعين عاماً على تأسيسه وتعزيز العلاقات الكندية-العربية، تحت شعار: "بناء الجسور مع الماضي وصناعة المستقبل " برعاية النائبة جينا سدز، عضو البرلمان الفدرالي عن كاناتا.

الحفل اقيم يوم السبت في الخامس من كانون الاول - ديسمبر عند الساعة الخامسة مساءً في مبنى السير جون ماكدونالد في البرلمان وسط حضور دبلوماسي ونيابي ومجتمعي واسع. تقدّم الحضور شخصياتٌ دبلوماسية كان أبرزها القنصل اللبناني في أوتاوا الأستاذ علي الديراني، إلى جانب شخصيات نيابية بارزة من بينها وزير الدفاع الكندي مايفيد ماكغنتي والنائبة جينا سدز ، كما شارك في الحفل عدد من القيادات الدينية والاجتماعية من بينهم سماحة الشيخ علي السبيتي، إضافة إلى وجوه أكاديمية وإعلامية وناشطين من مختلف أطياف الجالية العربية-الكندية من اوتاوا ، مونتريال تورنتو وغرب اونتاريو .

مجلس العلاقات الكندية-العربية

يُعدّ مجلس العلاقات الكندية-العربية منظمة كندية غير ربحية تأسست في منتصف الثمانينيات ، وهدفها الأساسي بناء جسور الفهم والتعاون بين كندا والعالم العربي. ويركّز المجلس في عمله على التوعية والتعليم والحوار العام حول قضايا العالم العربي وعلاقته بكندا، من خلال تنظيم ندوات ومؤتمرات وورش عمل للتعريف بالتاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي للمنطقة العربية وقضاياها الراهنة، وتنفيذ برامج تدريب قيادي للشباب وطلبة المدارس والجامعات لتعزيز المشاركة المدنية وفهم قضايا المنطقة، والعمل مع الحكومة ووسائل الإعلام والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني ليكون مصدرًا للمعلومات والرأي والخبرة حول قضايا كندا-العالم العربي، فضلًا عن دعم المبادرات الثقافية والتعليمية والتبادل العلمي، ونشاطات تُبرز مساهمة العرب-الكنديين في المجتمع الكندي. ويقدّم المجلس نفسه كمنصة كندية-عربية تسعى إلى تعزيز المعرفة المتبادلة، وتشجيع الروابط الثقافية والتعليمية والاقتصادية، وتوسيع مساحة الحوار بين الكنديين ومجتمعات ودول العالم العربي.

 

 كلمة رانيا حمدان: أربعون عامًا من بناء الجسور

  وقد افتُتح الحفل بكلمة رئيسة اجلس NCCAR السيدة رانيا حمدان ، التي بعد ان رحّبت بالحضور قالت في كلمتها :

"نحن نحتفل بمرور أربعين عامًا على تأسيس مجلس العلاقات الكندية–العربية — أربعة عقود من المناصرة، والاعتزاز الثقافي، والمشاركة المدنية، وبناء المجتمع. إنه لشرف لي أن أخدمكم كعريفة لهذا الحدث المفصلي.

احتفال الليلة لا يقتصر على تاريخ المجلس؛ بل هو أيضًا عن القصص، والرحلات، والفرص التي جعلتها هذه المؤسسة ممكنة.

بالنسبة للعديد من الشباب العرب المهاجرين الذين نشأوا في كندا، كانت فرص رؤية هويتهم منعكسة أو محترَمة أو مُحتفى بها محدودة. وكانت المساحات التي تشجّع المشاركة المدنية أو الانخراط في الحياة العامة نادرة. فأصبح المجلس واحدًا من المؤسسات القليلة التي قدّمت جسرًا بين مجتمعاتنا والمشهد المدني الكندي.

وكان من بين هذه الجسور برنامج التدريب البرلماني — المموَّل من مجتمعنا نفسه — الذي فتح أبوابًا في تلّ البرلمان ظلت مغلقة طويلًا أمام الشباب العرب-الكنديين. أُتيح للمتدربين أن يساهموا مباشرة في عمل البرلمان، بما في ذلك صياغة خطابات تدعو إلى المساءلة والعدالة والانخراط الواعي في القضايا التي تواجه المنطقة العربية. وبالنسبة لكثيرين، كانت هذه لحظة تحوّلية أعادت تشكيل إحساسهم بالانتماء والهدف في كندا.

إن تلك التجربة تذكير بسبب كون عمل المجلس ضروريًا إلى هذا الحدّ.

فعندما يحصل الشباب العرب-الكنديون على إمكانية الوصول إلى المؤسسات المدنية، فإنهم يُظهرون بسرعة أنهم ينتمون إلى كل غرفة تُتخذ فيها القرارات. يساهمون بتفكير عميق، وينخرطون بمسؤولية، ويُغنون الحياة الديمقراطية في كندا. وقد ساعد المجلس في تنشئة أجيال من القادة الشباب الذين باتوا يفهمون مسؤولياتهم المدنية وقدرتهم على التأثير في الحوار العام.

ولهذا السبب يجب أن يستمر المجلس في الوجود — ليس فقط لأعضاء اليوم، بل للجيل القادم أيضًا.

لا يمكن لمجتمعنا أن يعتمد فقط على لحظات الأزمات كي يتحرك. لا يمكننا أن نجتمع فقط عندما تكون هناك حرب أو نزوح أو مأساة في العالم العربي. نحن بحاجة إلى مؤسسات كندية قوية ودائمة — مؤسسات ترفع من شأن الشباب، وتدافع عن أصواتنا، وتضمن التمثيل على كل طاولة تُصاغ فيها السياسات والعدالة والفرص.

وبينما نُحيي أربعين عامًا من الأثر، ندعو الجميع هنا إلى التأمل في ما يعنيه الحفاظ على هذا الإرث وتعزيزه.

علينا أن نتقدّم — كداعمين، ومتطوعين، وأعضاء، وشركاء.
علينا أن نستثمر في برامج تبني المشاركة المدنية، والمشاركة السياسية، والتمكين الثقافي، والمناصرة طويلة الأمد.
وعلينا أن نضمن أن كل شاب عربي-كندي — سواء كان وافدًا حديثًا أو مولودًا في كندا — يستطيع الوصول إلى الفرص التي ساعدت في تشكيل هذا العدد الكبير من القادة داخل مجتمعنا.

لقد غيّر المجلس حياة الناس. فقد فتح مسارات إلى الخدمة العامة، ووسّع آفاق شبابنا، وقوّى الصوت العربي-الكندي في أنحاء هذا البلد. والهدف الآن هو ضمان أن يكون لدى الجيل القادم أساس أقوى يقف عليه.

وقبل الختام، نُعبّر عن امتناننا العميق لشخصين كان دعمهما سببًا في جعل هذه الرحلات ممكنة.
إلى الأمهات والعائلات اللواتي كنّ يقدن أبناءهن إلى البرلمان كل يوم، ويُفسحن المجال لأحلام حُرمن هنّ منها.
وإلى الأزواج والشركاء الذين شجّعوا خدمة المجتمع والقيادة والعودة إلى رسالة المجلس — مساعدِين في توجيه الكثير منا للعودة إلى حيث نقف اليوم".

 

 

النائبة جينا سَدْز: مرور أربعين عامًا على تأسيس المجلس إنجازٌ استثنائي

من جهتها، ألقت النائبة ووزيرة العائلات والأطفال والتنمية الاجتماعية السابقة جينا سَدز(Jenna Sudds) كلمة أكدت فيها سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث، ووصفت مرور أربعين عامًا على تأسيس المجلس بأنه إنجازٌ استثنائي يجسد عقودًا من بناء الجسور بين المجتمعات، وتعزيز الهوية العربية في كندا، ومساعدة الجميع على فهم بعضهم بعضًا بصورة أفضل. وأشادت سَدز بقيادة كلٍّ من إيلي الشنتيري رئيس مجلس الإدارة(Chair of NCCAR) ورانيا حمدان رئيسة المجلس، مثنية على نزاهتهما وتعاطفهما وروح المسؤولية لديهما، ومؤكدة أن كندا ومدينة أوتاوا أفضل بفضل هذا العمل.

كما وجهت سَدز شكرها لأعضاء المجلس الحاليين والسابقين والفرق العاملة والمتطوعين الذين جعلوا الاحتفال ممكنًا، وأكدت أن المجلس منذ تأسيسه في عام 1984/1985 ظل يخلق فرصًا للحوار والتعليم والصداقة، وبنى فضاءً يتعلم فيه الكنديون عن العالم العربي عبر الثقافة والتاريخ والخبرة المشتركة، ونظم ندوات وفعاليات ثقافية وبرامج شبابية ومبادرات إنسانية بهدف واحد هو جمع الناس وتقريبهم من بعضهم. واعتبرت سَدز أن تعزيز مشاركة العرب-الكنديين في المؤسسات العامة والسياسات والتعليم والإعلام يُغني كندا ويقوّي مجتمعها ويعمق فهمها لذاتها وللآخر، داعيةً إلى الاستمرار في العمل المشترك خلال الأربعين سنة المقبلة بروح الصداقة والقيادة وبناء الجسور داخل المجتمع العربي-الكندي.

 

 

النائبة السابقة كولين بومْيه : فلسطين موجودة… رأيتها على خريطة طفولتي

قالت النائبة الكندية السابقة كولين بوميه، في مداخلة لها خلال المناسبة، إنها لطالما لمست محبة الكنديين ودفئهم تجاهها عندما كانت تزورهم، مشيرةً إلى أن كثيرين كانوا يدعونها إلى منازلهم ويعبّرون عن اعتزازهم بكندا، لكنها عبّرت اليوم عن شعورٍ بالأسى والخجل حيال مستوى الخوف والتضليل المتنامي في النقاش العام.

وأوضحت بوميه أنها تستغرب كيف يمكن للبعض أن ينكر وجود فلسطين، لافتةً إلى تجربة شخصية من طفولتها حين كانت في الثامنة من عمرها وتلقت كتابًا مقدسًا من أقاربها، وعند فتحها الصفحة الأولى وجدت خريطة مكتوبًا عليها “فلسطين”، معتبرةً ذلك دليلًا على حضور الاسم والواقع تاريخيًا.

وأضافت أن المرحلة الراهنة صعبة على المجتمع المسلم تحديدًا، لأنهم لا يملكون السيطرة على وسائل الإعلام، ما يفتح المجال لانتشار روايات مغلوطة، مؤكدةً أن الحقيقة لا تصل إلى الناس إلا إذا لجأوا إلى مصادر أخبار بديلة وبحثوا بأنفسهم.

وتابعت بوميه أنها باتت تتعب من الدخول في جدالات يومية مع أشخاص في المطاعم أو الأماكن العامة عندما تسمع أحاديث تعتبرها غير دقيقة، مشددةً على أن الناس “يجب أن يعرفوا الحقيقة”. واستعادت تجربتها بعد عودتها الأخيرة من غزة، قائلةً إنها بقيت لثلاثة أشهر غير قادرة على الحديث مع أحد خوفًا مما قد تقوله من شدة ما رأته وتأثرت به.

وأكدت النائبة السابقة أنها رغم تقدمها في السن ما زالت تدافع عن قناعاتها في كل مكان، ووجّهت رسالة واضحة للحضور دعتهم فيها إلى عدم الاختباء أو الصمت، وعدم تقبّل الإساءات أو حملات التخويف، معتبرةً أن الاستسلام للترهيب لا يخدم العدالة ولا الحقيقة.

وفي ختام حديثها، شددت بوميه على رفضها للاتهامات الجاهزة بمعاداة السامية، مؤكدةً أنها ليست معادية لليهود، وانتقدت ربط هذا الاتهام بكل من يدافع عن الحقيقة أو الحقوق، قبل أن تختتم مداخلتها بنبرة ساخرة قائلةً إنها حذّرت من قبل من إعطاء “ميكروفون” لسياسية سابقة مثلها.

 

النقابي علاء القاضي : النقابات الكندية تصعّد دعمها لفلسطين

كذلك ألقى الناشط والنقابي علاء القاضي(Ala’ Qadi) من Labour for Palestine  كلمةً تحدث فيها عن عمل المنظمة كحركة نقابية وطنية تضم أعضاء وناشطين من اتحادات العمال في كندا فقال :

شكرًا للمجلس الوطني للعلاقات الكندية-العربية (NCCAR) على استضافة هذا الحدث وعلى اعترافه بمنظمة «العمل من أجل فلسطين» (Labour for Palestine) وPYM وAPAC وباقي المنظمات الناشطة على عملها ومساهماتها في دعم القضية الفلسطينية. لقد كان طريقًا طويلًا.
وشكرًا للنائبة جينا سَدز على رعايتها لهذا الحدث، وشكرًا لكل قادة وأعضاء المجتمع الحاضرين هنا.

اسمي علاء القاضي، وأنا نائب رئيس ائتلاف العمال المُهمَّشين عِرقيًا في نقابة موظفي الخدمة العامة في أونتاريو، وأحد منسّقي «العمل من أجل فلسطين» في أوتاوا. دعوني أعرّفكم قليلًا بمنظمتنا:

نحن منظمة وطنية تضم أعضاءً ونشطاء من الحركة العمالية والنقابات، نقف متضامنين مع نضال العمال والشعب الفلسطيني عبر الاتحادات النقابية. لماذا النقابات؟ لأن العمال يملكون القوة. ومن خلال عملنا خلال السنوات الماضية نجحنا في تمرير قرارات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS (Boycott, Divestment and Sanction on Israel) في نقابات واتحادات عمالية عديدة مثل:
CUPE Ontario
، PSAC، CAPE، CUPW، Unifor، OPSEU، Ontario Federation of Labour، CSQ، FNEEQ-CSN، CWUW، CUPE Manitoba، وCUPE BC.

مؤخرًا ركّزنا على حملة «Hot Cargo».
وما هي «Hot Cargo»؟ هي تقليد عمالي: أن يرفض العمال التعامل مع السلع والخدمات المرتبطة بالاضطهاد أو الحرب أو كسر الإضرابات، وهي الطريقة التي نستخدم بها قوتنا في العمل لإظهار التضامن وتعطيل الظلم. وحملتنا تدعو إلى إعلان كل السلع والخدمات والشراكات الإسرائيلية «Hot Cargo» الآن.

وأود أن أعلن عن أحدث إنجازاتنا في الأسابيع الماضية: فقد حققنا اختراقًا كبيرًا في اتحاد عمال نوفا سكوشا واتحاد عمال نيوفاوندلاند، إذ مرّر كلاهما قرارات تعتبر «كل السلع والخدمات إلى إسرائيل Hot Cargo» وقطع العلاقات مع الهستدروت.

كما أبلغكم بأحدث فوز كبير لنا في اتحاد عمال أونتاريو، وهو أكبر اتحاد عمالي إقليمي في كندا ويمثل أكثر من مليون عامل. ففي 20 نوفمبر، وخلال مؤتمر اتحاد عمال أونتاريو، وبفضل حملاتنا وعملنا المتواصل، تم تمرير ثلاثة قرارات مهمة، وكان لي شرف أن أكون مندوبًا هناك وأول المتحدثين عنها:
الأول حول الاعتراف بالعنصرية المعادية للفلسطينيين ومكافحتها.
والثاني حول سحب استثمارات صناديق التقاعد من جميع شركات السلاح وأي شركات تشارك في دعم أو إدامة الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي.
والثالث إعلان كل التجارة والخدمات والعلاقات مع إسرائيل «Hot Cargo» وقطع العلاقات مع الهستدروت، مع دعوة مؤتمر العمل الكندي لاعتماد النهج نفسه وتبنّي «حملة حظر السلاح».

وقد مرّت هذه القرارات بأغلبية بين 90% و97%. وقد حاول الصهاينة كل كذبة وكل حيلة لإيقافها أو الطعن بها، لكن ذلك لم ينجح، لأن الناس يعرفون الحقيقة الآن. لقد انهارت الرواية الصهيونية، ومهما حاولوا تغطيتها، فقد خرج الأمر للعلن ولا أحد يصدق أكاذيبهم بعد اليوم.

وختم القاضي بالقول : " من جزيرة السلحفاة (Turtle Island) إلى فلسطين، الاستعمار جريمة. الحرية لفلسطين. الحرية لفلسطين."

 

وفي ختام الاحتفال، كرّم المجلس مجموعة من الشخصيات تقديرًا لدورها في دعم مجلس العلاقات الكندية-العربية ومسيرته، وهم:

  1. Michael Lynk
  2.  النائبة الفدرالية  Jenna Sudds
  3. Bill Lawand
  4. Atif Kubursi
  5. مؤسس المجلس Ian Watson  
  6. Father Robert Assali
  7. المائب السابق :  Mark Assad  
  8. النائبة السابقة  Colleen Beaumier
  9.     الرئيس السابق للمجلس : Dr. Ayman Yassen

واختُتم الحفل بالتأكيد على أن مسيرة المجلس خلال أربعة عقود لم تكن مجرد تاريخٍ تنظيمي، بل كانت مسارًا لصناعة فرصٍ حقيقية للشباب العربي-الكندي، وتعزيز حضوره في الحياة العامة، وحماية صوته داخل المجتمع الكندي، مع دعوةٍ جماعية إلى صون هذا الإرث وتطويره في العقود المقبلة.

 

كما جرى قطع قالب حلوى احتفاءً بمرور أربعين سنة على تأسيس المجلس.

معرض الصور