Sadaonline

السفير اللبناني في كندا يستقبل وفدًا من الجالية ويتسلّم رسالة تطالب بتفعيل تمثيل المغتربين: “أنتم أهل البيت وشركاء في القرار الوطني”

السفير طوق دعا الجميع إلى التحضير الجدي والمبكر لضمان مشاركتهم في هذا الاستحقاق الوطني

صدى اونلاين ـ اوتاوا

أشاد السفير اللبناني في أوتاوا، الأستاذ بشير طوق، بالدور المركزي الذي تضطلع به الجالية اللبنانية في كندا وفي دول الاغتراب، معتبرًا أن اللبنانيين المنتشرين يشكّلون إحدى الركائز الأساسية في الحياة الوطنية، ولا سيّما في الاستحقاق الانتخابي المقبل.

جاء كلام السفير خلال لقائه وفدًا من الجالية اللبنانية في مونتريال وأوتاوا، ظهر الجمعة، في مبنى السفارة في العاصمة الكندية، بحضور القنصل اللبناني في أوتاوا الأستاذ علي الديراني سلمه خلالها رسالة من الجالية لنقلها الى وزراة الخارجية اللبنانية والرؤساء الثلاثة حول الموقف من الاستحقاق الانتخابي اللبناني القادم . وقد هنّأ الوفد السفير طوق بوصوله بالسلامة وتسلّمه مهامه الجديدة، مستعرضًا معه الاستعدادات للانتخابات اللبنانية المقبلة وملف مشاركة المغتربين فيها.

السفارة على مسافة واحدة

وأكد السفير طوق، الذي وصل إلى كندا هذا الأسبوع، أنّ السفارة تقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية، مشددًا على أن أبوابها “مفتوحة للجميع وخدمتهم واجب وطني”. كما نوّه بالدور الذي لعبه القنصل علي الديراني خلال الأشهر الماضية، حيث واكب شؤون الجالية على مدار الساعة، خصوصًا في الحالات الطارئة وفي ملف التسجيل للانتخابات.

ووصف السفير الجالية بأنها “عائلة واحدة”، مشيرًا إلى أن اللبنانيين في الخارج أثبتوا خلال الأزمات والحروب أنهم نموذج للوحدة الوطنية والتضامن الإنساني العابر للمناطق والطوائف.

وتناول السفير بالتفصيل ملف انتخابات المغتربين، مؤكدًا أن التسجيل الإلكتروني مستمر حتى 20 من الشهر الجاري، داعيًا إلى عدم الانتظار حتى اللحظة الأخيرة. ولفت إلى أن تجارب الانتخابات الاخيرة أثبتت أهمية التحضير المبكر وتجنّب الضغط التقني في الأيام الأخيرة.

وأوضح أن المستند الصالح للاقتراع في الخارج هو جواز سفر لبناني صالح او بطاقة هوية لبنانية حصرا.

الا اذا صدر استثناء او اي قرار من السلطات اللبنانية المعنية بامكانية اعتماد اي مستند آخر اضافي.

وشدّد السفير على أن من يسجل للاقتراع في الخارج يُدرج حصراً على لوائح الشطب في البعثة الدبلوماسية، ولا يحق له الانتخاب في لبنان ما لم تُفتح مهلة رسمية لإلغاء التسجيل، داعيًا كل من يخطط للنزول إلى لبنان إلى التريّث قبل التسجيل.

كما تطرّق إلى النقاشات الدائرة في بيروت حول موعد الانتخابات وصيغة اقتراع المغتربين، سواء عبر تأجيل تقني، أو إجراء الانتخابات في تموز، أو حصر اقتراع المغتربين بستة نواب، أو حتى إلغاء الاقتراع الخارجي — مؤكداً أن هذه المسائل لا تزال قيد الدرس ولم يُحسم أي منها.

وختم السفير بالتأكيد أن التجارب السابقة في الخارج أثبتت قدرة الجاليات اللبنانية على إنجاز انتخابات شفافة وناجحة، داعيًا الجميع إلى التحضير الجدي والمبكر لضمان مشاركتهم في هذا الاستحقاق الوطني.

رسالة من الجالية الى المسؤولين بلبنان

خلال اللقاء سلم الوفد الى السفير طوق رسالة موجّهة من مجموعة واسعة من مؤسسات ومراكز وأحزاب تمثّل شريحة كبيرة من الجالية اللبنانية في كندا، إلى وزارة الخارجية اللبنانية والرئساء الثلاث تطالب فيها بتطبيق كامل بنود قانون الانتخابات النيابية رقم 44/2017، ولا سيما المتعلّقة باعتماد ستّة مقاعد مخصّصة للمغتربين في الدائرة السادسة عشرة.

وتشير الرسالة إلى أنّ القانون الذي أُقِرّ في 16 حزيران 2017 نصّ بوضوح على تخصيص ستة نواب للبنانيين المقيمين خارج البلاد، مؤكّدة أنّ الجالية اللبنانية في كندا تتمتع بتمثيل شعبي واسع وتعرف جيدًا مصالحها، ولن تقبل بأن تتحدث أي جهة باسمها لتحقيق أهداف سياسية لا تعبّر عنها.

كما يُسجِّل الموقّعون رفضهم لما وصفوه بـ"الهجمة غير المبررة" على دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، معتبرين أنّ احترام المؤسسات الدستورية والشخصيات الوطنية جزء أساسي من قيم الجالية والتزامها الوطني.

وتطالب الرسالة بثلاث نقاط رئيسية:

  1. تفعيل مواد قانون 2017 المتعلقة بالمقاعد الستة للمغتربين، بالتنسيق بين وزارة الخارجية والرئاسات الثلاث، لضمان تمثيل فعلي وعادل للبنانيين في الاغتراب، بحيث يُنتخب النواب عن دوائر الاغتراب نفسها لا عن دوائر داخل لبنان.
  2. ضمان شفافية كاملة في تسجيل الناخبين المغتربين بعيدًا عن التجاذبات الحزبية والخلافات الداخلية.
  3. أخذ موقف الجالية اللبنانية في كندا بعين الاعتبار باعتبارها مكوّنًا واسعًا وشرعيًا يمثّل مئات آلاف اللبنانيين الساعين إلى ممارسة دورهم السياسي والدستوري من الخارج.

وتؤكد الرسالة استعداد مكوّنات الجالية للتعاون مع الجهات الرسمية وتقديم كل ما يلزم لإنجاح هذه الخطوة الإصلاحية التي تراها مطلبًا جوهريًا للمغتربين اللبنانيين.

وفي ختام الرسالة، أعلن الموقّعون تأييدهم الكامل لما ورد فيها، وتأكيدهم على وحدة الموقف تجاه هذا المطلب الوطني.