في مشهد لافت جمع بين التوتر والطرافة، شهدت جلسة للجنة الهجرة في مجلس العموم الكندي سجالًا حادًا بين وزيرة الهجرة لينا دياب وناقدتها المحافظة ميشيل رمبل غارنر، تحوّل في لحظة إلى نقاش غير متوقع عن «السلَطة» لكن بمعنى مختلف تمامًا.
وخلال استجواب استمر قرابة ساعتين، ضغطت النائبة المحافظة على الوزيرة بشأن مشروع القانون الاتحادي C-12 المتعلق بأمن الحدود والهجرة، ولا سيما الصلاحيات الجديدة التي قد تتيح للحكومة تعليق أو إلغاء أو تعديل معاملات فئة كاملة من المهاجرين في ظروف تُعرَّف بأنها «ذات مصلحة عامة». وتقول الحكومة إن ترك التعريف مفتوحًا يمنحها مرونة للتعامل مع الأزمات، بينما يرى منتقدون أن هذا الغموض قد يفتح الباب لاستخدام واسع أو تعسفي للصلاحيات.
لكن لحظة الجلسة الأبرز جاءت حين اتهمت رمبل غارنر الوزيرة بأن إجاباتها ليست سوى «سلطة كلمات» (Word salad)، ووصفتها بأنها «وزيرة سيئة جدًا». هنا ردّت دياب بعبارة حادّة ممزوجة بهوية ثقافية واضحة: «أنا أفضّل الفتوش والتبولة على سلطتك في أي وقت»، في إشارة ساخرة إلى الأكلة اللبنانية المعروفة. لتردّ النائبة المحافظة مستغربة أن هذا «أغرب ما قاله وزير هجرة في اللجنة»، بينما أكدت دياب أن حديثها نابع من ثقافتها اللبنانية-الكندية.
الفتوش والتبولة، وهما من أشهر السلطات في المطبخ اللبناني، تحوّلا في تلك اللحظة إلى رمزٍ للهوية والاختلاف الثقافي داخل نقاش سياسي محتدم. وقد اعتبر متابعون أن ردّ دياب حمل رسالتين: الأولى رفضها «توصيف سلَطة الكلمات» الذي وُجّه إليها، والثانية تأكيدها على جذورها الثقافية في مواجهة انتقاد شخصي مباشر.
وتناولت الجلسة أيضًا قضايا أخرى شائكة، بينها مستويات الهجرة المستقبلية وترحيل غير المواطنين المدانين بجرائم خطيرة، حيث شددت الوزيرة على استقلال القضاء في قرارات الأحكام، مع تأكيدها أن الحكومة ترحّل من تنطبق عليهم شروط «الجرم الخطير» وفق القانون. كما دافعت عن خطة الحكومة لتقليل أعداد المقيمين المؤقتين وخفضٍ محدود في أعداد المقيمين الدائمين بهدف الوصول إلى «مستويات مستدامة وقابلة للإدارة».
هكذا، وبين نقاشات الصلاحيات والحدود والأرقام، خطفت «التبولة والفتوش» الأضواء، لتصبحا عنوانًا جانبيًا يعكس كيف يمكن للهوية الثقافية أن تظهر حتى في أكثر اللجان البرلمانية صرامة.
61 مشاهدة
06 ديسمبر, 2025
14 مشاهدة
06 ديسمبر, 2025
78 مشاهدة
06 ديسمبر, 2025