شهدت مدينة تورونتو مساء السبت اشتباكات بين مجموعتين من المتظاهرين، إحداهما مناهضة للهجرة والأخرى مؤيدة لها، ما أسفر عن اعتقال عشرة أشخاص، بحسب ما أعلنت عنه شرطة المدينة. ووقعت الاحتجاجات في منتزه كريستي بيتس Christie Pits، حيث نظم نشطاء من حركة "كندا أولاً" مظاهرة تحت شعار "أوقفوا الهجرة الجماعية. ابدأوا بالترحيل الجماعي. إعادة التوطين ضرورية"، وفقًا لملصق ترويجي للفعالية نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي. في المقابل، احتشد مئات المتظاهرين المؤيدين للهجرة في المكان نفسه، رافعين شعارات مثل: "لن تنجحوا في مسعاكم... المهاجرون باقون هنا." وتصاعد التوتر عندما التقى الطرفان في الحديقة، مما أدى إلى وقوع اشتباكات محدودة. وأفادت الشرطة عبر منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، أن من بين المعتقلين رجل تم توقيفه بتهمة الاعتداء، بينما لم يتم الكشف عن طبيعة التهم الموجهة إلى الآخرين حتى الآن، مشيرة إلى أن بيانًا تفصيليًا سيصدر لاحقًا.

من جهتها، وصفت عضو مجلس مدينة تورونتو عن الدائرة 11، ديان ساكس Dianne Saxe، المظاهرة المناهضة للهجرة بأنها "تظاهرة كراهية"، معتبرة أنها "لا تمثل قيم المدينة أو الكنديين"، وأعربت عن استيائها من اختيار المنتزه، الذي له تاريخ في مواجهة الكراهية، كموقع للتجمع. وأضافت في منشور آخر: "وجود هذا العدد من المتظاهرين الرافضين للكراهية يؤكد أن روح مقاومة العنصرية والتطرف لا تزال حية في حيّنا." وقد شوهد بعض المتظاهرين وهم يحملون الأعلام الكندية ويسيرون من منتزه كريستي بيتس عبر شارع بلور الغربي، في اتجاه وسط المدينة، بينما قامت الشرطة بتأمين المسار وإغلاق بعض أجزاء الطريق. ورغم ذلك، بقيت الغالبية من المتظاهرين المؤيدين للهجرة داخل المنتزه، بينما تبع عدد قليل منهم المسيرة المناهضة. يأتي هذا الاحتجاج في سياق تصاعد الخطاب المعادي للهجرة في بعض الدول الغربية، إذ شهدت العاصمة البريطانية لندن في اليوم نفسه مظاهرة حاشدة نظّمها الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، وشارك فيها أكثر من 110 ألف شخص، بحسب تقارير إعلامية. وأشارت شرطة تورونتو إلى أنها ستصدر بيانًا لاحقًا يحتوي على مزيد من التفاصيل حول الاعتقالات التي جرت خلال التظاهرة.