Sadaonline

هل الإنفصال عن كندا يخدم الجالية العربية؟ .. أكثر من 80% من سكان كيبيك يعتبرون أنفسهم جزءًا من الأمة الكندية

زعيم الكتلة الكيبيكية إيف-فرانسوا بلانشيه، وصف كندا في أبريل الماضي بأنها "دولة مصطنعة ذات معنى ضئيل"

كشف استطلاع جديد أجرته شركة "ليجيه" لصالح جمعية الدراسات الكندية أن أكثر من 80% من سكان كيبيك يعتبرون أنفسهم جزءًا من الأمة الكندية، رغم الخطاب الانفصالي الذي يروّجه بعض القادة السياسيين في المقاطعة، مثل زعيم الكتلة الكيبيكية وزعيم الحزب الكيبيكي.

الاستطلاع شمل سكانًا يُعرّفون "الأمة" بأنها ترتكز على الثقافة واللغة والتاريخ المشترك، وأظهرت نتائجه أن 82% من سكان كيبيك و83% من الكنديين من باقي المقاطعات يرون أن كيبيك جزء من الأمة الكندية. كما وافق 72% من ناخبي الكتلة الكيبيكية على هذا الانتماء، إلى جانب نسب أعلى بين ناخبي الأحزاب الفيدرالية الكبرى.

رغم ظهور مشاعر انفصالية في مقاطعات أخرى مثل ألبرتا وساسكاتشوان، إلا أن استطلاع كيبيك يعكس ميلاً متزايدًا نحو البقاء ضمن الاتحاد الكندي.

تعليق

الاستطلاع يُظهر أن الهوية الكيبيكية لم تعد تُرى بالضرورة كهوية متعارضة مع الهوية الكندية، بل إن أغلبية الكيبيكيين باتوا يعتبرون أنفسهم جزءًا من"الأمة الكندية"، مما يُضعف منطق الانفصال التقليدي الذي يعوّل على التمايز القومي والثقافي كدافع رئيسي للانفصال. كما يبدو أن التوتر مع الولايات المتحدة والدعوات إلى دعم الإنتاج الوطني، قد ساهمت أيضًا في تعزيز هذا الانتماء الوطني داخل كيبيك، بما يقلل من الزخم التقليدي للحركات الانفصالية.

ياتي هذا الامر رغم استمرار الخطاب السياسي الانفصالي في كيبيك، خاصة من طرف زعماء مثل الكتلة الكيبيكية BQ والحزب الكيبيكي PQ، حيث ان المزاج العام لسكان المقاطعة يشير إلى تراجع في الدعم الشعبي لفكرة الانفصال عن كندا.

كذلك، فإن الانقسام بين التصور الأكاديمي والسياسي لمفهومي "الأمة" و"الدولة" لا يبدو منعكسًا في وعي المواطنين، الذين يتعاملون مع الانتماء بطريقة أكثر واقعية ومرنة.

هل الانفصال يخدم  الجالية العربية؟

رغم ان هناك اصواتا في الجالية العربية تنشط في اطار الحزبين الكيبكيين اللذين يروجان للانفصال فان الجو العام للجالية ان الانفصال لا يخدم هذه الجالية للأسباب التالية:

  1. الاستقرار السياسي والاقتصادي:

    • الانفصال يخلق فترة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي. وهذا قد يهدد الاستثمارات، سوق العمل، والعملات، والعلاقات الدولية. الجالية العربية التي غالبًا ما تكون في طور التمكين الاقتصادي ستتضرر من هذا الغموض.

  2. الخدمات الفيدرالية:

    • كثير من الخدمات التي تستفيد منها الجالية – مثل المساعدات الاجتماعية، برامج الاندماج، الدعم الدراسي واللغوي – تديرها الحكومة الفيدرالية. انفصال كيبيك قد يُعرض هذه البرامج للخطر أو يغيرها بشكل غير مضمون.

  3. اللغة:

    • انفصال كيبيك سيزيد من مركزية اللغة الفرنسية ويقلل من الانفتاح على الإنجليزية. بعض العرب المهاجرين يتكلمون الفرنسية، لكن كثيرين يتعلمون الإنجليزية كوسيلة للاندماج والعمل في كندا ككل.

  4. الوضع القانوني:

    • انفصال كيبيك قد يغيّر من شروط الإقامة والجنسية والهجرة فيها. وهذا يخلق حالة من عدم الاستقرار القانوني للمهاجرين الجدد أو من هم في مراحل الحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية.

ثالثًا: الهوية والانتماء

الجالية العربية عمومًا تبحث عن الحفاظ على الهوية الثقافية ضمن إطار من التعددية والانفتاح. كندا الفيدرالية تمنح هذا الإطار بشكل أوسع مما قد توفره دولة منفصلة تعيد تعريف سياساتها الداخلية.

* الصورة من صفحة إيف-فرانسوا بلانشيه عر الفيسبك