Sadaonline

مصدر مسؤول في الجالية تعليقا على التظاهرة المناوئة للاعتصام قرب ماكغيل : بداية النهار لم تكن سهلة ابدا لكننا افشلنا استفزازاتهم

صدى اونلاين ـ مونتريال

مساء الاربعاء الفائت الاول من شهر ايار – مايو انتشرت دعوات من قبل انصار اسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر في اليوم التالي امام مدخل جامعة ماكغيل الرئيسي حيث يعتصم الطلاب احتجاجا على استثمارات الجامعة في مشاريع  في المناطق المحتلة تساهم في الابادة التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد اهل غزة ..

مع انتشار اخبار هذه الدعوات سرت مخاوف من احتمال حدوث مواجهات مماثلة لتلك التي جرت في كاليفورنيا . شرطة مونتريال كانت في حال استنفار وجهوزية عالية تحسبا لاحتمال اقدام المشاركين في المسيرة المناوئة للاعتصام على اقتحام مخيم الاعتصام وحدوث صدامات بين الطرفين . كذلك قام المنتدى الاسلامي الكندي (CMF-FMC) و"الطاولة الاستشارية للجالية الاسلامية في مونتريال (TCCMQ) " بالاستنفار لتبقى الامور تحت سقف الانضباط والقانون والابتعاد عن حالة العنف التي شهدناها في الولايات المتحدة .

متابعة لما جرى في ذلك اليوم تحدثنا الى مصدر مطلع في المنتدى الاسلامي والطاولة الاستشارية اكد اننا "نتحرك من منطلق واجبنا الاخلاقي وانتمائنا لهذه البلاد. ونحن لا نريد ان نرى حالة فيها عنف ، خصوصا اننا نرى ان حرية التعبير وحرية التجمع مكفولة بالقوانين" . وشدد المصدر على انه " في ظل ما يجري في غزة لا يمكن لانسان عاقل ان يعترض على من يقومون بالتعبير عن معارضتهم لحملة الابادة التي تتعرض لها غزة ".

ولفت المصدر الى انه كان " هناك تواصل للشرطة في مونتريال مع المنتدى والطاولة الاستشارية حول هذا الموضوع كما قمنا بتواصل مباشر وغير مباشر مع قيادات الطلاب المعتصمين . حيث قمنا بدور صلة الوصل بين قيادة الشرطة والمعتصمين كي يكون هناك تفاهم وتجنب لسوء الفهم بين الطرفين ".

وتحدث المصدر عما جرى الخميس الماضي فقال " بداية النهار لم تكن سهلة ابدا سيما ما دفع الشرطة الى اقامة منطقة عازلة بين المتظاهرين الصهاينة والمعتصمين في الجامعة . ولكن لاحظنا ان بعض المتظاهرين حاولوا الاقتراب من سور الجامعة وقاموا بعمليات استفزاز ".  واضاف المصدر "كان هناك سعي حثيث نحو عدم السماح بالاعتداء على المعتصمين او التعرض للنساء كما حصل في الرابع من شهر آذار ـ مارس الماضي امام مركز تابع لاحد المنظمات الصهيونية . وان لا نسمح ان يؤدي هذا الاستفزاز الى قيام المعتصمين بردة فعل تؤدي الى خروج الامور عن السيطرة . وكان هناك انطباع انه قد يكون من اهداف التحرك المضاد هو اثارة البلبلة من خلال استخدام العنف والشغب، ما قد يضطر الشرطة لى التدخل لفك الاعتصام تفاديا للمزيد من المواجهات . خصوصا ان محاولة فك الاعتصام من خلال الطرق القانونية باءت بالفشل في المحكمة في كيبك ".

كان هناك تواصل مع الشرطة على اكثر من صعيد. حيث كانت فرق عدة من الشرطة متواجدة على الارض منها فرقة مكافحة الشغب التي كان يتواصل مسؤولوها مع ناشطين في المنتدى الاسلامي الكندي والطاولة الاستشارية . وكانت مجموعات طلابية تتواصل مع الناشطين ، حيث كانا يبذلان جهودا كبيرة لتجنب استفزازات الطرف الاخر، خصوصا ان احد الاشخاص نجح في الدخول الى جهة المعتصمين وقام بتصويرهم وخصوصا النساء مهنم، فيما يعد محاولة ترهيب واستفزاز". واشار المصدر الى انه " لدينا صورة الشخص الذي قام بهذا الفعل". لكن المصدر شدد على انه "كان التاكيد من قبلنا على ضرورة عدم الانجرار لاي عملية استدراج لاحداث تصادم" .واضاف" افشلنا استفزازاتهم ونجحنا بحمد الله في المحافظة على سلمية ردود فعل المعتصمين . والحمد لله اثبت طلابنا انهم على درجة كبيرة من الوعي وحسن التصرف".

واشار المصدر الى انه "في مواجهة التظاهرة المضادة وقف معتصمون من الجالية اليهودية في الصفوف الامامية من جهة المعتصمين في الجامعة. كان هذا الامر لافتا جدا وهو يضع حدا للادعاءات بمعادة السامية التي اطلقها بعض السياسيين والمؤيدين لاسرائيل. ولو كان هناك اي شعار معاد للسامية لكان تم استغلاله من قبل الاعلام او المعارضين للاعتصام".  وشدد المصدر على ان "التعرض للديانة اليهودية ليست من اخلاق المعتصمين كما ان الحرب القائمة ليست حربا دينية بل هي ابادة ضد اهل غزة امام مرأى العالم" . ولفت المصدر الى "مشاركة الكثير من اليهود في الاعتصام"، مشيرا ايضا الى ان " عددا من المحامين الذين يدافعون عن المعتصمين هم من الجالية اليهودية .

ولفت المصدر الى ان قيادة الشرطة اظهرت الحرص على عدم التدخل بالرغم من طلب ماكغيل من الشرطة التدخل كي لا نرى في مونتريال ما رايناه في جامعات امريكا . وفي بيان للمنتدى كان هناك شكر للشرطة على تعاطيها الواعي والايجابي والبناء مع المعتصمين في مخيم ماكغيل.

ولفت المصدر الى "وجود ضغوطات كبيرة سياسية واخرى من قبل بعض اللوبيات الصهيونية على الشطرة لدفعها نحو التعامل بطريقة مختلفة مع المعتصمين . لكن الشرطة اكدت على رفضها لهذا الامر . وحين تدعو الحاجة الى تطبيق القانون سيتم اللجوء الى اسلوب مرن" . واعتبر المصدر ان "موقف الشرطة يعود الى العلاقة التي بنيت مع الشرطة ومع بلدية مونتريال لسنوات طويلة التي تعمل الشرطة تحت قيادتها" .

المصدر اكد ان المنتدى والطاولة الاستشارية يؤكدون على جملة مسائل :

اولا: سلمية التحرك وثانيا: الحق في حرية التعبير وحق التجمع السلمي . وانه لن تقوم الطاولة الاستشارية ولا المنتدى بتغطية استخدام العنف لو حصل . ودورنا ان نكون جسر اتصال وتفاهم مع الجاليات الثقافية والدينية المتنوعة في مونتريال. فلا خلاف بين الاعراق والاديان والجاليات . والتحرك الذي يحدث في ماكغيل اليوم هو انساني سياسي بامتياز .

ولفت المصدر الى "وجود تفاوت في تعاطي وسائل الاعلام مع المعتصمين حيث نجد ان بعضها يحاول ايجاد ثغرة في تصريح هنا او هناك لتحريض الشرطة على المعتصمين. بينما لا نجد هذه الطريقة بالتعاطي مع النشطاء المؤيدين للاحتلال . فيما نجد وسائل اعلام اخرى تتعاطى بمهنية عالية تحاول من خلالها ان تنقل الوقائع كما هي بشكل هادئ بعيدا عن الاثارة والتحريض".

وفيما اذا كانت ستبقى على ما هي عليه شدد المصدر على انه "لا يمكن التنبوء بما قد يحدث مستقبلا لجهة موقف الشرطة خصوصا بعد تدخل فرنسوا ليغو واستنفار اللوبي الصهيوني للضغط على الشرطة لاستخدام القوة لفك الاعتصام، الذي يصر المعتصمون على مواصلته حتى تحقيق مطالبهم" .      

    

الكلمات الدالة