أطلق المركز الكندي لمكافحة الاحتيال، بالتعاون مع شرطة نيوفاوندلاند الملكية، تحذيرًا عامًا بشأن ازدياد تعقيد عمليات الاحتيال المالي، لا سيما تلك التي تتنكر في شكل فرص استثمارية، مدفوعة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وأشار جيف هورنكاسل، مسؤول التوعية بالمركز، إلى أن خسائر الكنديين جراء الاحتيال الاستثماري في عام 2024 تجاوزت 310 ملايين دولار، فيما بلغ إجمالي الخسائر منذ عام 2021 أكثر من مليار دولار. وأكد أن هذه الأرقام لا تمثل الحجم الكامل للمشكلة، نظرًا لأن الكثير من الضحايا لا يُبلّغون.
وأوضح هورنكاسل أن المحتالين يستخدمون مواقع إلكترونية زائفة لإقناع الضحايا بالاستثمار، وغالبًا ما يتم إغراء الأشخاص بتحقيق أرباح أولية صغيرة – تتراوح بين 200 و300 دولار – لتعزيز ثقتهم. إلا أن محاولة سحب الأموال لاحقًا تكشف حقيقة الاحتيال.
وتتعدد وسائل الإيقاع بالضحايا، سواء عبر إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، أو رسائل منتحلة لهوية أصدقاء، أو حتى من خلال نتائج البحث على غوغل. وقال هورنكاسل: "في كثير من الأحيان، تكون أولى نتائج البحث مليئة بمنصات احتيالية".
وأكد أن التطورات في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل مقاطع الفيديو المزيفة (Deepfakes) التي تُظهر شخصيات شهيرة – مثل إيلون ماسك – وهي تروّج لمنصات استثمار وهمية، زادت من صعوبة التمييز بين الحقيقي والمزور.
ودعا هورنكاسل المواطنين إلى التريّث والتفكير قبل اتخاذ أي قرارات مالية، قائلاً: "لا تتخذ قرارات تحت الضغط أو التهديد. خذ وقتك الكامل، ففي معظم الحالات، هذا وحده كفيل بحمايتك من الوقوع ضحية".
من جانبه، أكد الشرطي جيمس كاديغان من شرطة نيوفاوندلاند الملكية أن هذا النوع من الاحتيال يستهدف في الغالب الأشخاص الذين يعانون من ضائقة مالية، حيث تظهر العروض الاستثمارية الزائفة كفرص مغرية. كما أشار إلى أن بعض أنواع الاحتيال تنتشر في مواسم معينة، مثل عمليات الاحتيال المرتبطة بوكالة الإيرادات الكندية خلال موسم الضرائب، أو الاحتيال في تأجير المساكن مع بداية العام الدراسي.
وأضاف كاديغان: "هذه الشبكات الإجرامية تُشغّل عمليات الاحتيال كأنها صناعة متكاملة، مستخدمة تقنيات وأساليب معقدة، وهي تتابع الأحداث الموسمية لتحديد أهدافها".
يُذكر أن الشرطة أصدرت مؤخرًا تحذيرًا بشأن عمليات احتيال عاطفية، وذلك بعد أن خسرت امرأة من نيوفاوندلاند ولابرادور نصف مليون دولار خلال فترة تسعة أشهر نتيجة احتيال عاطفي.
ويقدّر كاديغان حجم صناعة الاحتيال في كندا بـ 100 مليون دولار سنويًا، مؤكدًا أن ما يحدث هو "نشاط إجرامي منظم يستخدم كل وسائل التكنولوجيا والدهاء كما تفعل الشركات التجارية".
*صورة المادة الخبرية من موقع freepik لأغراض توضيحية.
64 مشاهدة
03 يونيو, 2025
52 مشاهدة
03 يونيو, 2025
102 مشاهدة
03 يونيو, 2025